قصبة الجزائر تبحث عن نهضة جديدة تعيد لها بريقها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصبة الجزائر تبحث عن نهضة جديدة تعيد لها بريقها

    قصبة الجزائر تبحث عن نهضة جديدة تعيد لها بريقها


    توجد حاليا سبعة مشاريع لترميم المباني التاريخية قيد التنفيذ، تقدمت فيها الأشغال بنسبة 65 في المئة.


    موقع تاريخي

    الجزائر - تحاول قصبة الجزائر، المنطقة التاريخية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1992، استعادة بريقها بفضل خطة حكومية لترميمها، فيما يواجه عدد من مبانيها خطر الانهيار.

    وتمتد القصبة الشاهدة على الثورة الجزائرية على مساحة تزيد على 105 هكتارات وتكتظ بالسكان الذين يزيد عددهم عن أربعين ألف نسمة.

    وتقع على هضبة مطلة على خليج العاصمة، وتحيط بها أسوار قلعة عثمانية تعود إلى القرن السادس عشر، وهي واحدة من أجمل المواقع في البحر الأبيض المتوسط.

    لكن حالة مبانيها تدهورت مع مرور السنين بسبب الزلازل والفيضانات والحرائق الناتجة عن تجهيزاتها القديمة.

    وأوضح مدير وكالة “أرشيماد” المكلّفة بالدراسات ومتابعة مشروع ترميم المدينة عيسى مصري لوكالة فرانس برس أن “عمليات ترميم الموقع بدأت فور حصول البلاد على الاستقلال في عام 1962. كان هناك الكثير من الخطط والجهات التي شاركت في المشاريع”.

    مشروع ترميم القصبة يهدف بالأساس إلى إبراز قيمتها التاريخية والثقافية والسياحية

    وأضاف أنه في كثير من الأحيان “يتم إطلاق عمليات ترميم ثم تتوقف لأسباب مالية أو فنية أو قانونية تتعلق بالعقارات”، معرباً عن أسفه لعدم وجود “رؤية واضحة” في ما يخص “مشروع القصبة”.

    ومع ذلك أُطلقت خطة ترميم في عام 2012 بميزانية فاقت 170 مليون دولار بهدف إعادة “المظهر الأصيل للقصبة واقتراح حلول نهائية لحماية هذا المركز التاريخي والثقافي وإبقاء جزء من سكانه في بيوتهم”.

    وقادت المشروع مديرية التجهيزات العمومية لولاية الجزائر، وقد أتاح بالفعل في السنوات الأخيرة ترميم بنايات كثيرة استعاد بعضها رونقه السابق.

    ومن بين المنشآت المرممة، دار السلطان التي تضم قصر ومسجد الداي الذي تم تزيينه بالخط العربي على الخزف التقليدي والرخام. وأعيد فتح الموقع جزئيا للزوار منذ نوفمبر 2020.

    كذلك أُنجزت أخيراً الأعمال على أربعة منازل، بينها منزل عائلة جميلة بوحيرد إحدى بطلات معركة الجزائر التي جرت أساسا في القصبة وكانت حلقة رئيسية في حرب الاستقلال.

    وهذا الحي الصغير يُعدّ موقعا تاريخيا، إذ شكّل ملجأ لشخصيات رمزية من الحرب ضد القوة الاستعمارية الفرنسية السابقة.

    كما سمح المشروع بترميم جامع كتشاوة الذي أُغلق في عام 2008 بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء زلزال قوي وقع عام 2003. وبعد 37 شهرا من الأشغال أعيد فتح هذا المسجد ذي الجذور العثمانية في أبريل 2018.

    وتم تمويل المشروع كاملا من الحكومة التركية بتكلفة تقرب من سبعة ملايين دولار.
    170


    مليون دولار ميزانية مشروع إعادة المظهر الأصيل للقصبة وحماية هذا المركز التاريخي والثقافي

    وأوضح مهدي علي باشا وهو مدير شركة هندسة معمارية تحمل اسمه متخصصة في المواقع الأثرية لوكالة فرانس برس أنه قبل خطة إنقاذ القصبة بدأت السلطات بأشغال مستعجلة لـ”تدعيم المباني التي كانت مهددة بالانهيار”.

    ويقول المهندس المعماري الذي أجرت وكالته دراسات ترميم المنازل الأربعة إنه “تم وضع دعامات لأكثر من 300 مبنى بين عامي 2008 و2013”.

    وفي بعض الأحيان يعيق السكان ترميم الدويرات (تصغير كلمة دار في لغة سكان القصبة) حيث يرفضون السماح للمهندسين أو شركات الترميم بدخول بيوتهم.

    ويضيف علي باشا “لا يزال السكان يمثلون عائقا. فهناك دويرات تم ترحيل سكانها وغلقها من طرف البلدية. وهنا يمكننا العمل دون مشاكل، لكن عندما تكون المنازل مأهولة تتم الدراسة بصعوبة”.

    وكذلك كانت إعادة تأهيل القصبة في نهاية 2018 في قلب جدل كبير في قطاع الهندسة المعمارية وداخل المجتمع المدني في كل من فرنسا والجزائر، بعد قرار السلطات الجزائرية تكليف المهندس الفرنسي جان نوفيل بإنجاز خطة بهدف “إحياء” هذه المنطقة التاريخية.

    ووضع حوالي 400 شخص، خصوصاً من المهندسين المعماريين والأكاديميين الجزائريين والفرنسيين، عريضة للطلب من جان نوفيل الانسحاب من المشروع.

    وكان مقدمو العريضة قلقين بشكل خاص من إيكال مهندس فرنسي مهمة ترميم مدينة كانت مسرحا لمعركة الجزائر ضد المستعمر الفرنسي. وقد استُغني عن الفكرة في نهاية المطاف.

    وتوجد حاليا قيد التنفيذ سبعة مشاريع لترميم المباني التاريخية تقدمت فيها الأشغال بنسبة 65 في المئة، بحسب فاطمة العربي المهندسة المعمارية في مديرية التجهيزات العمومية بولاية الجزائر في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

    وأكد علي باشا أن الهدف من عملية الترميم هو “إحياء القصبة وإبراز قيمتها” التاريخية والثقافية والسياحية.
يعمل...
X