ربو Asthmaتشتق من كلمة قديمة تعني التنفس السريع و المجهد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ربو Asthmaتشتق من كلمة قديمة تعني التنفس السريع و المجهد

    ربو

    Asthma - Asthme

    الربو

    تشتق كلمة الربو asthma من كلمة يونانية قديمة تعني التنفس السريع والمجهد.
    هناك شبه إجماع على تعريف الربو بأنه داء التهابي مزمن في الطرق الهوائية تتجمع فيه خلايا التهابية عديدة ولاسيما الخلايا البدينة mast cells والحمضات eosinophils واللمفاويات وغيرها. يؤدي هذا التجمع إلى حدوث التهاب في جدر القصبات مما يوذمها ويشنجها ويحرض زيادة إفراز البلغم اللزج فيها فتتضيق لمعتها مما يسبب ضيق نفس وسعال وأزيز wheezing. وتتكرر هذه الأعراض ليلاً وعند التعرض لمحسسات (مؤرجات) allergens معينة تثير هذه العملية الالتهابية.
    نسب حدوث الربو
    الربو مرض شائع في أنحاء العالم وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى تزايد مستمر في إصاباته، إذ يقدر عدد المرضى الآن بما يزيد عن مائة مليون شخص في العالم، وتختلف النسب في البلدان بين 1 إلى 10% من السكان بمعدل وسطي 4 إلى 5% ثلثهم من الأطفال. ولوحظ أن للربو علاقة وثيقة ببعض أمراض التحسس الأخرى كالتهاب الأنف والملتحمة التحسسي والأكزيمة[ر] إذ يصاب نحو نصف مرضى التهاب الأنف التحسسي بالداءين معاً.
    عوامل الخطورة
    لاحظت دراسة إحصائية سميت الدراسة الدولية للربو والحساسية عند الأطفال ISAAC نشرت عام 1998 وضمت 155 مركزاً في 56 بلداً أن هناك اختلافاً كبيراً في إصابة الأطفال بالربو بين البلدان ففي حين تبلغ النسبة 20% في بريطانيا وأستراليا ونيوزلندا وأيرلندا تقل هذه النسبة من 1 إلى 2% في إندونيسيا واليونان والهند. وقد عُرف أن للوراثة شأناً في الربو منذ عام 1860 إذ لوحظ أن احتمال حدوثه يصل إلى 25% بين أقارب الدرجة الأولى و50% بين التوائم وحيدي البيضة مقابل 4% في الناس عموماً، ولكن نمط الوراثة هذا ليس بسيطاً ويشمل عدة جينات، كما يدخل فيه تأثير المحيط أيضاً.
    ووجد أن حالة التأتب atopy (التربة التحسسية) المتمثلة بحساسية الجلد وارتفاع بروتينات التحسس IgE تؤهب بشدة للربو. وقد يكون لارتفاع نسب المؤرجات (المحسسات) كعث الغبار المنزلي dust mites، وخاصة في ظروف الحرارة والرطوبة، ووسوف الصراصير والقطط دور في حدوث المرض، كما قد يكون لنمط الغذاء أثر أيضاً إذ لوحظ ازدياد إصابة بالربو مع السمنة في عدة دراسات. وهناك بعض العوامل التي قد يكون لها فعل وقائي في هذا الداء كتناول زيت السمك والرضاع الوالدي.
    نظرية الخمج
    يُعتقد أن اضطراب التوازن بين نسب اللمفاويات، من النمط TH1 وTH2 لمصلحة زيادة نسبة TH2 خلال المرحلة الجنينية والطفولة، والذي ينجم عن تأخر التعرض للأخماج يؤدي إلى تأهب الطفل لاكتساب التحسس من العوامل المحيطة المختلفة، ولذا فالمحافظة على هذا التوازن يتم عندما يتعرض الطفل للأخماج القصبية باكراً.
    التشريح المرضي
    يتميز الربو المزمن المستقر بوجود التهاب في جدر الطرق الهوائية ففيه تراكم للحمضات واللمفاويات والخلايا البدينة mast cells والبالعات macrophages وأرومات الليف العضلي myofibroblasts، مع تراكم ليفي كولاجيني تحت البشرة، وفرط تصنع وضخامة في الخلايا الغدية المفرزة والعضلات الملس والأوعية الدموية مما يؤدي الى توذم الجدار القصبي وتضيقه. كما لوحظ أن هناك تنكساً في الغضاريف المحيطة مع حدوث تليف حولها. وللمخاط المفرز داخل لمعة القصبات صفات مرضية عديدة منها: كثرة الحمضات ووجود خمائر متبلورة تسمى بلورات شاركو ليدين Charcot-Leyden crystals، وغزارة المفرزات ولزوجتها مما يشكل سدادات حلزونية تسمى حلزونات كروشمان Crushmans spirals، وتكتلات بشروية منسلخة تسمى أجسام كريولا Creola bodies. ويؤدي ذلك كله إلى انسداد الطرق الهوائية وتحريض تشنجها وزيادة أعراض السعال والزلة.
