الشرق الأوسط Middle East - Moyen-Orientمصطلح سياسي جغرافي (جيوبوليتيكي).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشرق الأوسط Middle East - Moyen-Orientمصطلح سياسي جغرافي (جيوبوليتيكي).

    الشرق الأوسط
    الشرق الأوسط مصطلح سياسي جغرافي (جيوبوليتيكي) أكثر منه مصطلحاً دالاً على كيان جغرافي، له خصوصية معينة تميزه من غيره من الكيانات الجغرافية، فهو ليس إقليماً جغرافياً، وإنما هو وحدات سياسية غير متجانسة بشرياً أو طبيعياً، ويمكن اعتباره مصطلحاً سياسياً أطلقته الدول الاستعمارية في العصر الحديث على المنطقة التي تتوسط قارات العالم القديم، وتشكل عقدة مواصلات برية وبحرية وجوية، لكونها بوابة الجنوب الآسيوي والشرق الأقصى.
    ظهر مصطلح الشرق الأوسط واستخدمه رجال السياسة والحرب إبان الحرب العالمية الثانية، واتجهت إليه أنظار دول أوربا الاستعمارية ضمن خططها ومراميها السياسية والاقتصادية والعسكرية، ثم تسرب المصطلح فيما بعد إلى المؤسسات والمنظمات العلمية في العالم. ولكن الآراء اختلفت وتعددت بشأن المجال المكاني للشرق الأوسط القديم؛ فمنهم من حدده ببلاد الشام والعراق وتركيا وقبرص وإيران وشبه الجزيرة العربية، ومنهم من تجاوز ذلك ليشمل الجزء الشمالي الشرقي من القارة الإفريقية (مصر والسودان)، ولقد ساد الخلط ومايزال بين مصطلحي الشرق الأوسط والشرق الأدنى، اللذين استخدما مترادفين، وإن كان كل منهما استخدم بدلالة مختلفة عن الآخر، فالشرق الأوسط لتوسطه قارات العالم القديم، والشرق الأدنى، لكونه الأقرب إلى لندن وباريس، وهو الأقدم استعمالاً من قبل الدول الاستعمارية.
    بعد اتفاقية كامب ديفيد للسلام عام 1979، بين مصر ودولة الكيان الصهيوني، وما تلا ذلك من اتفاقيات، واعتراف بوجود الكيان الصهيوني على الأرض العربية، وما تمخض عن ذلك من اعترافات من بعض الأنظمة العربية، وانهيار المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفييتي، وتربع الولايات المتحدة على عرش العالم، كقطب واحد ومهيمن على السياسة الدولية والاقتصاد الدولي، ونظراً إلى العلاقة الحميمة بين الولايات المتحدة ودولة الكيان الصهيوني التي تحقق لها أغراضها وأهدافها في المنطقة العربية، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق مصطلح «الشرق الأوسط الكبير» في محاولة منها للقضاء على الهوية الوطنية العربية، ولإحلال «الشرق - أوسطية» بديلاً من الهوية العربية، ولإفهام العرب أن مجرد التفكير بما يسمى وحدة عربية لوطن عربي كبير من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، ومن جبال طوروس حتى بحر العرب، ومن البحر المتوسط حتى ذرى جبال زاغروس، غير مسموح به، وأن الشرق الأوسط الكبير ليس عربياً، ففيه اليوم الكيان الصهيوني وغداً دولة كردية وبعد غد دولة بربرية وهلم جراً. وهذا ما تعزز بالمنتدى الذي عرف باسم منتدى المستقبل الذي عقد في المغرب العربي، وحضرته نحو20 دولة «شرق - أوسطية»، بقيادة وزير الخارجية الأمريكية السابق «كولن باول»، الذي حدد معالم الشرق الأوسط الكبير، ليشمل بذلك الدول العربية في قارتي آسيا وإفريقيا، ودولة الكيان الصهيوني، مضافاً إلى ذلك قبرص وتركيا وإيران وأفغانستان وباكستان.
    وليس المقصود بالشرق الأوسط الكبير تفتيت الأمة العربية والقضاء على ثقافتها وأصالتها وقيمها فحسب، وإنما تشتيت العالم الإسلامي، إذ يضم الشرق الأوسط الكبير أكثر من 75% تقريباً، من مسلمي العالم، يضاف إلى ذلك، نهب ثرواته الممثلة بالنفط الذي يمتلك الشرق الأوسط الكبير أكثر من 80% من احتياطيه العالمي، إلى جانب ما تحتويه أراضيه من حديد وفوسفات وفحم.. وغير ذلك من ثروات زراعية وحيوانية، ولم تكتف الولايات المتحدة بالكيانات الغريبة التي تدعمها وتنوي إحداثها، وإنما احتلت العراق (2003) واستباحت أرضه وشعبه، وأقامت قواعد عسكرية في العديد من الدول، وهي ماضية في الطريق إلى أن يأذن الله بصحوة عربية ونهضة إسلامية تحرر الأرض والإنسان.
    علي موسى

يعمل...
X