الشركس Cherkess / Circassian - Circassiens هو لقب أطلقه الأجانب على شعوب شمال القفقاس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشركس Cherkess / Circassian - Circassiens هو لقب أطلقه الأجانب على شعوب شمال القفقاس

    الشركس

    الشركس هو لقب أطلقه الأجانب (الرومان ـ الفرس ـ اليونان ـ التتار)على شعوب شمال القفقاس الذين وُجدوا منذ قديم الزمان في الموقع الجغرافي نفسه، ويعود تاريخ وجودهم في الأراضي القفقاسية إلى العصور الحجرية.
    لا صلة للشركس بالسلالة الطورانية ـ ولا بالسلالة السامية، فهم وجدوا منذ أقدم عصور التاريخ على عزلة وانفراد في شرق سفوح جبال القفقاس وغربها، لا صلة للغاتهم بأي من لغات العالم. وهم، وإن لم يؤسسوا دولة كبيرة في بلادهم، قد تمكنوا من الحفاظ على استقلالهم الذاتي بقيادة زعمائهم ومجالسهم المحلية. وهم يمثلون الكتلة الغربية من سكان شمال القفقاس. وأهم قبائل الشركس:
    1ـ الأديغة: الذين يقطنون الجزء الغربي من شمال القفقاس، وهم مجموعة يتكلمون لغة واحدة ولهجات متقاربة، أغلبهم قبارداي.
    2ـ الأبخاز: يقطنون الساحل الشرقي للبحر الأسود خلف سلسلة جبال القفقاس. لهم لهجة مختلفة عن الأديغة لكن أصل اللغة واحد.
    3ـ الوبيخ: كانوا يعيشون على الشاطئ الشرقي للبحر الأسود بين الأبخاز والأديغة. انقرضوا بتأثير الحروب الروسية القفقاسية. لغتهم بين لغة الأبخاز والأديغة.
    في المؤتمر الثالث للجمعيات الشركسية العالمية المنعقد عام 1996 بمدينة كراسنودار، أقر تسمية شركس على القبائل المذكورة إضافة إلى التسمية القومية (أديغة ـ أبخاز).
    ويراوح عدد شراكسة العالم بين 5.5 ـ 6 ملايين نسمة.
    ينتسب الشراكسة إلى الشعب الكيمري القديم، وتدل المعطيات التاريخية واللغوية على وجود روابط قوية بينهم وبين الحثيين، حيث كانوا يشكلون جزءاً من الامبراطورية الحثية القديمة. وقد تناول هيرودوت وبطلميوس وسترابون وغيرهم من الكتاب الإغريق في موضوعاتهم التاريخ الشركسي القديم، وذكروا أجداد الشراكسة الذين أطلقوا عليهم أسماء (الميؤت ـ السند ـ الكيركيت ـ الزيخ ـ الكاسوغ).
    يستوطن الشراكسة في المنطقة الجغرافية الواقعة بين البحر الأسود وأزوف الشرقية من الغرب، ومجرى نهر السونج من الشرق، والتي يحدها من الجنوب سلسلة جبال القفقاس على طول 1200كم، وبارتفاعات تصل في قمة ألبروز (أوشحه مافه) إلى 5642م، وهي أعلى قمة في أوربا، ومن الشمال سهول الكوبان ونهر الكوبان وروافده الممتدة 860 كم قبل أن يصب في البحر الأسود. وكانت تمر في القفقاس طريق الحرير في العصور القديمة.
    يعيش القسم الأكبر /4.5ـ 5/ ملايين نسمة خارج الوطن في دول المهجر: تركية ـ سورية ـ الأردن ـ فلسطين ـ ويعيش في الوطن ضمن جمهوريات ذات حكم ذاتي قرابة 850 ألف نسمة، أما جمهورية أبخازيا فقد أعلنت استقلالها عن جورجيا عام 1993 بعد حرب ضروس بينهما في عام 1992.
    أهم الجمهوريات الشركسية في القفقاس حسب التقسيم الإداري لسياسة ستالين:
    1ـ جمهورية قباردينو بلقاريا ـ عدد السكان 450 ألف نسمة.
    2ـ جمهورية أبخازيا ـ عدد السكان 140 ألف نسمة.
    3ـ جمهورية الأديغي ـ 110 آلاف نسمة.
