الشاي
جنبة الشاي tea bush شجيرة معمرة دائمة الخضرة، من الفصيلة الكاميليَّةTheaceae وتتبع الجنس Thea sp.، تنتشر زراعتها في المناطق المدارية، ويستفاد من الأوراق المقطوفة بعد تحضيرها وتخميرها في إعداد نقيع أو مغلي الشاي الذي يعد مشروباً مفضلاً لدى الكثير من الناس في العالم ويقدم في أثناء بعض الحفلات أو السهرات الاجتماعية.
يقع الموطن الأصلي للشاي بين الصين والهند واسمه العربي والفرنسي والإنكليزي من أصل صيني. ويعد الإمبراطور الصيني شين نونغ Shen Nung أول من اكتشف التأثير المنشط لمستخلص أوراق الشاي في الصين عام 2700ق.م. أما استعمال نقيع الشاي الساخن مشروباً وطنياً في الصين فقد انتشر منذ القرن السابع الميلادي، ومنها انتقل إلى اليابان والهند ثم إلى تركيا التي أسهمت في انتشاره الواسع في المشرق وكذلك إلى باكستان وسيلان وإندونيسيا، واستعمل الشاي مشروباً وطنياً في روسيا في القرن السابع عشر، ومنها نقل إلى أوربا الشرقية بصفته دواءً طبياً. وانتشر مشروب الشاي فيما بعد سريعاً في دول الكومنويلث البريطاني، وفي شمالي أفريقيا والشرق الأوسط. تعد اليوم الهند وسيلان أكثر البلدان المصدرة للشاي بعد الصين وأذربيجان وجورجيا.
أما سورية فما زالت من بين الدول المستوردة لمادة الشاي، مع أن جميع العوامل المساعدة على نجاح زراعته المروية متوافرة، إذ تقع سورية في نطاق المنطقة المعتدلة الحرارة الملائمة لزراعة الشاي. ومن المفيد جداً البدء بتجربتها في المناطق الملائمة.
مكونات الشاي ـ فوائده وأضراره
تدخل في تركيب الشاي المكونات الآتية (% من الوزن الرطب للأوراق وبحسب الأصناف):
ماء: 75 ـ 77.5، مواد عفصية: 2ـ4، كافئين: 1ـ4.8، زيوت عطرية: 0.02، بروتين 12ـ20، كاربوهيدرات: 3ـ4، عناصر معدنية: 4ـ5 % من الوزن الجاف (منها الألمنيوم والمنغنيز والمغنزيوم والفوسفور والكبريت والزنك والنحاس والكالسيوم والبوتاسيوم) وخمائر وفيتامينات: مجموعة B6,B2,B1(نحو 600ملغ)، وC وPP وغيرها.
ويعد الشاي بأنواعه كافة مفيداً ومدراً للبول، وقد استعمل قديماً في علاج الربو والزكام ولتسهيل الهضم وتنشيط الجهاز العصبي والقلب. وتبين من الدراسات الحديثة أنه يحتوي على أملاح الفينول المتعددة التي تؤثر مباشرة في الحماية من الإصابة بسرطان الفم، وعلى مواد أخرى تحد من سرطاني الرئة والكولون. وكذلك على مادة فلافونوييد التي يوازي تأثير ها تأثير الفيتامين C. ومادة الكامتشن التي تقاوم الفيروسات والالتهابات وتسوّس الأسنان وتضبط وظائف الكلية والشرايين. ويقي الشاي، وخاصة الشاي الأخضر، من الإصابات القلبية الناجمة عن ترسبات الدهون في الأوردة، ومن الشيخوخة المبكرة.
يؤدي الإدمان على تناول الشاي والإفراط في شربه إلى الإمساك المزمن وفقدان الشهية وبطء الهضم المعدي وعسر الهضم، ويستحسن الاعتدال في شرب الشاي وتحضير نقيعه في الماء الساخن للحفاظ على مكوناته المفيدة.
