الإمارات تسجل أبرز مواقعها على لائحة اليونسكو للتراث العالمي
المواقع المدرجة تعتبر ذاكرة حضارية حية.
شاهد على تفاعل العديد من الحضارات والتقائها
يعد إدراج المواقع الأثرية والتاريخية والثقافية والطبيعية على لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، اعترافا بأهميتها في التاريخ البشري علاوة على أنه حماية لها وتثمين لدورها الحضاري. ولذا تسعى الكثير من دول العالم إلى تسجيل تراثها من المواقع على هذه اللائحة ومن بينها الإمارات.
دبي - يعكس إدراج مواقع إماراتية على لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وعلى لائحتها التمهيدية، القيمة الحضارية والثقافية للمواقع الأثرية والطبيعية في دولة الإمارات، ويعزز جهود تنشيط السياحة الثقافية في الدولة.
وتدرك الدولة أهمية الحفاظ على المواقع الثقافية والطبيعية والأثرية وتوثيقها باعتبارها أحد المكونات الرئيسية للموروث المحلي، الأمر الذي دفعها إلى العمل عن كثب لتسجيل أهم تلك المواقع على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي جاءت بمثابة ذاكرة حضارية تستوعب تفاعل العديد من الحضارات البشرية والتقاءها، وتكللت بإدراج مدينة العين وبعض مواقعها الأثرية على قائمة المنظمة الأممية للتراث الإنساني العالمي لتصبح أول موقع إماراتي على هذه القائمة.
مدينة العين
الإمارات تدرك أهمية الحفاظ على المواقع الثقافية والطبيعية والأثرية وتوثيقها باعتبارها أحد المكونات الرئيسية للموروث المحلي
تعتبر المواقع المدرجة على اللائحة أو تلك المدرجة على اللائحة التمهيدية مقصداً للزائرين من داخل الدولة والسياح من الخارج، حيث تواكب الدعوة إلى زيارتها في هذه الأوقات من العام مع حملة أجمل شتاء في العالم، التي تأتي نسختها الثالثة تحت شعار “موروثنا”، وتسعى إلى إبراز مقومات الموروث والهوية الوطنية، ومنظومة القيم الإماراتية الأصيلة المتوارثة.
وتسعى دولة الإمارات إلى إبراز العناصر التراثية بشقيها المادي وغير المادي على الساحة الدولية وتسجيلها على قوائم اليونسكو بما يسهم في التعريف بها، وترويجها عالميا والحفاظ عليها وترميمها حسب المعايير الدولية لدى منظمة اليونسكو، حيث يعزز تسجيل أحد المواقع على لائحة المنظمة الدولية حضور الدولة على خارطة السياحة الثقافية العالمية، ما يدعم استدامة التراث الثقافي وصونه وجعله أداة فاعلة في التنمية الاقتصادية.
وتعتبر مواقع التراث العالمي معالم تقوم لجنة التراث العالمي في اليونسكو بترشيحها ليتم إدراجها ضمن برنامج مواقع التراث الدولية وهذه المعالم قد تكون طبيعية كالمحميات والمقابر وسلاسل الجبال والغابات وقد تكون من صنع الإنسان كالمباني والقلاع والحصون والمدن.
وتعرّف الاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي والطبيعي الموقعة في العام 1972 “التراث الطبيعي” بأنه المعالم الطبيعية التي تتألف من التشكيلات الفيزيائية أو البيولوجية والمناطق المحددة بدقة والتي تؤلف موطناً للأجناس الحيوانية والنباتات المهددة.
وشهد 2011 دخول أول المواقع الإماراتية على لائحة اليونسكو، حيث اتخذ قرار دخول مدينة العين خلال الاجتماع الـ35 للجنة التراث العالمي باليونسكو الذي عقد في مقر المنظمة في باريس.
وضمت اليونسكو المدينة إلى هذه القائمة المهمة، واستندت إلى الأهمية الجيولوجية والأثرية والتاريخية لجبل حفيت، الذي يقع عند أطراف المدينة ويشرف عليها، وكذلك إلى حضارة هيلي التي كانت تزدهر في العين فضلاً عن المنشآت ذات الأهمية التاريخية مثل “بدع بنت سعود” ومناطق الواحات ونظام الأفلاج الذي كان يستخدم لإدارة المياه والحفاظ عليها.
