الوازا تعزف مواسم فرح السودانيين في النيل الأزرق
أبواق الوازا تُصنع من نوع خاص من القرع البخس، وهو مخروطي الشكل وينمو بأحجام وأطوال مختلفة.
آلة محاربة الشيطان
تتميز الثقافة والفنون السودانية بالتنوع، ويأخذ الفن الشعبي السوداني أشكالاً متعددة، إذ لكل منطقة طابعها الخاص والمميز، تتنوع فيه الإيقاعات والآلات، من ذلك موسيقى الوازا التي يترنم بها إنسان إقليم النيل الأزرق في كل المناسبات والمواسم.
الدمازين (السودان) – على أنغام الوازا، وهي آلة نفخ محلية، يحصد السودانيون الذرة في إقليم النيل الأزرق بجنوب شرق البلاد ابتهاجا بالخير الذي يحمله معه موسم الحصاد الذي تجتمع فيها كل قبائل المنطقة بموروثاتها وعاداتها وتقاليدها وموسيقاها المحلية.
عيد الحصاد الذي يسمى أيضا بـ"جدع النار" يفتتح بأنغام الوازا والدلوكة إيذاناً ببداية الموسم و«رجم شيطان الجوع». ويمارس يوسف إسماعيل هذا الطقس المتوارث كل عام في بلدته قنيص شرق، ويستعد له قبل أسابيع من موسم حصاد الذرة بالمنطقة مطلع نوفمبر.
ويقول إن "جدع النار" تعبير يرجع إلي اعتقاد من زمن بعيد قبل المسيحية والإسلام ساد في المنطقة، ويدل على تدين أهل المنطقة لعبادة الله خالق الكون، معتقدين أن الشيطان الملعون يجلب الشر ويرتبط بالأشياء السلبية كالفقر والجوع.
ويقول المؤرخون، يرجع تاريخ الوازا إلى عهد مملكة الفونج الإسلامية، وهي أول دولة إسلامية تحل محل الممالك النوبية التي تراجع حضورها بعد دخول العرب إلى السودان.
ويقول الباحثون في التراث السوداني، في تصور قبائل النيل الأزرق، إن الإنسان لا يقاتل وهو جائع، وحتى يقاتلوا الشيطان اختاروا موسم الحصاد ليكون موعد رجم الملعون وطرده بجدع النار التي يخافها.
وتصنع أبواق الوازا من نوع خاص من القرع البخس، وهو مخروطي الشكل وينمو بأحجام وأطوال مختلفة، قال أستاذ فلكلور بجامعة الخرطوم برعي محمد أحمد، “تبدأ عملية التصنيع بوضع هذه البخس المعدة بشكل دائري فوق بعضها البعض تبدأ بالأكبر إلى أن يصل الصانع إلى الفتحة التي يضعها العازف في فمه وتسمى (الأش)، وتثبت البخس المتلاصقة مع بعضها بواسطة أعواد، ثم تحضر شرائح من القنا بطول البوق المصنع تربط بلحاء الأشجار على الجدار الخارجي للبوق حتى تكون متماسكة ليصدر كل بوق صوتاً واحداً لكنه يختلف عن الآخر”.
ويجدد يوسف سنويا مكونات أبواق الوازا المصنوعة من ثمار البخس الذي يزرع محليا، مضيفا أن صناعتها قد تستغرق وقتا طويلاً، فهي تتكون من 7 قطع من القرع الجاف، بعدها تتم تجربتها أكثر من مرة للتأكد من صوتها في مراحل مختلفة.
وقال “نغير القرع في الوازا سنوياً لأنه يتأثر بالأمطار والحشرات“، موضحا أن زراعة القرع تبدأ مع بداية ظهور السحب ومؤشرات موسم هطول الأمطار.
والآلة عبارة عن نوع من القرع المخروطي يتم تجويفه ويربط بعضه مع بعض بلحاء الأشجار ثم يثبت بنوع معين من الخشب. وتوضع الوازا في بيت يبنى على شكل مخروطي وله حارس هو من يتولى صناعتها ويخرجها.
ويقول أستاذ الموسيقى بجامعة السودان المتخصص في الموسيقى التقليدية محمد ادمنزع سليمان إنها “آلة مكوناتها من البيئة تستخدمها قبائل الفونج في إقليم النيل الأزرق”.
وتتكون الفرقة الموسيقية التي تعزف الوازا من ثلاثة عشر عازفاً يحمل كل منهم بوقا تتفاوت أحجامها. ويقف العازفون عادة في نصف دائرة يتوسطهم قائد الفرقة الذي يعزف على الوازا الأصغر حجما.
وأضاف أن موسيقى الوازا في تلك المنطقة تشكل حضوراً في الأفراح والأحزان، والمناسبات الرسمية، كما تستخدم وسيلة للإعلام الجماهيري، إذ إنها أداة للتنادي القومي، إذا أراد زعيم القبيلة دعوة أهله إلى أمر ما.
وقال، “وجود الأطفال ضمن المنظومة التي تعزف على هذه الآلة دليل على حرص أهل المنطقة على توريث هذا الفن الشعبي عبر العصور والأجيال”. ويقول يوسف “لقد علمنا كل شيء يتعلق بالوازا لأولادنا” مؤكدا أنهم “سيحافظون على هذا التقليد عندما نغيب نحن عن هذه الدنيا”.
وموسيقى الوازا كغيرها من الفنون الأفريقية الجميلة حظيت باهتمام واسع من جانب هواة هذه الفنون من الغربيين الذين لم يخفوا إعجابهم بها، فمنهم من يشد الرحال إلى النيل الأزرق، لسبر أغوارها، ومعرفة تاريخها، وفك طلاسم علاقاتها ببعض الفنون الأفريقية المشابهه لها.
