لبد (لباد) Felt - Feutre
اللَّبِد (اللبّاد)
اللَّبِد أو اللبّاد felt قماش غير منسوج على شكل حصيرة من شعيرات الصوف تتشكل في شروط الحرارة والرطوبة فتتفتح حراشفها، وتتسع؛ لتتشابك مع حراشف الشعيرات المجاورة، وتتماسك فتمنعها من التفكك والانزلاق، وتساعد الرطوبة على انكماشها، فتصبح أكثر تماسكاً واندماجاً، وعند إضافة الضغط مع الحرارة والرطوبة تصبح الكتلة الشعرية مفلطحة، وتتشكّل حصيرة أو شبكة من شعيرات شديدة الاندماج نسميها اللبّاد، وهو من أقدم أشكال الأقمشة.
الشكل (1)
لمحة تاريخية
يعتقد أن أول تقنية تصنيع قماش من الألياف تمّت عن طريق عملية التلبيد، وقد عُثر على آثار أقمشة من اللباد تعود إلى ما قبل التاريخ في مناطق مختلفة من العالم، مثل سيبيريا وأوربا وآسيا الجنوبية وأمريكا الشمالية.
ولفهم عملية التلبيد لا بد من معرفة خصائص شعيرات الصوف، إذ إنها مغطاة بشبكة دقيقة من حراشف صغيرة، ويبين الشكل (1) حراشف الشعيرة، وهذا التركيب الحرشفي يؤدي إلى تعاشق شعيرات الصوف بقوة بعضها مع بعض عند الضغط بحيث تتداخل الحراشف فيما بينها، ويساعد التقلص الطبيعي في شعيرات الصوف على نجاح عملية التلبيد.
مكونات اللبّاد وطرائق تصنيعه
لا يعتمد اللبّاد أساساً على استخدام خيوط الغزل، أو بمعنى آخر لا يعتمد صنع اللباد على شعيرات الصوف الممشط أو المسرح، وإنما على الفضلات الناتجة من تلك العمليات، وكذلك على الشعيرات المتطايرة في أثناء تشكيل السجاد المنسوج على الأنوال؛ ولذلك يتمّ تشكيله بالاعتماد على الضغط والرطوبة والحرارة من دون عمليات نسيج.
الشكل (2)
وعند التصنيع البدائي للباد تنحصر العمليات الإنتاجية بغسل جزة الصوف وفردها، ثم تعريض الشعيرات الصوفية للحرارة والرطوبة على سطح مستو صلب، ودق شعيرات الصوف بمطارق خاصة، ويمكن أن تضاف بعض الشعيرات الأخرى إلى شعيرات الصوف لإكسابها خواص معينة.
لدى صنع اللباد في مصنع بدائي تُستعمل منضدة كبيرة وصينية مطاطية يفرد عليها الصوف المغسول والمنظف جيداً على طبقات رقيقة بعضها فوق بعض، بحيث تأتي شعيرات كل طبقة في اتجاه واحد (الشكل 2).
بعد فرد الطبقة الأولى بأبعاد وسماكة محددة تفرد طبقة ثانية بحيث يأتي اتجاه شعيراتها معاكساً لاتجاه شعيرات الطبقة الأولى زيادة في التماسك وكذلك مع الطبقات الأخرى التي تليها.
تفرد الطبقات التالية بالطريقة نفسها على أن تكون الشعيرات في كلّ طبقة معاكسة لسابقاتها على التوالي حتى تصبح بالسماكة المطلوبة بحسب الاستخدام.
تختلف ألوان الطبقات بحسب اللون الطبيعي للصوف، فتكون بيضاء أو رمادية أو سوداء وهكذا. وفي حال استعمال أصواف مصبوغة ليس من الضروري استعمالها في الطبقات الداخلية، ويكتفى باستعمالها فقط للطبقات الظاهرة.
بعد الانتهاء من فرد طبقات الصوف تمرر الحصيرة الناتجة على مكنة لضغط الشعيرات زيادة في تماسك اللباد، كذلك يمكن ضغط طبقات الصوف بعد فردها بلفها بإحكام بقطعة قماش وربطها مدة معينة مع دعكها ودقها.