وتعتبر واحة العين التي أدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو مقصداً للزوار من المجتمع المحلي والسياح على حد سواء، والذين يستمتعون باستكشاف المركز البيئي التعليمي والتجول بين مجموعة واسعة من الممرّات المُظلَّلة بين ما يزيد عن 147 ألف نخلة، ومساحات شاسعة تنمو فيها قرابة 100 نوع من النباتات بالإضافة إلى عدد من المزارع المنتجة.
ويقع أكبر موقع أثري للعصر البرونزي بالإمارات في منطقة هيلي بمدينة العين، ويعود تاريخه إلى بداية الألف الثالثة قبل الميلاد. وقد جرى ضم بعض أجزاء هذا الموقع إلى حديقة آثار هيلي، التي تم تصميمها لتسليط الضوء على الآثار التاريخية وإتاحتها للزوار. ويُعد مدفن هيلي الكبير واحداً من أكبر المدافن الجماعية في موقع هيلي الأثري المبنية بأشكال دائرية من الحجر المنحوت، فيما يصل قطره إلى 12 متراً، ويبدو أنه كان على ارتفاع 4 أمتار عن سطح الأرض.
وبدورها تؤرخ حضارة حفيت لبداية العصر البرونزي في الإمارات، حيث أظهرت عمليات التنقيب عن الآثار التي أجرتها البعثة الدنماركية منذ عام 1959 أن الإنسان قد استوطن منطقة العين منذ نهاية الألف الرابع قبل الميلاد.
ويُستدل على ذلك بالبقايا الأثرية التي تم العثور عليها في منطقة جبل حفيت كالفخار والأدوات الحجرية والتي تعود إلى العصر البرونزي المبكر، وقد بلغ عمرها اليوم نحو 5 آلاف سنة، وهي تقدم أدلة على البراعة والمهارات الحرفية للأسلاف الأوائل لسكان العين.
ويدل هذا الانتشار الحضاري الواسع على أهمية منطقة العين منذ ذلك التاريخ، حيث جرى التنقيب في العشرات من هذه المدافن التي تبين بأنها تشبه بعضها البعض خلال فترة تجاوزت خمسة عقود من الزمن.
كما تعتبر مدافن “بدع بنت سعود” من أهم المعالم الأثرية في العين، حيث أقيمت على قمم هذا المرتفع وسفوحه، ويبلغ عددها أكثر من 40 مدفناً حجرياً مبنية من الحجارة غير المتناسقة، نُقب منها أكثر من 18 مدفناً تختلف في أشكالها وأحجامها وفتراتها الزمنية أيضاً. أما أحدث المدافن التي تم التنقيب فيها فتعود إلى بداية الألف الأول قبل الميلاد، حيث كُشف عن 4 مدافن من تلك الفترة الزمنية، أحدها مستطيل الشكل طوله 8 أمتار وعرضه 6 أمتار.
وقد تبين من خلال عمليات التنقيب أن المدافن الواقعة على امتداد السفح الشرقي لمنطقة جرن بنت سعود تعود إلى العصر البرونزي، وهي شبيهة بالمدافن الموجودة في منطقة جبل حفيت. واجتاز 12 موقعاً إماراتياً الاشتراطات الخاصة بإدراجها في القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، حيث باتت مرشحة لاعتمادها ضمن القائمة الرسمية لمواقع التراث العالمي.
اللائحة التمهيدية
12
موقعا إماراتيا اجتازوا الاشتراطات الخاصة بإدراجها في القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو
تأتي جهود الإمارات في هذا المجال في إطار حرصها على الحفاظ على التراث الإماراتي الأصيل الذي يعتبر ركيزة أساسية للدولة العصرية وملمحا من الملامح المميزة للمجتمع المحلي، وعنصرا أساسيا في تشكيل الهوية الوطنية، لذلك تلقى جهود تسجيل عناصر التراث دعما غير محدود من مختلف الجهات المعنية في الدولة.