الوصف النباتي والأنواع المختلفة
نبات الشاي دغلة أو جنبة معمرة تعيش حتى 70 سنة، جذعها ضخم وقصير، تعلو إلى نحو 2م، أوراقها خضراء داكنة اللون بيضوية الشكل متطاولة (5ـ10سم) ذات عنق قصير، حوافها مسننة يزداد عددها في أعلى الفروع والطرود ويقل في أسفلها، قوامها رخو وخشنة الملمس وتصير جرداء ملساء ولماعة بعد جفافها، ويختلف حجمها بحسب الأنواع (الشكل ـ1: أ ـ ب).
أزهار الشاي صغيرة عنقودية (2ـ3 زهرات) عطرة الرائحة، لونها سكري. وثمرته ذات ثلاثة فصوص، تنضج بذورها الثلاث بعد مضي نحو 4 شهور على موعد الإزهار. تبدأ جنبة الشاي بالإنتاج الورقي الاقتصادي في عمر بين 3 و7 سنوات بحسب الأصناف والخدمات الزراعية، ويباشر بالقطفة الأولى للأوراق بعد مضي 3 سنوات على موعد زراعته.
للشاي نوعان، هما:
1ـ شاي أسَّميكا Thea assamica، ينمو في الهند، أوراقه كبيرة الحجم تنجح زراعته في المناطق المدارية فقط. لا يتحمل الحرارة المنخفضة -3 ْم، ولكن يتحمل العالية نسبياً حتى 35 ْم.
2ـ الشاي الصيني Thea sinensis، ينمو في الصين، أوراقه صغيرة، يتحمل درجات الحرارة المنخفضة حتى 17ـ18 ْم تحت الصفر والمرتفعة حتى 35 ْم، ويعّد النوع الملائم لتجرية زراعته المروية في المناطق السورية الدافئة والقليلة التفاوت في درجات حرارتها بين النهار والليل.
المتطلبات البيئية
نبات الشاي يحب الدفء والضوء والنهار الطويل، تراوح درجة الحرارة المثلى لنمو شتوله وجنباته بين 10 و30 ْم، يتطلب التظليل بالأشجار المرافقة (الدائمة الخضرة) في المناطق التي ترتفع درجة حرارتها فوق 35 ْم، تنبت بذوره في درجة حرارة 15- 16 ْم. يدخل في طور السبات (السكون) في درجة حرارة دون 11 ْم. تنتشر زراعته في المناطق الممتدة بين مستوى سطح البحر وارتفاع 1000م. يتطلب ترباً عميقة وخصبة وخفيفة متفككة، غنية بالآزوت والحديد والدبال العضوي والبوتاس، وغير كلسية، درجة حموضتها pH بين 4.5ـ6.5، جيدة التهوية والصرف المائي لمنع تعفن الجذور. كما يتطلب توافر رطوبة جوية لا تقل عن 75%.
طرائق إكثاره وزراعته وخدماته الزراعية
يكاثر الشاي في المشتل بذرياً في شهر نيسان، باستخدام بذور موسم القطاف السابق قبيل نضجها، في أكياس لدائنية سوداء مثقبة (20×7سم) تحوي خلطة ترابية مؤلفة من تربة خفيفة ورمل بمعدل ثلث لكل منهما ومواد عضوية دبالية بمعدل ثلث حجمها. يزرع 1-3 بذور في كل منهما على عمق 1.5 ضعف حجم البذرة بعد نقعها في الماء العادي مدة 24 ساعة في درجة حرارة 11ـ12 ْم. وتوالى عمليات ري غراسه رذاذياً يومياً وتعشيبها وتظليلها وتفريدها في أثناء نموها بين شهري نيسان وتشرين الثاني، ويدخل الشاي في طور السبات في درجة حرارة 10 ْم. ويمكن أن يستمر نمو الغراس بعد شهر تشرين الثاني في حال زراعته محمياً في الدفيئات[ر: الزراعة المحمية]. ولابد من تعريض الغراس بين وقت وآخر إلى الطقس العادي لتقسيتها.