الشكل (3)
أما إنتاج اللباد صناعياً فيبدأ بتنظيف الصوف وغسله وتجفيفه، ثم تغذى به آلات الكرد، وتؤخذ الكسوة الناتجة التي غالباً ما تكون من ألياف قصيرة متفاوتة الطول، وتحوّل إلى ملف بسماكة واحدة وأبعاد محددة. توضع طبقتان أو أكثر من الحصيرة الصوفية بحيث تتقاطع الشعيرات في إحداها مع شعيرات الطبقة الثانية. كذلك يمكن أن يكون اتجاه الشعيرات في جميع الحصر في اتجاه واحد، يوضع بعضها بزوايا قائمة على بعضها الآخر، وفي هذه الحالة تكون للخامة قوة شد عالية في الاتجاهين، في حين تكون قوة الشد في الحالة الأولى قوية في اتجاه الألياف.
الشكل (4)
وفي حال مد الحصر عشوائياً يتم تصنيعها على آلات خاصة تمد الشعيرات بتيار هوائي على صفيحة ثقيلة ساخنة مع تسليط البخار خلال الشعيرات، أو تمرر بين «درافيل» ساخنة. ولزيادة تماسك الشعيرات تتحرك الصفيحة في مكانها ذهاباًً وإياباً، فيزداد تعرّض الشعيرات للحرارة وللرطوبة والاحتكاك، كما تتعرض إلى محاليل مصبنة أو حامضية أو مستحلبة. وللتخفيف من احتكاك الشعيرات الصوفية التي تغطيها طبقة رقيقة من الحراشف تسبب انكماش اللباد، يعرض اللباد للدعك بآلات خاصة، ويمكن أن يصبغ بعد تشكيله على النحو المطلوب، وقد تضاف بعض شعيرات القنب الى شعيرات الصوف للإقلال من التكلفة ولزيادة متانة اللباد المصنع.
وفي حال التلبيد بالإبرة تستخدم إبرة رقيقة طويلة من الفولاذ الصلب لها أشواك صغيرة دقيقة يمكن رؤيتها بعدسة مكبرة (الشكل 3). ومبدأ عملها أن الإبرة تمرّر خلال طبقات الصوف المفرود مرات عدة، فتتشابك ألياف الطبقات المختلفة فيما بينها، وبعد تصميم الشكل المطلوب وتقطيع الأشكال وفقه يتم اختيار الصوف المراد وضعه على الوجه في حال الأصواف المصبوغة، ثم يأتي دور الإبرة، فتطعن في الصوف مراراً وتكراراً لشبك ألياف الطبقات بعضها مع بعض (الشكل 4). ولا يجوز أن تستعمل الإبرة والصوف مازال مبللاً؛ كيلا تتكسر. ويمكن كذلك نفش شعيرات الصوف بكرة مطاط تقوم بتشكيل رغوة في الصوف مع الترطيب وفرك سطح اللباد وضغطه. وطرائق الضغط مختلفة يمكن التحكم بها بحسب السماكة وقوة التماسك المطلوبة.
الشكل (5)
نماذج من منتجات اللباد
استخدامات اللباد:
اللباد سهل القطع والقولبة، وهذا ما يمكن من إنتاج القبعات والطرابيش والأحذية اللبادية (الشكل 5). إن إنتباج شعيرات اللباد واندماجها يوفّر قدراً عالياً من الدفء، ويمنع نفوذ الماء من خلاله، ومن ناحية أخرى يعدّ اللباد قماشاً ضعيفاً، إذ يمكن أن يتمزق بالضغط، كما يتعرض للتوبير.
يستخدم اللبّاد على نطاق واسع للملابس والقبّعات وحشوات للملابس وغيرها، كما يستعمل على مدى واسع في الصناعة لعزل الصوت أو لعزل المرشحات، وفي عمليّات التلميع وفي الحقائب والواقيات وغيرها. ومن سيئات هذه الأقمشة قلة الليونة والمرونة، وتنتج بأوزان وسماكات مختلفة حسب الاستخدام المطلوب.
