مانويه
Manichaeism - Manichéisme
المانوية
عقيدة دينية غنوصية (والغنوصية [ر] عرفان رباني بلا وساطة يهدف إلى إدراك كنه الأسرار الإلهية) ظهرت في فارس في القرن الثالث الميلادي تنسب إلى الحكيم الفارسي ماني (216- 276م) بن فاتك المرتبط بمذهب غنوصي.
ولد ماني في بابل وتربى في وسط يهودي مسيحي ذي ورع كبير، وأمضى مطلع شبابه في بلاد ما بين النهرين، وشرع في سنه العشرين في الدعوة إلى دينه الجديد في محاولة إظهار دين عالمي مقبول من الجميع وغير محدود بتعليم باطني قائم على التلقين، وحصل ماني على حرية الدخول إلى البلاط الملكي واستمال قادة مؤثرين، ونال حظوة لدى الملك الفارسي سابور الأول (241-272م) بن أزدشير، وتجددت الحظوة مؤقتاً عند بهرام بن سابور (273- 276م)، وفي عهد هذا الملك نهض كهنة الزردشتية برئاسة كبيرهم موبيد كارتر ضد ماني واتهموه بنشر تبشير يُحرّف تعاليم الديانة الرسمية، فسجنه الملك ومات في السجن مقيّداً معذباً وعمره ستون عاماً، وقُطّع جسده وعُرِض رأسه على باب المدينة ولوحق أتباعه بعنف لا رحمة فيه.
وادّعى ماني أن كشفين إلهيين خصاه ودفعاه إلى إعلان مذهبه وتسمّى برسول النور، ويقوم هذا المذهب على الاعتراف ببعض الديانات السابقة ما عدا اليهودية التي يبغضها، وقال إنه جاء ليتمم عمل زرادشت وبوذا والمسيح وهؤلاء شذرات ناقصة من الحقيقة أفسدها أتباعهم.
وهذه العقيدة تتبنى بعض المفهومات التقليدية الفارسية المتمثلة بالثنوية Dualism النور والظلمة والأسطورة والأخروية.
وتدخل في نظامها عناصر من أصول مختلفة هندية يهودية مسيحية غنوصية فالعالم مصنوع في رأيها من النور والظلمة، وهما أصلان أزليان قديمان لم يزالا ولن يزالا قويين حسّاسين درّاكين سميعين بصيرين متساويين في القدم مختلفين في الجوهر والطبع والفعل والحيّزوالمكان والأجناس والأبدان والأرواح.
ففي البدء وُجدت هاتان الطبيعتان أو الماهيتان النور والظلمة والخير والشر، الإله والمادة منفصلتين متصارعتين، فالعالم المادي أُبدع بدئياً من مادة شيطانية ولدتها الظلمة، والإنسان هو عمل قوى شيطانية تأتمر بأمر أمير الظلام في أقذر تجسدها، وأصله غير نبيل، وخَلْق الإنسان تم بحركة يائسة من المادة كي تمسك بجزئيات النور أسيرة، ومن ثم فوَجود الإنسان والطبيعة والحياة يرجع إلى عدو الله أمير الظلام، والجسد من طبيعة شيطانية، ولذا فإن ماني ألزم النخبة بالتنسك المتزمت مانعاً الانتحار.
والديانة الحقيقية تكون بالتهرب من السجن المقام من قبل القوى الشيطانية والمساهمة في الإفناء النهائي للعالم أو الحياة أو الإنسان.
وتتبدّى جواهر النور والظلمة وأفعالهما على النحو الآتي:
فالنور جوهره حسن فاضل كريم صاف نقي طيب الريح والمنظر.
والظلمة جوهرها قبيح ناقص لئيم خبيث نتن الريح قبيح المنظر.
ونفس النور خيّرة كريمة حكيمة نافعة عالمة.
ونفس الظلمة لئيمة شريرة سفيهة ضارة جاهلة.
وفعل النور فعل الخير والصلاح والنفع والسرور والترتيب والنظام والاتفاق.
