لارا (ماريانو خوسه دي)
Larra (Mariano Jose de-) - Larra (Mariano Jose de-)
لارا (ماريانو خوسِه دي ـ)
(1809 ـ 1837)
ماريانو خوسِه دي لارّا Mariano José de Larra صحافي وكاتب إسباني، وُلد في مدريد وتوفي فيها. كان والده طبيباً مرموقاً اضطر إلى النزوح عام 1814 إلى باريس لتعاونه مع المحتلين الفرنسيين في عهد نابليون، لكنه عاد بعد خمس سنوات وصار الطبيب الشخصي لشقيق الملك فرناندو السابع Fernando VII. وبفضل ثروة والده تمكن لارا من الدراسة في أفضل المدارس والجامعات، لكنه تخلّى عام 1828 عن دراسة الحقوق وتفرغ لنشر مقالاته النقدية الساخرة في الصحافة، واشتُهر بسببها بلقب «فيغارو» Figaro وصار يتقاضى أعلى أجر يُدفع لصحفي في إسبانيا كلها. ثم أصدر عام 1828 صحيفته الخاصة «عفريت النهار الساخر» El duende satírico del dia، كما أصدر بين عامي 1832- 1833 صحيفته الثانية «المسكين الصغير الثرثار» El Pobrecito hablador. قام عام 1835 بجولة أوربية وتعرف في باريس الكاتبين ڤكتور هوغو [ر] وألكسندر دوما[ر]. ومنذ توقف صحيفته صار لارا الناقد المسرحي في الصحيفة البارزة «المجلة الإسبانية» La revista española.
كانت حياة لارا على الرغم من رفاهها الظاهري مملوءة بالخيبات والصدمات الاجتماعية والعاطفية؛ فقد كان في السادسة عشرة من عمره عندما أحب امرأة ناضجة اكتشف لاحقاً أنها عشيقة أبيه؛ وعندما تزوج وهو في العشرين لم تطل أيام السعادة في جو الأسرة، فقد عرف بعد سنوات أن طفلته الثالثة ليست من صلبه. وفي أواخر أيامه عندما نبذته عشيقته بعد علاقة طويلة وعاصفة أقدم على الانتحار.
كتب لارا مسرحية وحيدة بعنوان «ماسياس» Macías (1834) منعتها الرقابة بادئ الأمر بتهمة إخلالها بالآداب العامة، ثم سمحت بنشرها وعرضها في العام نفسه، يروي فيها الكاتب أسطورة الشاعر الغاليثي (نسبة إلى غاليثيا في شمالي إسبانيا) ماسياس في العصور الوسطى الذي يموت عشقاً كما تقتضي مبادئ الحب العذري في ذلك الوقت. كما كتب رواية وحيدة أيضاً بعنوان «غلام السيد إنريكه العليل» El doncel de Don Enrique el doliente (1834)، تدور أحداثها في الأجواء التاريخية والاجتماعية نفسها، وتحكي معاناة فارس شاعر جوالٍ يواجه كثيراً من المهالك في سبيل إرضاء محبوبته. إضافة إلى ذلك ترجم لارا عدداً من مسرحيات الكاتب الفرنسي أوجين سكريب Eugéne Scribe إلى الإسبانية، وهي كوميديات اجتماعية ناقدة ذات حبكات متينة وشخصيات مرسومة بحذق فني. وفي عام 1837 جمع لارا مقالاته ونشرها حسب موضوعاتها في خمسة مجلدات.
على الرغم من كتابة لارا بعض الشعر إضافة إلى المسرحية والرواية، إلا أنه تفرّد واشتهر بالمقالات التي استخدمها وسيلة لإظهار أفكاره الليبرالية ومعاداته للتعصب الديني والجهل والرياء والاستبداد بأسلوب مسلٍ يبلغ الرسالة المرجوة إلى القارئ عبر الطرفة والسخرية اللاذعة. وقد عدّه كتـاب «جيل 98» ملهمهم ورائدهم ومؤسس تيار «نقد العادات» Costumbrismo، وهو تيار أدبي سبق الرومنسية وتزامن معها يركز على نقد العادات الاجتماعية البالية في مقالات نثرية قصيرة، ساخرة غالباً.