والمواقع الـ12 المرشحة لدخول القائمة هي: موقع أم النار.. وتقع جزيرة أم النار قبالة ساحل إمارة أبوظبي، وتتميز بموقع أثري يضم اكتشافات كبيرة ساعدت على إلقاء الضوء على حياة سكان الإمارات خلال العصر البرونزي وثقافتهم وأسلوب حياتهم.
أما السبخة الساحلية فتقع في أبوظبي جنوب جزر الضبعية وأبوالأبيض، وتعد السبخة الكاملة الوحيدة في العالم التي تتضمن 4 طبقات رئيسة بارزة من المسطحات موجودة جميعها في موقع واحد، حيث لا يمثل هذا الموئل نظاماً بيئياً تقليدياً للكربون الأزرق فقط، وإنما من المحتمل أن يكون منشأ لمخزون التربة التاريخي من الكربون في السبخات الساحلية.
ونجد أيضا موقع مسجد البدية، في الفجيرة، وهو أحد أبرز المعالم التاريخية في الدولة ويعود تاريخ البناء إلى عام 1446م، ويتميز بمساحته الصغيرة، وتصميمه المعماري والإنشائي الفريد في التسقيف، إذ لم تستخدم الأخشاب في رفع سقفه، بل يعتمد على عمود في وسطه، يحمل قباب المسجد الأربعة في نظام هندسي بديع.
ونذكر أيضا موقع الدور الأثري وهو إحدى أكبر المستوطنات المحلية على ساحل إمارة أم القيوين خلال فترة العصر الروماني وتصل مساحة الموقع حوالي كيلومترين مربعين، وازدهر أواخر القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الثالث الميلادي. ويعتبر موقع الدور ميناء تجاريا حيث كان نقطة توقف رئيسية في الرحلات التجارية بين جنوب بلاد الرافدين وبلاد فارس والهند.
ونجد كذلك خور دبي الذي كان وما يزال القلب النابض للمدينة، وهو عبارة عن لسان في الخليج العربي يفصل مدينة دبي القديمة إلى قسمين ديرة وبر دبي، وتطل على جوانبه سلسلة من المباني المعمارية الحديثة. ونجد أيضا موقع صير بونعير وهي جزيرة تقع في الشارقة على بعد 65 كيلومترا من سواحل دولة الإمارات على الخليج العربي، وتمتد على مساحة 13 كيلومتر مربع، وهي محمية طبيعية فريدة.
وتدرج الإمارات على القائمة التمهيدية أيضا موقع قلب الشارقة، والتي تحتوي على عدد كبير من المواقع التاريخية والأثرية، التي يعكس كل واحد منها قيمة تاريخية كبيرة، كما تدرج المنطقة الوسطى التي تعبّر بشكل فريد عن تاريخ المنطقة الممتد في منطقة جبلية محاطة بظروف صحراوية قاسية. أما موقع جلفار المدينة التجارية فيقع في رأس الخيمة على مقربة من مضيق هرمز، ويضم أراضي خصبة تعد من أكبر المناطق الصالحة للزراعة، وحدائق نخيل مميزة.
ونجد كذلك منطقة شمل وهي تمثل مشهداً أثرياً كثيفاً يمتد على طول سفوح جبال رأس الخيمة لأكثر من 3 كيلومترات، وتتميز بالسهول الحصوية مع غابات الأكاسيا، وتضم المنطقة أكثر من 100 مقبرة تعود إلى ما قبل التاريخ ومستوطنات ما قبل التاريخ وقصر من القرون الوسطى يعود لفترة وادي سوق (2000 – 1600 قبل الميلاد).
أما منطقة ضاية فتعتبر من أكثر المواقع إثارة للإعجاب وأهمية في إمارة رأس الخيمة من حيث موقعها الجغرافي ومشهدها الثقافي، حيث تحيط بها الجبال شديدة الانحدار التي يصل ارتفاعها إلى 850 متراً من ثلاث جهات، إضافة إلى موقع الجزيرة الحمراء التي كانت تبلغ مساحتها 45 هكتاراً وتقع في الأصل داخل الخليج قبالة الساحل الجنوبي لرأس الخيمة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
المواقع المدرجة تعتبر ذاكرة حضارية حية.