    4ـ جمهورية قرشاي ـ شركيسا ـ 80 ألف نسمة.
    5ـ جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق بما فيها إقليم مزدوك 90 ألف نسمة
    تاريخ الشراكسة
    الشراكسة من أقدم سكان شمال غرب القفقاس ووسطه. ويرجع تاريخ الشركس قديماً إلى العصور الحجرية. لقد جعل موقع القفقاس، كممر بين بحر قزوين والبحر الأسود وبين الشمال والجنوب، الكثير من الشعوب تجتاز المنطقة وتستوطنها أحياناً مما جعل الاحتكاك بين الشراكسة والقبائل المرتحلة كبيراً، ومن أكثر الشعوب تأثيراً في الشراكسة السكيت والسارفات المنتمون إلى الشعوب الهندوـ أوربية. وقد كان للشراكسة في العصور الوسطى دور حيوي في العلاقات العامة، فكانت لهم علاقات مع خانيه القرم والقيصرية الروسية والسلطنة العثمانية وإمارة ليتوانيا ومملكة بولندا.
    إن هذا الموقع الجغرافي المهم للقفقاس جعلها حلبة صراع بين القوى الاستعمارية العالمية، مثلاً: روسيا القيصرية التي تبغي الوصول إلى المياه الدافئة عبر شواطئ البحر الأسود الشرقي، والدولة العثمانية ترى القفقاس امتداداً لامبراطوريتها الطورانية، والإنكليز بحاجة إلى طريق القفقاس لنجاح تجارة الهند.. وهكذا تحول القفقاس في القرن التاسع عشر إلى مركز تقاطع لأطماع دول العالم الاستعمارية، واهتمامها، وإلى حلبة صراع لتلك الامبراطوريات.
    كانت الحروب الروسية القيصرية ـ الشركسية أهم تلك الصراعات، حيث اتسمت هذه الحروب بالقسوة والبشاعة، وقد قدر للمقاومة الشركسية الطويلة أن تنهار في نهاية المطاف بسبب التفوق الروسي العسكري والبشري، وما كانت الوعود الإنكليزية والتركية بمد الشراكسة بالسلاح، الذي لم يصلهم أبداً ليساعدهم كثيراً، لتنتهي في 21/5/1864 أكثر الحروب ضراوة وبشاعة ليجد الشعب الشركسي نفسه منفيّاً خارج أرضه.
    يعتبر تهجير الشراكسة من وطنهم من أكبر عمليات التهجير الجماعي القسري في التاريخ الطويل، فقد اقتلع قياصرة الروس ما يقارب 1.5 ـ 2 مليون شركسي ممن نجوا من الإبادة ليتم تهجيرهم بدفعات متلاحقة، وفي ظروف غاية في السوء عبر موانئ البحر الأسود غير المهيَّأة للتعامل مع هذا الكم الهائل من الناس.
    مات قرابة نصف مليون إنسان في طريق الهجرة وفي المهجر نتيجة الأمراض.
    المماليك الشراكسة وأهم رجالاتهم
    كثير من شباب الشراكسة خدم في جيوش الخلفاء العباسيين والسلاطين السلجوقيين والترك، وقد كان دور المماليك الأتراك قد تنامى في أواخر عهد الدولة الأيوبية، ثم استولوا على الحكم وعرفوا باسم المماليك البحرية (1250ـ1390)، الذين اتخذوا بدورهم مماليك لهم من جنسيات أخرى. وقد أكثر السلطان قلاوون من الاعتماد على المماليك الشراكسة، الذين أنزلهم في برج القلعة في القاهرة، فعرفوا باسم المماليك البرجية. ولما قويت شوكتهم استولى زعيمهم برقوق على السلطة وأسس حكم المماليك البرجية (784ـ923هـ/1382ـ1517م)، الذين كان معظمهم من الشراكسة. وقد توالى على الحكم منهم سبعة عشر سلطاناً، أعلاهم أعمالاً وأطولهم أعماراً في الحكم برقوق وبرسباي وجقمق وقايتباي وقانصوه الغوري، وهو آخرهم، قضى عليه السلطان سليم العثماني في معركة مرج دابق شمالي حلب، وبذلك انتهت دولة الحكام الشراكسة، وانتقلت الشام ومصر للعثمانيين.
