احمر (بحر)
Red Sea - Mer Rouge
الأحمر( البحر-)
البحر الأحمر بحر داخلي عربي يقع بين قارتي آسيا وإِفريقية, عرف عند العرب ببحر القُلزم وعند اليونان والروم بالبحر الأحمرRubrum Mare والبحر الأريتري Aerethris Mare, واكتسب اسمه من لون بعض المرجانيات التي تضفي على الماء اللون الأحمر أو بسبب تجمع نباتات طحلبية بحرية أزهارها تلوّن الماء بالأحمر المائل إِلى البني.
الموقع والأبعاد
تحيط بالبحر الأحمر أقطار الأردن وفلسطين ومصر من الشمال, والمملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية من الشرق, ومصر والسودان وأريترية من الغرب (الخريطة 1). ويشغل حفرة انهدامية متطاولة ضيقة. طوله 1932 كم وعرضه الأقصى 306 كم ويغطي مساحة 450 ألف كم2 وحجم مائه لا يقل عن 251 ألف كم3 وعمقه المتوسط 558م, والأقصى 2635م, وسواحل البحر رملية وصخرية تحيط بها الشعاب المرجانية غالباً. وينتهي شمالاً بخليجي العقبة والسويس ويبلغ طول الأول 180 كم وعرضه 15-28كم أما عمقه فلا يتجاوز 1828 م. ويبلغ طول خليج السويس 325 كم وعرضه 15- 46 كم ولا يتجاوز عمقه 80م. ويرتبط هذا الخليج بقناة السويس, التي تصل بين البحرين الأحمر والمتوسط. وفي البحر جزر أهمها أرخبيل سواكن وفرسان ودهلك.
ويمتد في مركز البحر خانق طويل ضيق شديد الانحدار تراوح أعماقه بين 2000 و2500 م وفي وسطه أعظم أعماق البحر التي تتناقص كلما اتجهنا جنوباً. ويتزايد عرض العتبة البحرية من الشمال إِلى الجنوب, إِذ يكون عرضها 10- 20كم في الشمال ويصبح 35- 40 كم في الجنوب ويزيد على 100 كم عند جزر فرسان.
ويقع في أقصى جنوبي البحر مضيق باب المندب الذي يصل بينه وبين المحيط الهندي وهو ليس بالعميق غير أن عمقه لا يقل عن 140م أما عرضه فنحو 27.7 كم وترجع نشأة حوض البحر إِلى مجموعة معقدة من الصدوع والانكسارات التي فصلت آسيا عن إِفريقية ضمن الصدع السوري الإِفريقي الكبير, ونتيجة لذلك تتألف جوانب البحر من سفوح متدرجة شديدة الانحدار, بل قائمة أحياناً, تصل رمية الصدوع أو الدرجات فيها إِلى 500- 700 م وتزيد على 1500 م أحياناً ولاسيما في الجنوب. ويكون التصدع شديداً كذلك في خليج العقبة. أما الترسبات في قعر البحر فأكثرها حيوي المنشأ مصدره الشعاب المرجانية وكسر القواقع الكلسية بالإِضافة إِلى جزئيات الغبار القارية المنشأ.
المناخ
يحدد موقع البحر الأحمر بين شبه جزيرة العرب وإِفريقية خصائصه المناخية, فيرتفع الضغط الجوي في فصل الشتاء فوق شمالي إِفريقية, بينما يشتد النشاط الجبهي الجوي فوق حوض البحر المتوسط, الأمر الذي يؤدي إِلى سيطرة الرياح القادمة من الشمال الشرقي في القسم الشمالي من البحر, في حين تسيطر في القسم الجنوبي منه الرياح القادمة من الجنوب الشرقي. أما في الصيف فتمتد ذراع ضغط مرتفع تابع لمركز ضغط آصور فوق شمالي إِفريقية مقابل الضغط المنخفض في جنوبي آسيا وشبه الجزيرة العربية. إِلا أن الضغوط فوق البحر المتوسط تبقى أكثر ارتفاعاً, لذا تسيطر فوق البحر الأحمر كله رياح شمالية غربية المصدر, وهكذا تُرى سيطرة الرياح الموسمية في الجزء الجنوبي من البحر, فهي جنوبية شرقية المنشأ شتاء وشمالية غربية المنشأ صيفاً. أما في الشمال فتسيطر الرياح القادمة من الشمال.