شاهد على تفاعل العديد من الحضارات والتقائها
يعد إدراج المواقع الأثرية والتاريخية والثقافية والطبيعية على لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، اعترافا بأهميتها في التاريخ البشري علاوة على أنه حماية لها وتثمين لدورها الحضاري. ولذا تسعى الكثير من دول العالم إلى تسجيل تراثها من المواقع على هذه اللائحة ومن بينها الإمارات.
دبي - يعكس إدراج مواقع إماراتية على لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وعلى لائحتها التمهيدية، القيمة الحضارية والثقافية للمواقع الأثرية والطبيعية في دولة الإمارات، ويعزز جهود تنشيط السياحة الثقافية في الدولة.
وتدرك الدولة أهمية الحفاظ على المواقع الثقافية والطبيعية والأثرية وتوثيقها باعتبارها أحد المكونات الرئيسية للموروث المحلي، الأمر الذي دفعها إلى العمل عن كثب لتسجيل أهم تلك المواقع على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي جاءت بمثابة ذاكرة حضارية تستوعب تفاعل العديد من الحضارات البشرية والتقاءها، وتكللت بإدراج مدينة العين وبعض مواقعها الأثرية على قائمة المنظمة الأممية للتراث الإنساني العالمي لتصبح أول موقع إماراتي على هذه القائمة.
مدينة العين
الإمارات تدرك أهمية الحفاظ على المواقع الثقافية والطبيعية والأثرية وتوثيقها باعتبارها أحد المكونات الرئيسية للموروث المحلي
تعتبر المواقع المدرجة على اللائحة أو تلك المدرجة على اللائحة التمهيدية مقصداً للزائرين من داخل الدولة والسياح من الخارج، حيث تواكب الدعوة إلى زيارتها في هذه الأوقات من العام مع حملة أجمل شتاء في العالم، التي تأتي نسختها الثالثة تحت شعار “موروثنا”، وتسعى إلى إبراز مقومات الموروث والهوية الوطنية، ومنظومة القيم الإماراتية الأصيلة المتوارثة.
وتسعى دولة الإمارات إلى إبراز العناصر التراثية بشقيها المادي وغير المادي على الساحة الدولية وتسجيلها على قوائم اليونسكو بما يسهم في التعريف بها، وترويجها عالميا والحفاظ عليها وترميمها حسب المعايير الدولية لدى منظمة اليونسكو، حيث يعزز تسجيل أحد المواقع على لائحة المنظمة الدولية حضور الدولة على خارطة السياحة الثقافية العالمية، ما يدعم استدامة التراث الثقافي وصونه وجعله أداة فاعلة في التنمية الاقتصادية.
وتعتبر مواقع التراث العالمي معالم تقوم لجنة التراث العالمي في اليونسكو بترشيحها ليتم إدراجها ضمن برنامج مواقع التراث الدولية وهذه المعالم قد تكون طبيعية كالمحميات والمقابر وسلاسل الجبال والغابات وقد تكون من صنع الإنسان كالمباني والقلاع والحصون والمدن.
وتعرّف الاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي والطبيعي الموقعة في العام 1972 “التراث الطبيعي” بأنه المعالم الطبيعية التي تتألف من التشكيلات الفيزيائية أو البيولوجية والمناطق المحددة بدقة والتي تؤلف موطناً للأجناس الحيوانية والنباتات المهددة.
وشهد 2011 دخول أول المواقع الإماراتية على لائحة اليونسكو، حيث اتخذ قرار دخول مدينة العين خلال الاجتماع الـ35 للجنة التراث العالمي باليونسكو الذي عقد في مقر المنظمة في باريس.
وضمت اليونسكو المدينة إلى هذه القائمة المهمة، واستندت إلى الأهمية الجيولوجية والأثرية والتاريخية لجبل حفيت، الذي يقع عند أطراف المدينة ويشرف عليها، وكذلك إلى حضارة هيلي التي كانت تزدهر في العين فضلاً عن المنشآت ذات الأهمية التاريخية مثل “بدع بنت سعود” ومناطق الواحات ونظام الأفلاج الذي كان يستخدم لإدارة المياه والحفاظ عليها.
