لافورغ (جول) Laforgue (Jules-) - Laforgue (Jules-)
لافورغ (جول ـ)
(1860 ـ 1887)
وُلد جول لافورغ Jules Laforgue في مونتيڤيديو Montevideo عاصمة الأورغواي، وانتقل إلى باريس مع أهله. لم يتابع تعليمه بعد رسوبه في امتحان الشهادة الثانوية، واضطر إلى العمل ليمسك رمقه. بدأت ميوله الشعرية تظهر حين عمل ناسخاً في «مجلة الفنون الجميلة» Gazette des beaux- arts، ولاسيما أنه خالط في تلك المرحلة عدداً من الأدباء والشعراء.
عمل لافورغ في عام 1881، وبدعم من بول بورجيه Paul Bourget، قارئاً لدى الامبراطورة أوغُستا Augusta جدة الامبراطور فلهلم الثاني، فانتقل للعيش في برلين ورافق الامبراطورة في رحلاتها في ألمانيا. غادر برلين بعد أن التقى لِيَا لي Leah Lee التي تزوجها، وانتقلا للعيش في باريس حيث شارك في «المجلة المستقلة» Revue indépendante التي كان يصدرها إدوار دوجاردان Édouard Dujardin. لكن الفاقة أدت إلى تفاقم مرض السل الذي أصيب به في برلين فلم يلبث أن توفي في باريس معدماً، وتوفيت زوجته بعد أشهر.
لم ينشر لافورغ في حياته سوى مجموعتين شعريتين همـا «الشكاوى» Les Complaintes (1885) و«تقليد نوتردام القمر» L’Imitation de Notre-Dame la Lune (1886)، إضافـة إلـى مجموعـة نشـرت بعـد موتـه هي «الأبيـات الأخيـرة» Derniers vers (1890) التي تضم أجمـل قصائده مثل «زهور العزيمـة» Des Fleurs de bonne volonté و«المجمـع الخرافـي» Le Concile féerique. أما مؤلفه «أخلاقيات خرافية» Moralités légendaires، الذي يضم ست حكايات فلسفية نثرية من بينها «هملت»، فهو سيرته الذاتية.
يعدّ لافورغ من الشعراء الرمزيين [ر. الرمزية]، إذ تجمع قصائده ما بين الكآبة العذبة وسيطرة الأنا اللاواعية. يرشح في كتابته شعور بلحظية الحياة عبّر عنه بنوع من السخرية المليئة بالألم. كذلك يتميز أسلوبه بالفرادة، إذ كان يبتكر الكلمات أو يربط ما بينها بعلاقات غير متوقعة. ولئن تبع في بداية مسيرته الشعرية الشعر التقليدي والعروض القاعدي ولاسيما في «نشيج الأرض» Le Sanglot de la terre، فإنه لم يلبث أن بدأ يجنح نحو الشعر الحر. كذلك قلّد في بعض قصائده الإيقاعات الشعبية الموجودة في موسيقى الأرغن الجوال وأعمال المغنين الشعبيين.
أثّر لافورغ في بعض الشعراء مثل كوكتو [ر] وبعض الروائيين مثل آلان فورنييه [ر]. وقد كتب عنه إليوت [ر] أنه كان قريباً من مدرسة جون دَن [ر] والشعر الميتافيزيقي أكثر من الشعراء المحدثين. وقد تميّز شعره بحساسية وقلق مغلّف بالشفافية الحُلُمية وبنزعة واضحة للعبث والهذيان، فترك أثراً ملحوظاً في الشعر الحديث.
حنان قصاب حسن
لافورغ (جول ـ)
(1860 ـ 1887)
وُلد جول لافورغ Jules Laforgue في مونتيڤيديو Montevideo عاصمة الأورغواي، وانتقل إلى باريس مع أهله. لم يتابع تعليمه بعد رسوبه في امتحان الشهادة الثانوية، واضطر إلى العمل ليمسك رمقه. بدأت ميوله الشعرية تظهر حين عمل ناسخاً في «مجلة الفنون الجميلة» Gazette des beaux- arts، ولاسيما أنه خالط في تلك المرحلة عدداً من الأدباء والشعراء.
عمل لافورغ في عام 1881، وبدعم من بول بورجيه Paul Bourget، قارئاً لدى الامبراطورة أوغُستا Augusta جدة الامبراطور فلهلم الثاني، فانتقل للعيش في برلين ورافق الامبراطورة في رحلاتها في ألمانيا. غادر برلين بعد أن التقى لِيَا لي Leah Lee التي تزوجها، وانتقلا للعيش في باريس حيث شارك في «المجلة المستقلة» Revue indépendante التي كان يصدرها إدوار دوجاردان Édouard Dujardin. لكن الفاقة أدت إلى تفاقم مرض السل الذي أصيب به في برلين فلم يلبث أن توفي في باريس معدماً، وتوفيت زوجته بعد أشهر.
لم ينشر لافورغ في حياته سوى مجموعتين شعريتين همـا «الشكاوى» Les Complaintes (1885) و«تقليد نوتردام القمر» L’Imitation de Notre-Dame la Lune (1886)، إضافـة إلـى مجموعـة نشـرت بعـد موتـه هي «الأبيـات الأخيـرة» Derniers vers (1890) التي تضم أجمـل قصائده مثل «زهور العزيمـة» Des Fleurs de bonne volonté و«المجمـع الخرافـي» Le Concile féerique. أما مؤلفه «أخلاقيات خرافية» Moralités légendaires، الذي يضم ست حكايات فلسفية نثرية من بينها «هملت»، فهو سيرته الذاتية.
يعدّ لافورغ من الشعراء الرمزيين [ر. الرمزية]، إذ تجمع قصائده ما بين الكآبة العذبة وسيطرة الأنا اللاواعية. يرشح في كتابته شعور بلحظية الحياة عبّر عنه بنوع من السخرية المليئة بالألم. كذلك يتميز أسلوبه بالفرادة، إذ كان يبتكر الكلمات أو يربط ما بينها بعلاقات غير متوقعة. ولئن تبع في بداية مسيرته الشعرية الشعر التقليدي والعروض القاعدي ولاسيما في «نشيج الأرض» Le Sanglot de la terre، فإنه لم يلبث أن بدأ يجنح نحو الشعر الحر. كذلك قلّد في بعض قصائده الإيقاعات الشعبية الموجودة في موسيقى الأرغن الجوال وأعمال المغنين الشعبيين.
أثّر لافورغ في بعض الشعراء مثل كوكتو [ر] وبعض الروائيين مثل آلان فورنييه [ر]. وقد كتب عنه إليوت [ر] أنه كان قريباً من مدرسة جون دَن [ر] والشعر الميتافيزيقي أكثر من الشعراء المحدثين. وقد تميّز شعره بحساسية وقلق مغلّف بالشفافية الحُلُمية وبنزعة واضحة للعبث والهذيان، فترك أثراً ملحوظاً في الشعر الحديث.
حنان قصاب حسن