راينهاردت (ماكس)
Reinhardt (Max-) - Reinhardt (Max-)
راينهاردت (ماكس -)
(1873-1943)
ماكس راينهاردت Reinhardt Max مسرحي نمسوي ولد في بادن - بالقرب من فيينة - وتوفي في نيويورك. يُعد أحد أبرز المخرجين المسرحيين عالمياً في النصف الأول من القرن العشرين. يتحدر راينهاردت من عائلة صناعية كبيرة، لكنه اختار الفن المسرحي فدرس التمثيل في ڤيينا بين عامي 1890 و1892، ودخل بعدها ميدان العمل محترفاً مع فرق نمسوية، ثم تعاقد في عام 1894 مع المخرج الألماني أوتوبرام Otto Brahm ت(1856- 1912) مؤسس الحركة الطبيعية[ر] Naturalisme في المسرح الألماني، وبقي معه في مؤسسة «المسرح الألماني» Deutsches Theater حتى عام 1903، وكاد في هذه السنوات أن يتفرد في أداء أدوار كبار السن. وبسبب خلافات فنية وفكرية انشق راينهاردت مع مجموعة من الممثلين والممثلات عن «المسرح الألماني» وأسس عام 1903 «المسرح الجديد» وتحول إلى العمل الإخراجي كلياً. ووصلت الفرقة إلى النجاح بعرض مسرحية «الحضيض» لمكسيم غوركي[ر] التي قُدمت في (500) أمسية. وتتالت أعماله الإخراجية لكتّاب عالميين معاصرين إلى أن قام عام 1905 بإخراج مسرحية «حلم ليلة منتصف الصيف» لشكسبير التي عالجها حتى عام 1934 في اثني عشر عمل إخراجي مختلف، ثم أخرجها للسينما في عام 1935، إذ كان شكسبير نقطة انعطاف في تحول راينهاردت نحو المسرحيات الكلاسيكية المشجعة إخراجياً على الصعيدين الفني والفكري، إلى جانب اهتمامه بالأعمال المعاصرة والحديثة. ويمتاز راينهاردت بأنه أسس وأدار عدداً كبيراً من المسارح كمؤسسات استثمارية خاصة رابحة، مع الحفاظ على مستوى فني رفيع لما تقدمه من عروض، مثل «مسرح الصوت والدخان»، و«مسرح الحجرة»، و«المسرح التجريبي»، و«ألمانيا الفتاة»، و«المسرح الكبير» وغيرها كثير، إلى جانب افتتاح «ورشات العمل والتمثيل المسرحي» في ألمانيا والنمسا والولايات المتحدة. كما اشتهر راينهاردت بتأسيس «مهرجان سالزبورغ المسرحي»، في عام 1920، بالتعاون مع المسرحي النمساوي هوغو فون هوفمنستال H.V.Hofmansthal، بحيث تتحول المدينة كلها إلى احتفال مسرحي.
ولراينهاردت أيضاً عدد من الأعمال الإخراجية اللافتة على صعيد الأوبرا[ر] ولاسيما أعمال المؤلف الموسيقي الألماني ريتشارد شتراوس[ر] R.Strauss. وقد بلغ عدد المسرحيات التي أخرجها راينهاردت ما ينوف على المئة، جال بمعظمها في العواصم الأوربية وبعض المدن الأمريكية، مما أدى إلى انتشار تأثير أسلوبه الإخراجي خارج النمسا وألمانيا.
يتميز أسلوب راينهاردت في الإخراج المسرحي بالتركيز على دور الممثل كحامل رئيسي للعرض المسرحي، وبتوزيع الاهتمام بشكل متساوٍ على باقي مكونات العرض من تصاميم تزيينية وأزياء وإضاءة وموسيقى بحيث تتكامل هذه الجوانب الفنية مجتمعة لتحقق للمشاهدين المتعة الجمالية التي هي، حسب تصوّر راينهاردت، الهدف الأساس للمسرح. وهو يرى أن المسرح قد يؤدي وظيفة تنويرية اجتماعياً، لكنها ليست ثورية. ولكي يحقق المسرح هدفه الجمالي لابد له من الخروج من مكان العرض المغلق التقليدي إلى أجواء فنية وإخراجية أرحب توفر علاقات تلقٍّ مغايرة لتلك التي تفرضها منصة وصالة المسرح التقليدي. وبذلك انتقل إلى ما يسمى بـ «مسرح الحلبة» Arenabuhne، وعرض في خيمات السيرك وفي الملاعب الرياضية وفي قاعات الكاتدرائيات والكنائس. كما عمل على زيادة عدد مقاعد المشاهدين في المسارح التي أسسها مع تخفيض سعر بطاقة الدخول، كي يزيد من عدد رواد المسرح.
