رخمانينوف (سيرغي)
Rachmaninoff (Serguei-) - Rachmaninov (Sergueï-)
رخمانينوف (سيرغي -)
(1873-1943)
سيرغي رخمانينوف Sergey Rachmaninov مؤلف موسيقي وعازف بيانو وقائد أوركسترا روسي ولد في مدينة سيمونوفو Simonovo، وتوفي في بيفرلي هيلز في كاليفورنيا (الولايات المتحدة الأمريكية).
ترعرع في مقاطعة يملكها جده في نوفوغراد، وكان أبوه ضابطاً متقاعداً وأمه ابنة جنرال في الجيش. وُجّه سيرغي لينخرط في الجيش، لكن والده أضاع كل ثروة العائلة إثر مغامرات مالية فاشلة وهجر العائلة، فقام أحد أقرباء العائلة، وكان عازف بيانو قدير وقائد أوركسترا، بالاهتمام بتربية الشاب الموسيقية بعد أن اكتشف موهبته الفنية.
تابع سيرغي دراسته في معهد (كونسرفاتوار) موسكو الموسيقي، وتتلمذ على يد كثير من الأساتذة في المواد الموسيقية المختلفة.
بدأ سيرغي في التأليف عام 1890 بعد أن تخرج وهو في التاسعة عشرة من عمره، وحصل على ميدالية ذهبية عن الأوبرا التي ألفها آليكو Aleko وألّف عام 1892، البريلود من مقام دو دييز الصغير Prelude in C minor الذي غدا أحد أشهر مؤلفاته. أما الأوبرا «آليكو»، فقد قدمت على مسرح البولشوي في موسكو، واستحسنها المؤلف الموسيقي تشايكوفسكي[ر]، على عكس سمفونيته الأولى التي قدمها المؤلف الموسيقي وقائد الأوركسترا غلازونوف Glazunov ت(1865- 1936)، بشكل سيء، عام 1897، ولم يحاول رخمانينوف تقديم هذا العمل مرة أخرى في حياته. وبسبب تعرضه لهذا الفشل، عانى أزمة نفسية راجع في إثرها طبيبه الخاص الذي كان مولعاً بالموسيقى، والذي يعود إليه الفضل في شفائه وإعادة ثقته بنفسه. وعندما كتب حوارية[ر] (كونشرتو) البيانو الثانية أهداها إلى طبيبه، وهي من حوارياته الشهيرة.
صار رخمانينوف قائد أوركسترا ثان لأوبرا موسكو الروسية الخاصة عام 1897، كما استلم في عامي 1904-1906 قيادة أوركسترا مسرح البولشوي.
سافر، عام 1906، إلى درسدن (ألمانية) مع عائلته للعيش هناك، وكتب ثلاثة من أهم أعماله السمفونية، وقصيد سمفوني [ر. السمفونيـة] «جزيـرة الأموات» (1909)، وحوارية البيانو الثالثة التي تتطلب براعة هائلة في العزف ولاسيما الحركة الأخيرة منها التي لا يمكن تأديتها إلا من قبل عازف متفوق. قام رخمانينوف بزيارته الأولى إلى أمريكا عام 1909، وعزف دور البيانو في هذه الحوارية في نيويورك، كما أقام حفلات في كل من فيلادلفية وشيكاغو على المستوى ذاته من الإبداع كقائد أوركسترا لأعماله الخاصة. ولاقت سمفونيته الثانية النجاح الأكبر، وهي عمل عميق بعواطفه والمادة اللحنية فيها آسرة. عُرض عليه في هذه الزيارة أن يتولى قيادة أوركسترا بوسطن السمفونية لكنه رفض العرض وعاد إلى روسية في شباط 1910. وفي عامي 1912 ـ 1913 أكمل عمله الغنائي «الأجراس»، وهو ترجمة إلى الروسية عن قصيدة لإدغار آلان بو Edgar Alan Poe. ويظهر العمل إبداعاً في القدرة على دمج الغناء مع التأليف السمفوني.
ترك رخمانينوف روسيا، بعد ثورة 1917، وتنقّل بين سويسرا وأمريكا للإقامة فيهما، مع عائلته وبعض الأصدقاء، في حياة منعزلة. لكنه افتقد روسيا والشعب الروسي في إثر ذلك، وكان لهذا تأثير سلبي على اندفاعه للتأليف، فلم يكتب الكثير منذ ذلك التاريخ، واكتفى بإعادة كتابة بعض أعماله، وركز على إقامة الحفلات في أوربا وأمريكا. ومن أهم ما ألفه في تلك الحقبة السمفونية الثالثة (عام 1936) وهي شكل آخر للتعبير السلافي القاتم، و«الرابسودية على لحن لباغانيني[ر]» Rhapsody Paganini للبيانو والأوركسترا، ومجموعة من «التنويعات» Variations عن أعمال باغانيني. وآخر أهم أعماله «رقصات سمفونية» ألفها قبل وفاته بسنتين.
