ابوليوس (لوشيوس)
Apuleius (Lucius-) - Apuleius (Lucius-)
أبوليوس (لوشيوس -)
(نحو 125-180ق.م)
لوشيوس أبوليوس Lucius Apuleius كاتب وفيلسوف وبلاغي لاتيني كبير، ولد في الجزائر من أبوين ينتميان إلى أسرة مرموقة وثرية، وقد أظهر أبوليوس منذ صغره ولعاً بكشف المعارف على مختلف أنواعها، فدرس البلاغة في قرطاجة، والفلسفة في أثينة، وأولى الطقوس والشعائر الدينية اهتماماً كبيراً، ولاسيما تلك التي كانت متبعة في عبادة آلهة مصر إيزيس Isis.
أسهمت قراءات أبوليوس ومطالعاته في تعدد مواهبه، وساعدته في الإلمام بالثقافة المصرية، وبأعمال الكتّاب الإغريق واللاتين، حتى صار أثرها واضحاً في أعماله البلاغية والفلسفية. وقد شهر بمحاضراته التي تتصف بأسلوبها وفصاحتها وقدرتها الفائقة على الإثارة والتسلية مما حببها إلى الناس. ومن أشهر كتبه، كتاب «الدفاع» Apologia الذي يعد مرجعاً في الفصاحة القضائية اللاتينية، إضافة إلى كونه مصدراً أساسياً لسيرة أبوليوس الذاتية، ويتضمن هذا الكتاب ردّ أبوليوس على اتهام أسرة الأرملة أميليا بودنتلا Amelia Pudentela، بممارسة السحر للفوز بقلبها، والزواج منها طمعاً في ثروتها.
وقد لاقت كتبه، وما تزال، نجاحاً منقطع النظير، ولاسيما كتابه «الحمار الذهبي» L'âne d'or الذي عرف فيما بعد بعنوان «التحولات» Métamorphoses، ويعتمد هذا الكتاب على الخيال، لكنه يحوي بعض التفاصيل عن سيرة أبوليوس الذاتية، وأفكاراً كثيرة مليئة بالرؤى والأسرار السحرية الجليلة التي تعكس التأثير المصري في وصفه لمغامرات الشاب الذي مسخ حماراً بفضل مرهم سحري، ثم عاد بعد مدة إنساناً سوياً بمساعدة إيزيس مع تناوله نوعاً من الأزهار، ورافق عملية التحول هذه كثير من المغامرات والمخاطر.
أما أعماله الفلسفية فقد كان لها تأثير عظيم كذلك لتناولها موضوعات متعددة، أظهرت بوضوح تأثره بفلسفة أفلاطون، التي جعلت منه أفلاطونياً مُحدَثاً، وأهم هذه الأعمال:
«نظرية أفلاطون» Platon et son dogme و«شيطان سقراط» Le démon de Socrate، وعمل ثالث مفقود عنوانه «حول العالم».
إن أعمال أبوليوس هذه، وأعمالاً أخرى مثل «فلوريدا» Florida إلى جانب عبقريته جعلت منه مرجعاً خصباً لأجيال الأدباء والفلاسفة حتى هذه الأيام، فقد كرر الشعراء الإنكليز محاكاة أعمال أبوليوس ومنهم وليم موريس William Morris في كتابه «الجنة الأرضية» وسنكلير. لويس S.Lewis في رواية «مادمنا نملك وجوهاً» 1956م.
وقد ظهرت بعض مغامرات أبوليوس في رواية سرفانتس «دون كيشوت»، وفيما كتبه بول فاليت Paul Valette عن «أبولوجيا أبوليوس» عام 1908م.
منصور حديفي
Apuleius (Lucius-) - Apuleius (Lucius-)
أبوليوس (لوشيوس -)
(نحو 125-180ق.م)
لوشيوس أبوليوس Lucius Apuleius كاتب وفيلسوف وبلاغي لاتيني كبير، ولد في الجزائر من أبوين ينتميان إلى أسرة مرموقة وثرية، وقد أظهر أبوليوس منذ صغره ولعاً بكشف المعارف على مختلف أنواعها، فدرس البلاغة في قرطاجة، والفلسفة في أثينة، وأولى الطقوس والشعائر الدينية اهتماماً كبيراً، ولاسيما تلك التي كانت متبعة في عبادة آلهة مصر إيزيس Isis.
أسهمت قراءات أبوليوس ومطالعاته في تعدد مواهبه، وساعدته في الإلمام بالثقافة المصرية، وبأعمال الكتّاب الإغريق واللاتين، حتى صار أثرها واضحاً في أعماله البلاغية والفلسفية. وقد شهر بمحاضراته التي تتصف بأسلوبها وفصاحتها وقدرتها الفائقة على الإثارة والتسلية مما حببها إلى الناس. ومن أشهر كتبه، كتاب «الدفاع» Apologia الذي يعد مرجعاً في الفصاحة القضائية اللاتينية، إضافة إلى كونه مصدراً أساسياً لسيرة أبوليوس الذاتية، ويتضمن هذا الكتاب ردّ أبوليوس على اتهام أسرة الأرملة أميليا بودنتلا Amelia Pudentela، بممارسة السحر للفوز بقلبها، والزواج منها طمعاً في ثروتها.
وقد لاقت كتبه، وما تزال، نجاحاً منقطع النظير، ولاسيما كتابه «الحمار الذهبي» L'âne d'or الذي عرف فيما بعد بعنوان «التحولات» Métamorphoses، ويعتمد هذا الكتاب على الخيال، لكنه يحوي بعض التفاصيل عن سيرة أبوليوس الذاتية، وأفكاراً كثيرة مليئة بالرؤى والأسرار السحرية الجليلة التي تعكس التأثير المصري في وصفه لمغامرات الشاب الذي مسخ حماراً بفضل مرهم سحري، ثم عاد بعد مدة إنساناً سوياً بمساعدة إيزيس مع تناوله نوعاً من الأزهار، ورافق عملية التحول هذه كثير من المغامرات والمخاطر.
أما أعماله الفلسفية فقد كان لها تأثير عظيم كذلك لتناولها موضوعات متعددة، أظهرت بوضوح تأثره بفلسفة أفلاطون، التي جعلت منه أفلاطونياً مُحدَثاً، وأهم هذه الأعمال:
«نظرية أفلاطون» Platon et son dogme و«شيطان سقراط» Le démon de Socrate، وعمل ثالث مفقود عنوانه «حول العالم».
إن أعمال أبوليوس هذه، وأعمالاً أخرى مثل «فلوريدا» Florida إلى جانب عبقريته جعلت منه مرجعاً خصباً لأجيال الأدباء والفلاسفة حتى هذه الأيام، فقد كرر الشعراء الإنكليز محاكاة أعمال أبوليوس ومنهم وليم موريس William Morris في كتابه «الجنة الأرضية» وسنكلير. لويس S.Lewis في رواية «مادمنا نملك وجوهاً» 1956م.
وقد ظهرت بعض مغامرات أبوليوس في رواية سرفانتس «دون كيشوت»، وفيما كتبه بول فاليت Paul Valette عن «أبولوجيا أبوليوس» عام 1908م.
منصور حديفي