وتحضر الأرض لزراعة الغراس بنقبها إلى عمق 70ـ80سم وحراثتها لعمق 40ـ50سم وجمع أحجارها وتنعيمها وإزالة الأعشاب، ثم تزرع الغراس في حفر (20×20×20سم) تبعد واحدتها عن الأخرى نحو 1م بين خطوطها وبين الغراس على الخط الواحد، مع مراعاة إضافة السماد العضوي إلى تراب الحفرة بنسبة 50% من حجمها وسند كل غرسة بركيزة خشبية لحمايتها من الرياح، وينصح بزراعة أشجار ظليلة دائمة الخضرة، بغية حماية الغراس في المناطق التي يخشى فيها ارتفاع درجة الحرارة وشدة الرياح وأشعة الشمس. (الشكل ـ2).
في السنة الثانية، تنفذ عمليات الخدمة الزراعية من ري وتعشيب من دون قطف أية أوراق للشاي، ويمكن أن يصل حينئذ طول الغراس إلى 50ـ60سم.
أما في السنة الثالثة (بداية الإنتاج الورقي المحدود) فتقلم جنباته في أثناء شهري نيسان وأيار على ارتفاع 30سم فوق سطح التربة بغية تكوين هيكل كأسي الشكل وقوي البنية في السنوات القادمة ومجموعة جذرية وتدية ومتشعبة في عمق التربة. ويستفاد من مخلفات القطع بفرشها على سطح التربة سماداً عضوياً.
وفي السنة الرابعة وهي السنة الأولى للإنتاج الورقي، تقلّم يدوياً قمم النموات الخضرية التي يزيد طولها على 50 سم على أن تحمل 2ـ3 أوراق مع برعم جيد في المدة الواقعة بين شهر أيار وأواخر شهر أيلول (الشكل ـ3).
وفي السنة الخامسة وما بعدها، يجري تنفيذ العمليات السابقة نفسها كلما ارتفعت النموات الخضرية القمية الجديدة إلى أعلى من 50سم، كما تزال الفروع والطرود اليابسة والمريضة مع ضرورة توفير الإضاءة والتهوية الجيدتين بالحفاظ على تربيتها الكأسية، أما عملية القطع التجديدي للجنبات فتحدد مرحلياً وعند توقفها عن تكوين النموات الخضرية المطلوبة (الشكل 4). وتستخدم اليوم أيضاً في المزارع الواسعة للشاي حصادات خاصة في عملية القطاف الورقي والقطع التجديدي حالما تقتضي الضرورة.
يختلف المعدل الوسطي لإنتاج الشاي (كغ أوراق/ هكتار) بحسب عمر الجنبات وفق الجدول (1).
تسمَّد جنبات الشاي بسماد مركَّب مكوّن من الآزوت Nوالفسفور P والبوتاسيوم K (وفقاً لنتائج تحليل التربة) ويكون ذلك بمعدل 300كغ/هكتار في السنة الثالثة، و400كغ/هكتار في السنة الرابعة، ثم يضاف السماد الآزوتي فقط (عيار 21%) في السنة الخامسة بمعدل 500كغ/هكتار، وتزاد هذه الكمية سنوياً بمعدل 100كغ حتى السنة العاشرة، ويثبت معدل التسميد السنوي الآزوتي على 1000كغ، أما الأسمدة البوتاسية والفوسفورية فتضاف إلى التربة اعتماداً على نتائج تحاليلها المخبرية.
تصنيع الشاي وتصنيفه
تصنع أوراق الشاي المقطوفة التي لا نكهة فيها ولا طعم، بتمريرها بمجموعة من العمليات الخاصة لتحويلها إلى الشاي الرائج تجارياً. ويميز نوعان من الشاي المصنع هما الشاي الأسود والشاي الأخضر.