    خدم السلاطين الشراكسة العلوم والآداب والمؤلفات العربية، واهتموا بالصناعات اليدوية، قاوموا أخطار المغول (تيمورلنك) والصليبيين في جزيرة قبرص الذين كانوا يغيرون على شواطىء دولة المماليك، ويعتدون على السفن والمتاجر المملوكية في عرض البحر، وقد نجح الأشرف برسباي سنة 829هـ/1426م في الاستيلاء على جزيرة قبرص، وبقيت واحدة من بلاد السلطان حتى سقوط سلطنة المماليك سنة 923هـ/1517م، وشادوا القلاع والمساجد والمكتبات، والمستشفيات، ومباني خيرية كثيرة مازالت ماثلة حتى اليوم في دمشق والقاهرة والقدس وحلب.
    الإسلام والشركس:
    كان الشراكسة في بادئ أمرهم وثنيين، ثم تنصروا في عهد الدولة البيزنطية، وكانت نصرانيتهم سطحية سرعان ما انقلبوا عليها واعتنقوا الإسلام في العصور المتأخرة بسعي ونشاط جيرانهم الداغستان الذين اعتنقوا الإسلام مبكراً، ولعلاقاتهم الحميمة مع السلاطين العثمانيين، وأسهَمَ أيضاً في عملية نشر الإسلام بين الشراكسة خانات القرم، وباشاوات الترك، الذين أوفدهم الباب العالي. وقد تقبلوا الإسلام كدين لهم وحتى يومنا هذا هناك فئة قليلة من القبرداي والأبخاز لا زالوا يدينون بالمسيحية.
    اللغة والأدب والمسرح
    تنقسم اللغة الشركسية إلى ثلاث لهجات وهي قريبة بعضها من بعض إلى درجة لافتة للاهتمام وهي: الأديغية والأبخازية والوبيخية.
    كتبت اللغة الشركسية في بدايات القرن التاسع عشر بالعربية، ثم بالأحرف اللاتينية، وأخيراً بالأحرف الروسية (الكيريلية). لقد تم جمع الموروث الثقافي والأدبي الشركسي بالكتابة الحديثة في عهد الاتحاد السوفييتي.
    كان الأدب الشركسي حتى أواخر القرن التاسع عشر يكاد ينحصر في الرواية الشفهية لانعدام الكتابة، ولكن مع بداية عصر الكتابة الشركسية الذي تأخر نسبيَّاً، انطلقت المسيرة الثقافية بخطى متسارعة، وأقيمت معاهد للدراسات اللغوية والتراثية والتاريخية، وتم جمع التراث الشعبي الشركسي.
    وهناك أسماء لامعة في عالم الأدب أمثال شوجن علي ـ عليم كوشوقه ـ باغرات شنكوبه ـ فاضل اسكندر ـ إسحق مشباش ـ كيراشه تيمبوت ـ وغيرهم من الذين فازوا بجوائز عالمية في المسرح والقصة والشعر، نُقلت كتاباتهم من اللغة الأم إلى لغات أخرى منها العربية.
    أما بالنسبة للفنون والموسيقى والفلكلور فتنتشر في جمهوريات القفقاس المعاهد الموسيقية، ومن أشهر الموسيقيين الشركس يوري تيمورقان، وسيرغي سيرغوش وغيرهم من الذين حازوا شهرةً عالمية.
    يمثل الرقص الشركسي في الحياة الشركسية مكاناً مميزاً، فقد ابتدأ في الزمن الغابر رقصاً دينياً يناجي الآلهة والأرباب، ثم تحول إلى رقص استعراضي، وتجاوزت اليوم سمعة الفرق الفنية حدودها الجغرافية لتصبح فرقاً عالمية مثل فرق كبردينكا ـ نالمس ـ شيراتن ـ ونارت، أشهر وأهم تلك الفرق هي فرقة المعمرين الأبخاز. لقد شاهد الجمهور في القطر العربي السوري بعضها ولأكثر من مرة ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي، ومهرجانات بصرى الدولية.
    وتساهم الفرقة الفنية للجمعية الخيرية الشركسية بدمشق إلى حد كبير في تعريف المواطن السوري بالفن والموسيقا والرقص الشركسي.
    شرف أباظة
يعمل...
X