أبواق الوازا تُصنع من نوع خاص من القرع البخس، وهو مخروطي الشكل وينمو بأحجام وأطوال مختلفة.
آلة محاربة الشيطان
تتميز الثقافة والفنون السودانية بالتنوع، ويأخذ الفن الشعبي السوداني أشكالاً متعددة، إذ لكل منطقة طابعها الخاص والمميز، تتنوع فيه الإيقاعات والآلات، من ذلك موسيقى الوازا التي يترنم بها إنسان إقليم النيل الأزرق في كل المناسبات والمواسم.
الدمازين (السودان) – على أنغام الوازا، وهي آلة نفخ محلية، يحصد السودانيون الذرة في إقليم النيل الأزرق بجنوب شرق البلاد ابتهاجا بالخير الذي يحمله معه موسم الحصاد الذي تجتمع فيها كل قبائل المنطقة بموروثاتها وعاداتها وتقاليدها وموسيقاها المحلية.
عيد الحصاد الذي يسمى أيضا بـ"جدع النار" يفتتح بأنغام الوازا والدلوكة إيذاناً ببداية الموسم و«رجم شيطان الجوع». ويمارس يوسف إسماعيل هذا الطقس المتوارث كل عام في بلدته قنيص شرق، ويستعد له قبل أسابيع من موسم حصاد الذرة بالمنطقة مطلع نوفمبر.
ويقول إن "جدع النار" تعبير يرجع إلي اعتقاد من زمن بعيد قبل المسيحية والإسلام ساد في المنطقة، ويدل على تدين أهل المنطقة لعبادة الله خالق الكون، معتقدين أن الشيطان الملعون يجلب الشر ويرتبط بالأشياء السلبية كالفقر والجوع.
ويقول المؤرخون، يرجع تاريخ الوازا إلى عهد مملكة الفونج الإسلامية، وهي أول دولة إسلامية تحل محل الممالك النوبية التي تراجع حضورها بعد دخول العرب إلى السودان.
ويقول الباحثون في التراث السوداني، في تصور قبائل النيل الأزرق، إن الإنسان لا يقاتل وهو جائع، وحتى يقاتلوا الشيطان اختاروا موسم الحصاد ليكون موعد رجم الملعون وطرده بجدع النار التي يخافها.
وتصنع أبواق الوازا من نوع خاص من القرع البخس، وهو مخروطي الشكل وينمو بأحجام وأطوال مختلفة، قال أستاذ فلكلور بجامعة الخرطوم برعي محمد أحمد، “تبدأ عملية التصنيع بوضع هذه البخس المعدة بشكل دائري فوق بعضها البعض تبدأ بالأكبر إلى أن يصل الصانع إلى الفتحة التي يضعها العازف في فمه وتسمى (الأش)، وتثبت البخس المتلاصقة مع بعضها بواسطة أعواد، ثم تحضر شرائح من القنا بطول البوق المصنع تربط بلحاء الأشجار على الجدار الخارجي للبوق حتى تكون متماسكة ليصدر كل بوق صوتاً واحداً لكنه يختلف عن الآخر”.
ويجدد يوسف سنويا مكونات أبواق الوازا المصنوعة من ثمار البخس الذي يزرع محليا، مضيفا أن صناعتها قد تستغرق وقتا طويلاً، فهي تتكون من 7 قطع من القرع الجاف، بعدها تتم تجربتها أكثر من مرة للتأكد من صوتها في مراحل مختلفة.
وقال “نغير القرع في الوازا سنوياً لأنه يتأثر بالأمطار والحشرات“، موضحا أن زراعة القرع تبدأ مع بداية ظهور السحب ومؤشرات موسم هطول الأمطار.
والآلة عبارة عن نوع من القرع المخروطي يتم تجويفه ويربط بعضه مع بعض بلحاء الأشجار ثم يثبت بنوع معين من الخشب. وتوضع الوازا في بيت يبنى على شكل مخروطي وله حارس هو من يتولى صناعتها ويخرجها.
ويقول أستاذ الموسيقى بجامعة السودان المتخصص في الموسيقى التقليدية محمد ادمنزع سليمان إنها “آلة مكوناتها من البيئة تستخدمها قبائل الفونج في إقليم النيل الأزرق”.
وتتكون الفرقة الموسيقية التي تعزف الوازا من ثلاثة عشر عازفاً يحمل كل منهم بوقا تتفاوت أحجامها. ويقف العازفون عادة في نصف دائرة يتوسطهم قائد الفرقة الذي يعزف على الوازا الأصغر حجما.
وأضاف أن موسيقى الوازا في تلك المنطقة تشكل حضوراً في الأفراح والأحزان، والمناسبات الرسمية، كما تستخدم وسيلة للإعلام الجماهيري، إذ إنها أداة للتنادي القومي، إذا أراد زعيم القبيلة دعوة أهله إلى أمر ما.
وقال، “وجود الأطفال ضمن المنظومة التي تعزف على هذه الآلة دليل على حرص أهل المنطقة على توريث هذا الفن الشعبي عبر العصور والأجيال”. ويقول يوسف “لقد علمنا كل شيء يتعلق بالوازا لأولادنا” مؤكدا أنهم “سيحافظون على هذا التقليد عندما نغيب نحن عن هذه الدنيا”.
وموسيقى الوازا كغيرها من الفنون الأفريقية الجميلة حظيت باهتمام واسع من جانب هواة هذه الفنون من الغربيين الذين لم يخفوا إعجابهم بها، فمنهم من يشد الرحال إلى النيل الأزرق، لسبر أغوارها، ومعرفة تاريخها، وفك طلاسم علاقاتها ببعض الفنون الأفريقية المشابهه لها.