ـ الشاي الأسود: يصنف في نموذجين:
1ـ الشاي التقليدي أو شاي أورثوذكس ويمر تصنيعه بمراحل عدة هي:
ـ التذبيل: تنشر الأوراق المقطوفة حديثاً في الظل طبقاتٍ رقيقة ًعلى رفوف معدنية إلى حين ذبولها وفقد نصف رطوبتها بعد مضي 12ـ18ساعة، ويمكن تسريع عملية التجفيف بتمرير هواء ساخن عليها.
ـ اللف: يجري بوساطة آلة خاصة بعد قطف الأوراق بساعة إلى ساعتين، ثم تجعيدها، على أن تكون الأوراق مترهلة ذابلة.
ـ التخمير: توضع الأوراق الذابلة وذات اللون الأصفر اللامع أو الذهبي في مكان بارد ورطب مدة 2ـ3 ساعات.
ـ التجفيف: تعرض كتلة الأوراق للهواء الساخن في غرفة خاصة درجة حرارتها بين 60ـ90 ْم لمدة نصف ساعة، فيصير لون الأوراق أسود، ثم تبرد وتغربل آلياً وتصنف لتكون جاهزة للتعليب.
2ـ شاي سي تي سي (CTC) سمي بهذا الاسم لتصنيعه في آلة هندية خاصة تعمل على تصغير حجم الأوراق وتفكيك خلاياها لتسريع تخمرها والحصول على أوراق بنية مسودة ـ حبيبية.
ـ الشاي الأخضر:
تخمر أوراق الشاي فور حصاده من دون تذبيل ويكون طعمها مراً وذات رائحة طيبة ومميزة وقدرة تنبيهية أقوى من الشاي الأسود.
فرز الشاي
تفرز الأوراق بحسب الحجم والتصنيف التجاري العالمي كما يأتي:
الأوراق الناعمة المدببة ـ أوراق القطفتين الأولى والثانية ـ أوراق القطفة الثالثة حتى السادسة ـ الأوراق الكبيرة الطرية والخشنة ـ الجزئيات الصغيرة الورقية ـ بقايا الأوراق ـ فتات بقايا الشاي الأسود والأخضر تصنع منها المكعبات المضغوطة.
ويمكن تعبئة الشاي الناعم المعطَّر في أكياس أو عبوات خاصة لتسهيل استعمالها وترويجها تجارياً.
هشام قطنا
جنبة الشاي tea bush شجيرة معمرة دائمة الخضرة، من الفصيلة الكاميليَّةTheaceae وتتبع الجنس Thea sp.، تنتشر زراعتها في المناطق المدارية، ويستفاد من الأوراق المقطوفة بعد تحضيرها وتخميرها في إعداد نقيع أو مغلي الشاي الذي يعد مشروباً مفضلاً لدى الكثير من الناس في العالم ويقدم في أثناء بعض الحفلات أو السهرات الاجتماعية.
يقع الموطن الأصلي للشاي بين الصين والهند واسمه العربي والفرنسي والإنكليزي من أصل صيني. ويعد الإمبراطور الصيني شين نونغ Shen Nung أول من اكتشف التأثير المنشط لمستخلص أوراق الشاي في الصين عام 2700ق.م. أما استعمال نقيع الشاي الساخن مشروباً وطنياً في الصين فقد انتشر منذ القرن السابع الميلادي، ومنها انتقل إلى اليابان والهند ثم إلى تركيا التي أسهمت في انتشاره الواسع في المشرق وكذلك إلى باكستان وسيلان وإندونيسيا، واستعمل الشاي مشروباً وطنياً في روسيا في القرن السابع عشر، ومنها نقل إلى أوربا الشرقية بصفته دواءً طبياً. وانتشر مشروب الشاي فيما بعد سريعاً في دول الكومنويلث البريطاني، وفي شمالي أفريقيا والشرق الأوسط. تعد اليوم الهند وسيلان أكثر البلدان المصدرة للشاي بعد الصين وأذربيجان وجورجيا.
