شاب (كلود ـ)
(1763 ـ 1805)
كلود شاب Claude Chappe مهندس فرنسي ورجل دين توصل إلى تحويل فكرة قديمة إلى واقع عملي باختراعه ملوِّحة البرق المرئي[ر.البرق].
ولد كلود شاب في بلدة برولون Brûlonلأسرة فلكيين ومهندسين متدينين. درس الكهنوت وسمي قسيساً بعد تخرجه في المدرسة الإكليريكية، ومنح ميزات حرمه منها المحفل الذي عقد سنة 1790، غير أن شغفه بالعلوم والفيزياء دفعه إلى تركيز اهتمامه على متابعة آخر التطورات في مجال الكهرباء والاتصالات من بُعد، وشجعه على ذلك إخوته الأربعة الذين شاركوه تجاربه وأبحاثه التي شملت عدة ابتكارات ومشروعات جديدة حالت دون تنفيذها الأوضاع الفوضوية وأعمال التخريب في باريس وغيرها في خضم أحداث الثورة الفرنسية. غير أن مثابرة كلود شاب وتصميمه أوصلاه في خاتمة المطاف إلى ابتكار طريقة سهلة ومضمونة للاتصال من بعد بوساطة إشارات واضحة لا تحتمل الخطأ عرفت باسم «البرق المرئي»، وسانده أخوه المهندس إغناس شاب Ignace Chappe الذي كان عضواً في الجمعية التشريعية في الحصول على موافقة الجمعية، وبتمويل منها، على إقامة عدد من المحطات لإرسال واستقبال إشارات مرئية بين باريس ومدينة ليل القريبة من خط جبهة القتال مع القوات النمساوية، ومنح على إثرها في عام 1793 لقب مهندس برق telegraph- engineer. وتمكن كلود بمساعدة إخوته من إقامة سلسلة من الأبراج فوق المرتفعات التي تقع بين المدينتين على مسافة 35كم، وجهز كل برج منها بزوجين من المناظير القوية (تلسكوب) مثبتين على قاعدة، ويتجه أحدهما باتجاه البرج الذي قبله والثاني باتجاه البرج الذي يليه، وعلى ذروة كل برج ملوِّحة تتألف من عمود خشبي قائم تعلوه عارضة أفقية، تتمفصل على نهايتيها ذراعان (ملوحتان) يمكن تحريكهما في سبع وضعيات ثابتة بزاوية 45 درجة بين الوضعية والأخرى، وبذلك يمكن أن يتخذ الذراعان 49 وضعية مركّبة، ترمز كل وضعية منها إلى حرف من حروف الهجاء ورموز أخرى. كذلك يمكن إمالة العارضة الأفقية باتجاه دوران عقارب الساعة وبعكس اتجاهها أو تركها أفقية، فيمكن إرسال إشارات تدل على الأرقام وغيرها من الرموز. وقد أطلق كلود شاب على منظومته اسم «تلغراف» أي الرسم من بعد، وسمى الملوحة «سيمافور» semaphoreاقتبسها من اليونانية بمعنى حامل الإشارات. وقد استحقت منظومة شاب البرقية النفقات والجهود التي صرفت عليها. ففي عام1794م أمكن في باريس بمساعدة ملوحات شاب تلقي أخبار انتصار القوات الفرنسية على النمساويين عند كونديه سور ليسكوCondé-sur-l’Escaut وعند كينوا Quesnoy بعد ساعة من الحدث. وشجع ذلك الفرنسيين على إقامة سلسلة محطات اتصال جديدة للبرق المرئي بين باريس وطولون، وبرهنت منظومة ملوحات شاب على تفوقها على المنظومات الأخرى المنافسة التي عملت جهات أخرى على ترويجها، وخاصة منظومة موراي البريطانية. ولم يمض عقد واحد من الزمن حتى كانت أشكال أخرى من ملوحات شاب ومنظومته قد طبقت في كل من روسيا والسويد والدنمارك، ومن ثم في ألمانيا والهند ومصر. غير أن المنافسة والإرهاق ومعارضة مزاحميه زادت في وساوسه وعمقت شعوره بالإحباط فقرر إنهاء حياته ومات منتحراً، ودفن في باريس.