أما الحرارة فمرتفعة دائماً والفصول واضحة في الشمال, حيث تبلغ حرارة شهر كانون الثاني الوسطية 24 درجة مئوية عند باب المندب وفي الشمال 15.5 درجة, أما في شهر تموز فإِنها تعادل 32.5 درجة في الجنوب و 27.5 في الشمال. والأمطار قليلة بل نادرة, إِذ تعادل كمياتها 200- 300 مم في السنة قرب مضيق باب المندب و 30- 50 مم في الشمال, وهي أمطار شتوية. ونظراً لقلة المياه العذبة الرافدة للبحر وللتبخر الكبير الذي يصل إِلى 2200- 3000 مم في السنة, فإِن البحر يفقد كميات كبيرة من مياهه يعوضها بالمياه البحرية المنشأ القادمة عن طريق باب المندب من المحيط الهندي وخليج عدن الذي يمده بنحو 10.1 ألف كم3 من المياه في السنة, في حين يتلقى منه 9,1ألف كم3.
ويعادل هذا التبادل 0.25 من التبادل المائي بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي.
التيارات المائية
الجريان في البحر الأحمر معقد وللرياح دور أساسي في ذلك. ويلاحظ وجود طبقتي جريان في فصل الشتاء, العليا منهما تمتد حتى عمق 100م ويتجه جريانها من خليج عدن إِلى البحر, الأمر الذي يتطابق مع اتجاه الرياح في هذا الفصل. أما الطبقة السفلى فإِنها أكثر ملوحة من السطحية وتتحرك من البحر الأحمر إِلى خليج عدن. أما في الصيف فالأمر أكثر تعقيداً لأن الرياح تغير اتجاهاتها, فتشكل تيارات سطحية تدفعها الرياح من البحر إِلى خليج عدن ويصل عمقها إِلى 25- 50م أما أسفل هذه التيارات وعلى أعماق تراوح بين 25 -150م فتتجه التيارات هنا نحو البحر الأحمر. أما تيارات القعر فسبب حدوثها هو اختلاف قيم الملوحة هنا, وتتجه كما في الشتاء من البحر إِلى المحيط. وبالإِضافة إِلى الحركات المائية الأفقية, هناك الحركات المائية الرأسية الحملانية. فالمياه المندفعة شمالاً تزداد ملوحة وتبرد شتاء مما يزيد من وزنها النوعي فتغوص نحو الأسفل مشكلة تياراً مائياً باطنياً عائداً يجري في المضيق إِلى المحيط الهندي.
ولحركات الحملان المائية الباطنية دور أساسي في تحديد خصائص التطبق المائي فتبلغ هذه الحركات أشدها في شهر شباط وتزداد عمقاً كلما اتجهنا شمالاً, حيث تراوح بين 70 م جنوباً و 500م شمالاً. ويعتقد أن لخليج العقبة والسويس دوراً حيوياً في تكوين مياه الأعماق.
وتصل درجة حرارة مياه الأعماق المتشكلة في فصل الشتاء في شمالي البحر الأحمر إِلى 21.6 - 21.7 درجة مع ملوحة 40.6 بالألف وكثافة تقع بين 28.5 و28.6 وتشغل هذه الكتلة المائية قرابة 75٪ من حجم ماء البحر. ويلاحظ أن خصائصها ثابتة تقريباً حتى الأعماق.
وتتسخن الطبقات المائية العليا بشدة في الصيف كما تهب الرياح نشطة قوية محدثة حركة مزج مائية فعالة تراوح سماكتها بين 40 و 50 في الشمال و20 -40م في الجنوب حتى باب المندب, وتراوح الحرارة في شهر آب ما بين 32 درجة جنوباً و27 درجة شمالاً. أما الملوحة فتزداد من الجنوب نحو الشمال وذلك من 38- 39 بالألف, إِلى 42 بالألف وتنخفض حرارة المياه في الشتاء عن حرارتها في الصيف بمقدار 5-6 درجات فتصل حرارة الطبقة المائية الحملانية في شهر شباط إِلى 26.5 درجة في الجنوب و20-22 درجة في الشمال وتتدنى في أقصى الشمال إِلى 18 درجة.
أما الملوحة فمرتفعة في الشتاء كما في الصيف. وشفافية الماء عالية حتى عمق 50 متراً.
أما لون الماء فأخضر سماوي, تصل كمية الأكسجين المحلول فيه إِلى 2-3٪ وأدنى قيم له تقع على عمق 300- 500م.
