أثينة في عصر بريكلس
يُعد بريكلس أشهر حكام أثينة القديمة لأسباب كثيرة منها: انحداره من أسرة سياسية معروفة، وطول مدة حكمه التي تجاوزت ثلاثين سنة (461ـ429ق.م) والإصلاحات الديمقراطية التي حفل بها حكمه، وكذلك شخصيته المتميزة التي ارتكزت على وطنية صادقة وموهبة خطابية بارزة وقدرة على إقناع مواطنيه، وأخيراً عمله على مساندة قوة أثينة العسكرية والاقتصادية. كذلك يعد عصر بريكلس العصر الذهبي للحضارة اليونانية في معظم مظاهرها.
ففي مجال الإدارة والتطور الديمقراطي دعم بريكلس سلطات المجالس الشعبية على حساب النفوذ الذي تمتع به السياسيون التقليديون، وتحولت مهام الحكام أو «الأراخنة» من مهام سياسية إلى تنفيذية إذ أصبح الحكام ينفذون القوانين المحولة إليهم عن طريق المجالس التشريعية (الإكليزية والبولي Boule). وفي مجال القضاء قسم بريكلس السلطات القضائية بين المحاكم البدائية والاستئنافية، وعن طريق إدخاله نظام الأجور للمحلفين ضمن بريكلس نزاهة القضاء ولم يعد حكراً على المقتدرين مادياً.
وفي مجال الاقتصاد حقق بريكلس لأثينة نشاطاً تجارياً ممتازاً عن طريق دعمه قوة الأسطول الأثيني وضمان الأمن والاستقرار السياسي. ونتيجة لتزايد قوة العملة الأثينية في أسواق العالم فقد نشأت طبقة أثرت من التجارة، وعملت على تنشيط حركة الاستعمار الاستيطاني في معظم مناطق حوض البحر المتوسط مما أدى إلى زيادة دخول الدولة بدرجة مكنتها من الإنفاق ببذخ على تجميل مدينة أثينة وتأهيلها لاحتلال مركز الزعامة.
وفي مجال الآداب برز عدد من الشعراء اختص بعضهم بمدح الأبطال الأولمبيين والنبلاء والآلهة في أعمال مسرحية كالشاعر بيندار Pindar. واهتم عدد كبير منهم بالأعمال التراجيدية وأبرزهم أسخيلوس Aeschylos وسوفوكلس Sophokles ويوريبيدوس Euripides، واهتم عدد أقل بالأعمال الكوميدية وأشهرهم أريستوفانس Aristophanes. كما برز عدد من الفلاسفة في مقدمتهم أناكساغوراس Anaxagores وسقراط Socrates وبروتاغوراس Protagoras. أما الكتابة التاريخية فقد تطورت على يدي هيرودوت وتوقيديدس Thucydides من مادة للتفكه إلى مادة ترتكز دراساتها على العلم والمنطق والاستدلال.
وفي مجال العلوم برز من العلماء مثل الطبيب أبقراط هيبوقراطس Hippokrates صاحب القسم المشهور، وكذلك عالم الطبيعيات أمبيدوكلس Empedokles الذي قام بتحديد عناصر الحياة في أربعة هي: النار والهواء والتراب والماء، ويعد واحداً من أبرز المسهمين في تقديم نظرية التطور. كما قام العالم ديمقريطس Demokrites بتقديم عام لنظرية الذرة لأول مرة في التاريخ وأكد عدد آخر من العلماء كروية الأرض نظرياً. وفي عصر بريكلس عم استخدام النظام العشري في الحساب والاثني عشري والستيني في الفلك والجغرافية.
أما في مجال الفنون فقد أبرزت خطة بريكلس لإعادة إعمار أثينة وتجميلها بعد تدميرها في الحروب الفارسية عدداً من أشهر المهندسين والفنانين في التاريخ القديم، وفي مقدمتهم المهندس هيبوداموس Hippodamos من مدينة ملطية في آسيا الصغرى الذي قام بتخطيط المدينة وفق نظام جديد هو النظام الشبكي، ومنهم الفنانون الذين قاموا ببناء معابد الأكروبوليس[ر] Akropolis ومنشآته وتزيينها.
