تويت
شار (رُنيه ـ)
(1907 ـ 1988)
رُنيه شار René Char شاعر فرنسي، ولد في مركز قضاء فوكلوز Vaucluse جنوب شرقي فرنسا في منطقة بروفانس Provence، حيث ترعرع وأمضى معظم حياته. كانت طفولته وحداثته لصيقتين بالطبيعة، الأمر الذي انعكس لاحقاً في شعره. تابع دراسته الثانوية في أفينيون Avignon، وعقب إنهائها انتسب إلى الجامعة في مدينة ايكس Aix. انضم عام 1929 إلى الحركة السريالية التي كان معظم شعرائها يكبرونه سناً، واشترك عام 1930 مع إيلوار Éluard وبروتون Bretonفي عمل واحد صدر بعنوان «إبطاء أعمال»Ralentir travaux، إلا أن نتاجه السريالي الخاص صدر عام 1934 بعنوان «مطرقة لا صاحب لها» Le Marteau sans maître، وفي العام نفسه استرد استقلاليته منفصلاً عن الحركة السريالية وآثر العمل منفرداً.
صدرت أول مجموعة شعرية لشار عام 1928، ومن قصائدها اللافتة «رسالة حب»Lettera amorosa المفعمة بالعواطف الجياشة. ولما كان شار رجلاً متمرداً أبدى اهتماماً كبيراً بمستقبل العالم، فقد أهدى عمله «ملصق إعلاني من أجل طريق مفتوح للتلاميذ»Placard pour un chemin des écoliersت(1937) إلى أطفال إسبانيا في أثناء الحرب الأهلية التي كلفت هذا البلد ستمئة ألف قتيل.
مع نشوب الحرب العالمية الثانية أُرسل شار إلى الجبهة في الألزاس، وإثر تسريحه من الجيش عام 1940 التحق بالمقاومة، وكان لتلك التجربة الأثر العميق في كتاباته. أصدر أول ديوان بعد التحرير بعنوان «وحدهم باقون» Seuls demeurent ت(1945) وفيه عدد من أجمل القصائد التي قيلت في المقاومة. وقد سجل أيام نضاله في مجموعته «صحائف هيبنوز» Feuillets d’Hypnos ت(1946). توالى بعد ذلك ظهور مؤلفاته ومنها ديوان «هياج وغموض»Fureur et mystère ت(1948)، وأوحى لـه خطر التلوث الذي يلحق بالطبيعة مسرحية «شمس المياه» Le Soleil des eaux ت(1951)، وكانت آخر مجموعة أصدرها في تلك الفترة «المبكرون» Les Matinaux ت(1950). ويقول شار في هذه الأعمال إنها محاولة للخروج من الانزواء والعزلة.
كان لشار لقاءاته مع بعض الرسامين، من مثل: الفرنسي براك Braque والفرنسي الروسي الأصل نقولا ستال Staël والسريالي الإسباني ميرو Miró، فوصفها أنها لقاءات جوهرية. وفي مجموعته «النوافذ النائمة وباب في السقف» Fenêtres dormantes et porte sur le toit ت(1979) يتناوب فضح صاخب لـ «الطوباويات الدامية للقرن العشرين» مع يقظة نوافذ الرسامين.
أصدر شار في أواخر حياته مجموعته «جوار فان كوخ» Les Voisinages de Van Gogh ت(1985) وهي تحية منه للفنان الكبير، بيّن فيها تعاطفه مع الأصغر والأقل شأناًً في العالم.
توفي نتيجة أزمة قلبية عام 1988، وفي أيار من السنة نفسها صدرت مجموعته الأخيرة «امتداح مشبوهة» L’éloge d’une soupçonnée، وكان أحد الشعراء القلائل الذين دخلوا، وهم أحياء، إصدارات دار البليادLa Pléiade ذات المنزلة المتميزة.
عبد الله عويشق
(1907 ـ 1988)
رُنيه شار René Char شاعر فرنسي، ولد في مركز قضاء فوكلوز Vaucluse جنوب شرقي فرنسا في منطقة بروفانس Provence، حيث ترعرع وأمضى معظم حياته. كانت طفولته وحداثته لصيقتين بالطبيعة، الأمر الذي انعكس لاحقاً في شعره. تابع دراسته الثانوية في أفينيون Avignon، وعقب إنهائها انتسب إلى الجامعة في مدينة ايكس Aix. انضم عام 1929 إلى الحركة السريالية التي كان معظم شعرائها يكبرونه سناً، واشترك عام 1930 مع إيلوار Éluard وبروتون Bretonفي عمل واحد صدر بعنوان «إبطاء أعمال»Ralentir travaux، إلا أن نتاجه السريالي الخاص صدر عام 1934 بعنوان «مطرقة لا صاحب لها» Le Marteau sans maître، وفي العام نفسه استرد استقلاليته منفصلاً عن الحركة السريالية وآثر العمل منفرداً.
صدرت أول مجموعة شعرية لشار عام 1928، ومن قصائدها اللافتة «رسالة حب»Lettera amorosa المفعمة بالعواطف الجياشة. ولما كان شار رجلاً متمرداً أبدى اهتماماً كبيراً بمستقبل العالم، فقد أهدى عمله «ملصق إعلاني من أجل طريق مفتوح للتلاميذ»Placard pour un chemin des écoliersت(1937) إلى أطفال إسبانيا في أثناء الحرب الأهلية التي كلفت هذا البلد ستمئة ألف قتيل.
مع نشوب الحرب العالمية الثانية أُرسل شار إلى الجبهة في الألزاس، وإثر تسريحه من الجيش عام 1940 التحق بالمقاومة، وكان لتلك التجربة الأثر العميق في كتاباته. أصدر أول ديوان بعد التحرير بعنوان «وحدهم باقون» Seuls demeurent ت(1945) وفيه عدد من أجمل القصائد التي قيلت في المقاومة. وقد سجل أيام نضاله في مجموعته «صحائف هيبنوز» Feuillets d’Hypnos ت(1946). توالى بعد ذلك ظهور مؤلفاته ومنها ديوان «هياج وغموض»Fureur et mystère ت(1948)، وأوحى لـه خطر التلوث الذي يلحق بالطبيعة مسرحية «شمس المياه» Le Soleil des eaux ت(1951)، وكانت آخر مجموعة أصدرها في تلك الفترة «المبكرون» Les Matinaux ت(1950). ويقول شار في هذه الأعمال إنها محاولة للخروج من الانزواء والعزلة.
كان لشار لقاءاته مع بعض الرسامين، من مثل: الفرنسي براك Braque والفرنسي الروسي الأصل نقولا ستال Staël والسريالي الإسباني ميرو Miró، فوصفها أنها لقاءات جوهرية. وفي مجموعته «النوافذ النائمة وباب في السقف» Fenêtres dormantes et porte sur le toit ت(1979) يتناوب فضح صاخب لـ «الطوباويات الدامية للقرن العشرين» مع يقظة نوافذ الرسامين.
أصدر شار في أواخر حياته مجموعته «جوار فان كوخ» Les Voisinages de Van Gogh ت(1985) وهي تحية منه للفنان الكبير، بيّن فيها تعاطفه مع الأصغر والأقل شأناًً في العالم.
توفي نتيجة أزمة قلبية عام 1988، وفي أيار من السنة نفسها صدرت مجموعته الأخيرة «امتداح مشبوهة» L’éloge d’une soupçonnée، وكان أحد الشعراء القلائل الذين دخلوا، وهم أحياء، إصدارات دار البليادLa Pléiade ذات المنزلة المتميزة.
عبد الله عويشق