Red Sea - Mer Rouge
الأحمر( البحر-)
البحر الأحمر بحر داخلي عربي يقع بين قارتي آسيا وإِفريقية, عرف عند العرب ببحر القُلزم وعند اليونان والروم بالبحر الأحمرRubrum Mare والبحر الأريتري Aerethris Mare, واكتسب اسمه من لون بعض المرجانيات التي تضفي على الماء اللون الأحمر أو بسبب تجمع نباتات طحلبية بحرية أزهارها تلوّن الماء بالأحمر المائل إِلى البني.
الموقع والأبعاد
تحيط بالبحر الأحمر أقطار الأردن وفلسطين ومصر من الشمال, والمملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية من الشرق, ومصر والسودان وأريترية من الغرب (الخريطة 1). ويشغل حفرة انهدامية متطاولة ضيقة. طوله 1932 كم وعرضه الأقصى 306 كم ويغطي مساحة 450 ألف كم2 وحجم مائه لا يقل عن 251 ألف كم3 وعمقه المتوسط 558م, والأقصى 2635م, وسواحل البحر رملية وصخرية تحيط بها الشعاب المرجانية غالباً. وينتهي شمالاً بخليجي العقبة والسويس ويبلغ طول الأول 180 كم وعرضه 15-28كم أما عمقه فلا يتجاوز 1828 م. ويبلغ طول خليج السويس 325 كم وعرضه 15- 46 كم ولا يتجاوز عمقه 80م. ويرتبط هذا الخليج بقناة السويس, التي تصل بين البحرين الأحمر والمتوسط. وفي البحر جزر أهمها أرخبيل سواكن وفرسان ودهلك.
ويمتد في مركز البحر خانق طويل ضيق شديد الانحدار تراوح أعماقه بين 2000 و2500 م وفي وسطه أعظم أعماق البحر التي تتناقص كلما اتجهنا جنوباً. ويتزايد عرض العتبة البحرية من الشمال إِلى الجنوب, إِذ يكون عرضها 10- 20كم في الشمال ويصبح 35- 40 كم في الجنوب ويزيد على 100 كم عند جزر فرسان.
ويقع في أقصى جنوبي البحر مضيق باب المندب الذي يصل بينه وبين المحيط الهندي وهو ليس بالعميق غير أن عمقه لا يقل عن 140م أما عرضه فنحو 27.7 كم وترجع نشأة حوض البحر إِلى مجموعة معقدة من الصدوع والانكسارات التي فصلت آسيا عن إِفريقية ضمن الصدع السوري الإِفريقي الكبير, ونتيجة لذلك تتألف جوانب البحر من سفوح متدرجة شديدة الانحدار, بل قائمة أحياناً, تصل رمية الصدوع أو الدرجات فيها إِلى 500- 700 م وتزيد على 1500 م أحياناً ولاسيما في الجنوب. ويكون التصدع شديداً كذلك في خليج العقبة. أما الترسبات في قعر البحر فأكثرها حيوي المنشأ مصدره الشعاب المرجانية وكسر القواقع الكلسية بالإِضافة إِلى جزئيات الغبار القارية المنشأ.
المناخ
يحدد موقع البحر الأحمر بين شبه جزيرة العرب وإِفريقية خصائصه المناخية, فيرتفع الضغط الجوي في فصل الشتاء فوق شمالي إِفريقية, بينما يشتد النشاط الجبهي الجوي فوق حوض البحر المتوسط, الأمر الذي يؤدي إِلى سيطرة الرياح القادمة من الشمال الشرقي في القسم الشمالي من البحر, في حين تسيطر في القسم الجنوبي منه الرياح القادمة من الجنوب الشرقي. أما في الصيف فتمتد ذراع ضغط مرتفع تابع لمركز ضغط آصور فوق شمالي إِفريقية مقابل الضغط المنخفض في جنوبي آسيا وشبه الجزيرة العربية. إِلا أن الضغوط فوق البحر المتوسط تبقى أكثر ارتفاعاً, لذا تسيطر فوق البحر الأحمر كله رياح شمالية غربية المصدر, وهكذا تُرى سيطرة الرياح الموسمية في الجزء الجنوبي من البحر, فهي جنوبية شرقية المنشأ شتاء وشمالية غربية المنشأ صيفاً. أما في الشمال فتسيطر الرياح القادمة من الشمال.