وتعتبر واحة العين التي أدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو مقصداً للزوار من المجتمع المحلي والسياح على حد سواء، والذين يستمتعون باستكشاف المركز البيئي التعليمي والتجول بين مجموعة واسعة من الممرّات المُظلَّلة بين ما يزيد عن 147 ألف نخلة، ومساحات شاسعة تنمو فيها قرابة 100 نوع من النباتات بالإضافة إلى عدد من المزارع المنتجة.
ويقع أكبر موقع أثري للعصر البرونزي بالإمارات في منطقة هيلي بمدينة العين، ويعود تاريخه إلى بداية الألف الثالثة قبل الميلاد. وقد جرى ضم بعض أجزاء هذا الموقع إلى حديقة آثار هيلي، التي تم تصميمها لتسليط الضوء على الآثار التاريخية وإتاحتها للزوار. ويُعد مدفن هيلي الكبير واحداً من أكبر المدافن الجماعية في موقع هيلي الأثري المبنية بأشكال دائرية من الحجر المنحوت، فيما يصل قطره إلى 12 متراً، ويبدو أنه كان على ارتفاع 4 أمتار عن سطح الأرض.
وبدورها تؤرخ حضارة حفيت لبداية العصر البرونزي في الإمارات، حيث أظهرت عمليات التنقيب عن الآثار التي أجرتها البعثة الدنماركية منذ عام 1959 أن الإنسان قد استوطن منطقة العين منذ نهاية الألف الرابع قبل الميلاد.
ويُستدل على ذلك بالبقايا الأثرية التي تم العثور عليها في منطقة جبل حفيت كالفخار والأدوات الحجرية والتي تعود إلى العصر البرونزي المبكر، وقد بلغ عمرها اليوم نحو 5 آلاف سنة، وهي تقدم أدلة على البراعة والمهارات الحرفية للأسلاف الأوائل لسكان العين.
ويدل هذا الانتشار الحضاري الواسع على أهمية منطقة العين منذ ذلك التاريخ، حيث جرى التنقيب في العشرات من هذه المدافن التي تبين بأنها تشبه بعضها البعض خلال فترة تجاوزت خمسة عقود من الزمن.
كما تعتبر مدافن “بدع بنت سعود” من أهم المعالم الأثرية في العين، حيث أقيمت على قمم هذا المرتفع وسفوحه، ويبلغ عددها أكثر من 40 مدفناً حجرياً مبنية من الحجارة غير المتناسقة، نُقب منها أكثر من 18 مدفناً تختلف في أشكالها وأحجامها وفتراتها الزمنية أيضاً. أما أحدث المدافن التي تم التنقيب فيها فتعود إلى بداية الألف الأول قبل الميلاد، حيث كُشف عن 4 مدافن من تلك الفترة الزمنية، أحدها مستطيل الشكل طوله 8 أمتار وعرضه 6 أمتار.
وقد تبين من خلال عمليات التنقيب أن المدافن الواقعة على امتداد السفح الشرقي لمنطقة جرن بنت سعود تعود إلى العصر البرونزي، وهي شبيهة بالمدافن الموجودة في منطقة جبل حفيت. واجتاز 12 موقعاً إماراتياً الاشتراطات الخاصة بإدراجها في القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، حيث باتت مرشحة لاعتمادها ضمن القائمة الرسمية لمواقع التراث العالمي.
اللائحة التمهيدية
12
موقعا إماراتيا اجتازوا الاشتراطات الخاصة بإدراجها في القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو
تأتي جهود الإمارات في هذا المجال في إطار حرصها على الحفاظ على التراث الإماراتي الأصيل الذي يعتبر ركيزة أساسية للدولة العصرية وملمحا من الملامح المميزة للمجتمع المحلي، وعنصرا أساسيا في تشكيل الهوية الوطنية، لذلك تلقى جهود تسجيل عناصر التراث دعما غير محدود من مختلف الجهات المعنية في الدولة.
