السعيد (نوري ـ)
(1888 ـ 1958)
نوري بن سعيد بن صالح بن الملاّطة، ولد في بغداد وهو من عشيرة القره غولي البغدادية. كان والده موظفاً في الإدارة التركية في العراق، وبعد أن تلقى العلوم الأولية أُدخل المدرسة العسكرية في بغداد،ثم سـافر إلى اصطنبول ودخل الكلية العسـكرية وتخرج فيها سـنة 1906، برتبة ملازم. وفي سنة 1911 التحق بكلية الأركان وتخرج فيها بعد عامين، وشارك في حرب البلقان (1912ـ1913).
في سنة 1914م عاد إلى البصرة وانتسب إلى جمعية العهد، اعتقله الإنكليز حين احتلوا البصرة، فنقلوه إلى بومباي ثم إلى القاهرة، وهناك التقى الزعيم سعد زغلول وعزيز علي المصري واقتنع بضرورة العمل لتخليص العرب من الحكم العثماني.
استدعاه الشريف حسين بن علي سنة 1916م، فوصل إلى جدة على متن باخرة بريطانية تحمل أربعة آلاف صندوق من الأسلحة والذخيرة البريطانية مرسلة إلى الشريف حسين، وشارك في الثورة العربية، فكان من قادة جيش الأمير (الملك) فيصل بن الحسين في أثناء زحفه إلى سورية، ودخل قبله إلى دمشق 25/9/1918. ثم تقدم منها إلى حلب ودخلها يوم 23 /10/ 1918م. ولإخلاصه وبسالته عُين رئيساً لمرافقي الأمير فيصل بعد أن رقي إلى رتبة فريق.
وفي سنة 1919م سافر معه إلى باريس، واقترح على بريطانيا ضم سورية إلى العراق تحت تاج الأمير فيصل، لكن بريطانيا لم تلتفت إلى ذلك بسبب اتفاقها المسبق مع فرنسا على اقتسام المنطقة.
وبعد معركة ميسلون في تموز 1920 م، سافر مع فيصل إلى لندن، ثم عاد معه إلى العراق ,وأصبح المستشار الأكثر قرباً منه، بعد أن أصبح فيصل ملكاً عليها.
شارك نوري السعيد في العمل السياسي في العراق، وشغل عدة مناصب وزارية وركز جهده في العشرينات على بناء الجيش والشرطة، وعمل على إقصاء الموظفين الهنود واليهود والكلدانيين الذين عينتهم بريطانيا، بعد أن استبدلهم بموظفين عراقيين.
في سنة 1930م عُين رئيساً للوزراء للمرة الأولى، ونجح في عقد المعاهدة المشهورة مع بريطانيا، على الرغم من معارضة عدد من السياسيين لها، واستطاع بموجب هذه المعاهدة أن ينقذ لواء الموصل من ضمّه إلى تركيا. وجرت انتخابات نيابية، فاز فيها أنصاره بأغلبية ساحقة، وهذا ما دفعه لتأليف حزبه الجديد: «حزب العهد العراقي».
وفي سنة 1932 ألف وزارته الثانية وأدخل العراق في عصبة الأمم، ومنذ ذلك التاريخ وحتى مصرعه، ألّف اثنتي عشرة وزارة كان آخرها وزارة ما سمي بالاتحاد العربي الهاشمي سنة 1958، وكان طوال هذه المدة مهندس سياسة العراق باستثناء فترة حكم بكر صدقي سنة 1936 ورشيد عالي الكيلاني سنة 1941، على الرغم من التنافس الشديد بينه وبين ولي العهد الأمير عبد الإله ابن علي[ر].
أبدى نوري السعيد اهتماماً ملحوظاً بالقضايا العربية، فقد دعا عام 1930 إلى عقد حلف عربي، وزار الأردن واليمن والسعودية ومصر وعقد معاهدات مع حكوماتها. وكان حلمه الأكبر الذي لم يتحقق، انضمام سورية الطبيعية إلى العراق تحت التاج الهاشمي، وهو ماعرف بمشروع الهلال الخصيب، وآخر مشروعاته كان إقامة الاتحاد العربي الهاشمي مع الأردن، الذي جاء رداً على وحدة سورية ومصر، ولكنه انهار مع نهاية حكمه.
عُرف نوري السعيد بسياسته الموالية للغرب، وعلاقته مع الشركات الاحتكارية الغربية، وبعدائه الكبير لحركة التحرر القومي، وكان من ألد خصوم الزعيم جمال عبد الناصر. ولمواجهة تيار الوحدة المتأجج في الخمسينات ربط العراق بسياسة الغرب عبر حلف بغداد تحت ستار محاربة الشيوعية، وكان يعتقد أن بريطانيا هي القوة العظمى التي يجب أن تحل محل العثمانيين في البلاد العربية، وعند اندلاع الثورة في 14 تموز سنة 1958 م حاصرته القوات العراقية بقيادة مرافقه الخاص وصفي طاهر، فهرب إلى دور آل البصَّام في الكاظمية، ثم غادرها إلى قصر الأمير الأستراباذى.
وفي اليوم الثاني، يوم 15 تموز، غادر هذا القصر محاولاً التوجه إلى قصر الشيخ محمد العربي القريب من الحدود الإيرانية، وكان يرتدي عباءة نسائية، فعثر بها في الطريق وعرفه الناس، فتوجه إليه وصفي طاهر مع مجموعة مسلحة، فبادر السعيد إلى إطلاق رصاصة على رأسه فمات في الحال.له بعض المؤلفات المطبوعة منها: «أحاديث في الاجتماعات الصحفية»، و«استقلال العرب ووحدتهم»، و«محاضرات عن الحركات العسكرية للجيش العربي في الحجاز وسورية».