والأكروبوليس كلمة مؤلفة من مقطعين تعني المدينة العليا أو أعلى المدينة، وهي واحدة من المظاهر التي كان وجودها شائعاً في المدن كافة في بلاد اليونان ليكون خط دفاع ثانياً للمدينة في حال سقوطها. وأكروبوليس أثينة هو صخرة بيضوية أبعادها 275×155م تقريباً، وترتفع عن سهل المدينة بنحو مئة متر. ويعد الأكروبوليس قلب أثينة الديني والتاريخي والسياسي، تعرضت مبانيه إلى التدمير في أثناء الحروب الفارسية. وعندما قرر بريكلس إعادة تشييد مبانيه قام مهندسوه بتوسيع سطح الأكروبوليس بإقامة جدار استنادي في الطرف الجنوبي وردموا الفجوة ببقايا الأبنية وحطام التماثيل التي دمرت في أثناء الحرب مما مكنهم من إقامة عدد من المعابد أشهرها وأبقاها البارثنون، والأرخيتيوم، وأثينة زيكه.
ويعد معبد البارثنون درة العمارة الإغريقية وأجمل أبنية الأكروبوليس وأعظمها أطلق عليه لقب الإلهة أثينة ويعني العذراء. قام ببنائه المهندسان إبيكتيتوس Epiktitos وكاليكراتس Kalikrates فيما بين 447-432 ق.م مكان المعبد الخشبي القديم. وقام بنحت تماثيله وأعمدته وواجهاته الفنان فيدياس Phidias وتلامذته. وقد تعرض المعبد إلى عدة حوادث مفجعة أهمها انفجار مخزن للبارود سنة 1687م وانتزاع عدد من ألواح أفاريزه التي سلمت من الانفجار ونقلها إلى عدد من المتاحف أبرزها المتحف البريطاني. وعلى الرغم من عوادي الزمن فإن بقايا البارثنون الحالية ومفقوداته المعروفة في متاحف العالم والمعلومات الواردة في المصادر تعطينا كلها صورة لما كان عليه في أيامه الأولى. فقد أقيم المعبد على قاعدة مؤلفة من ثلاث درجات ترتفع 170سم عن سطح الأكروبول بطول 68.40م وعرض 30.30م ويحيط بقاعدته أعمدة دورية الطراز عددها ثمانية في كل من الواجهتين وسبعة عشر عموداً في كل من الطرفين ويرتفع كل واحد منها 14.30م ويحمل مجموعها سقف المعبد المائل والمثلثي من طرفيه مشكلاً واجهة مثلثة ارتفاعها 3.39م، وتتجه واجهته الرئيسة إلى الشرق وهي مزدانة مع الجيزان الراطبة بينها architravesبمنحوتات جدارية تصور بعضاً من الأساطير الإغريقية ولاسيما الأثينية منها.
أثينة والاتحاد الأثيني
كان الأثينيون قد رافقوا خطتهم لإعمار مدينتهم بدعوة المدن الدول في بلاد اليونان لتأسيس حلف مهمته الدفاع عن بلاد اليونان في وجه الأطماع الخارجية. ونجحت أثينة في تكوين البحر الإيجي تحت اسم الحلف الديلوسي بزعامتها، وهو الحلف الذي تطور فيما بعد ليصبح إمبراطورية أثينية حينما بدأت أثينة تتعسف في استخدام صلاحياتها ضد أعضاء الحلف، ونقلت خزانة الحلف من جزيرة ديلوس إلى أثينة وأصبح الحلف نتيجة هذه التصرفات معرضاً في أي لحظة للتفكك والانهيار، لولا ظهور الزعيم الأثيني بريكلس في الوقت المناسب.