والمواقع الـ12 المرشحة لدخول القائمة هي: موقع أم النار.. وتقع جزيرة أم النار قبالة ساحل إمارة أبوظبي، وتتميز بموقع أثري يضم اكتشافات كبيرة ساعدت على إلقاء الضوء على حياة سكان الإمارات خلال العصر البرونزي وثقافتهم وأسلوب حياتهم.
أما السبخة الساحلية فتقع في أبوظبي جنوب جزر الضبعية وأبوالأبيض، وتعد السبخة الكاملة الوحيدة في العالم التي تتضمن 4 طبقات رئيسة بارزة من المسطحات موجودة جميعها في موقع واحد، حيث لا يمثل هذا الموئل نظاماً بيئياً تقليدياً للكربون الأزرق فقط، وإنما من المحتمل أن يكون منشأ لمخزون التربة التاريخي من الكربون في السبخات الساحلية.
ونجد أيضا موقع مسجد البدية، في الفجيرة، وهو أحد أبرز المعالم التاريخية في الدولة ويعود تاريخ البناء إلى عام 1446م، ويتميز بمساحته الصغيرة، وتصميمه المعماري والإنشائي الفريد في التسقيف، إذ لم تستخدم الأخشاب في رفع سقفه، بل يعتمد على عمود في وسطه، يحمل قباب المسجد الأربعة في نظام هندسي بديع.
ونذكر أيضا موقع الدور الأثري وهو إحدى أكبر المستوطنات المحلية على ساحل إمارة أم القيوين خلال فترة العصر الروماني وتصل مساحة الموقع حوالي كيلومترين مربعين، وازدهر أواخر القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الثالث الميلادي. ويعتبر موقع الدور ميناء تجاريا حيث كان نقطة توقف رئيسية في الرحلات التجارية بين جنوب بلاد الرافدين وبلاد فارس والهند.
ونجد كذلك خور دبي الذي كان وما يزال القلب النابض للمدينة، وهو عبارة عن لسان في الخليج العربي يفصل مدينة دبي القديمة إلى قسمين ديرة وبر دبي، وتطل على جوانبه سلسلة من المباني المعمارية الحديثة. ونجد أيضا موقع صير بونعير وهي جزيرة تقع في الشارقة على بعد 65 كيلومترا من سواحل دولة الإمارات على الخليج العربي، وتمتد على مساحة 13 كيلومتر مربع، وهي محمية طبيعية فريدة.
وتدرج الإمارات على القائمة التمهيدية أيضا موقع قلب الشارقة، والتي تحتوي على عدد كبير من المواقع التاريخية والأثرية، التي يعكس كل واحد منها قيمة تاريخية كبيرة، كما تدرج المنطقة الوسطى التي تعبّر بشكل فريد عن تاريخ المنطقة الممتد في منطقة جبلية محاطة بظروف صحراوية قاسية. أما موقع جلفار المدينة التجارية فيقع في رأس الخيمة على مقربة من مضيق هرمز، ويضم أراضي خصبة تعد من أكبر المناطق الصالحة للزراعة، وحدائق نخيل مميزة.
ونجد كذلك منطقة شمل وهي تمثل مشهداً أثرياً كثيفاً يمتد على طول سفوح جبال رأس الخيمة لأكثر من 3 كيلومترات، وتتميز بالسهول الحصوية مع غابات الأكاسيا، وتضم المنطقة أكثر من 100 مقبرة تعود إلى ما قبل التاريخ ومستوطنات ما قبل التاريخ وقصر من القرون الوسطى يعود لفترة وادي سوق (2000 – 1600 قبل الميلاد).
أما منطقة ضاية فتعتبر من أكثر المواقع إثارة للإعجاب وأهمية في إمارة رأس الخيمة من حيث موقعها الجغرافي ومشهدها الثقافي، حيث تحيط بها الجبال شديدة الانحدار التي يصل ارتفاعها إلى 850 متراً من ثلاث جهات، إضافة إلى موقع الجزيرة الحمراء التي كانت تبلغ مساحتها 45 هكتاراً وتقع في الأصل داخل الخليج قبالة الساحل الجنوبي لرأس الخيمة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook