لاكلو (شوديرلو دي) Laclos (Choderlos de-) - Laclos (Choderlos de-)
لاكلو (شوديرلو دي ـ)
(1741 ـ 1803)
بيير أمبرواز شوديرلو دي لاكلو Pierre Ambroise Choderlos de Laclos، أديب فرنسي وضابط لامع، ولد في مدينة أميان Amiens لأب موظف حاصل على لقب شرف في مقاطعة البيكاردي Picardie والأرتوا Artois. درس في مدرسة المدفعية في لافير La Fère، ثم التحق بـفيلق المدفعية الملكية ومُنح رتبة ملازم. خدم في عدد من الحاميات وتنقل في مواقع عسكرية عدة في كل من مدن لاروشيل وستراسبورغ وغرينوبل وبيزانسون، وترفع في سلم الرتب العسكرية. وكان في أثناء ذلك كله ينشر في المجلات بعض المسرحيات الصغيرة والحكايات الغرامية. كما اقتبس من قصة لمدام ريكوبوني Mme Riccoboni عنوانها «إرنستين» Ernestine أوبرا هزلية لم تقدّم على المسرح إلا مرة واحدة في عام 1777. بدأ بكتابة روايته الوحيدة «العلاقات الخطرة» Les Liaisons dangereuses عندما كلّف تحصين جزيرة إكس l’île d’Aix، وأنهاها في أثناء إجازة أمضاها في باريس. استُغني عن خدماته في الجيش وعمل تحت إمرة دوق أورليان le duc d’Orléans. وعند اندلاع الثورة الفرنسية، رافقه إلى لندن، ونشر عام 1790 مقالاً يشرح فيه مرافقته للسيد دوق أورليان Exposé sur la conduite de Monsieur le duc d’Orléans. امتهن الصحافة وانتسب إلى نادي اليعقوبيين وهو ناد جمهوري متحزب للديمقراطية أيام الثورة الفرنسية. عاد إلى صفوف الجيش عام 1792، ثم ما لبث أن سجن ليطلق سراحه فيما بعد. وفي عام 1800 عينه نابليون قائد فرقة. ويرجّح أنه التقى بالأديب ستندال [ر] في مدينة ميلانو الإيطالية عام 1801 قبل أن يصاب بوباء أودى بحياته في مدينة تارنتو Taranto الإيطالية.
يقتصر نتاج لاكلو الأدبي على روايته اليتيمة «العلاقات الخطرة». نُشِر الكتاب في ربيع عام 1782 ولقي رواجاً كبيراً بين القراء مما دفع بالناشر إلى الإسراع بإصدار طبعة ثانية له. ويصور لاكلو في هذه الرواية الفساد الأخلاقي للفيكونت دي فالمون le vicomte de Valmont والمركيزة دي ميرتوي la marquise de Merteuil، اللذين يتملّكهما شعور قاتل بالضجر وحب الشر للشر، ويصور صراع ضحاياهما وجوانب ضعفهم. أثارت الرواية عند صدورها فضيحة كبرى وعُدّت في الأدب الإباحي اللاأخلاقي، وقد نالت لدى القراء إقبالاً منقطع النظير فاق بما لا يقاس نجاح كل نتاج لاكلو النثري أو الشعري، ورأى فيها بعضهم انعكاساً لسيرة حياة الأديب ومغامراته العاطفية. لكن هذه الفرضية ضعيفة ولاسيما أن أثر التقاليد الروائية واضح فيها. فقد حذا الأديب فيها حذو أدباء عصره أمثال الروائي الإنكليزي صموئيل ريتشاردسون[ر] الذي دمج في رواياته الواقعية بالعاطفية. أما أثر الأديب جان جاك روسو [ر] فيبدو جلياً، إذ أخذ عنه لاكلو الحاجة لفضح فجور مجتمع المدن البرجوازي. وفي بحث نظري كتبه حول تربية النساء أعلن الأديب صراحة أنه مدين لجان جاك روسو، كما بلور آراءً في تحرر المرأة والمساواة بين الجنسين. وعلى الرغم من تناول الأديب موضوعاً مقلقاً من الناحية الأخلاقية إلا أنه كان مصراً على أن هدفه أخلاقي بحت، ودليله على ذلك أنه تفادى وصف العلاقات الماجنة وحرص في نهاية الرواية على إنزال العقاب بالمفسدين، ويمكن عدها في بواكير روايات التحليل النفسي.
