الشرى Urticaria هو اندفاعات تظهر على هيئة انتبارات أو لطخات وردية حاكة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشرى Urticaria هو اندفاعات تظهر على هيئة انتبارات أو لطخات وردية حاكة

    الشرى

    الشرى urticaria هو اندفاعات تظهر على هيئة انتبارات أو لطخات وردية حاكة ومتنقلة وسريعة الزوال، تتوضع على الجلد والأغشية المخاطية، وتنجم عن ارتشاح مصلي من الأوعية الشعرية المتوسعة الزائدة نفوذيتها إلى النسيج المجاور.
    يأخذ الطفح الشروي الجلدي أشكالاً مختلفة، فمنه ما يكون عدسياً، ومنه ما يشكل ألواحاً واسعة شاملة قسماً كبيراً من البدن، كما وقد يكون الشرى مهدداً للحياة عند إصابته الحنجرة ولسان المزمار.
    يكون الشرى حاداً أو مزمناً. أما الشرى الحاد فيعرف بأنه الشرى الذي لا تستمر أعراضه أكثر من أربعة أسابيع وسطياً، لكن الشرى المزمن هو ذلك الشرى الذي تعاود اندفاعاته على مدى أكثر من أربعة أسابيع وسطياً، وقد يستمر بضع سنوات.
    الأسباب
    ـ الأسباب المرضية: تنجم الانتبارات الشروية عن توسع الأوعية وزيادة نفوذيتها، مما يسمح للسوائل والبروتينات الموجودة داخلها أن تتسرب إلى النسج المجاورة. أما زيادة النفوذية الوعائية وتوسعها فينجمان عن إفراز مواد متعددة، أهمها الهستامين، وذلك بكميات كبيرة من الخلايا البدينة mast cells الموجودة حول الأوعية نتيجة لتفاعلات فيزيائية أو كيماوية أو أرجية.
    للخلايا البدينة شأن مهم في جميع التفاعلات الشروية، لأن غياب الشرى لبعض الوقت يرتبط بإعادة تشكيل الحبيبات في الخلايا البدينة من جديد، أما الحكة في الشرى فترتبط بزيادة كثافة الهستامين.

    شرى منتشر
    لم يحدد شأن الأخماج المزمنة chronic infections الموضعة في إحداث الشرى، على الرغم من أن 2 إلى 5% من حالات الشرى المزمن تترافق ببؤر خمجية، لذا ينصح، في حالات الشرى المزمن، بالتفتيش عن بؤر خمجية موضعة، كالتهاب اللوزتين والتهاب الجيوب والتهاب جذور الأسنان والتهاب المرارة، علماً بأن معالجة تلك البؤر الالتهابية كثيراً ما تؤدي إلى شفاء الشرى.
    وللاضطرابات الهضمية أيضاً أثر في إحداث الشرى، إذ كثيراً ما تكشف التحريات السريرية والشعاعية عند المصابين بشرى مزمن علامات لالتهاب المعدة أو لقرحة معدية، أو علامات لالتهاب أمعاء أو كولون. ويكفي أن تعالج تلك الإضطرابات، ومن ثَم العوامل المرضية المسببة لها، وخاصة الملوية البوابية Helicobacter pylori التي تصيب السبيل المعوي المعدي العلوي، حتى يتم شفاء الشرى المزمن. وكثيراً ما تتهم الديدان المعوية أيضاً، وخاصة الديدان الصفر Ascarisوالفطور والمبيضات البيض في الأمعاء على الخصوص في إحداث الشرى.
    ـ الأسباب الأرجية: قد ينجم الشرى أيضاً عن أسباب أرجية، عند أشخاص مستعدين، ذلك أنه افترض وجود استعداد وراثي للإصابة بهذا النوع من الشرى. يتصف الشرى الأرجي بحدوثه في خلال دقائق من دخول المستضد (مواد غريبة عن الجسم يؤدي دخولها إلى حدوث التحسس بعد اتحادها بالأضداد المتشكلة قبلاًً)، كما يمكن أن يترافق هذا النوع من الشرى مع تشنج قصبي، أو وذمة حنجرية أو وذمة لسان المزمار. وتقوم الأدوية والأطعمة ومضافاتها والعوامل الانفعالية بدور كبير في إحداث الشرى الأرجي.
    ـ الأسباب العصبية: للببتيدات العصبية أثر في إطلاق الهستامين المؤدي للشرى، كما قد يسبب الحقن العضلي لمادة دوائية معلقة (كالبنسلين مديد التأثير، أو الستيروئيدات القشرية) إلى إحداث انصمام embolism في الجهاز العصبي المركزي يتظاهر بإزرقاق حاد، وسعال، واضطرابات في الرؤية والوعي، مع الشعور بدوار.