أما سورية فما زالت من بين الدول المستوردة لمادة الشاي، مع أن جميع العوامل المساعدة على نجاح زراعته المروية متوافرة، إذ تقع سورية في نطاق المنطقة المعتدلة الحرارة الملائمة لزراعة الشاي. ومن المفيد جداً البدء بتجربتها في المناطق الملائمة.
مكونات الشاي ـ فوائده وأضراره
تدخل في تركيب الشاي المكونات الآتية (% من الوزن الرطب للأوراق وبحسب الأصناف):
ماء: 75 ـ 77.5، مواد عفصية: 2ـ4، كافئين: 1ـ4.8، زيوت عطرية: 0.02، بروتين 12ـ20، كاربوهيدرات: 3ـ4، عناصر معدنية: 4ـ5 % من الوزن الجاف (منها الألمنيوم والمنغنيز والمغنزيوم والفوسفور والكبريت والزنك والنحاس والكالسيوم والبوتاسيوم) وخمائر وفيتامينات: مجموعة B6,B2,B1(نحو 600ملغ)، وC وPP وغيرها.
ويعد الشاي بأنواعه كافة مفيداً ومدراً للبول، وقد استعمل قديماً في علاج الربو والزكام ولتسهيل الهضم وتنشيط الجهاز العصبي والقلب. وتبين من الدراسات الحديثة أنه يحتوي على أملاح الفينول المتعددة التي تؤثر مباشرة في الحماية من الإصابة بسرطان الفم، وعلى مواد أخرى تحد من سرطاني الرئة والكولون. وكذلك على مادة فلافونوييد التي يوازي تأثير ها تأثير الفيتامين C. ومادة الكامتشن التي تقاوم الفيروسات والالتهابات وتسوّس الأسنان وتضبط وظائف الكلية والشرايين. ويقي الشاي، وخاصة الشاي الأخضر، من الإصابات القلبية الناجمة عن ترسبات الدهون في الأوردة، ومن الشيخوخة المبكرة.
يؤدي الإدمان على تناول الشاي والإفراط في شربه إلى الإمساك المزمن وفقدان الشهية وبطء الهضم المعدي وعسر الهضم، ويستحسن الاعتدال في شرب الشاي وتحضير نقيعه في الماء الساخن للحفاظ على مكوناته المفيدة.
الوصف النباتي والأنواع المختلفة
الشكل (1-آ) جنبة الشاي أوراقها- وطرودها |
أزهار الشاي صغيرة عنقودية (2ـ3 زهرات) عطرة الرائحة، لونها سكري. وثمرته ذات ثلاثة فصوص، تنضج بذورها الثلاث بعد مضي نحو 4 شهور على موعد الإزهار. تبدأ جنبة الشاي بالإنتاج الورقي الاقتصادي في عمر بين 3 و7 سنوات بحسب الأصناف والخدمات الزراعية، ويباشر بالقطفة الأولى للأوراق بعد مضي 3 سنوات على موعد زراعته.
للشاي نوعان، هما:
الشكل (1-ب) أنواع أوراق الشاي: 1- يابانية 2- صينية 3-صينية يابانية 4- هندية. |
2ـ الشاي الصيني Thea sinensis، ينمو في الصين، أوراقه صغيرة، يتحمل درجات الحرارة المنخفضة حتى 17ـ18 ْم تحت الصفر والمرتفعة حتى 35 ْم، ويعّد النوع الملائم لتجرية زراعته المروية في المناطق السورية الدافئة والقليلة التفاوت في درجات حرارتها بين النهار والليل.