لبانة مشوّح
لاكلو (شوديرلو دي ـ)
(1741 ـ 1803)
بيير أمبرواز شوديرلو دي لاكلو Pierre Ambroise Choderlos de Laclos، أديب فرنسي وضابط لامع، ولد في مدينة أميان Amiens لأب موظف حاصل على لقب شرف في مقاطعة البيكاردي Picardie والأرتوا Artois. درس في مدرسة المدفعية في لافير La Fère، ثم التحق بـفيلق المدفعية الملكية ومُنح رتبة ملازم. خدم في عدد من الحاميات وتنقل في مواقع عسكرية عدة في كل من مدن لاروشيل وستراسبورغ وغرينوبل وبيزانسون، وترفع في سلم الرتب العسكرية. وكان في أثناء ذلك كله ينشر في المجلات بعض المسرحيات الصغيرة والحكايات الغرامية. كما اقتبس من قصة لمدام ريكوبوني Mme Riccoboni عنوانها «إرنستين» Ernestine أوبرا هزلية لم تقدّم على المسرح إلا مرة واحدة في عام 1777. بدأ بكتابة روايته الوحيدة «العلاقات الخطرة» Les Liaisons dangereuses عندما كلّف تحصين جزيرة إكس l’île d’Aix، وأنهاها في أثناء إجازة أمضاها في باريس. استُغني عن خدماته في الجيش وعمل تحت إمرة دوق أورليان le duc d’Orléans. وعند اندلاع الثورة الفرنسية، رافقه إلى لندن، ونشر عام 1790 مقالاً يشرح فيه مرافقته للسيد دوق أورليان Exposé sur la conduite de Monsieur le duc d’Orléans. امتهن الصحافة وانتسب إلى نادي اليعقوبيين وهو ناد جمهوري متحزب للديمقراطية أيام الثورة الفرنسية. عاد إلى صفوف الجيش عام 1792، ثم ما لبث أن سجن ليطلق سراحه فيما بعد. وفي عام 1800 عينه نابليون قائد فرقة. ويرجّح أنه التقى بالأديب ستندال [ر] في مدينة ميلانو الإيطالية عام 1801 قبل أن يصاب بوباء أودى بحياته في مدينة تارنتو Taranto الإيطالية.
يقتصر نتاج لاكلو الأدبي على روايته اليتيمة «العلاقات الخطرة». نُشِر الكتاب في ربيع عام 1782 ولقي رواجاً كبيراً بين القراء مما دفع بالناشر إلى الإسراع بإصدار طبعة ثانية له. ويصور لاكلو في هذه الرواية الفساد الأخلاقي للفيكونت دي فالمون le vicomte de Valmont والمركيزة دي ميرتوي la marquise de Merteuil، اللذين يتملّكهما شعور قاتل بالضجر وحب الشر للشر، ويصور صراع ضحاياهما وجوانب ضعفهم. أثارت الرواية عند صدورها فضيحة كبرى وعُدّت في الأدب الإباحي اللاأخلاقي، وقد نالت لدى القراء إقبالاً منقطع النظير فاق بما لا يقاس نجاح كل نتاج لاكلو النثري أو الشعري، ورأى فيها بعضهم انعكاساً لسيرة حياة الأديب ومغامراته العاطفية. لكن هذه الفرضية ضعيفة ولاسيما أن أثر التقاليد الروائية واضح فيها. فقد حذا الأديب فيها حذو أدباء عصره أمثال الروائي الإنكليزي صموئيل ريتشاردسون[ر] الذي دمج في رواياته الواقعية بالعاطفية. أما أثر الأديب جان جاك روسو [ر] فيبدو جلياً، إذ أخذ عنه لاكلو الحاجة لفضح فجور مجتمع المدن البرجوازي. وفي بحث نظري كتبه حول تربية النساء أعلن الأديب صراحة أنه مدين لجان جاك روسو، كما بلور آراءً في تحرر المرأة والمساواة بين الجنسين. وعلى الرغم من تناول الأديب موضوعاً مقلقاً من الناحية الأخلاقية إلا أنه كان مصراً على أن هدفه أخلاقي بحت، ودليله على ذلك أنه تفادى وصف العلاقات الماجنة وحرص في نهاية الرواية على إنزال العقاب بالمفسدين، ويمكن عدها في بواكير روايات التحليل النفسي.
لبانة مشوّح