"بيت السينما".. نافذة مجانية للأفلام العالمية
رامه الشويكي
رامه الشويكي
دمشق
يحاول كل من المخرجين "فراس محمد" و"رامي نضال" إعادة إحياء فكرة النادي السينمائي من خلال مشروع "بيت السينما"، الذي يعرض مجاناً أفلام المهرجانات إضافة الى أفلام كلاسيكية لا يمكن للجمهور متابعتها في صالات السينما التجارية.
بيت السينما
"مدونة وطن" تواصلت مع المخرج السينمائي "رامي نضال" الذي يحدثنا عن مشروع "بيت السينما" التابع للمؤسسة العامة للسينما بقوله: «هو مشروع قديم في المؤسسة يتبناه المخرجين والسينمائيين من جيل إلى آخر، كان اسمه النادي السينمائي ثم تحول إلى "بيت السينما"، أخذ شكله الحالي عام 2019 لمتابعة فكرته من قبل "مراد شاهين" مدير عام المؤسسة العامة للسينما، وتبنى الموضوع في البداية المخرج "فراس محمد" وحالياً نعمل على إدارته معاً، حيث تتم العروض في صالة سينما "الكندي" في "دمشق"، وتوقف المشروع عام 2020 نتيجة انتشار جائحة كورونا لمدة عام ونصف».
تقدم العروض في صالة سينمائية تتضمن شاشة عرض كبيرة وكراسي مخصصة للعرض، والأكثر أهمية أن الدعوة مجانية أي بإمكان من يرغب الدخول دون تذاكر لأن المشروع غير ربحي وبإشراف وزارة الثقافة
"رامي نضال" الذي تخرج من المعهد العالي للسينما في "القاهرة" عام 2016 وعاد إلى "سورية" عام 2017 يقول عن تبنيه المشروع: «عند عودتي كنت أبحث عن فكرة مشروع شاهدته في "مصر" اسمه "سينما زاوية"، يعرض أفلاماً سينمائية نخبوية نسميها الفيلم الآخر الذي لا يعرض على شاشات التلفاز أو على شاشات السينما التجارية، أي خاص بأفلام المهرجانات عموماً أو تلك التي تخلق جدلاً سينمائياً بظهورها سواءً أكانت كلاسيكية قديمة أم معاصرة، وفي هذه الفترة تعرفت إلى المخرج السينمائي "فراس محمد" ووجدنا نقاط مشتركة في أفكارنا، وكان ذلك عام 2021 حيث حدثني على فكرة "بيت السينما" التي كانت مؤجلة بسبب كورونا، وتوصلنا إلى إعادة افتتاح المشروع برؤية جديدة، وبذلك باشرنا الإجراءات الورقية بهذا الخصوص، وتمت إعادة افتتاح المشروع وكانت انطلاقة المشروع الجديدة في شهر أيار عام 2022، مع فيلم سوداني بعنوان "ستموت في العشرين" إخراج "أمجد أبو العلا" وتفاجأت بعدد الجمهور الكبير آنذاك».
المخرج "رامي نضال"
خصوصية وتميز
وحول خصوصية "بيت السينما" يرى المخرج "نضال" أن هناك جمهور يحب هذا النوع من الأفلام الذي يختلف عن تلك المتواجدة في صالات العرض، ويوضح أن الهدف الأساسي للمشروع هو توسيع رقعة الجمهور السينمائي ورفع الذائقة السينمائية العامة في "سورية".
وما يميز "بيت السينما" عن النوادي السينمائية الأخرى.
المخرج "فراس محمد" اثناء النقاشات
ويضيف "نضال": «تقدم العروض في صالة سينمائية تتضمن شاشة عرض كبيرة وكراسي مخصصة للعرض، والأكثر أهمية أن الدعوة مجانية أي بإمكان من يرغب الدخول دون تذاكر لأن المشروع غير ربحي وبإشراف وزارة الثقافة».
ورغم أن المشروع يعتبر في خطواته الأولى إلى أنه استطاع جذب الجمهور وحول ذلك يقول المخرج "نضال": «استطعنا خلال فترة قصيرة أن نحقق الزيادة والتنويع في الجمهور السينمائي الذي يرتاد "بيت السينما" بشكل نصف شهري، حيث يتم تقديم عرضين خلال الشهر الواحد في أيام الخميس لانشغالنا بظروف عمل أخرى، وكأي نادي سينمائي آخر يتم عرض الفيلم ثم فتح باب النقاش، وتأتي أهميته بأن الحضور لا يكتفي بمشاهدة الفيلم، بل بإمكانه معرفة آراء الحاضرين حوله، وبالتالي فكرة النادي السينمائي مهمة لزيادة الاهتمام بمشاهدة أفلام السينما».
