رسم
Drawing - Dessin
الرسم
الرسم le dessin تكوين composition خطي يعتمد ركيزة غالباً ما تكون صغيرة الحجم قابلة للنقل، كالصفيحة والرَق والورق المقوى والورق الملوّن أو غير الملون والقماش والمواد الاصطناعية الأخرى. والرسم مثل كل أثر فني، يمكن أن يمثل أشياء واقعية أو خيالية أو شكلاً تجريدياً خالصاً. ومن الممكن عموماً تنفيذ الرسم بالطباشير pastel والحوار والفحم، وبالمنقاش والريشة وقلم الرصاص وغيرها. ويغدو الرسم أكثر تعقيداً إذا اجتمعت فيه هذه الوسائل المسماة غرافية graphiques. والرسم، مثل كل الفنون البصرية التي ترتكز على ما تتركه الخطوط من أثر، من أهم المواد في التعليم الهندسي، وفي التعليم التقليدي للفنون الجميلة والعمارة والأزياء والتصميم design والدعاية والإعلان.
والرسم هو مجموع الخطوط التي تحدد الشكل الملون وغير الملون، كما يسمى رسماً الفكرة في لوحة ما يطرحها الرسام على الورق أو القماش ليحكم على العمل الفني الذي يفكر فيه. وقد يكون الرسم تحديداً خطياً متواصلاً وسريعاً أو اختصاراً لمجمل التكوين: (مخطط إجمالي) esquisse، أو تدويناً لحركة الأنموذج وخطوطه العضوية: (دراسة) étude، أو ترتيباً للعناصر الرئيسة لمشهد متحرك أو منظر طبيعي: (رسم سريع) croquis. ومن الممكن أن يعد الرسم أثراً فنياً قائماً بذاته.
إن قراءة رسم ما، والبحث في كل العلامات المسجلة على سطح صحيفة أو لوحة، لا يتأتيان إلا عن ملاحظات عدة، أولها دراسة المادة المدونّة على الركيزة دراسة موضوعية، كما أن للركيزة تأثيراً كبيراً في النتائج وفقاً لما يكون عليه الوسيط أو الوسيلة: جافة كانت أو دهنية، ملونة أو غير ملونة. إن تنوع المواد التقانية تبعاً لاختيار الفنان أو المدرسة أو العصر، دليل يكشف عن الاتجاهات الفنية العميقة، وعليه فإن دراسة التقانات تسهم في تحديد زمن الرسم وعصره، بل من الممكن القول إن لكل عصر تقاناته الأثيرة؛ فالقرن الخامس عشر حدد هذه التقانة معدناً، والقرن السادس عشر حددها حجراً أسود، والقرن السابع عشر رسماً بالحبر الصيني الأسود أو البني، والقرن الثامن عشر حجراً آجري اللون، والقرن التاسع عشر ألواناً مائية. أما القرن العشرون فقد جمع التقانات والمواد جميعاً. إن اختيار إحدى التقانات يدل بدقة على غاية الرسم وهدفه وأسلوبه وطابعه الفني الخالص؛ فالرسم وسيلة مثالية لتسليط الضوء على سيرورة الابتكار الفني في أشد حالاته صدقاً وعفوية.
وإذا كانت أغلب الرسوم قد صيغت لتكون دراسات تمهيدية لأعمال فنية نهائية، فلابد من التركيز أيضاً على تصنيفات الرسوم المصنوعة لذاتها، هدفها الوحيد وجودها أثراً فنياً قائماً بذاته، مثل الرسوم العظيمة بالحجر الأسود للموضوعات الأسطورية برموزها النافذة التي نفذها ميكلانجلو[ر]، ورسوم آنغر[ر] في القرن التاسع عشر بخطوطها البارعة والدقيقة، ورسوم ريدون[ر] الفحمية التي دعاها بـ«السوداء»، معبراً بها عن قدرة خياله الخارقة، ورسوم غيرهم من الفنانين الكبار.
تصنيفات الرسم وأنواعه
الرسم المعماري، والرسم بالأقلام الثلاثة، والرسم المخفف بالظلال والمنفذ بمادة يمكن سحقها وتسويتها، والرسم الهندسي، والرسم الغرافي graphique، في علوم الرياضيات، والرسم المنمنم أو المبرغل، والرسم المتقطع، والرسم بالمحاكاة، والرسم المرقق بالماء والمظلل بالحبر الصيني أو الرسم الملون بخضاب ممدد، والرسم بالأبيض على سطح أسود والرسم الخطي، ورسم الآلات أو الرسم الصناعي، الرسم الحر، الرسم عن الطبيعة، والرسم المظلل، والرسم المنقط، والرسم بالاستشفاف، والرسم الطبوغرافي.