كاميليا أبو جبل
(1888 ـ 1958)
نوري بن سعيد بن صالح بن الملاّطة، ولد في بغداد وهو من عشيرة القره غولي البغدادية. كان والده موظفاً في الإدارة التركية في العراق، وبعد أن تلقى العلوم الأولية أُدخل المدرسة العسكرية في بغداد،ثم سـافر إلى اصطنبول ودخل الكلية العسـكرية وتخرج فيها سـنة 1906، برتبة ملازم. وفي سنة 1911 التحق بكلية الأركان وتخرج فيها بعد عامين، وشارك في حرب البلقان (1912ـ1913).
نوري السعيد (إلى اليمين ) يوقع اتفاقية مع المندوب الإنكليزي بشأن القواعد الإنكليزية في العراق في إطار حلف بغداد |
استدعاه الشريف حسين بن علي سنة 1916م، فوصل إلى جدة على متن باخرة بريطانية تحمل أربعة آلاف صندوق من الأسلحة والذخيرة البريطانية مرسلة إلى الشريف حسين، وشارك في الثورة العربية، فكان من قادة جيش الأمير (الملك) فيصل بن الحسين في أثناء زحفه إلى سورية، ودخل قبله إلى دمشق 25/9/1918. ثم تقدم منها إلى حلب ودخلها يوم 23 /10/ 1918م. ولإخلاصه وبسالته عُين رئيساً لمرافقي الأمير فيصل بعد أن رقي إلى رتبة فريق.
وفي سنة 1919م سافر معه إلى باريس، واقترح على بريطانيا ضم سورية إلى العراق تحت تاج الأمير فيصل، لكن بريطانيا لم تلتفت إلى ذلك بسبب اتفاقها المسبق مع فرنسا على اقتسام المنطقة.
وبعد معركة ميسلون في تموز 1920 م، سافر مع فيصل إلى لندن، ثم عاد معه إلى العراق ,وأصبح المستشار الأكثر قرباً منه، بعد أن أصبح فيصل ملكاً عليها.
شارك نوري السعيد في العمل السياسي في العراق، وشغل عدة مناصب وزارية وركز جهده في العشرينات على بناء الجيش والشرطة، وعمل على إقصاء الموظفين الهنود واليهود والكلدانيين الذين عينتهم بريطانيا، بعد أن استبدلهم بموظفين عراقيين.
في سنة 1930م عُين رئيساً للوزراء للمرة الأولى، ونجح في عقد المعاهدة المشهورة مع بريطانيا، على الرغم من معارضة عدد من السياسيين لها، واستطاع بموجب هذه المعاهدة أن ينقذ لواء الموصل من ضمّه إلى تركيا. وجرت انتخابات نيابية، فاز فيها أنصاره بأغلبية ساحقة، وهذا ما دفعه لتأليف حزبه الجديد: «حزب العهد العراقي».
وفي سنة 1932 ألف وزارته الثانية وأدخل العراق في عصبة الأمم، ومنذ ذلك التاريخ وحتى مصرعه، ألّف اثنتي عشرة وزارة كان آخرها وزارة ما سمي بالاتحاد العربي الهاشمي سنة 1958، وكان طوال هذه المدة مهندس سياسة العراق باستثناء فترة حكم بكر صدقي سنة 1936 ورشيد عالي الكيلاني سنة 1941، على الرغم من التنافس الشديد بينه وبين ولي العهد الأمير عبد الإله ابن علي[ر].
أبدى نوري السعيد اهتماماً ملحوظاً بالقضايا العربية، فقد دعا عام 1930 إلى عقد حلف عربي، وزار الأردن واليمن والسعودية ومصر وعقد معاهدات مع حكوماتها. وكان حلمه الأكبر الذي لم يتحقق، انضمام سورية الطبيعية إلى العراق تحت التاج الهاشمي، وهو ماعرف بمشروع الهلال الخصيب، وآخر مشروعاته كان إقامة الاتحاد العربي الهاشمي مع الأردن، الذي جاء رداً على وحدة سورية ومصر، ولكنه انهار مع نهاية حكمه.
عُرف نوري السعيد بسياسته الموالية للغرب، وعلاقته مع الشركات الاحتكارية الغربية، وبعدائه الكبير لحركة التحرر القومي، وكان من ألد خصوم الزعيم جمال عبد الناصر. ولمواجهة تيار الوحدة المتأجج في الخمسينات ربط العراق بسياسة الغرب عبر حلف بغداد تحت ستار محاربة الشيوعية، وكان يعتقد أن بريطانيا هي القوة العظمى التي يجب أن تحل محل العثمانيين في البلاد العربية، وعند اندلاع الثورة في 14 تموز سنة 1958 م حاصرته القوات العراقية بقيادة مرافقه الخاص وصفي طاهر، فهرب إلى دور آل البصَّام في الكاظمية، ثم غادرها إلى قصر الأمير الأستراباذى.
وفي اليوم الثاني، يوم 15 تموز، غادر هذا القصر محاولاً التوجه إلى قصر الشيخ محمد العربي القريب من الحدود الإيرانية، وكان يرتدي عباءة نسائية، فعثر بها في الطريق وعرفه الناس، فتوجه إليه وصفي طاهر مع مجموعة مسلحة، فبادر السعيد إلى إطلاق رصاصة على رأسه فمات في الحال.له بعض المؤلفات المطبوعة منها: «أحاديث في الاجتماعات الصحفية»، و«استقلال العرب ووحدتهم»، و«محاضرات عن الحركات العسكرية للجيش العربي في الحجاز وسورية».
كاميليا أبو جبل