مهرجان سينمائي
فيما يخص أنواع الأفلام المعروضة في "بيت السينما" يضيف المخرج "نضال" قائلاً: «هي أفلام نخبوية سينمائياً أي لا يمكن أن يراها الجمهور السوري بشكل اعتيادي، وهي تعرض في مهرجانات كبيرة منها "برلين"، "كان" أو "فينيسيا"، أو مهرجانات أخرى بعيدة عن المجتمع السوري، وبالتالي يلعب مشروع "بيت السينما" دوراً فاعلاً بعد توقف مهرجان "دمشق" السينمائي عام 2012 الذي أتاح مساحة للتواصل مع السينما العالمية كالسينما الإيرانية والآسيوية والتركية والأوربية، وسينما أميركا اللاتينية التي تتناول قضايا تشبه قضايانا بشكل أو بآخر، وعند توقفه انتهت هذه المساحة».
ويرى "نضال" أن للمشروع أهميته لاسيما مع وجود المعهد العالي للسينما في "سورية"، داعياً طلاب المعهد إلى متابعته للاستفادة والاحتكاك الدائم بالسينما العالمية، فعلى الرغم من إمكانية حضور الأفلام عبر الانترنت إلى أن حضورها في صالة عرض مع نقاشات حولها يبقى تجربة أفضل من التجربة السينمائية التقليدية.
ولعل المهم بحسب رأي المخرج ان المشروع يفتح نافذة جديدة للجمهور السوري، ويتمنى أن ينتشر في كل المحافظات السورية، ويقول: «يشكل المشروع مساحة تمكن السينمائي السوري من التواصل مع سينما من الصعب الوصول إليها أو نسيانها حيث يعرض أيضاً أفلاماً كلاسيكية، وتتم إدارة النقاشات بعد العرض من خلال أسئلة وأجوبة، وهي فرصة للاحتكاك بين الجمهور والعاملين في هذا المجال لرفع الذائقة السينمائية التي تؤدي بدورها إلى رفع الحالة البصرية والفكرية لدى المشاهد».
انطلاقة متجددة
بدوره الإعلامي والمؤلف "نضال قوشحة" رئيس المكتب الصحفي في المؤسسة العامة للسينما يعرج على تاريخ النوادي السينمائية في "سورية" بقوله: «"بيت السينما" هو ليس النادي السينمائي الأول في "سورية" لكنه المحاولة الأحدث للأندية السينمائية التي كانت سائدة، وأهمها "النادي السينمائي الاجتماعي" أو نادي السينمائي في "دمشق" الذي تواجد في الخمسينيات ونشط في أواخر السبعينيات من القرن الماضي بإدارة "مروان حداد" وتجمدت نشاطاته، والنادي السينمائي الطلابي في جامعة دمشق والجامعات السورية بإدارة الإعلامي "حسين الإبراهيم" ونشط في التسعينيات ولايزال مستمراً، والنادي السينمائي التابع للشبيبة، وأندية سينمائية تابعة لمراكز ثقافية في "صافيتا" وغيرها من النوادي السينمائية التابعة لعدد من الهيئات لكن تأثيرها محدود».
وفيما يخص "بيت السينما" يقول الإعلامي "قوشحة": «هو مشروع قديم جديد، تم استحداثه في المؤسسة العامة للسينما بمبادرة من مخرجين شباب، وتم طرح الموسم الأول بإدارة المخرج "فراس محمد" وتوقف بسبب كورونا، ثم عاد بالموسم الثاني انضم له المخرج "رامي نضال" وشكلا معاً انطلاقة قوية للمشروع، ويتم اختيار الأفلام المعروضة فيه من قبلهما ويقدمان من خلالها أسماء وخيارات مميزة على صعيد المخرجين أو الأفلام التي حققت أصداء هامة على منصات التتويج أو لدى النقاد، ومن الجيد توسعهم خارج نطاق السينما المألوف ألا وهي السينما الأميركية حيث تم عرض فيلم إيراني "كهرمان"، وآخر كوري جنوبي، وتشكيلة من الأفلام لاقت صدى طيباً لدى الجمهور، ولمست مؤخراً تطور جيد بالنسبة له حيث أصبح يقدم بعد كل ثلاثة عروض عرضاً رابعاً لأفلام سورية قصيرة».