المتطلبات البيئية
نبات الشاي يحب الدفء والضوء والنهار الطويل، تراوح درجة الحرارة المثلى لنمو شتوله وجنباته بين 10 و30 ْم، يتطلب التظليل بالأشجار المرافقة (الدائمة الخضرة) في المناطق التي ترتفع درجة حرارتها فوق 35 ْم، تنبت بذوره في درجة حرارة 15- 16 ْم. يدخل في طور السبات (السكون) في درجة حرارة دون 11 ْم. تنتشر زراعته في المناطق الممتدة بين مستوى سطح البحر وارتفاع 1000م. يتطلب ترباً عميقة وخصبة وخفيفة متفككة، غنية بالآزوت والحديد والدبال العضوي والبوتاس، وغير كلسية، درجة حموضتها pH بين 4.5ـ6.5، جيدة التهوية والصرف المائي لمنع تعفن الجذور. كما يتطلب توافر رطوبة جوية لا تقل عن 75%.
طرائق إكثاره وزراعته وخدماته الزراعية
يكاثر الشاي في المشتل بذرياً في شهر نيسان، باستخدام بذور موسم القطاف السابق قبيل نضجها، في أكياس لدائنية سوداء مثقبة (20×7سم) تحوي خلطة ترابية مؤلفة من تربة خفيفة ورمل بمعدل ثلث لكل منهما ومواد عضوية دبالية بمعدل ثلث حجمها. يزرع 1-3 بذور في كل منهما على عمق 1.5 ضعف حجم البذرة بعد نقعها في الماء العادي مدة 24 ساعة في درجة حرارة 11ـ12 ْم. وتوالى عمليات ري غراسه رذاذياً يومياً وتعشيبها وتظليلها وتفريدها في أثناء نموها بين شهري نيسان وتشرين الثاني، ويدخل الشاي في طور السبات في درجة حرارة 10 ْم. ويمكن أن يستمر نمو الغراس بعد شهر تشرين الثاني في حال زراعته محمياً في الدفيئات[ر: الزراعة المحمية]. ولابد من تعريض الغراس بين وقت وآخر إلى الطقس العادي لتقسيتها.
وتحضر الأرض لزراعة الغراس بنقبها إلى عمق 70ـ80سم وحراثتها لعمق 40ـ50سم وجمع أحجارها وتنعيمها وإزالة الأعشاب، ثم تزرع الغراس في حفر (20×20×20سم) تبعد واحدتها عن الأخرى نحو 1م بين خطوطها وبين الغراس على الخط الواحد، مع مراعاة إضافة السماد العضوي إلى تراب الحفرة بنسبة 50% من حجمها وسند كل غرسة بركيزة خشبية لحمايتها من الرياح، وينصح بزراعة أشجار ظليلة دائمة الخضرة، بغية حماية الغراس في المناطق التي يخشى فيها ارتفاع درجة الحرارة وشدة الرياح وأشعة الشمس. (الشكل ـ2).
الشكل (2) حماية مزارع الشاي بأشجار ظليلة دائمة الخضرة |
الشكل (3) قطف قمم النموات الخضرية والورقية. |
الشكل (4) التربية الكأسية والقطع التجديدي لجنبات الشاي |
وفي السنة الرابعة وهي السنة الأولى للإنتاج الورقي، تقلّم يدوياً قمم النموات الخضرية التي يزيد طولها على 50 سم على أن تحمل 2ـ3 أوراق مع برعم جيد في المدة الواقعة بين شهر أيار وأواخر شهر أيلول (الشكل ـ3).
وفي السنة الخامسة وما بعدها، يجري تنفيذ العمليات السابقة نفسها كلما ارتفعت النموات الخضرية القمية الجديدة إلى أعلى من 50سم، كما تزال الفروع والطرود اليابسة والمريضة مع ضرورة توفير الإضاءة والتهوية الجيدتين بالحفاظ على تربيتها الكأسية، أما عملية القطع التجديدي للجنبات فتحدد مرحلياً وعند توقفها عن تكوين النموات الخضرية المطلوبة (الشكل 4). وتستخدم اليوم أيضاً في المزارع الواسعة للشاي حصادات خاصة في عملية القطاف الورقي والقطع التجديدي حالما تقتضي الضرورة.