محمد وليد الجلاد
(1763 ـ 1805)
كلود شاب Claude Chappe مهندس فرنسي ورجل دين توصل إلى تحويل فكرة قديمة إلى واقع عملي باختراعه ملوِّحة البرق المرئي[ر.البرق].
ولد كلود شاب في بلدة برولون Brûlonلأسرة فلكيين ومهندسين متدينين. درس الكهنوت وسمي قسيساً بعد تخرجه في المدرسة الإكليريكية، ومنح ميزات حرمه منها المحفل الذي عقد سنة 1790، غير أن شغفه بالعلوم والفيزياء دفعه إلى تركيز اهتمامه على متابعة آخر التطورات في مجال الكهرباء والاتصالات من بُعد، وشجعه على ذلك إخوته الأربعة الذين شاركوه تجاربه وأبحاثه التي شملت عدة ابتكارات ومشروعات جديدة حالت دون تنفيذها الأوضاع الفوضوية وأعمال التخريب في باريس وغيرها في خضم أحداث الثورة الفرنسية. غير أن مثابرة كلود شاب وتصميمه أوصلاه في خاتمة المطاف إلى ابتكار طريقة سهلة ومضمونة للاتصال من بعد بوساطة إشارات واضحة لا تحتمل الخطأ عرفت باسم «البرق المرئي»، وسانده أخوه المهندس إغناس شاب Ignace Chappe الذي كان عضواً في الجمعية التشريعية في الحصول على موافقة الجمعية، وبتمويل منها، على إقامة عدد من المحطات لإرسال واستقبال إشارات مرئية بين باريس ومدينة ليل القريبة من خط جبهة القتال مع القوات النمساوية، ومنح على إثرها في عام 1793 لقب مهندس برق telegraph- engineer. وتمكن كلود بمساعدة إخوته من إقامة سلسلة من الأبراج فوق المرتفعات التي تقع بين المدينتين على مسافة 35كم، وجهز كل برج منها بزوجين من المناظير القوية (تلسكوب) مثبتين على قاعدة، ويتجه أحدهما باتجاه البرج الذي قبله والثاني باتجاه البرج الذي يليه، وعلى ذروة كل برج ملوِّحة تتألف من عمود خشبي قائم تعلوه عارضة أفقية، تتمفصل على نهايتيها ذراعان (ملوحتان) يمكن تحريكهما في سبع وضعيات ثابتة بزاوية 45 درجة بين الوضعية والأخرى، وبذلك يمكن أن يتخذ الذراعان 49 وضعية مركّبة، ترمز كل وضعية منها إلى حرف من حروف الهجاء ورموز أخرى. كذلك يمكن إمالة العارضة الأفقية باتجاه دوران عقارب الساعة وبعكس اتجاهها أو تركها أفقية، فيمكن إرسال إشارات تدل على الأرقام وغيرها من الرموز. وقد أطلق كلود شاب على منظومته اسم «تلغراف» أي الرسم من بعد، وسمى الملوحة «سيمافور» semaphoreاقتبسها من اليونانية بمعنى حامل الإشارات. وقد استحقت منظومة شاب البرقية النفقات والجهود التي صرفت عليها. ففي عام1794م أمكن في باريس بمساعدة ملوحات شاب تلقي أخبار انتصار القوات الفرنسية على النمساويين عند كونديه سور ليسكوCondé-sur-l’Escaut وعند كينوا Quesnoy بعد ساعة من الحدث. وشجع ذلك الفرنسيين على إقامة سلسلة محطات اتصال جديدة للبرق المرئي بين باريس وطولون، وبرهنت منظومة ملوحات شاب على تفوقها على المنظومات الأخرى المنافسة التي عملت جهات أخرى على ترويجها، وخاصة منظومة موراي البريطانية. ولم يمض عقد واحد من الزمن حتى كانت أشكال أخرى من ملوحات شاب ومنظومته قد طبقت في كل من روسيا والسويد والدنمارك، ومن ثم في ألمانيا والهند ومصر. غير أن المنافسة والإرهاق ومعارضة مزاحميه زادت في وساوسه وعمقت شعوره بالإحباط فقرر إنهاء حياته ومات منتحراً، ودفن في باريس.
محمد وليد الجلاد