وفعل الظلمة فعل الشر والفساد والضرر والغم والتشويش والتتبير والاختلاف.
وحيّز النور جهة عليا وحيّز الظلمة جهة سفلى منحطة.
وأجناس النور تختلف تماماً عن أجناس الظلمة فروح النور النسيم وروح الظلمة الدخان، وإنما الحياة والروح في هذا العالم من النسيم في حين أن الهلاك والآفات من الدخان، وكل روح منهما تتحرك في أبدان مختلفة، وكذلك تختلف صفات النور عن صفات الظلمة؛ فالأولى حيّة ظاهرة خيّرة زكية والثانية خبيثة شريرة نجسة دنسة.
والخلاص يتم بالعرفان لأنه يدل على وحدة الجوهر بين الإله والروح ويزوّد بالمعرفة للتاريخ السري للكون، وبذلك يحصل المشايع (النصير) المانوي على السلامة، فقد عرف أصل العالم وسبب خلق الإنسان والطرق المستعملة من قبل أمير الظلمات وأضداد الطرق المعلنة من قبل أب النور، فالمادة والعمل ينتميان إلى أمير الظلام، والجهل نتيجة لخلط الروح والجسد أو الروح والمادة، على أن الخلاص يقتضي ثلاث محطات (اليقظة، وكشف العلم المنقذ، والذكرى) وأرواح الموتى المبارَكين تُنْقَل نحو الجنة السماوية، والدينونة الأخيرة عندما تحاكم الأرواح أمام محكمة المسيح، وبعدها يرتفع المسيح والنخبة من البشر وكل تجسدات الخير إلى السماء وذلك بعد أن تتخلص الأرواح - جوهر النور - المسجونة في المادة ويتم انفصال الماهيتين نهائياً ويبطل الامتزاج وتنحل التراكيب ويصل كل إلى عالمه وتلك هي القيامة والمعاد، وعندئذٍ تعجز الظلمة عن غزو مملكة النور.
وبتعبير آخر فإن الروح تصعد عندما تنعتق إلى الفردوس الجديد وبعد أن تتحرر كل ومضات النور المسجونة في المادة يعود الجسد إلى جنة الخلد، وفي أثناء ذلك يتعرض الذين لم يتمكنوا من تحقيق الانعتاق في هذه الدنيا للميلاد من جديد (التقمص). وقد ادعى ماني أنه أدخل في كنيسته الجوهري من كل الكتابات والحكم وأوجد حكمة كبرى لاسابقة لها، وهو يعطي دوراً واسعاً ليسوع ويأخذ من الهند فكرة التقمص ويستعمل لغات دينية مألوفة في الأقاليم الشرقية والغربية بهدف مد كنيسته وينوع خطابه وخطاب أتباعه، فإذا خاطب المسيحيين فهو المخلص يسوع، وإذا خاطب الزرادشتيين فهو الإنسان الأول أهورامزدا، وتعتمد ديانته كالبوذية والمسيحية على التبشير، ومن أجل ذلك حبّر سبع رسالات ليتجنب - كما قال- التناقضات التي زعزعت الزرادشتية والبوذية والمسيحية، الأولى بالفارسية والأخريات بالسريانية، وقد حقق التبشير المانوي نجاحاً لأنه توجه نحو خلاص الإنسان فريسة الألم، وعلّق هذا الخلاص بالعرفان المنقذ، ويضيف ماني إن كون العالم محكوم بالشر، ليس من عمل الإله السامي الرحيم وإنما من عمل خصمه، ومن عملية المزج بين المادة والروح والخير والشر. فرض ماني على أصحابه العشر في الأموال والصلوات الأربع في اليوم والليلة والدعاء إلى الحق وترك الكذب والقتل والسرقة والزنا والبخل والسحر وعبادة الأوثان، أو أن يأتي على ذي روح ما يكره أن يُؤتى إليه بمثله، وهو يرى أن الطقوس غير مجدية ما عدا بعض الإشارات الرمزية (قبلة السلام - التحية الأخوية - قبضة اليد) والصلوات والأناشيد ويعطي للفن وخصوصاً التراتيل والموسيقى والرسوم قيمة تربوية، ومما يعين على الخلاص والتمايز ورفع أجزاء النور المحبوسة إلى أعلى ، التسبيح والتقديس والكلام الطيب وأعمال البر.
