الأرناؤوط (عبد القادر-)
ارناووط (عبد القادر)
Al-Arnaout (Abdel Kader-) - Al-Arnaout (Abdel Kader-)
الأرناؤوط (عبد القادر -)
(1936-1992)
مصور تشكيلي ومزخرف، سوري من أسرة ألبانية الأصل، ولد في دمشق وتوفي فيها.
كانت أسرته محدودة الموارد المالية مما دعاه إِلى خوض غمار الحياة العملية بعد إِتمامه دراسته الثانوية في دمشق، فعمل موظفاً في مديرية الإِحصاء والتخطيط ووزارة الثقافة.
بدأ عبد القادر حياته الفنية في سن مبكرة، وكان عام 1954 بداية لنشاطه الفني في مجال الفن التشكيلي، وكان للقاءاته بعدد من فناني سورية البارزين في ذلك الحين، ودراسة أعمال عمالقة الفن العالمي، أثر في تطلعاته المستقبلية وصقل تجاربه الفنية في مختلف اتجاهات الفن التشكيلي.
نال عبد القادر منحة لدراسة الفنون التشكيلية في رومة وحصل من أكاديمية الفنون فيها عام 1965 على شهادة في الزخرفة décor، وقد عاش مدة دراسته هذه تجربة حافلة بمطالعة الأساليب الفنية الجديدة والدراسات الكثيرة حولها، وكانت التجربة شديدة التأثير في إِبداعه وسعيه وراء الوصول إِلى التعبير عما كان يسميه بالأساليب الفنية التشكيلية المتجددة. وتعززت تجاربه الفنية ونضجت بعد أن تابع الدراسة نفسها في المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية في باريس. ونال شهادة هذه المدرسة عام 1973. وقد بدأ عبد القادر في مرحلة نضجه يدرك أن على الفنان أن يقدم ما هو أعمق من رسم اللوحة بالأساليب المألوفة لدى الفنانين التقليديين، فاتجه إِلى الفن التشكيلي الحديث، وكاد ينقطع عن الرسم بالخطوط وحدها، معتمداً في نظرته الجديدة على السطوح والألوان بالدرجة الأولى. وكان يحلم في أن يصل إِلى عالم أكثر توازناً ورهافة من عالمنا على الرغم من حجم الآلام والأحزان الإِنسانية، وكان يتساءل: «ما الذي يميّز الفنان من الملايين الذين يولدون ويموتون..؟؟ إِن ما يميزه هو أن يقدم شيئاً مبتكراً يُغني مسيرة الإِنسانية الحضارية.... إِنني أبحث عن نوع من الجمال، يبهج العالم ويسعده.. وقد لا يحتاج عالمنا هذا إِلى كل عملي».
وقد ألغى عبد القادر البعد الثالث، وصاغ اللوحة التشكيلية من بعدين، ودمج المقدمة بالخلفية مؤكداً التحليل الزخرفي لمختلف الموجودات. برز هذا المفهوم الجديد عنده في المرحلة التي تلت دراسته في باريس، إِذ قدم اللغة الفنية الخاصة به مقتبساً جذورها اللونية والشكلية من التراث العربي، مبتعداً بذلك عن كل ما يتعلق بما هو تشخيصي، وصولاً إِلى صيغة تجريدية مستمدة من الكتابة العربية والزخرفة والعناصر الهندسية، فعزل الكتابة عن معناها اللغوي ليصل إِلى أشكال جديدة مستوحاة من حركة الحروف والكلمات، وأعطى هذه الأشكال دلالة زخرفية تتناغم مع المساحات الهندسية.
كان عبد القادر يرى أن الكتابة العربية في لوحاته هي أشكال أحرف أكثر مما هي كتابة ذات معنى مقصود، إِذ إِن الفنان الذي يحاول طرح أشياء معينة مفهومة في اللوحة، يدفع بالمشاهد إِلى ترك التكوينات الفنية فيها، ويجعله يفكر بالمعنى الظاهر في أشكالها. ومن أجل هذا كان عبد القادر يحاول ألا يكتب كلمات لها معنى، بل كان يترك لحركة الحروف أن تقوم بدورها الإِيحائي في اللوحة. ويقترب عبد القادر هنا من المفهوم الفني للفنانين التشكيليين الروس، لكنه يتميز منهم بأنه لم يتخلَّ عن المضمون كليةً.
إِلى جانب كل ذلك، عني عبد القادر عناية جدية بفن الإِعلان، وقد ترافقت نهضة هذا الفن في سورية بجهوده البارزة في هذا المجال ويُعد من رواده في سورية، وقد وشح بتوقيعه الكثير من اللوحات المتطورة، والإِعلانات المبتكرة وأغلفة الكتب. فكان الإعلان لديه لوحة فنية كاملة مدروسة ومحسوبة بدقة متناهية، يستخدم فيها أدق الحسابات الهندسية والرياضية لتأتي مزيجاً من الحسِّ والعقل والفن والعلم، وبنوع من الانسجام والوحدة المتكاملة. وكان كل ما فيها من لون أو شكل أو خط موضوعاً في مكانه الصحيح القادر على تأدية مهمته في الإِعلام والإِعلان.
وقد أخذت تجربته الطويلة والمنفردة مع الملصقات posters. والفنون الطباعية (الفنون الخطية) arts graphic منحى تصاعدياً دائم التجدد والابتكار والتطور المستمر نحو الحداثة والجمال. ولهذا تميز عبد القادر بهذا الفن وأصبح أستاذاً له في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق.