ومع أن معظم أعمال رخمانينوف كتبت في القرن العشرين، إلا أنها تغوص في روح القرن التاسع عشر الموسيقية. وقد أثبت، إضافة إلى كونه مؤلفاً موسيقياً، أنه عازف بيانو قدير، وقائد أوركسترا متميز ببراعته واهتمامه بالتفاصيل الموسيقية. ولكن ما خلد اسمه خلوداً ظاهراً هو مؤلفاته الموسيقية. ويُعد آخر الأساتذة الروس في زمانه، الذين تميزت أعمالهم بتلوينها الموسيقي مع موهبته الخاصة في تأليف ألحان طويلة تتميز بمسحة حزن تلازمها غالباً.
أما أعماله في الأوبرا فلم تلق النجاح الذي لاقته أعمال السمفونية، وغالباً ما كان النص هو السبب. إلا أن بعض المقاطع منها تظهر براعته ومهارته في التأليف. كما تعد أغنياته من أفضل ما ألف في الغناء الروسي.
في السنوات الأخيرة من حياته، تطور أسلوب رخمانينوف، ويلاحظ ذلك في «تنويعات على لحن لكوريلّي» Variations Corelli، و«الرابسودية على لحن لباغانيني»، و«رقصات سمفونية». أما رائعته «الأجراس» فهي قمة أعماله الغنائية التي وضع فيها كل ما لديه من تعبير موسيقي.
كتب رخمانينوف في الكثير من الصيغ الموسيقية. فمن أعماله، عدا ما ذكر سابقاً، في الأوبرا:
«الفارس البائس» (1903-1905)، و«فرانشيسكا داريميني» (1900-1905).
ومن أعمال الأوركسترا:
«سكيرتسو» من مقام ره الصغير (1887). و«الأمير روستيسلاف» (1891)، و«الصخرة» (1893)، و«كابريس بوهيمية» (1892-1894)، وثلاث سمفونيات.
ومن أعمال البيانو مع الأوركسترا:
أربع حواريات، من أشهرها، الثانية. كما كتب أعمالاً غنائية منفردة وجوقية، وللبيانو المنفرد، وفي موسيقى الحجرة[ر].
أبية حمزاوي
Rachmaninoff (Serguei-) - Rachmaninov (Sergueï-)
رخمانينوف (سيرغي -)
(1873-1943)
سيرغي رخمانينوف Sergey Rachmaninov مؤلف موسيقي وعازف بيانو وقائد أوركسترا روسي ولد في مدينة سيمونوفو Simonovo، وتوفي في بيفرلي هيلز في كاليفورنيا (الولايات المتحدة الأمريكية).
ترعرع في مقاطعة يملكها جده في نوفوغراد، وكان أبوه ضابطاً متقاعداً وأمه ابنة جنرال في الجيش. وُجّه سيرغي لينخرط في الجيش، لكن والده أضاع كل ثروة العائلة إثر مغامرات مالية فاشلة وهجر العائلة، فقام أحد أقرباء العائلة، وكان عازف بيانو قدير وقائد أوركسترا، بالاهتمام بتربية الشاب الموسيقية بعد أن اكتشف موهبته الفنية.
تابع سيرغي دراسته في معهد (كونسرفاتوار) موسكو الموسيقي، وتتلمذ على يد كثير من الأساتذة في المواد الموسيقية المختلفة.
بدأ سيرغي في التأليف عام 1890 بعد أن تخرج وهو في التاسعة عشرة من عمره، وحصل على ميدالية ذهبية عن الأوبرا التي ألفها آليكو Aleko وألّف عام 1892، البريلود من مقام دو دييز الصغير Prelude in C minor الذي غدا أحد أشهر مؤلفاته. أما الأوبرا «آليكو»، فقد قدمت على مسرح البولشوي في موسكو، واستحسنها المؤلف الموسيقي تشايكوفسكي[ر]، على عكس سمفونيته الأولى التي قدمها المؤلف الموسيقي وقائد الأوركسترا غلازونوف Glazunov ت(1865- 1936)، بشكل سيء، عام 1897، ولم يحاول رخمانينوف تقديم هذا العمل مرة أخرى في حياته. وبسبب تعرضه لهذا الفشل، عانى أزمة نفسية راجع في إثرها طبيبه الخاص الذي كان مولعاً بالموسيقى، والذي يعود إليه الفضل في شفائه وإعادة ثقته بنفسه. وعندما كتب حوارية[ر] (كونشرتو) البيانو الثانية أهداها إلى طبيبه، وهي من حوارياته الشهيرة.