العمر (سنة) | الإنتاج (أوراق/هكتار |
3 | 500 |
4 | 1000 |
5 | 2000 |
6 | 3000 |
7 | 5000 |
8 | 7500ـ8000 |
9 | 3000 |
الجدول (1) |
تسمَّد جنبات الشاي بسماد مركَّب مكوّن من الآزوت Nوالفسفور P والبوتاسيوم K (وفقاً لنتائج تحليل التربة) ويكون ذلك بمعدل 300كغ/هكتار في السنة الثالثة، و400كغ/هكتار في السنة الرابعة، ثم يضاف السماد الآزوتي فقط (عيار 21%) في السنة الخامسة بمعدل 500كغ/هكتار، وتزاد هذه الكمية سنوياً بمعدل 100كغ حتى السنة العاشرة، ويثبت معدل التسميد السنوي الآزوتي على 1000كغ، أما الأسمدة البوتاسية والفوسفورية فتضاف إلى التربة اعتماداً على نتائج تحاليلها المخبرية.
تصنيع الشاي وتصنيفه
تصنع أوراق الشاي المقطوفة التي لا نكهة فيها ولا طعم، بتمريرها بمجموعة من العمليات الخاصة لتحويلها إلى الشاي الرائج تجارياً. ويميز نوعان من الشاي المصنع هما الشاي الأسود والشاي الأخضر.
ـ الشاي الأسود: يصنف في نموذجين:
1ـ الشاي التقليدي أو شاي أورثوذكس ويمر تصنيعه بمراحل عدة هي:
ـ التذبيل: تنشر الأوراق المقطوفة حديثاً في الظل طبقاتٍ رقيقة ًعلى رفوف معدنية إلى حين ذبولها وفقد نصف رطوبتها بعد مضي 12ـ18ساعة، ويمكن تسريع عملية التجفيف بتمرير هواء ساخن عليها.
ـ اللف: يجري بوساطة آلة خاصة بعد قطف الأوراق بساعة إلى ساعتين، ثم تجعيدها، على أن تكون الأوراق مترهلة ذابلة.
ـ التخمير: توضع الأوراق الذابلة وذات اللون الأصفر اللامع أو الذهبي في مكان بارد ورطب مدة 2ـ3 ساعات.
ـ التجفيف: تعرض كتلة الأوراق للهواء الساخن في غرفة خاصة درجة حرارتها بين 60ـ90 ْم لمدة نصف ساعة، فيصير لون الأوراق أسود، ثم تبرد وتغربل آلياً وتصنف لتكون جاهزة للتعليب.
2ـ شاي سي تي سي (CTC) سمي بهذا الاسم لتصنيعه في آلة هندية خاصة تعمل على تصغير حجم الأوراق وتفكيك خلاياها لتسريع تخمرها والحصول على أوراق بنية مسودة ـ حبيبية.
ـ الشاي الأخضر:
تخمر أوراق الشاي فور حصاده من دون تذبيل ويكون طعمها مراً وذات رائحة طيبة ومميزة وقدرة تنبيهية أقوى من الشاي الأسود.
فرز الشاي
تفرز الأوراق بحسب الحجم والتصنيف التجاري العالمي كما يأتي:
الأوراق الناعمة المدببة ـ أوراق القطفتين الأولى والثانية ـ أوراق القطفة الثالثة حتى السادسة ـ الأوراق الكبيرة الطرية والخشنة ـ الجزئيات الصغيرة الورقية ـ بقايا الأوراق ـ فتات بقايا الشاي الأسود والأخضر تصنع منها المكعبات المضغوطة.
ويمكن تعبئة الشاي الناعم المعطَّر في أكياس أو عبوات خاصة لتسهيل استعمالها وترويجها تجارياً.
هشام قطنا