وقد ابتكر طريقة خاصة لرسم الحروف الهجائية العربية بطريقة هندسية في التخطيط المنتظم بخطوط دائرية ومستقيمة تغني عن مشكلات الطباعة العربية، أودعها وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية عام 1992. كما قدم عام 1989 في باريس براءة اختراع خاصة به، في تصميم طباعي لسلبيات negatives بالأبيض والأسود على أوراق شفافة ملونة.
وإِضافة إِلى إِبداع عبد القادر الأرناؤوط في التصوير والزخرفة وفن الإِعلان، وإِقامة المعارض الخاصة والعامة في سورية وخارجها، فقد عرف بالنكتة والطرفة الذكية، وكانت له ممارسات شعرية متميزة، أودع الكثير منها ديواناً شعرياً له هو «رماد على أرض باردة» نشر عام 1976.
عبد اللطيف الأرناؤوط
ارناووط (عبد القادر)
Al-Arnaout (Abdel Kader-) - Al-Arnaout (Abdel Kader-)
الأرناؤوط (عبد القادر -)
(1936-1992)
مصور تشكيلي ومزخرف، سوري من أسرة ألبانية الأصل، ولد في دمشق وتوفي فيها.
كانت أسرته محدودة الموارد المالية مما دعاه إِلى خوض غمار الحياة العملية بعد إِتمامه دراسته الثانوية في دمشق، فعمل موظفاً في مديرية الإِحصاء والتخطيط ووزارة الثقافة.
بدأ عبد القادر حياته الفنية في سن مبكرة، وكان عام 1954 بداية لنشاطه الفني في مجال الفن التشكيلي، وكان للقاءاته بعدد من فناني سورية البارزين في ذلك الحين، ودراسة أعمال عمالقة الفن العالمي، أثر في تطلعاته المستقبلية وصقل تجاربه الفنية في مختلف اتجاهات الفن التشكيلي.
وقد ألغى عبد القادر البعد الثالث، وصاغ اللوحة التشكيلية من بعدين، ودمج المقدمة بالخلفية مؤكداً التحليل الزخرفي لمختلف الموجودات. برز هذا المفهوم الجديد عنده في المرحلة التي تلت دراسته في باريس، إِذ قدم اللغة الفنية الخاصة به مقتبساً جذورها اللونية والشكلية من التراث العربي، مبتعداً بذلك عن كل ما يتعلق بما هو تشخيصي، وصولاً إِلى صيغة تجريدية مستمدة من الكتابة العربية والزخرفة والعناصر الهندسية، فعزل الكتابة عن معناها اللغوي ليصل إِلى أشكال جديدة مستوحاة من حركة الحروف والكلمات، وأعطى هذه الأشكال دلالة زخرفية تتناغم مع المساحات الهندسية.
كان عبد القادر يرى أن الكتابة العربية في لوحاته هي أشكال أحرف أكثر مما هي كتابة ذات معنى مقصود، إِذ إِن الفنان الذي يحاول طرح أشياء معينة مفهومة في اللوحة، يدفع بالمشاهد إِلى ترك التكوينات الفنية فيها، ويجعله يفكر بالمعنى الظاهر في أشكالها. ومن أجل هذا كان عبد القادر يحاول ألا يكتب كلمات لها معنى، بل كان يترك لحركة الحروف أن تقوم بدورها الإِيحائي في اللوحة. ويقترب عبد القادر هنا من المفهوم الفني للفنانين التشكيليين الروس، لكنه يتميز منهم بأنه لم يتخلَّ عن المضمون كليةً.
إِلى جانب كل ذلك، عني عبد القادر عناية جدية بفن الإِعلان، وقد ترافقت نهضة هذا الفن في سورية بجهوده البارزة في هذا المجال ويُعد من رواده في سورية، وقد وشح بتوقيعه الكثير من اللوحات المتطورة، والإِعلانات المبتكرة وأغلفة الكتب. فكان الإعلان لديه لوحة فنية كاملة مدروسة ومحسوبة بدقة متناهية، يستخدم فيها أدق الحسابات الهندسية والرياضية لتأتي مزيجاً من الحسِّ والعقل والفن والعلم، وبنوع من الانسجام والوحدة المتكاملة. وكان كل ما فيها من لون أو شكل أو خط موضوعاً في مكانه الصحيح القادر على تأدية مهمته في الإِعلام والإِعلان.
وقد أخذت تجربته الطويلة والمنفردة مع الملصقات posters. والفنون الطباعية (الفنون الخطية) arts graphic منحى تصاعدياً دائم التجدد والابتكار والتطور المستمر نحو الحداثة والجمال. ولهذا تميز عبد القادر بهذا الفن وأصبح أستاذاً له في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق.
وقد ابتكر طريقة خاصة لرسم الحروف الهجائية العربية بطريقة هندسية في التخطيط المنتظم بخطوط دائرية ومستقيمة تغني عن مشكلات الطباعة العربية، أودعها وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية عام 1992. كما قدم عام 1989 في باريس براءة اختراع خاصة به، في تصميم طباعي لسلبيات negatives بالأبيض والأسود على أوراق شفافة ملونة.
وإِضافة إِلى إِبداع عبد القادر الأرناؤوط في التصوير والزخرفة وفن الإِعلان، وإِقامة المعارض الخاصة والعامة في سورية وخارجها، فقد عرف بالنكتة والطرفة الذكية، وكانت له ممارسات شعرية متميزة، أودع الكثير منها ديواناً شعرياً له هو «رماد على أرض باردة» نشر عام 1976.
عبد اللطيف الأرناؤوط