صار رخمانينوف قائد أوركسترا ثان لأوبرا موسكو الروسية الخاصة عام 1897، كما استلم في عامي 1904-1906 قيادة أوركسترا مسرح البولشوي.
سافر، عام 1906، إلى درسدن (ألمانية) مع عائلته للعيش هناك، وكتب ثلاثة من أهم أعماله السمفونية، وقصيد سمفوني [ر. السمفونيـة] «جزيـرة الأموات» (1909)، وحوارية البيانو الثالثة التي تتطلب براعة هائلة في العزف ولاسيما الحركة الأخيرة منها التي لا يمكن تأديتها إلا من قبل عازف متفوق. قام رخمانينوف بزيارته الأولى إلى أمريكا عام 1909، وعزف دور البيانو في هذه الحوارية في نيويورك، كما أقام حفلات في كل من فيلادلفية وشيكاغو على المستوى ذاته من الإبداع كقائد أوركسترا لأعماله الخاصة. ولاقت سمفونيته الثانية النجاح الأكبر، وهي عمل عميق بعواطفه والمادة اللحنية فيها آسرة. عُرض عليه في هذه الزيارة أن يتولى قيادة أوركسترا بوسطن السمفونية لكنه رفض العرض وعاد إلى روسية في شباط 1910. وفي عامي 1912 ـ 1913 أكمل عمله الغنائي «الأجراس»، وهو ترجمة إلى الروسية عن قصيدة لإدغار آلان بو Edgar Alan Poe. ويظهر العمل إبداعاً في القدرة على دمج الغناء مع التأليف السمفوني.
ترك رخمانينوف روسيا، بعد ثورة 1917، وتنقّل بين سويسرا وأمريكا للإقامة فيهما، مع عائلته وبعض الأصدقاء، في حياة منعزلة. لكنه افتقد روسيا والشعب الروسي في إثر ذلك، وكان لهذا تأثير سلبي على اندفاعه للتأليف، فلم يكتب الكثير منذ ذلك التاريخ، واكتفى بإعادة كتابة بعض أعماله، وركز على إقامة الحفلات في أوربا وأمريكا. ومن أهم ما ألفه في تلك الحقبة السمفونية الثالثة (عام 1936) وهي شكل آخر للتعبير السلافي القاتم، و«الرابسودية على لحن لباغانيني[ر]» Rhapsody Paganini للبيانو والأوركسترا، ومجموعة من «التنويعات» Variations عن أعمال باغانيني. وآخر أهم أعماله «رقصات سمفونية» ألفها قبل وفاته بسنتين.
ومع أن معظم أعمال رخمانينوف كتبت في القرن العشرين، إلا أنها تغوص في روح القرن التاسع عشر الموسيقية. وقد أثبت، إضافة إلى كونه مؤلفاً موسيقياً، أنه عازف بيانو قدير، وقائد أوركسترا متميز ببراعته واهتمامه بالتفاصيل الموسيقية. ولكن ما خلد اسمه خلوداً ظاهراً هو مؤلفاته الموسيقية. ويُعد آخر الأساتذة الروس في زمانه، الذين تميزت أعمالهم بتلوينها الموسيقي مع موهبته الخاصة في تأليف ألحان طويلة تتميز بمسحة حزن تلازمها غالباً.
أما أعماله في الأوبرا فلم تلق النجاح الذي لاقته أعمال السمفونية، وغالباً ما كان النص هو السبب. إلا أن بعض المقاطع منها تظهر براعته ومهارته في التأليف. كما تعد أغنياته من أفضل ما ألف في الغناء الروسي.
في السنوات الأخيرة من حياته، تطور أسلوب رخمانينوف، ويلاحظ ذلك في «تنويعات على لحن لكوريلّي» Variations Corelli، و«الرابسودية على لحن لباغانيني»، و«رقصات سمفونية». أما رائعته «الأجراس» فهي قمة أعماله الغنائية التي وضع فيها كل ما لديه من تعبير موسيقي.
كتب رخمانينوف في الكثير من الصيغ الموسيقية. فمن أعماله، عدا ما ذكر سابقاً، في الأوبرا:
«الفارس البائس» (1903-1905)، و«فرانشيسكا داريميني» (1900-1905).
ومن أعمال الأوركسترا:
«سكيرتسو» من مقام ره الصغير (1887). و«الأمير روستيسلاف» (1891)، و«الصخرة» (1893)، و«كابريس بوهيمية» (1892-1894)، وثلاث سمفونيات.
ومن أعمال البيانو مع الأوركسترا:
أربع حواريات، من أشهرها، الثانية. كما كتب أعمالاً غنائية منفردة وجوقية، وللبيانو المنفرد، وفي موسيقى الحجرة[ر].
أبية حمزاوي