لا برويير (جان دي)
La Bruyere (Jean de-) - La Bruyere (Jean de-)
لابرويير (جان دي ـ)
(1645 ـ 1696)
ولد الأديب الفرنسي جان دي لابرويير Jean de La Bruyère في باريس وتوفي في فرساي. شغل والده منصباً مرموقاً سمح للابن بأن يدرس الحقوق في جامعة أورليان، لكنه لم يمارس المحاماة وانصرف إلى الوظائف الإدارية العليا. درّس الملك لوي دي بوربون Louis de Bourbon التاريخ، وبقي في بلاطه أميناً عاماً فخالط أهله، ورصد عيوبهـم وميولهـم. نشـر في عـام 1688 ترجمة لكتـاب «الطبائـع» Les Caractères للكاتب الإغريقي ثيوفراستوس [ر] Théophraste الذي كان من تلاميذ أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد. ألحقه في عام 1688 بكتاب «طبائع وعادات هذا القرن» Les Caractères et Moeurs de ce Siècle وكان تعليقاً على الكتاب اليوناني. لكن هذا الملحق نال شهرة كبيرة مما دفع لابرويير إلى إغنائه وإدخال إضافات عليه بدءاً من الطبعة الرابعة (1689) حتى الطبعة التاسعة التي نشرها عام 1696.
أثار لابرويير حفيظة المحدثين، أمثال توماس كورنِي Thomas Corneille وفونتِنيل [ر] Fontenelle؛ لوقوفه إلى جانب القدماء، ولم يصر عضواً في الأكاديمية إلا في عام 1693، ولاسيما أن المعركة بين القدماء والمحدثين La Querelle des Anciens et des Modernes كانت في أوجها عندئذٍ. وقد نشر لابرويير رده على المحدثين في مطبوعة حملت عنوان «مقدمة للخطاب» Préface du Discours .
يقترب لابرويير في آرائه عن البشر من لاروشفوكو [ر] La Rochefoucauld الذي كان يهاجم دائماً نزعة حب الذات السائدة، لكن ما يميّزه منه هو قدرته على تسجيل انطباعاته الشخصية عن الناس، وعلى رصد المجتمع في فترة تغييرات جذرية استطاع أن يرسم فيها تأثير انبثاق طبقة جديدة من الحقوقيين ورجال الأعمال وأصحاب الأموال الذين كان لهم دورهم في تغيير منحى الأخلاق وفي تحول العلاقات الاجتماعية. وقد استطاع باهتمامه بالأخلاق أن يبيّن الأسباب السياسية والاجتماعية التي تبرر نشوءها، كالحرب والتفاوت الكبير في الثروات. كان يرى أن الطبيعة البشرية لغزٌ وأن ما يؤلفها هو القسوة والجحود وانعدام العدالة وحب الذات ونسيان الآخرين. لكنه مع ذلك كان يؤمن بأن التفكير وحده يميّز البشر ويعطيهم القوة.
تطرّق لابرويير في كتابه «الطبائع» إلى كثير من الأمور، فقد وصف الدُّرْجة (الموضة) في الثياب والحياة في المدينة وفي البلاط، والملك ومن يحيط به، والطعام، وأصحاب الفكر. وكانت ملاحظاته المبعثرة تؤلف كلاً متكاملاً ومتجانساً يعطي صورة شاملة للعصر، مع التركيز على ما هو غريب وخاص بفئة معينة. وقد كانت لديه قدرة على تضخيم الأخطاء لتصير مضحكة بأسلوب يقترب من الرسم الساخر (الكاريكاتور) يمتزج فيه النفَس المأساوي مع الإضحاك.
توفي لابرويير فجأة، وقد كتب سان سيمون Saint-Simon عنه وقتها قائلاً: «لقد فقد الجمهور رجلاً متميزاً بفكره وبأسلوبه وبمعرفته للبشر. لقد كان رجلاً شريفاً للغاية وصحبة جميلة لبساطته ولعدم ميله للادعاء، ولا لاقتناص الفرص».
حنان قصاب حسن
La Bruyere (Jean de-) - La Bruyere (Jean de-)
لابرويير (جان دي ـ)
(1645 ـ 1696)
أثار لابرويير حفيظة المحدثين، أمثال توماس كورنِي Thomas Corneille وفونتِنيل [ر] Fontenelle؛ لوقوفه إلى جانب القدماء، ولم يصر عضواً في الأكاديمية إلا في عام 1693، ولاسيما أن المعركة بين القدماء والمحدثين La Querelle des Anciens et des Modernes كانت في أوجها عندئذٍ. وقد نشر لابرويير رده على المحدثين في مطبوعة حملت عنوان «مقدمة للخطاب» Préface du Discours .
يقترب لابرويير في آرائه عن البشر من لاروشفوكو [ر] La Rochefoucauld الذي كان يهاجم دائماً نزعة حب الذات السائدة، لكن ما يميّزه منه هو قدرته على تسجيل انطباعاته الشخصية عن الناس، وعلى رصد المجتمع في فترة تغييرات جذرية استطاع أن يرسم فيها تأثير انبثاق طبقة جديدة من الحقوقيين ورجال الأعمال وأصحاب الأموال الذين كان لهم دورهم في تغيير منحى الأخلاق وفي تحول العلاقات الاجتماعية. وقد استطاع باهتمامه بالأخلاق أن يبيّن الأسباب السياسية والاجتماعية التي تبرر نشوءها، كالحرب والتفاوت الكبير في الثروات. كان يرى أن الطبيعة البشرية لغزٌ وأن ما يؤلفها هو القسوة والجحود وانعدام العدالة وحب الذات ونسيان الآخرين. لكنه مع ذلك كان يؤمن بأن التفكير وحده يميّز البشر ويعطيهم القوة.
تطرّق لابرويير في كتابه «الطبائع» إلى كثير من الأمور، فقد وصف الدُّرْجة (الموضة) في الثياب والحياة في المدينة وفي البلاط، والملك ومن يحيط به، والطعام، وأصحاب الفكر. وكانت ملاحظاته المبعثرة تؤلف كلاً متكاملاً ومتجانساً يعطي صورة شاملة للعصر، مع التركيز على ما هو غريب وخاص بفئة معينة. وقد كانت لديه قدرة على تضخيم الأخطاء لتصير مضحكة بأسلوب يقترب من الرسم الساخر (الكاريكاتور) يمتزج فيه النفَس المأساوي مع الإضحاك.
توفي لابرويير فجأة، وقد كتب سان سيمون Saint-Simon عنه وقتها قائلاً: «لقد فقد الجمهور رجلاً متميزاً بفكره وبأسلوبه وبمعرفته للبشر. لقد كان رجلاً شريفاً للغاية وصحبة جميلة لبساطته ولعدم ميله للادعاء، ولا لاقتناص الفرص».
حنان قصاب حسن