    ـ الأسباب النفسية: ما تزال الأسباب النفسية قيد المناقشة، ولكن مما لا شك فيه أن العامل النفسي يؤدي إلى تفاقم الشرى المزمن ويزيد من الحكة، كما أن الكرب stressالانفعالي يزيد من الشرى بصرف النظر عن سببه.
    ـ الاضطرابات الغدية الصماوية: من الصعب تقييم أثر هذه الاضطرابات في إحداث الشرى المزمن، ويفترض في بعض الأحيان تشكل أضداد ذاتية لبعض الغدد، وخاصة الغدة الدرقية. يتفاقم الشرى في أثناء الحمل، ويعزى ذلك إلى ارتباطه بزيادة البروجسترون، وكذلك فإن الشرى يمكن أن يحدث قبيل الطمث أو في خلال الإياسmenopause كما ذكر أيضاً حدوث الشرى المزمن لدى مرضى السكر، وقد يكون الأنسولين هو العامل المسبب.
    أثر الحرارة والطعام والفطور والمواد الدوائية والكيماوية
    ـ أثر الحرارة: تشير الدلائل على أن 10ـ20% من حالات الشرى تنجم عن منبهات فيزيائية يأتي في مقدمتها البرد والحرارة وما تؤدي تأثيرات كل منهما في الجسم.
    أـ شرى البرد: يعد شرى البرد من أكثر أنواع الشرى الفيزيائي شيوعاً. ويظهر هذا النوع بعد التعرض للبرد مباشرة أو بعد مدة من التعرض، إذ يؤدي البرد إلى استجابة الخلايا البدينة لإطلاق الهستامين، ومن ثم حدوث التفاعل الشروي. يتظاهر شرى البرد خاصة في فصل الشتاء، عندما تتعرض بعض أجزاء العضوية غير المغطاة للبرد، وقد يحدث الاغتسال بالماء البارد أيضاً هذا النوع من الشرى. ومما يجدر ذكره إن هناك حالات حدث فيها موت مفاجئ عند السباحين بعد الغطس بالماء البارد، نتيجة انطلاق كمية كبيرة من الهستامين، كما أن لهذا النوع من الشرى شكلاً عائلياً يدعى شرى البرد العائلي.
    ب ـ شرى الحرارة: يعد شرى الحرارة نادراً، ويحدث من جراء تأثير الحرارة والدفء المباشر على الجلد، وينجم عن زيادة تحسس الخلايا البدينة بالحرارة.
    ج ـ شرى إعادة التدفئة: ويحدث هذا النوع من الشرى عند المرضى الذين يدخلون إلى قاعات دافئة بعد بقائهم مدة طويلة في البرد.
    د ـ شرى الشمس: ويحدث عند المرضى بتأثير الأشعة ما فوق البنفسجية أو الضوء المرئي، وذلك في المناطق المكشوفة من الجلد.
    هـ ـ شرى العرق: أو الشرى الكولينرجي أو شرى الجهد. ويحدث نتيجة ارتفاع حرارة الجسم وحدوث التعرق، ويتظاهر بانتبارات وصفية ومميزة، إذ تكون صغيرة الحجم تراوح أقطارها بين 1ـ2 ملم فقط وتظهر غالباً على القسم العلوي للجسم.
    و ـ شرى الطعام والفطور: يظهر الشرى الغذائي عادة بعد دقائق أو ساعات من الهضم، ويبقى بضع ساعات أو بضعة أيام، ويعزى للعديد من الأطعمة، إلا إن أكثر الأطعمة إحداثاً له هي: البيض والجوز والشوكولاته والسمك والصدف والبندورة، ولحم الخنزير والفريز والحليب والجبنة والتوابل والخمائر والشاي والقهوة.
    أما الفطور mycosis فقد يؤدي تناولها لإحداث الشرى، كما أنها، باستعمارها للأمعاء وخاصة المبيضات البيض Candida albicans، تؤدى إلى الشرى، علماً بأن الشرى كثيراً ما يشفى عند معالجة المبيضات البيض المستعمرة للأمعاء، إضافة إلى ذلك فقد تحدث المواد المضافة للأطعمة الشرى أيضاً. ومن أكثر المواد التركيبية المضافة إلى الأطعمة التارتازين، وأصبغة ازو وحمض البنزوئيك ومشتقاته وحامض السوربيك. ومن الأطعمة التي تحتوي على الأصبغة الازوية وحمض البنزويك والسكاكر الملبسة والمشروبات غير الكحولية والمربيات والكاسترد والمايونيز ومعاجين الأسنان الملونة، علماً بأن هنالك كثيراً من الأطعمة الأخرى الحاوية على هذه الأصبغة. ويجب التحري عنها دائماً، كما يمكن أن تسبب مادة السولفيت الحافظة للأطعمة الشرى أيضاً.