    وظائف الرئة
    قد تكون وظائف الرئة بين هجمات الربو طبيعية إلا أنها تبدي عادة نقصاً في سرعة جريان الهواء الأقصى في أثناء الزفير (PEF) peak expiratory flow وحجم الهواء المزفور في الثانية الأولى (FEV1) forced expiratory volume، كما يطرأ تحسن على الهواء المزفور في الثانية الأولى (FEV1) بمقدار 12% (شريطة أن يكون أكثر من 200مل) بعد إعطاء موسع قصبي، وهذا المعيار هو المشخص الأساسي للربو. وتقاس السعة الحيوية القسرية (FVC) forced vital capacity (وهي السعة الشهيقية القصوى للرئتين بعد زفير أقصى) وتكون عادة منخفضة، لكن انخفاضها يكون أقل من انخفاض حجم الهواء المزفور في الثانية الأولى (FEV1) ولذا تصبح النسبة بينهما FEV1/FVC منخفضة أيضاً وهذا يميز الانسداد القصبي كما هو الحال في الربو.
    ويتصف الربو أيضاً بفرط الاستجابة القصبية bronchial hyperresponsiveness التي يتم كشفها بإعطاء محرض (مشنج) قصبي كالهستامين أو الميتاكولين على شكل إرذاذ.
    المظاهر السريرية
    الأعراض الأساسية في الربو هي ثلاثة: الأزيز والإحساس بضيق الصدر والزلة التنفسية، وتزداد هذه الأعراض عادة بالجهد أو التعرض للمحسسات أو المخرشات أو الأخماج التنفسية وخاصة الفيروسية. وتتبدل هذه الأعراض من يوم ليوم ومن فصل لفصل ومن سنة لسنة لكن الشائع أن تزداد ليلاً. ومما يجدر ذكره أن السعال كثير الحدوث أيضاً وقد يكون العرض الوحيد، وخاصة عند الأطفال، ويتميز بأنه جاف وليلي ومزمن يزيد بالتعرض للمحسسات والمخرشات والجهد والهواء البارد والغبار والروائح.
    وقد تنطوي قصة المريض على تفاصيل أخرى هامة كإصابته بأدواء تحسسية أخرى كالأكزيمة والتهاب الأنف والجيوب والملتحمة التحسسي وأمراض تحسسية عائلية. ويقوم الطبيب عادة بتحديد شدة الربو وعلامات الخطورة السابقة اعتماداً على تكرار مراجعة المريض لقسم الإسعاف واستعماله للستروئيدات (الكورتيزونات) المتكرر والحاجة للتنفس الآلي وإصابته بتأق (صدمة تحسسية) anaphylaxis عند استعمال الأسبرين ومشتقاته أو تناوله بعض المواد الغذائية. ويجب أن تتضمن القصة أيضاً معلومات استقصائية عن المحسسات في محيط المنزل أو العمل كالحيوانات الأليفة والغبار والحشرات المنزلية والتدخين والأمراض التي قد تحرض الربو كالتهاب الجيوب والقلس المعدي المريئي.
    ويبدي الفحص السريري عادة أزيزاً وفرط تمدد الصدر وأحياناً علامات تحسس الأنف والجيوب.
    جهاز قياس الجريان الأقصى الصغير في أثناء الاستخدام. يأخذ المريض نفساً عميقاً، ثم ينفخ بجهد زفيري أقصى من خلال الجهاز. يعاد هذا الإجراء ثلاث مرات، ويسجل أعلى رقم للجريان الزفيري الأقصى peak expiratory flow (PEF) وتقارن النتيجة مع جدول للقيم الطبيعية يبين جنس المريض وعمره ووزنه، وتسجل النتائج على جدول الإظهار مدى تقدم المرض، أو استجابة المريض للعلاج
    سير المرض
    يتميز بأنه ناكس ويختلف في شدته وسيره ومسسبباته، ولذا وضعت عدة تصانيف وأنماط تعكس هذا التنوع السريري: فهناك الربو المعتمد على الستروئيدات، والربو المقاوم للستروئيدات، والربو الصعب difficult asthma والربو الهش brittle asthma وهو نمط تحدث فيه هجمات مفاجئة وشديدة، والربو المحرض بالجهد، والربو الليلي، والربو المحرض بالأدوية، والربو المهني نتيجة التعرض لبيئة مهنية خاصة. وهناك نمط خاص يدعى داء العفنات القصبي الرئوي التحسسي وهو ربو سببه التحسس للعفنات أو الفطور الرئوية. وأفضل تصنيف للربو هو المعتمد على شدته (شديد، متوسط، خفيف) ومدته (مستمر أو متقطع) وتصنف شدته استناداً على شدة الأعراض واستمرارها ونكسها وتواتر الاستيقاظ الليلي ومدى انخفاض وظائف الرئة.