وفي المدة ما بين 431و404ق.م نشبت حرب ضروس بين أثينة الراغبة في تأسيس إمبراطوريتها وعدد من المدن المناهضة لهذه الرغبة بزعامة اسبرطة، وكتب تاريخ هذه الحرب المؤرخ الشهير توقيديدس، وأطلق عليها المؤرخون اسم حرب البيلوبونيز، وكانت أحداثها سجالاً في مراحلها الأولى إذ كانت معظم المعارك البحرية تنتهي بتفوق أثينة، والبرية بتفوق اسبرطة. لكن المرحلة الثانية شهدت نجاحاً اسبرطياً في إنشاء أسطول بحري تمكن من حصار أثينة وإكراهها على إنهاء الحرب وقبول شروط التسليم، وأهمها الاعتراف بزعامة اسبرطة وهيمنتها.
على أن اسبرطة لم تكن مؤهلة للدور القيادي الذي آل إليها في بلاد اليونان، ووقعت، نتيجة عزلتها السابقة، في الأخطاء نفسها التي وقعت فيها أثينة من قبل، وكان طبيعياً أن تؤدي معاملتها حلفاءها معاملة قاسية إلى تدهور علاقاتها معهم، وبرزت من بين الحليفات مدينة طيبة Thebes التي لم تعد تحتمل صلف اسبرطة وغرورها وخاضت ضدها معركة قضت على كل آمال اسبرطة وأحلامها السياسية والعسكرية وهي معركة لوكترا Luktra (371ق.م) التي فتحت المجال لبروز أثينة مرة أخرى. وقد دعت أثينة، بعد إبعاد اسبرطة عن المسرح السياسي، إلى اتحاد كونفدرالي انضمت إليه كل المدن الساخطة على اسبرطة. وظهر الاتحاد في بداياته ظهوراً ديمقراطياً، إلا أنه سرعان ما تحول إلى إمبراطورية أثينية ثانية، وظل كذلك حتى سقوطه سنة 338ق.م، وهي السنة التي برزت فيها قوى مقدونية، وتحطمت قوة الاتحاد الأثيني في موقعة خايرونية Chaeronea وبدأ بعدئذ عصر جديد هو العصــر الهليني (336-30ق.م).
يُعد بريكلس أشهر حكام أثينة القديمة لأسباب كثيرة منها: انحداره من أسرة سياسية معروفة، وطول مدة حكمه التي تجاوزت ثلاثين سنة (461ـ429ق.م) والإصلاحات الديمقراطية التي حفل بها حكمه، وكذلك شخصيته المتميزة التي ارتكزت على وطنية صادقة وموهبة خطابية بارزة وقدرة على إقناع مواطنيه، وأخيراً عمله على مساندة قوة أثينة العسكرية والاقتصادية. كذلك يعد عصر بريكلس العصر الذهبي للحضارة اليونانية في معظم مظاهرها.
ففي مجال الإدارة والتطور الديمقراطي دعم بريكلس سلطات المجالس الشعبية على حساب النفوذ الذي تمتع به السياسيون التقليديون، وتحولت مهام الحكام أو «الأراخنة» من مهام سياسية إلى تنفيذية إذ أصبح الحكام ينفذون القوانين المحولة إليهم عن طريق المجالس التشريعية (الإكليزية والبولي Boule). وفي مجال القضاء قسم بريكلس السلطات القضائية بين المحاكم البدائية والاستئنافية، وعن طريق إدخاله نظام الأجور للمحلفين ضمن بريكلس نزاهة القضاء ولم يعد حكراً على المقتدرين مادياً.
وفي مجال الاقتصاد حقق بريكلس لأثينة نشاطاً تجارياً ممتازاً عن طريق دعمه قوة الأسطول الأثيني وضمان الأمن والاستقرار السياسي. ونتيجة لتزايد قوة العملة الأثينية في أسواق العالم فقد نشأت طبقة أثرت من التجارة، وعملت على تنشيط حركة الاستعمار الاستيطاني في معظم مناطق حوض البحر المتوسط مما أدى إلى زيادة دخول الدولة بدرجة مكنتها من الإنفاق ببذخ على تجميل مدينة أثينة وتأهيلها لاحتلال مركز الزعامة.