أما الحرارة فمرتفعة دائماً والفصول واضحة في الشمال, حيث تبلغ حرارة شهر كانون الثاني الوسطية 24 درجة مئوية عند باب المندب وفي الشمال 15.5 درجة, أما في شهر تموز فإِنها تعادل 32.5 درجة في الجنوب و 27.5 في الشمال. والأمطار قليلة بل نادرة, إِذ تعادل كمياتها 200- 300 مم في السنة قرب مضيق باب المندب و 30- 50 مم في الشمال, وهي أمطار شتوية. ونظراً لقلة المياه العذبة الرافدة للبحر وللتبخر الكبير الذي يصل إِلى 2200- 3000 مم في السنة, فإِن البحر يفقد كميات كبيرة من مياهه يعوضها بالمياه البحرية المنشأ القادمة عن طريق باب المندب من المحيط الهندي وخليج عدن الذي يمده بنحو 10.1 ألف كم3 من المياه في السنة, في حين يتلقى منه 9,1ألف كم3.
ويعادل هذا التبادل 0.25 من التبادل المائي بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي.
التيارات المائية
الجريان في البحر الأحمر معقد وللرياح دور أساسي في ذلك. ويلاحظ وجود طبقتي جريان في فصل الشتاء, العليا منهما تمتد حتى عمق 100م ويتجه جريانها من خليج عدن إِلى البحر, الأمر الذي يتطابق مع اتجاه الرياح في هذا الفصل. أما الطبقة السفلى فإِنها أكثر ملوحة من السطحية وتتحرك من البحر الأحمر إِلى خليج عدن. أما في الصيف فالأمر أكثر تعقيداً لأن الرياح تغير اتجاهاتها, فتشكل تيارات سطحية تدفعها الرياح من البحر إِلى خليج عدن ويصل عمقها إِلى 25- 50م أما أسفل هذه التيارات وعلى أعماق تراوح بين 25 -150م فتتجه التيارات هنا نحو البحر الأحمر. أما تيارات القعر فسبب حدوثها هو اختلاف قيم الملوحة هنا, وتتجه كما في الشتاء من البحر إِلى المحيط. وبالإِضافة إِلى الحركات المائية الأفقية, هناك الحركات المائية الرأسية الحملانية. فالمياه المندفعة شمالاً تزداد ملوحة وتبرد شتاء مما يزيد من وزنها النوعي فتغوص نحو الأسفل مشكلة تياراً مائياً باطنياً عائداً يجري في المضيق إِلى المحيط الهندي.
ولحركات الحملان المائية الباطنية دور أساسي في تحديد خصائص التطبق المائي فتبلغ هذه الحركات أشدها في شهر شباط وتزداد عمقاً كلما اتجهنا شمالاً, حيث تراوح بين 70 م جنوباً و 500م شمالاً. ويعتقد أن لخليج العقبة والسويس دوراً حيوياً في تكوين مياه الأعماق.
وتصل درجة حرارة مياه الأعماق المتشكلة في فصل الشتاء في شمالي البحر الأحمر إِلى 21.6 - 21.7 درجة مع ملوحة 40.6 بالألف وكثافة تقع بين 28.5 و28.6 وتشغل هذه الكتلة المائية قرابة 75٪ من حجم ماء البحر. ويلاحظ أن خصائصها ثابتة تقريباً حتى الأعماق.
وتتسخن الطبقات المائية العليا بشدة في الصيف كما تهب الرياح نشطة قوية محدثة حركة مزج مائية فعالة تراوح سماكتها بين 40 و 50 في الشمال و20 -40م في الجنوب حتى باب المندب, وتراوح الحرارة في شهر آب ما بين 32 درجة جنوباً و27 درجة شمالاً. أما الملوحة فتزداد من الجنوب نحو الشمال وذلك من 38- 39 بالألف, إِلى 42 بالألف وتنخفض حرارة المياه في الشتاء عن حرارتها في الصيف بمقدار 5-6 درجات فتصل حرارة الطبقة المائية الحملانية في شهر شباط إِلى 26.5 درجة في الجنوب و20-22 درجة في الشمال وتتدنى في أقصى الشمال إِلى 18 درجة.
أما الملوحة فمرتفعة في الشتاء كما في الصيف. وشفافية الماء عالية حتى عمق 50 متراً.
أما لون الماء فأخضر سماوي, تصل كمية الأكسجين المحلول فيه إِلى 2-3٪ وأدنى قيم له تقع على عمق 300- 500م.