    ـ المواد الدوائية والكيماوية: تعد الأدوية من أكثر الأسباب المؤدية للشرى وللوذمة العرقية (وذمة كوينك) شيوعاً، إذ يمكن لكل دواء تقريباً أن يحدث شرى، لكن الدواء المأخوذ زرقاً يؤدي لإحداث شرى أكثر بكثير من الدواء المتناول عن طريق الفم. ومن أكثر الأدوية إحداثاً للشرى الأسبرين والبنسلين، فقد قدرت حالات الشرى المزمن الناجم عن الأسبرين بنحو30 إلى 50% من مجموع حالات الشرى، كما يمكن أن يكون لدى المرضى مفرطي الحساسية تجاه الأسبرين عدم تحمل نحو مضادات الالتهاب غير الستروئيدية. ويجب الانتباه للأشخاص المفرطي التحسس للبنسلين، لأن إعطاءه لهم قد يؤدي إلى صدمة تأقية anaphylactic shock مهددة للحياة، تحدث بعد بضع دقائق من تناوله، كما يجب الانتباه للحليب الذي يتناوله الأشخاص المفرطو الحساسية للبنسلين، لأن الأطباء البيطريين كثيراً ما يعالجون أثداء الأبقار بالبنسلين، وهذا ممنوع قانوناً. أما الأدوية الأخرى المحدثة للشرى أيضاً فيذكر منها: السلفاميد والمورفين والفيتامينات والأنسولين والكينين والبروكائين والسالسيلات واللقاحات والمصول .
    وذمة كوينك

    وذمة كوينك
    وذمة كوينك Quincke edema أو الوذمة الوعائية العصبية أو الشرى العملاق. ما هذه الوذمة إلا شكل من أشكال الشرى الموضع في النسيج الخلوي تحت الجلد، وتتظاهر بوذمة عجينية عميقة وحادة محدودة وسريعة الزوال، تزول في خلال 8 ساعات إلى 24. تصيب النسج الرخوة القابلة للتمدد، مثل جلد الأجفان والشفتين وفصيص الأذن والأعضاء التناسلية الظاهرة والغشاء المخاطي للفم واللسان والحنجرة ثم البلعوم، مما قد يؤدي للاختناق عند إصابتها الحنجرة.
    تنجم هذه الوذمة عن عامل مؤرج، لذا فقد يكون سببها بروتينات طعامية أو مضافات الأطعمة أو الأدوية أو مؤرجات بالتماس مع بعض النباتات. وكثيراً ما تترافق هذه الوذمة بالشرى، كما أنها كثيراً ما تصيب النساء. يجب تفريق هذه الوذمة عن وذمة أخرى موضعة تهدد الحياة، لكثرة إصابتها للأغشية المخاطية وخاصة الحنجرة، تدعى وذمة كوينك الوراثية أو الوذمة العرقية الوراثية hereditary angioedema، أما التفريق بين الوذمة العرقية الوراثية ووذمة كوينك المكتسبة فيقوم على عدم ترافق الأولى بشرى أو حكة، كما يستند على حدوث الإصابات العائلية وظهورها عادة في الطفولة.
    أما سبب وذمة كوينك الوراثية فهو طفرة جينية في الصبغي 11 تؤدي إلى غياب مثبط عامل (C1 استراز) الذي يسبب غيابه حدوث تفاعلات تؤدي للوذمة. علماً بأن معالجة هذه الوذمة تقوم على إعطاء ذلك العامل وريدياً.
    كشف المؤرج
    إن كشف السبب في الشرى الأرجي من أهم التدابير التي يستند عليها في الوقاية والمعالجة من الشرى، ومن أجل ذلك يستعان بالإجراءات الآتية:
    ـ القصة المرضية: تعد القصة المرضية مهمة في كشف السبب (معرفة الأدوية أو الأطعمة أو المنبهات التي تناولها المريض) قبل ظهور الشرى.
    ـ اختبار التحريض: ويقوم على إعطاء المريض كمية زهيدة من المواد المشتبه بإحداثها للشرى، فإذا ما أحدثت الشرى ينصح بالابتعاد عن تناولها مستقبلاً. غير أنه يجب أن لا يغرب عن البال أن هذا الاختبار قد يكون خطراً، إذ يمكن أن يؤدي إلى صدمة، وخاصة عند إعادة إعطاء دواء محسس للمريض كالبنسلين مرة ثانية.
    ـ الاختبارات الجلدية: تعتمد هذه الاختبارات على إدخال المستضدات إلى الأدمة (الطبقة العميقة للجلد) التي تحتوي على عدد كبير من الخلايا البدينة. يؤدي إدخال هذه المستضدات إلى تفاعل عاجل، إذا ما كان المستضد هو المسؤول عن الشرى. لهذا الاختبار قيمة في معرفة المستضد، ومن ثم المادة المسؤولة عن الشرى، وهناك أخطار تنجم عن إدخال المستضدات، من بينها الأدوية، في حدوث صدمة، لذلك يجب تأمين جميع الأدوات الإسعافية قبل اللجوء إلى تلك الاختبارات.
    أـ اختبار الفرك: ويجرى هذا الاختبار بفرك المستضد المتوقع أنه المسؤول عن الشرى على جلد الساعد، وتظهر النتيجة الإيجابية بعد 5 إلى 15 دقيقة على شكل تفاعل شروي.
    ب ـ اختبار الوخز: ويجرى الاختبار بوضع نقطة من المحلول المؤرج على جلد الساعد، ثم يوخز الجلد من خلالها بآلة واخزة، ثم يزال المحلول المؤرج بعد 15 إلى 20 دقيقة. وتكون النتيجة إيجابية إذا ما حدث انتبار شروي في مكان الوخز. تستعمل هذه الطريقة إذا ما توقع أرج للبنسلين.
    ج ـ اختبار الخدش: ويجرى تخديش الجلد بإبرة دونما إدخالها، ثم يوضع مكان الخدش محلول مستضدي، وبعد خمس دقائق يزال هذا المحلول، وفي حال حدوث إيجابية تنشأ حكة وشرى.
    د ـ اختبار الحقن داخل الأدمة: ويقوم على حقن محلول المستضد المتوقع في الأدمة العليا، وكمية المستضد التي تدخل إلى الجلد بهذه الطريقة أكثر بكثير منها في طريقة الفرك أو الوخز أو التخديش. ويجرى هذا الاختبار في الحالات التي تكون فيها الاختبارات السابقة سلبية. كما أن هناك اختبارات مخبرية أخرى.
    لمحة عن معالجة الشرى
    تقوم معالجة الشرى على إبعاد العوامل المسببة له إضافة إلى معالجة الانتبارات والحكة.
    أما التخلص من العوامل المسببة، كالطعام والدواء، التي أخذت عن طريق الفم، فيقوم على إعطاء المريض مسهلات خفيفة، كحليب المانيزا، كما يعطى بعد ذلك وسطاً يمتص بقية المؤرجات، مثل الفحم، إضافة إلى تطبيق حمية غذائية لمدة 1ـ3 أيام يتناول فيها المريض شاياً خفيفاً مع بعض الكعك بدون سمسم. أما إذا كان المريض قد تناول الدواء المؤرج عن طريق العضل أو الوريد، فمن الصعب التخلص من مؤرجاته. إضافة إلى ذلك يحظر على المريض تناول الدواء الذي أثار عنده نوبة شروية مستقبلاً، كما يستحسن منحه هوية طبية يذكر فيها أسماء الأدوية التي تؤدي لإثارة الشرى، وذلك لإبرازها للطبيب فيما إذا اضطر معاودته مستقبلاً لمرض طارئ. ويجب على المريض استبعاد الأطعمة أو مضافاتها التي أدت لظهور الشرى. وتقوم المعالجة على إزالة البؤر الخمجية ومعالجة الديدان والمبيضات البيض (فطور) في السبيل الهضمي عند الإصابة بهما. يعطى المريض أيضاً مضادات الهستامين، التي تعمل على منع ارتباط الهستامين، بمستقبلاته المتوضعة على الأوعية الدموية والخلايا البدينة.
    إضافة إلى ذلك يستعمل الكلسيوم ومركباته، إما عن طريق الفم وإما عن طريق الحقن الوريدي، لتخفيف نفوذية الأوعية عند مرضى الشرى. أما في الحالات الشديدة للشرى فتعطى إضافة لما ذكر الستيروئيدات القشرية، كما يعطى الابينفرين زرقاً عضلياً أو وريدياً في حالات الإسعاف، وذلك عندما يكون المريض مهدداً بالاختناق من جراء إصابته بوذمة حنجرة أو لسان المزمار.
    وأخيراً ينصح أيضاً بتطبيق المعالجة الموضعية الهادفة إلى تخفيف أعراض الشرى، وخاصة الحكة، التي تقوم على إجراء الحمامات أو الدوش بالماء الفاتر أو الماء الفاتر المضاف له بيكربونات الصوديوم، كما تقوم على تطبيق المحاليل المخففة للحكة على الأماكن المصابة بالشرى، كمحاليل الزنك والمحاليل الكحولية المتضمنة على منتول وتيمول، وهناك مستحضرات طبية جاهزة مضادة للحكة يمكن الاستعانة بها.
    عبد الرحمن القادري

يعمل...
X