وفي مجال الآداب برز عدد من الشعراء اختص بعضهم بمدح الأبطال الأولمبيين والنبلاء والآلهة في أعمال مسرحية كالشاعر بيندار Pindar. واهتم عدد كبير منهم بالأعمال التراجيدية وأبرزهم أسخيلوس Aeschylos وسوفوكلس Sophokles ويوريبيدوس Euripides، واهتم عدد أقل بالأعمال الكوميدية وأشهرهم أريستوفانس Aristophanes. كما برز عدد من الفلاسفة في مقدمتهم أناكساغوراس Anaxagores وسقراط Socrates وبروتاغوراس Protagoras. أما الكتابة التاريخية فقد تطورت على يدي هيرودوت وتوقيديدس Thucydides من مادة للتفكه إلى مادة ترتكز دراساتها على العلم والمنطق والاستدلال.
وفي مجال العلوم برز من العلماء مثل الطبيب أبقراط هيبوقراطس Hippokrates صاحب القسم المشهور، وكذلك عالم الطبيعيات أمبيدوكلس Empedokles الذي قام بتحديد عناصر الحياة في أربعة هي: النار والهواء والتراب والماء، ويعد واحداً من أبرز المسهمين في تقديم نظرية التطور. كما قام العالم ديمقريطس Demokrites بتقديم عام لنظرية الذرة لأول مرة في التاريخ وأكد عدد آخر من العلماء كروية الأرض نظرياً. وفي عصر بريكلس عم استخدام النظام العشري في الحساب والاثني عشري والستيني في الفلك والجغرافية.
أما في مجال الفنون فقد أبرزت خطة بريكلس لإعادة إعمار أثينة وتجميلها بعد تدميرها في الحروب الفارسية عدداً من أشهر المهندسين والفنانين في التاريخ القديم، وفي مقدمتهم المهندس هيبوداموس Hippodamos من مدينة ملطية في آسيا الصغرى الذي قام بتخطيط المدينة وفق نظام جديد هو النظام الشبكي، ومنهم الفنانون الذين قاموا ببناء معابد الأكروبوليس[ر] Akropolis ومنشآته وتزيينها.
والأكروبوليس كلمة مؤلفة من مقطعين تعني المدينة العليا أو أعلى المدينة، وهي واحدة من المظاهر التي كان وجودها شائعاً في المدن كافة في بلاد اليونان ليكون خط دفاع ثانياً للمدينة في حال سقوطها. وأكروبوليس أثينة هو صخرة بيضوية أبعادها 275×155م تقريباً، وترتفع عن سهل المدينة بنحو مئة متر. ويعد الأكروبوليس قلب أثينة الديني والتاريخي والسياسي، تعرضت مبانيه إلى التدمير في أثناء الحروب الفارسية. وعندما قرر بريكلس إعادة تشييد مبانيه قام مهندسوه بتوسيع سطح الأكروبوليس بإقامة جدار استنادي في الطرف الجنوبي وردموا الفجوة ببقايا الأبنية وحطام التماثيل التي دمرت في أثناء الحرب مما مكنهم من إقامة عدد من المعابد أشهرها وأبقاها البارثنون، والأرخيتيوم، وأثينة زيكه.
ويعد معبد البارثنون درة العمارة الإغريقية وأجمل أبنية الأكروبوليس وأعظمها أطلق عليه لقب الإلهة أثينة ويعني العذراء. قام ببنائه المهندسان إبيكتيتوس Epiktitos وكاليكراتس Kalikrates فيما بين 447-432 ق.م مكان المعبد الخشبي القديم. وقام بنحت تماثيله وأعمدته وواجهاته الفنان فيدياس Phidias وتلامذته. وقد تعرض المعبد إلى عدة حوادث مفجعة أهمها انفجار مخزن للبارود سنة 1687م وانتزاع عدد من ألواح أفاريزه التي سلمت من الانفجار ونقلها إلى عدد من المتاحف أبرزها المتحف البريطاني. وعلى الرغم من عوادي الزمن فإن بقايا البارثنون الحالية ومفقوداته المعروفة في متاحف العالم والمعلومات الواردة في المصادر تعطينا كلها صورة لما كان عليه في أيامه الأولى. فقد أقيم المعبد على قاعدة مؤلفة من ثلاث درجات ترتفع 170سم عن سطح الأكروبول بطول 68.40م وعرض 30.30م ويحيط بقاعدته أعمدة دورية الطراز عددها ثمانية في كل من الواجهتين وسبعة عشر عموداً في كل من الطرفين ويرتفع كل واحد منها 14.30م ويحمل مجموعها سقف المعبد المائل والمثلثي من طرفيه مشكلاً واجهة مثلثة ارتفاعها 3.39م، وتتجه واجهته الرئيسة إلى الشرق وهي مزدانة مع الجيزان الراطبة بينها architravesبمنحوتات جدارية تصور بعضاً من الأساطير الإغريقية ولاسيما الأثينية منها.
أثينة والاتحاد الأثيني
كان الأثينيون قد رافقوا خطتهم لإعمار مدينتهم بدعوة المدن الدول في بلاد اليونان لتأسيس حلف مهمته الدفاع عن بلاد اليونان في وجه الأطماع الخارجية. ونجحت أثينة في تكوين البحر الإيجي تحت اسم الحلف الديلوسي بزعامتها، وهو الحلف الذي تطور فيما بعد ليصبح إمبراطورية أثينية حينما بدأت أثينة تتعسف في استخدام صلاحياتها ضد أعضاء الحلف، ونقلت خزانة الحلف من جزيرة ديلوس إلى أثينة وأصبح الحلف نتيجة هذه التصرفات معرضاً في أي لحظة للتفكك والانهيار، لولا ظهور الزعيم الأثيني بريكلس في الوقت المناسب.
وفي المدة ما بين 431و404ق.م نشبت حرب ضروس بين أثينة الراغبة في تأسيس إمبراطوريتها وعدد من المدن المناهضة لهذه الرغبة بزعامة اسبرطة، وكتب تاريخ هذه الحرب المؤرخ الشهير توقيديدس، وأطلق عليها المؤرخون اسم حرب البيلوبونيز، وكانت أحداثها سجالاً في مراحلها الأولى إذ كانت معظم المعارك البحرية تنتهي بتفوق أثينة، والبرية بتفوق اسبرطة. لكن المرحلة الثانية شهدت نجاحاً اسبرطياً في إنشاء أسطول بحري تمكن من حصار أثينة وإكراهها على إنهاء الحرب وقبول شروط التسليم، وأهمها الاعتراف بزعامة اسبرطة وهيمنتها.
على أن اسبرطة لم تكن مؤهلة للدور القيادي الذي آل إليها في بلاد اليونان، ووقعت، نتيجة عزلتها السابقة، في الأخطاء نفسها التي وقعت فيها أثينة من قبل، وكان طبيعياً أن تؤدي معاملتها حلفاءها معاملة قاسية إلى تدهور علاقاتها معهم، وبرزت من بين الحليفات مدينة طيبة Thebes التي لم تعد تحتمل صلف اسبرطة وغرورها وخاضت ضدها معركة قضت على كل آمال اسبرطة وأحلامها السياسية والعسكرية وهي معركة لوكترا Luktra (371ق.م) التي فتحت المجال لبروز أثينة مرة أخرى. وقد دعت أثينة، بعد إبعاد اسبرطة عن المسرح السياسي، إلى اتحاد كونفدرالي انضمت إليه كل المدن الساخطة على اسبرطة. وظهر الاتحاد في بداياته ظهوراً ديمقراطياً، إلا أنه سرعان ما تحول إلى إمبراطورية أثينية ثانية، وظل كذلك حتى سقوطه سنة 338ق.م، وهي السنة التي برزت فيها قوى مقدونية، وتحطمت قوة الاتحاد الأثيني في موقعة خايرونية Chaeronea وبدأ بعدئذ عصر جديد هو العصــر الهليني (336-30ق.م).