    ـ السير الطبيعي للمرض: قد يهجع المرض في الطفولة بعد سن الخامسة ولمدة طويلة بنسبة 50%، كما قد يهجع عند الكبار بنسبة 22% وتقل نسبة الهجوع بازدياد عمر المريض بعد سن المراهقة إذ تقل هذه النسبة حتى تصل إلى 10% فقط بعد سن الثلاثين.
    ـ تأثير العلاج على سير المرض: يغير العلاج المناسب للربو سير المرض الطبيعي فيخفض من شدته ونكسه ويحافظ على وظائف الرئة ويقلل من المراضة والموت.
    ـ نسبة الموت: يندر للربو أن يسبب الموت لكن وجد أن هناك عوامل خطورة قد تساعد على ذلك ومنها شدة الربو، وتدني المستوى الاجتماعي والنفسي والتعليمي والارتفاع المفاجئ للمحسسات في الجو وتقدم العمر والتدخين وعدم تناول العلاج بانتظام.
    علاج الربو
    يوصي خبراء الربو بتقييم شدة الآفة على نحو موضوعي قبل العلاج، وتخفيف العوامل المحرضة أو إزالتها، والعلاج الدوائي الشامل للتشنج القصبي والالتهاب المرافق، وإنشاء علاقة بين المريض والطبيب لمعالجه كل التغيرات الطارئة وحلها.
    ويتضمن العلاج الدوائي لنوبات الربو الحادة والشديدة إعطاء الأكسجين والموسعات القصبية بشكل مكثف والستروئيدات وأحياناً الصادات.
    - المعالجة المناعية immunotherapy: تتضمن حقن خلاصات المواد المؤرجة في محاولة لتحريض التحمل المناعي وتعويد الجسم عليها، ويشترط قبل بدء المعالجة إجراء تقييم للتحسس إما باستخدام الاختبار الجلدي أو تحري أضداد IgE النوعية في المصل لاكتشاف المؤرج المسبب، بعد ذلك يبدأ بإعطاء جرعات صغيرة ومتزايدة من المحاليل الممددة للمؤرجات. وأما مدة المعالجة فهي غير محددة وتعتمد على استجابة المريض وينصح عموماً باستمرارها لمدة 3 سنوات على الأقل.
    - تثقيف المريض: يعد تثقيف المريض عن الربو عنصراً مهماً من عناصر تدبيره الصحيح وخاصة فيما يتعلق بفهم آليته وأسبابه المرضية وهدف المعالجة ومراقبة وظائف الرئة أحياناً بجهاز محمول يسمى مقياس الجريان الأعظمي peak flow meter.
    - الوقاية: إن الانتباه إلى نمط أعراض الربو مهم في تحديد نوع المحرضات. فالربو الذي يحدث في المنزل ينجم في معظم الأحيان عن مواد محرضة داخل المنزل كعث الغبار في حين أن الربو الذي يسوء في الربيع غالباً ما ينجم عن مواد محرضة خارج المنزل كغبار الطلع.
    - غبار الطلع: ينتشر غبار الطلع في الربيع بوساطة الهواء في الأيام الدافئة المشمسة، ويمكن أن ينتقل عند وجود الرياح لعدة كيلو مترات. ويكون تركيزه أقل في الأيام الممطرة الباردة. وللوقاية منه يجب مراعاة تجنب السير في الحقول وبين الأعشاب الطويلة في الأيام الجافة المشمسة، وإغلاق النوافذ عند الصباح وعند بداية المساء (الوقت الذي ينتشر فيه غبار الطلع في الهواء)، وإغلاق نوافذ السيارة خلال القيادة، وقضاء الإجازات على البحر، وتجنب أماكن وجود غبار الطلع بتراكيز عالية.
    - العث المنزلي: تتم الوقاية منه بتجنب وضع السجاد الثابت (الموكيت) والأثاث القطني والستائر القماشية، أو غسلها باستمرار، وغسل البياضات أسبوعياً بدرجة حرارة 60 ْ ونشرها بالشمس، وتخفيض درجة حرارة المنزل إلى 18 ْ وتهوية الغرف بانتظام، وتخفيض الرطوبة، واستخدام الأغطية الطبية المانعة للعث، وتجنب استخدام التدفئة التي تدفع الهواء لأنها تنشر الغبار معه، وإزالة الغبار بقطعة قماش رطبة، وتنظيف المنزل جيداً مرة أسبوعياً بالمكنسة الكهربائية بما في ذلك الفرشات والأرائك.
    - الابتعاد عن الحيوانات الأليفة.
    - إضافة إلى ذلك يجب السيطرة على الأخماج التنفسية وإخبار الطبيب فور ظهور أول علامة للخمج، وإعطاء لقاح النزلة الوافدة (الكريب) مرة كل سنة، ولقاح المكورات الرئوية كل ثلاث سنوات، وتجنب المواد المخرشة والمهيجة للطرق التنفسبة (كدخان السجائر، ودخان الحريق، وروائح الطبخ، وملوثات الهواء ودخان السيارات).
    محمد نعيم شحرور
يعمل...
X