الأدوات
يرتبط تطور تقانات الرسم وتعدد وسائله ارتباطاً وثيقاً بأساليب العصر الخاصة، وبميول المصورين والرسامين الجمالية.
الفحم النباتي le fusain
يعد الفحم النباتي واحداً من أقدم الوسائل، ومرحلة تحضيرية للإبداع الفني. والفحم (فحم الصفصاف أو الزيزفون) يسهل محيه وتصحيحه وتصويبه، استخدمه الفنانون قديماً لتنفيذ مخططات إجمالية لتكوينات جدارية بأصباغ ممزوجة بالماء والصمغ، أو على الطينة الرطبة. ولم يغد الفحم تقانة للرسم قائمة بذاتها إلا في منتصف القرن التاسع عشر على يد فنانين كبار، مثل دولاكروا[ر] وكورو[ر] وسورا[ر] وريدون[ر].
النقش بالمعدن
عرف الرومان النقش بالذهب والنحاس والفضة والرصاص، وكان هذا النقش الوسيلة الوحيدة المستخدمة حتى بداية القرن السادس عشر. إن هذه التقانة التي تفيد من خاصية الأكسدة باحتكاك الهواء بالندوب التي تركتها المناقيش المعدنية، تتطلب تحضيراً مسبقاً للدعامة. والنقش بالمعدن يتطلب ثقة عالية ويداً ثابتة، وقد استخدمه كثيراً فنانو فلورنسة (إيطاليا) وكبار المعلمين الألمان.
حجر إيطاليا
ظهر حجر إيطاليا (طين بركاني ذو حبيبات متراصة) في رسوم بولايولو وغيرلاندايو وسنيوريلي، واستخدمه بصورة واسعة فنانو القرن السادس عشر جميعاً.
اللون الآجري
عرفته الشعوب القديمة واستخدمته، وهو يسمح بإدخال تدوينات ملونة على الرسم، أو بتلوين الأجزاء العارية في الصور الشخصية كالوجه واليدين.
الحبر
بالموازاة مع الوسائل السابقة كافة لم ينقطع استخدام الرسم بالحبر بوساطة الريشة (الأداة الأثيرة لدى الشرقيين) أو الفرشاة، منذ العصور القديمة حتى اليوم.
إلياس زيات
Drawing - Dessin
الرسم
الرسم le dessin تكوين composition خطي يعتمد ركيزة غالباً ما تكون صغيرة الحجم قابلة للنقل، كالصفيحة والرَق والورق المقوى والورق الملوّن أو غير الملون والقماش والمواد الاصطناعية الأخرى. والرسم مثل كل أثر فني، يمكن أن يمثل أشياء واقعية أو خيالية أو شكلاً تجريدياً خالصاً. ومن الممكن عموماً تنفيذ الرسم بالطباشير pastel والحوار والفحم، وبالمنقاش والريشة وقلم الرصاص وغيرها. ويغدو الرسم أكثر تعقيداً إذا اجتمعت فيه هذه الوسائل المسماة غرافية graphiques. والرسم، مثل كل الفنون البصرية التي ترتكز على ما تتركه الخطوط من أثر، من أهم المواد في التعليم الهندسي، وفي التعليم التقليدي للفنون الجميلة والعمارة والأزياء والتصميم design والدعاية والإعلان.
والرسم هو مجموع الخطوط التي تحدد الشكل الملون وغير الملون، كما يسمى رسماً الفكرة في لوحة ما يطرحها الرسام على الورق أو القماش ليحكم على العمل الفني الذي يفكر فيه. وقد يكون الرسم تحديداً خطياً متواصلاً وسريعاً أو اختصاراً لمجمل التكوين: (مخطط إجمالي) esquisse، أو تدويناً لحركة الأنموذج وخطوطه العضوية: (دراسة) étude، أو ترتيباً للعناصر الرئيسة لمشهد متحرك أو منظر طبيعي: (رسم سريع) croquis. ومن الممكن أن يعد الرسم أثراً فنياً قائماً بذاته.