معتصم الحسيني
اللَّبِد (اللبّاد)
اللَّبِد أو اللبّاد felt قماش غير منسوج على شكل حصيرة من شعيرات الصوف تتشكل في شروط الحرارة والرطوبة فتتفتح حراشفها، وتتسع؛ لتتشابك مع حراشف الشعيرات المجاورة، وتتماسك فتمنعها من التفكك والانزلاق، وتساعد الرطوبة على انكماشها، فتصبح أكثر تماسكاً واندماجاً، وعند إضافة الضغط مع الحرارة والرطوبة تصبح الكتلة الشعرية مفلطحة، وتتشكّل حصيرة أو شبكة من شعيرات شديدة الاندماج نسميها اللبّاد، وهو من أقدم أشكال الأقمشة.
الشكل (1)
لمحة تاريخية
يعتقد أن أول تقنية تصنيع قماش من الألياف تمّت عن طريق عملية التلبيد، وقد عُثر على آثار أقمشة من اللباد تعود إلى ما قبل التاريخ في مناطق مختلفة من العالم، مثل سيبيريا وأوربا وآسيا الجنوبية وأمريكا الشمالية.
ولفهم عملية التلبيد لا بد من معرفة خصائص شعيرات الصوف، إذ إنها مغطاة بشبكة دقيقة من حراشف صغيرة، ويبين الشكل (1) حراشف الشعيرة، وهذا التركيب الحرشفي يؤدي إلى تعاشق شعيرات الصوف بقوة بعضها مع بعض عند الضغط بحيث تتداخل الحراشف فيما بينها، ويساعد التقلص الطبيعي في شعيرات الصوف على نجاح عملية التلبيد.
مكونات اللبّاد وطرائق تصنيعه
لا يعتمد اللبّاد أساساً على استخدام خيوط الغزل، أو بمعنى آخر لا يعتمد صنع اللباد على شعيرات الصوف الممشط أو المسرح، وإنما على الفضلات الناتجة من تلك العمليات، وكذلك على الشعيرات المتطايرة في أثناء تشكيل السجاد المنسوج على الأنوال؛ ولذلك يتمّ تشكيله بالاعتماد على الضغط والرطوبة والحرارة من دون عمليات نسيج.
الشكل (2)
وعند التصنيع البدائي للباد تنحصر العمليات الإنتاجية بغسل جزة الصوف وفردها، ثم تعريض الشعيرات الصوفية للحرارة والرطوبة على سطح مستو صلب، ودق شعيرات الصوف بمطارق خاصة، ويمكن أن تضاف بعض الشعيرات الأخرى إلى شعيرات الصوف لإكسابها خواص معينة.
لدى صنع اللباد في مصنع بدائي تُستعمل منضدة كبيرة وصينية مطاطية يفرد عليها الصوف المغسول والمنظف جيداً على طبقات رقيقة بعضها فوق بعض، بحيث تأتي شعيرات كل طبقة في اتجاه واحد (الشكل 2).
بعد فرد الطبقة الأولى بأبعاد وسماكة محددة تفرد طبقة ثانية بحيث يأتي اتجاه شعيراتها معاكساً لاتجاه شعيرات الطبقة الأولى زيادة في التماسك وكذلك مع الطبقات الأخرى التي تليها.
تفرد الطبقات التالية بالطريقة نفسها على أن تكون الشعيرات في كلّ طبقة معاكسة لسابقاتها على التوالي حتى تصبح بالسماكة المطلوبة بحسب الاستخدام.
تختلف ألوان الطبقات بحسب اللون الطبيعي للصوف، فتكون بيضاء أو رمادية أو سوداء وهكذا. وفي حال استعمال أصواف مصبوغة ليس من الضروري استعمالها في الطبقات الداخلية، ويكتفى باستعمالها فقط للطبقات الظاهرة.
بعد الانتهاء من فرد طبقات الصوف تمرر الحصيرة الناتجة على مكنة لضغط الشعيرات زيادة في تماسك اللباد، كذلك يمكن ضغط طبقات الصوف بعد فردها بلفها بإحكام بقطعة قماش وربطها مدة معينة مع دعكها ودقها.