عُرف عن راينهاردت اهتمامه بالتطورات الصناعية، وباحتمال تطويعها لخدمة العرض المسرحي. فكان أول من استخدم في عروضه قرصين دوَّارين لتحقيق التبديل السريع والمتزامن، للمشاهد في مقدمة خشبة المسرح. ثم انتقل إلى تطبيق مبدأ الخشبة الدوارة التي تشمل ساحة المنصة المرئية من الصالة، معتمداً في تحريكها على الطاقة الكهربائية.
كما جعل مصنع الكهربائيات في ميونخ يطور لمسرحه، خصيصاً، مصابيح صغيرة تولد الإيحاء باليرقات الصغيرة في الغابة، أو النجوم البعيدة في القبة السماوية للمسرح.
يتركز العمل الحقيقي لراينهاردت في تطوير مفهوم «مسرح المخرج» Regietheater، بأن يقدم المخرج رؤيته الذاتية ومعالجته الخاصة للنص المسرحي فكرياً وفنياً. لهذا كان يحضر لعمله دراسات وتخطيطات تفصيلية لكل ما يمت للعرض بصلة. إلا أنه كان ينصت، خلال التدريبات، لآراء الممثلين والممثلات واقتراحاتهم، ويأخذها في الحسبان في تصوره الشمولي.
عندما تسلم النازيون زمام الحكم في ألمانيا، تخلى راينهاردت عن مسارحه لصالح الشعب الألماني وعاد إلى النمسا. ثم هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1938 حيث تابع عمله المسرحي، إلا أن مشروعاته السينمائية في هوليوود لم تنجح، فانتقل إلى نيويورك حيث توفي فيها. وتكريماً له، أطلق النمساويون اسمه على المعهد العالي للتمثيل في فيينا.
نبيل الحفار
Reinhardt (Max-) - Reinhardt (Max-)
راينهاردت (ماكس -)
(1873-1943)
ماكس راينهاردت Reinhardt Max مسرحي نمسوي ولد في بادن - بالقرب من فيينة - وتوفي في نيويورك. يُعد أحد أبرز المخرجين المسرحيين عالمياً في النصف الأول من القرن العشرين. يتحدر راينهاردت من عائلة صناعية كبيرة، لكنه اختار الفن المسرحي فدرس التمثيل في ڤيينا بين عامي 1890 و1892، ودخل بعدها ميدان العمل محترفاً مع فرق نمسوية، ثم تعاقد في عام 1894 مع المخرج الألماني أوتوبرام Otto Brahm ت(1856- 1912) مؤسس الحركة الطبيعية[ر] Naturalisme في المسرح الألماني، وبقي معه في مؤسسة «المسرح الألماني» Deutsches Theater حتى عام 1903، وكاد في هذه السنوات أن يتفرد في أداء أدوار كبار السن. وبسبب خلافات فنية وفكرية انشق راينهاردت مع مجموعة من الممثلين والممثلات عن «المسرح الألماني» وأسس عام 1903 «المسرح الجديد» وتحول إلى العمل الإخراجي كلياً. ووصلت الفرقة إلى النجاح بعرض مسرحية «الحضيض» لمكسيم غوركي[ر] التي قُدمت في (500) أمسية. وتتالت أعماله الإخراجية لكتّاب عالميين معاصرين إلى أن قام عام 1905 بإخراج مسرحية «حلم ليلة منتصف الصيف» لشكسبير التي عالجها حتى عام 1934 في اثني عشر عمل إخراجي مختلف، ثم أخرجها للسينما في عام 1935، إذ كان شكسبير نقطة انعطاف في تحول راينهاردت نحو المسرحيات الكلاسيكية المشجعة إخراجياً على الصعيدين الفني والفكري، إلى جانب اهتمامه بالأعمال المعاصرة والحديثة. ويمتاز راينهاردت بأنه أسس وأدار عدداً كبيراً من المسارح كمؤسسات استثمارية خاصة رابحة، مع الحفاظ على مستوى فني رفيع لما تقدمه من عروض، مثل «مسرح الصوت والدخان»، و«مسرح الحجرة»، و«المسرح التجريبي»، و«ألمانيا الفتاة»، و«المسرح الكبير» وغيرها كثير، إلى جانب افتتاح «ورشات العمل والتمثيل المسرحي» في ألمانيا والنمسا والولايات المتحدة. كما اشتهر راينهاردت بتأسيس «مهرجان سالزبورغ المسرحي»، في عام 1920، بالتعاون مع المسرحي النمساوي هوغو فون هوفمنستال H.V.Hofmansthal، بحيث تتحول المدينة كلها إلى احتفال مسرحي.