وينقسم أعضاء الجماعة المانوية إلى طبقتين: (السماعيون) وهم الطبقة الدنيا الذين يجمعون الطعام والضرورات التي يحتاج إليها (الصفوة أو النخبة) وهم الطبقة العليا الذين يتبعون القواعد الدينية العالية.
والعيد الرئيس للمانويين هو (البيما) في ذكرى عذاب ماني. وقد أدى التبشير والتعليم المؤلِّفان للنشاط الديني الماني إلى كثرة البعثات في القرنين الثالث والرابع الميلاديين في أوربا وأفريقيا الشماليا وآسيا الوسطى، وانتشرت المانوية في الامبراطورية الرومانية وفي بلاد العرب والصين، وحصل تراجع لهذه الديانة في القرن الخامس، على الرغم من ظهور بدعة مزدك المتأثرة بالمانوية مع إضافات خاصة؛ منها أن الشر يقع بسبب النساء والأموال، ولذا أباح مزدك الأموال وأحلّ النساء وجعل الناس فيهما شركة في الماء والنار والكلأ. وهي بدعة انتشرت في زمن الملك قباذ ثم قُضِي عليها وعليه من قبل كسرى أنوشروان (531 - 579م) بن قباذ.
وقد تهددت المانوية بالزوال في أوربا في القرن السادس وظلت ملهمة للامبراطورية الساسانية واستمرت بالحياة حتى القرن الرابع عشر، وكانت مصدر تأثير في عدد من الحركات مثل حركة (Albigenses) في فرنسا في العصور الوسطى، ولكنها عُدّت هرطقة وانتقدت بعنف من قبل المسيحيين واليهود والمجوس والمسلمين وبعض الغنوصيين وأفلوطين.
يوسف الأمير علي
Manichaeism - Manichéisme
المانوية
عقيدة دينية غنوصية (والغنوصية [ر] عرفان رباني بلا وساطة يهدف إلى إدراك كنه الأسرار الإلهية) ظهرت في فارس في القرن الثالث الميلادي تنسب إلى الحكيم الفارسي ماني (216- 276م) بن فاتك المرتبط بمذهب غنوصي.
ولد ماني في بابل وتربى في وسط يهودي مسيحي ذي ورع كبير، وأمضى مطلع شبابه في بلاد ما بين النهرين، وشرع في سنه العشرين في الدعوة إلى دينه الجديد في محاولة إظهار دين عالمي مقبول من الجميع وغير محدود بتعليم باطني قائم على التلقين، وحصل ماني على حرية الدخول إلى البلاط الملكي واستمال قادة مؤثرين، ونال حظوة لدى الملك الفارسي سابور الأول (241-272م) بن أزدشير، وتجددت الحظوة مؤقتاً عند بهرام بن سابور (273- 276م)، وفي عهد هذا الملك نهض كهنة الزردشتية برئاسة كبيرهم موبيد كارتر ضد ماني واتهموه بنشر تبشير يُحرّف تعاليم الديانة الرسمية، فسجنه الملك ومات في السجن مقيّداً معذباً وعمره ستون عاماً، وقُطّع جسده وعُرِض رأسه على باب المدينة ولوحق أتباعه بعنف لا رحمة فيه.
وادّعى ماني أن كشفين إلهيين خصاه ودفعاه إلى إعلان مذهبه وتسمّى برسول النور، ويقوم هذا المذهب على الاعتراف ببعض الديانات السابقة ما عدا اليهودية التي يبغضها، وقال إنه جاء ليتمم عمل زرادشت وبوذا والمسيح وهؤلاء شذرات ناقصة من الحقيقة أفسدها أتباعهم.
وهذه العقيدة تتبنى بعض المفهومات التقليدية الفارسية المتمثلة بالثنوية Dualism النور والظلمة والأسطورة والأخروية.
وتدخل في نظامها عناصر من أصول مختلفة هندية يهودية مسيحية غنوصية فالعالم مصنوع في رأيها من النور والظلمة، وهما أصلان أزليان قديمان لم يزالا ولن يزالا قويين حسّاسين درّاكين سميعين بصيرين متساويين في القدم مختلفين في الجوهر والطبع والفعل والحيّزوالمكان والأجناس والأبدان والأرواح.
ففي البدء وُجدت هاتان الطبيعتان أو الماهيتان النور والظلمة والخير والشر، الإله والمادة منفصلتين متصارعتين، فالعالم المادي أُبدع بدئياً من مادة شيطانية ولدتها الظلمة، والإنسان هو عمل قوى شيطانية تأتمر بأمر أمير الظلام في أقذر تجسدها، وأصله غير نبيل، وخَلْق الإنسان تم بحركة يائسة من المادة كي تمسك بجزئيات النور أسيرة، ومن ثم فوَجود الإنسان والطبيعة والحياة يرجع إلى عدو الله أمير الظلام، والجسد من طبيعة شيطانية، ولذا فإن ماني ألزم النخبة بالتنسك المتزمت مانعاً الانتحار.
والديانة الحقيقية تكون بالتهرب من السجن المقام من قبل القوى الشيطانية والمساهمة في الإفناء النهائي للعالم أو الحياة أو الإنسان.
وتتبدّى جواهر النور والظلمة وأفعالهما على النحو الآتي:
فالنور جوهره حسن فاضل كريم صاف نقي طيب الريح والمنظر.
والظلمة جوهرها قبيح ناقص لئيم خبيث نتن الريح قبيح المنظر.
ونفس النور خيّرة كريمة حكيمة نافعة عالمة.
ونفس الظلمة لئيمة شريرة سفيهة ضارة جاهلة.
وفعل النور فعل الخير والصلاح والنفع والسرور والترتيب والنظام والاتفاق.
وفعل الظلمة فعل الشر والفساد والضرر والغم والتشويش والتتبير والاختلاف.
وحيّز النور جهة عليا وحيّز الظلمة جهة سفلى منحطة.
وأجناس النور تختلف تماماً عن أجناس الظلمة فروح النور النسيم وروح الظلمة الدخان، وإنما الحياة والروح في هذا العالم من النسيم في حين أن الهلاك والآفات من الدخان، وكل روح منهما تتحرك في أبدان مختلفة، وكذلك تختلف صفات النور عن صفات الظلمة؛ فالأولى حيّة ظاهرة خيّرة زكية والثانية خبيثة شريرة نجسة دنسة.
والخلاص يتم بالعرفان لأنه يدل على وحدة الجوهر بين الإله والروح ويزوّد بالمعرفة للتاريخ السري للكون، وبذلك يحصل المشايع (النصير) المانوي على السلامة، فقد عرف أصل العالم وسبب خلق الإنسان والطرق المستعملة من قبل أمير الظلمات وأضداد الطرق المعلنة من قبل أب النور، فالمادة والعمل ينتميان إلى أمير الظلام، والجهل نتيجة لخلط الروح والجسد أو الروح والمادة، على أن الخلاص يقتضي ثلاث محطات (اليقظة، وكشف العلم المنقذ، والذكرى) وأرواح الموتى المبارَكين تُنْقَل نحو الجنة السماوية، والدينونة الأخيرة عندما تحاكم الأرواح أمام محكمة المسيح، وبعدها يرتفع المسيح والنخبة من البشر وكل تجسدات الخير إلى السماء وذلك بعد أن تتخلص الأرواح - جوهر النور - المسجونة في المادة ويتم انفصال الماهيتين نهائياً ويبطل الامتزاج وتنحل التراكيب ويصل كل إلى عالمه وتلك هي القيامة والمعاد، وعندئذٍ تعجز الظلمة عن غزو مملكة النور.
وبتعبير آخر فإن الروح تصعد عندما تنعتق إلى الفردوس الجديد وبعد أن تتحرر كل ومضات النور المسجونة في المادة يعود الجسد إلى جنة الخلد، وفي أثناء ذلك يتعرض الذين لم يتمكنوا من تحقيق الانعتاق في هذه الدنيا للميلاد من جديد (التقمص). وقد ادعى ماني أنه أدخل في كنيسته الجوهري من كل الكتابات والحكم وأوجد حكمة كبرى لاسابقة لها، وهو يعطي دوراً واسعاً ليسوع ويأخذ من الهند فكرة التقمص ويستعمل لغات دينية مألوفة في الأقاليم الشرقية والغربية بهدف مد كنيسته وينوع خطابه وخطاب أتباعه، فإذا خاطب المسيحيين فهو المخلص يسوع، وإذا خاطب الزرادشتيين فهو الإنسان الأول أهورامزدا، وتعتمد ديانته كالبوذية والمسيحية على التبشير، ومن أجل ذلك حبّر سبع رسالات ليتجنب - كما قال- التناقضات التي زعزعت الزرادشتية والبوذية والمسيحية، الأولى بالفارسية والأخريات بالسريانية، وقد حقق التبشير المانوي نجاحاً لأنه توجه نحو خلاص الإنسان فريسة الألم، وعلّق هذا الخلاص بالعرفان المنقذ، ويضيف ماني إن كون العالم محكوم بالشر، ليس من عمل الإله السامي الرحيم وإنما من عمل خصمه، ومن عملية المزج بين المادة والروح والخير والشر. فرض ماني على أصحابه العشر في الأموال والصلوات الأربع في اليوم والليلة والدعاء إلى الحق وترك الكذب والقتل والسرقة والزنا والبخل والسحر وعبادة الأوثان، أو أن يأتي على ذي روح ما يكره أن يُؤتى إليه بمثله، وهو يرى أن الطقوس غير مجدية ما عدا بعض الإشارات الرمزية (قبلة السلام - التحية الأخوية - قبضة اليد) والصلوات والأناشيد ويعطي للفن وخصوصاً التراتيل والموسيقى والرسوم قيمة تربوية، ومما يعين على الخلاص والتمايز ورفع أجزاء النور المحبوسة إلى أعلى ، التسبيح والتقديس والكلام الطيب وأعمال البر.
وينقسم أعضاء الجماعة المانوية إلى طبقتين: (السماعيون) وهم الطبقة الدنيا الذين يجمعون الطعام والضرورات التي يحتاج إليها (الصفوة أو النخبة) وهم الطبقة العليا الذين يتبعون القواعد الدينية العالية.
والعيد الرئيس للمانويين هو (البيما) في ذكرى عذاب ماني. وقد أدى التبشير والتعليم المؤلِّفان للنشاط الديني الماني إلى كثرة البعثات في القرنين الثالث والرابع الميلاديين في أوربا وأفريقيا الشماليا وآسيا الوسطى، وانتشرت المانوية في الامبراطورية الرومانية وفي بلاد العرب والصين، وحصل تراجع لهذه الديانة في القرن الخامس، على الرغم من ظهور بدعة مزدك المتأثرة بالمانوية مع إضافات خاصة؛ منها أن الشر يقع بسبب النساء والأموال، ولذا أباح مزدك الأموال وأحلّ النساء وجعل الناس فيهما شركة في الماء والنار والكلأ. وهي بدعة انتشرت في زمن الملك قباذ ثم قُضِي عليها وعليه من قبل كسرى أنوشروان (531 - 579م) بن قباذ.
وقد تهددت المانوية بالزوال في أوربا في القرن السادس وظلت ملهمة للامبراطورية الساسانية واستمرت بالحياة حتى القرن الرابع عشر، وكانت مصدر تأثير في عدد من الحركات مثل حركة (Albigenses) في فرنسا في العصور الوسطى، ولكنها عُدّت هرطقة وانتقدت بعنف من قبل المسيحيين واليهود والمجوس والمسلمين وبعض الغنوصيين وأفلوطين.
يوسف الأمير علي