الشكل (3)
أما إنتاج اللباد صناعياً فيبدأ بتنظيف الصوف وغسله وتجفيفه، ثم تغذى به آلات الكرد، وتؤخذ الكسوة الناتجة التي غالباً ما تكون من ألياف قصيرة متفاوتة الطول، وتحوّل إلى ملف بسماكة واحدة وأبعاد محددة. توضع طبقتان أو أكثر من الحصيرة الصوفية بحيث تتقاطع الشعيرات في إحداها مع شعيرات الطبقة الثانية. كذلك يمكن أن يكون اتجاه الشعيرات في جميع الحصر في اتجاه واحد، يوضع بعضها بزوايا قائمة على بعضها الآخر، وفي هذه الحالة تكون للخامة قوة شد عالية في الاتجاهين، في حين تكون قوة الشد في الحالة الأولى قوية في اتجاه الألياف.
الشكل (4)
وفي حال مد الحصر عشوائياً يتم تصنيعها على آلات خاصة تمد الشعيرات بتيار هوائي على صفيحة ثقيلة ساخنة مع تسليط البخار خلال الشعيرات، أو تمرر بين «درافيل» ساخنة. ولزيادة تماسك الشعيرات تتحرك الصفيحة في مكانها ذهاباًً وإياباً، فيزداد تعرّض الشعيرات للحرارة وللرطوبة والاحتكاك، كما تتعرض إلى محاليل مصبنة أو حامضية أو مستحلبة. وللتخفيف من احتكاك الشعيرات الصوفية التي تغطيها طبقة رقيقة من الحراشف تسبب انكماش اللباد، يعرض اللباد للدعك بآلات خاصة، ويمكن أن يصبغ بعد تشكيله على النحو المطلوب، وقد تضاف بعض شعيرات القنب الى شعيرات الصوف للإقلال من التكلفة ولزيادة متانة اللباد المصنع.
وفي حال التلبيد بالإبرة تستخدم إبرة رقيقة طويلة من الفولاذ الصلب لها أشواك صغيرة دقيقة يمكن رؤيتها بعدسة مكبرة (الشكل 3). ومبدأ عملها أن الإبرة تمرّر خلال طبقات الصوف المفرود مرات عدة، فتتشابك ألياف الطبقات المختلفة فيما بينها، وبعد تصميم الشكل المطلوب وتقطيع الأشكال وفقه يتم اختيار الصوف المراد وضعه على الوجه في حال الأصواف المصبوغة، ثم يأتي دور الإبرة، فتطعن في الصوف مراراً وتكراراً لشبك ألياف الطبقات بعضها مع بعض (الشكل 4). ولا يجوز أن تستعمل الإبرة والصوف مازال مبللاً؛ كيلا تتكسر. ويمكن كذلك نفش شعيرات الصوف بكرة مطاط تقوم بتشكيل رغوة في الصوف مع الترطيب وفرك سطح اللباد وضغطه. وطرائق الضغط مختلفة يمكن التحكم بها بحسب السماكة وقوة التماسك المطلوبة.
الشكل (5)
نماذج من منتجات اللباد
استخدامات اللباد:
اللباد سهل القطع والقولبة، وهذا ما يمكن من إنتاج القبعات والطرابيش والأحذية اللبادية (الشكل 5). إن إنتباج شعيرات اللباد واندماجها يوفّر قدراً عالياً من الدفء، ويمنع نفوذ الماء من خلاله، ومن ناحية أخرى يعدّ اللباد قماشاً ضعيفاً، إذ يمكن أن يتمزق بالضغط، كما يتعرض للتوبير.
يستخدم اللبّاد على نطاق واسع للملابس والقبّعات وحشوات للملابس وغيرها، كما يستعمل على مدى واسع في الصناعة لعزل الصوت أو لعزل المرشحات، وفي عمليّات التلميع وفي الحقائب والواقيات وغيرها. ومن سيئات هذه الأقمشة قلة الليونة والمرونة، وتنتج بأوزان وسماكات مختلفة حسب الاستخدام المطلوب.
معتصم الحسيني