ولراينهاردت أيضاً عدد من الأعمال الإخراجية اللافتة على صعيد الأوبرا[ر] ولاسيما أعمال المؤلف الموسيقي الألماني ريتشارد شتراوس[ر] R.Strauss. وقد بلغ عدد المسرحيات التي أخرجها راينهاردت ما ينوف على المئة، جال بمعظمها في العواصم الأوربية وبعض المدن الأمريكية، مما أدى إلى انتشار تأثير أسلوبه الإخراجي خارج النمسا وألمانيا.
يتميز أسلوب راينهاردت في الإخراج المسرحي بالتركيز على دور الممثل كحامل رئيسي للعرض المسرحي، وبتوزيع الاهتمام بشكل متساوٍ على باقي مكونات العرض من تصاميم تزيينية وأزياء وإضاءة وموسيقى بحيث تتكامل هذه الجوانب الفنية مجتمعة لتحقق للمشاهدين المتعة الجمالية التي هي، حسب تصوّر راينهاردت، الهدف الأساس للمسرح. وهو يرى أن المسرح قد يؤدي وظيفة تنويرية اجتماعياً، لكنها ليست ثورية. ولكي يحقق المسرح هدفه الجمالي لابد له من الخروج من مكان العرض المغلق التقليدي إلى أجواء فنية وإخراجية أرحب توفر علاقات تلقٍّ مغايرة لتلك التي تفرضها منصة وصالة المسرح التقليدي. وبذلك انتقل إلى ما يسمى بـ «مسرح الحلبة» Arenabuhne، وعرض في خيمات السيرك وفي الملاعب الرياضية وفي قاعات الكاتدرائيات والكنائس. كما عمل على زيادة عدد مقاعد المشاهدين في المسارح التي أسسها مع تخفيض سعر بطاقة الدخول، كي يزيد من عدد رواد المسرح.
عُرف عن راينهاردت اهتمامه بالتطورات الصناعية، وباحتمال تطويعها لخدمة العرض المسرحي. فكان أول من استخدم في عروضه قرصين دوَّارين لتحقيق التبديل السريع والمتزامن، للمشاهد في مقدمة خشبة المسرح. ثم انتقل إلى تطبيق مبدأ الخشبة الدوارة التي تشمل ساحة المنصة المرئية من الصالة، معتمداً في تحريكها على الطاقة الكهربائية.
كما جعل مصنع الكهربائيات في ميونخ يطور لمسرحه، خصيصاً، مصابيح صغيرة تولد الإيحاء باليرقات الصغيرة في الغابة، أو النجوم البعيدة في القبة السماوية للمسرح.
يتركز العمل الحقيقي لراينهاردت في تطوير مفهوم «مسرح المخرج» Regietheater، بأن يقدم المخرج رؤيته الذاتية ومعالجته الخاصة للنص المسرحي فكرياً وفنياً. لهذا كان يحضر لعمله دراسات وتخطيطات تفصيلية لكل ما يمت للعرض بصلة. إلا أنه كان ينصت، خلال التدريبات، لآراء الممثلين والممثلات واقتراحاتهم، ويأخذها في الحسبان في تصوره الشمولي.
عندما تسلم النازيون زمام الحكم في ألمانيا، تخلى راينهاردت عن مسارحه لصالح الشعب الألماني وعاد إلى النمسا. ثم هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1938 حيث تابع عمله المسرحي، إلا أن مشروعاته السينمائية في هوليوود لم تنجح، فانتقل إلى نيويورك حيث توفي فيها. وتكريماً له، أطلق النمساويون اسمه على المعهد العالي للتمثيل في فيينا.
نبيل الحفار