ناصر العقاد
Larra (Mariano Jose de-) - Larra (Mariano Jose de-)
لارا (ماريانو خوسِه دي ـ)
(1809 ـ 1837)
ماريانو خوسِه دي لارّا Mariano José de Larra صحافي وكاتب إسباني، وُلد في مدريد وتوفي فيها. كان والده طبيباً مرموقاً اضطر إلى النزوح عام 1814 إلى باريس لتعاونه مع المحتلين الفرنسيين في عهد نابليون، لكنه عاد بعد خمس سنوات وصار الطبيب الشخصي لشقيق الملك فرناندو السابع Fernando VII. وبفضل ثروة والده تمكن لارا من الدراسة في أفضل المدارس والجامعات، لكنه تخلّى عام 1828 عن دراسة الحقوق وتفرغ لنشر مقالاته النقدية الساخرة في الصحافة، واشتُهر بسببها بلقب «فيغارو» Figaro وصار يتقاضى أعلى أجر يُدفع لصحفي في إسبانيا كلها. ثم أصدر عام 1828 صحيفته الخاصة «عفريت النهار الساخر» El duende satírico del dia، كما أصدر بين عامي 1832- 1833 صحيفته الثانية «المسكين الصغير الثرثار» El Pobrecito hablador. قام عام 1835 بجولة أوربية وتعرف في باريس الكاتبين ڤكتور هوغو [ر] وألكسندر دوما[ر]. ومنذ توقف صحيفته صار لارا الناقد المسرحي في الصحيفة البارزة «المجلة الإسبانية» La revista española.
كانت حياة لارا على الرغم من رفاهها الظاهري مملوءة بالخيبات والصدمات الاجتماعية والعاطفية؛ فقد كان في السادسة عشرة من عمره عندما أحب امرأة ناضجة اكتشف لاحقاً أنها عشيقة أبيه؛ وعندما تزوج وهو في العشرين لم تطل أيام السعادة في جو الأسرة، فقد عرف بعد سنوات أن طفلته الثالثة ليست من صلبه. وفي أواخر أيامه عندما نبذته عشيقته بعد علاقة طويلة وعاصفة أقدم على الانتحار.
كتب لارا مسرحية وحيدة بعنوان «ماسياس» Macías (1834) منعتها الرقابة بادئ الأمر بتهمة إخلالها بالآداب العامة، ثم سمحت بنشرها وعرضها في العام نفسه، يروي فيها الكاتب أسطورة الشاعر الغاليثي (نسبة إلى غاليثيا في شمالي إسبانيا) ماسياس في العصور الوسطى الذي يموت عشقاً كما تقتضي مبادئ الحب العذري في ذلك الوقت. كما كتب رواية وحيدة أيضاً بعنوان «غلام السيد إنريكه العليل» El doncel de Don Enrique el doliente (1834)، تدور أحداثها في الأجواء التاريخية والاجتماعية نفسها، وتحكي معاناة فارس شاعر جوالٍ يواجه كثيراً من المهالك في سبيل إرضاء محبوبته. إضافة إلى ذلك ترجم لارا عدداً من مسرحيات الكاتب الفرنسي أوجين سكريب Eugéne Scribe إلى الإسبانية، وهي كوميديات اجتماعية ناقدة ذات حبكات متينة وشخصيات مرسومة بحذق فني. وفي عام 1837 جمع لارا مقالاته ونشرها حسب موضوعاتها في خمسة مجلدات.
على الرغم من كتابة لارا بعض الشعر إضافة إلى المسرحية والرواية، إلا أنه تفرّد واشتهر بالمقالات التي استخدمها وسيلة لإظهار أفكاره الليبرالية ومعاداته للتعصب الديني والجهل والرياء والاستبداد بأسلوب مسلٍ يبلغ الرسالة المرجوة إلى القارئ عبر الطرفة والسخرية اللاذعة. وقد عدّه كتـاب «جيل 98» ملهمهم ورائدهم ومؤسس تيار «نقد العادات» Costumbrismo، وهو تيار أدبي سبق الرومنسية وتزامن معها يركز على نقد العادات الاجتماعية البالية في مقالات نثرية قصيرة، ساخرة غالباً.
ناصر العقاد