إن قراءة رسم ما، والبحث في كل العلامات المسجلة على سطح صحيفة أو لوحة، لا يتأتيان إلا عن ملاحظات عدة، أولها دراسة المادة المدونّة على الركيزة دراسة موضوعية، كما أن للركيزة تأثيراً كبيراً في النتائج وفقاً لما يكون عليه الوسيط أو الوسيلة: جافة كانت أو دهنية، ملونة أو غير ملونة. إن تنوع المواد التقانية تبعاً لاختيار الفنان أو المدرسة أو العصر، دليل يكشف عن الاتجاهات الفنية العميقة، وعليه فإن دراسة التقانات تسهم في تحديد زمن الرسم وعصره، بل من الممكن القول إن لكل عصر تقاناته الأثيرة؛ فالقرن الخامس عشر حدد هذه التقانة معدناً، والقرن السادس عشر حددها حجراً أسود، والقرن السابع عشر رسماً بالحبر الصيني الأسود أو البني، والقرن الثامن عشر حجراً آجري اللون، والقرن التاسع عشر ألواناً مائية. أما القرن العشرون فقد جمع التقانات والمواد جميعاً. إن اختيار إحدى التقانات يدل بدقة على غاية الرسم وهدفه وأسلوبه وطابعه الفني الخالص؛ فالرسم وسيلة مثالية لتسليط الضوء على سيرورة الابتكار الفني في أشد حالاته صدقاً وعفوية.
وإذا كانت أغلب الرسوم قد صيغت لتكون دراسات تمهيدية لأعمال فنية نهائية، فلابد من التركيز أيضاً على تصنيفات الرسوم المصنوعة لذاتها، هدفها الوحيد وجودها أثراً فنياً قائماً بذاته، مثل الرسوم العظيمة بالحجر الأسود للموضوعات الأسطورية برموزها النافذة التي نفذها ميكلانجلو[ر]، ورسوم آنغر[ر] في القرن التاسع عشر بخطوطها البارعة والدقيقة، ورسوم ريدون[ر] الفحمية التي دعاها بـ«السوداء»، معبراً بها عن قدرة خياله الخارقة، ورسوم غيرهم من الفنانين الكبار.
تصنيفات الرسم وأنواعه
الرسم المعماري، والرسم بالأقلام الثلاثة، والرسم المخفف بالظلال والمنفذ بمادة يمكن سحقها وتسويتها، والرسم الهندسي، والرسم الغرافي graphique، في علوم الرياضيات، والرسم المنمنم أو المبرغل، والرسم المتقطع، والرسم بالمحاكاة، والرسم المرقق بالماء والمظلل بالحبر الصيني أو الرسم الملون بخضاب ممدد، والرسم بالأبيض على سطح أسود والرسم الخطي، ورسم الآلات أو الرسم الصناعي، الرسم الحر، الرسم عن الطبيعة، والرسم المظلل، والرسم المنقط، والرسم بالاستشفاف، والرسم الطبوغرافي.
الأدوات
يرتبط تطور تقانات الرسم وتعدد وسائله ارتباطاً وثيقاً بأساليب العصر الخاصة، وبميول المصورين والرسامين الجمالية.
الفحم النباتي le fusain
يعد الفحم النباتي واحداً من أقدم الوسائل، ومرحلة تحضيرية للإبداع الفني. والفحم (فحم الصفصاف أو الزيزفون) يسهل محيه وتصحيحه وتصويبه، استخدمه الفنانون قديماً لتنفيذ مخططات إجمالية لتكوينات جدارية بأصباغ ممزوجة بالماء والصمغ، أو على الطينة الرطبة. ولم يغد الفحم تقانة للرسم قائمة بذاتها إلا في منتصف القرن التاسع عشر على يد فنانين كبار، مثل دولاكروا[ر] وكورو[ر] وسورا[ر] وريدون[ر].
النقش بالمعدن
عرف الرومان النقش بالذهب والنحاس والفضة والرصاص، وكان هذا النقش الوسيلة الوحيدة المستخدمة حتى بداية القرن السادس عشر. إن هذه التقانة التي تفيد من خاصية الأكسدة باحتكاك الهواء بالندوب التي تركتها المناقيش المعدنية، تتطلب تحضيراً مسبقاً للدعامة. والنقش بالمعدن يتطلب ثقة عالية ويداً ثابتة، وقد استخدمه كثيراً فنانو فلورنسة (إيطاليا) وكبار المعلمين الألمان.
حجر إيطاليا
ظهر حجر إيطاليا (طين بركاني ذو حبيبات متراصة) في رسوم بولايولو وغيرلاندايو وسنيوريلي، واستخدمه بصورة واسعة فنانو القرن السادس عشر جميعاً.
اللون الآجري
عرفته الشعوب القديمة واستخدمته، وهو يسمح بإدخال تدوينات ملونة على الرسم، أو بتلوين الأجزاء العارية في الصور الشخصية كالوجه واليدين.
الحبر
بالموازاة مع الوسائل السابقة كافة لم ينقطع استخدام الرسم بالحبر بوساطة الريشة (الأداة الأثيرة لدى الشرقيين) أو الفرشاة، منذ العصور القديمة حتى اليوم.
إلياس زيات