مارسيل (غابرييل)
Marcel (Gabriel-) - Marcel (Gabriel-)
مارسيل (غابرييل ـ)
(1889ـ 1973)
ولد الأديب الفرنسي غابرييل مارسيل Gabriel Marcel في باريس وتوفي فيها. فَقَدَ والدته وهو في الرابعة من العمر، فشغلت فكره باكراً مسائل ما وراء الطبيعة وصار الموت هاجسه فاتجه نحو دراسة الفلسفة حتى حصل على الإجازة. عمل في سلك التعليم ثم انصرف منذ عام 1923 إلى الكتابة في الفلسفة والمسرح، وبدأ بنشر دراساته في النقد المسرحي في مجلة «نوفيل ليتيرير (الآداب الحديثة)» Nouvelles Littéraires منذ عام 1945.
انخرط مارسيل مبكراً في الحركة التي انتشرت في أوساط الجامعيين في بداية القرن العشرين، ووقفت ضد المثاليين والعقلانيين على حد سواء. وقد صُنّف لاحقاً رغماً عنه ضمن التيار الوجودي، لكنه أضفى على الوجودية طابعاً مسيحياً تفاؤلياً شبيهاً بالتوجه الذي أسس له كيركِغارد[ر] Kierkegaard ويَسْبرز Jaspers، كما تأثر بالمثالية الإنكليزية التي مثلها برادلي Bradley.
ترك غابرييل مارسيل عدة مؤلفات فلسفية مملوءة بالتحليل الدقيق والوصف الوجودي، منها «الوجود والموضوعية» Existence et Objectivité (1914)، و«اليوميات الميتافيزيقية» Journal métaphysique (1914- 1923) و«الكينونة والتملك» Être et Avoir (1918- 1933) و«من الرفض إلى الابتهال» Du Refus à l’invocation (1940) و«الإنسان العابر» Homo viator (1944) و«ميتافيزيقا رويس» La Métaphysique de Royce (1945) وغيرها. إضافة إلى هذه المؤلفات الفلسفية كتب مارسيل مسرحيات أدخل في حبكاتها نظرياته السيكولوجية والأخلاقية ومنها «قلب الآخرين» Le Coeur des autres (1921)، «عدو التقاليد» L’Iconoclaste (1923)، «رجل ربانيّ» Un homme de Dieu(1925)، «غرفة الميت»La Chapelle ardente (1931))، «طريق الذرى» Le Chemin de crête (1936) «العطش» La Soif (1938) «المسرح الكوميدي» Théâtre comique (1947)، «روما لم تعد في روما» Rome n’est plus dans Rome (1951)، و«القلوب الجشعة» Les Coeurs avides (1953).
تبدو العلاقات الإنسانية في مسرح غابرييل مارسيل عرضة للإخفاق وتدور الأحداث حول محاولة إنقاذها. وقد كتب في هذا الصدد: «إن مسرحي هو مسرح الروح المنفية، الروح التي تتألم من نقص التوحد بينها وبين الآخرين، والتوحد مع ذاتها أيضاً». كذلك فإن الشر في أعماله يتبدى هاجساً مسيطراً يتجلى على شكل شخصية قاسية مرعبة تمنع بقية الشخصيات من أن تأخذ كثافة إنسانية. أما الحب فهو الخلاص الوحيد على الرغم من أنه يبدو دائماً صعب المنال.
تتركز كتابات مارسيل الفلسفية حول فرضية مركزية تحيط بها شروحات، وقد اغتنت هذه الأعمال عبر السنين بتعليقات وتفسيرات زادتها عمقاً. الفكرة الأساسية لديه هي أن الوجود شيء لايمكن التعبير عنه ويتبدى للوعي من خلال تجربة فريدة من نوعها. ويشمل هذا الوجود الإنسان الذي يكتشف أنه لا يمكن أن يعرفه معرفة كاملة كما لا يمكن أن يقلّصه إلى مفاهيم من دون أن يعيد النظر بهذه المفاهيم وبالآخرين وبالذات.
من الأفكار التي تدور حولها فرضية مارسيل الفلسفية الطابع المشترك للمصير الإنساني رافضاً تشاؤمية الوجودية؛ فالبشر مكتوب عليهم أن يعيشوا معاً وأن يتبادلوا المحبة وأن يتألموا وينطفئوا ويموتوا. والعيش المشترك هو نوع من العتمة، لكن من خلال الإيمان بالرب يمكن أن تتبدد أسرار المصير الإنساني المأساوي وأن تُحَلَّ مشكلاته. ويتجلى البعد الأخلاقي في هذه الفلسفة كونها مبنية على وجود الآخر .
حنان قصاب حسن
Marcel (Gabriel-) - Marcel (Gabriel-)
مارسيل (غابرييل ـ)
(1889ـ 1973)
ولد الأديب الفرنسي غابرييل مارسيل Gabriel Marcel في باريس وتوفي فيها. فَقَدَ والدته وهو في الرابعة من العمر، فشغلت فكره باكراً مسائل ما وراء الطبيعة وصار الموت هاجسه فاتجه نحو دراسة الفلسفة حتى حصل على الإجازة. عمل في سلك التعليم ثم انصرف منذ عام 1923 إلى الكتابة في الفلسفة والمسرح، وبدأ بنشر دراساته في النقد المسرحي في مجلة «نوفيل ليتيرير (الآداب الحديثة)» Nouvelles Littéraires منذ عام 1945.
ترك غابرييل مارسيل عدة مؤلفات فلسفية مملوءة بالتحليل الدقيق والوصف الوجودي، منها «الوجود والموضوعية» Existence et Objectivité (1914)، و«اليوميات الميتافيزيقية» Journal métaphysique (1914- 1923) و«الكينونة والتملك» Être et Avoir (1918- 1933) و«من الرفض إلى الابتهال» Du Refus à l’invocation (1940) و«الإنسان العابر» Homo viator (1944) و«ميتافيزيقا رويس» La Métaphysique de Royce (1945) وغيرها. إضافة إلى هذه المؤلفات الفلسفية كتب مارسيل مسرحيات أدخل في حبكاتها نظرياته السيكولوجية والأخلاقية ومنها «قلب الآخرين» Le Coeur des autres (1921)، «عدو التقاليد» L’Iconoclaste (1923)، «رجل ربانيّ» Un homme de Dieu(1925)، «غرفة الميت»La Chapelle ardente (1931))، «طريق الذرى» Le Chemin de crête (1936) «العطش» La Soif (1938) «المسرح الكوميدي» Théâtre comique (1947)، «روما لم تعد في روما» Rome n’est plus dans Rome (1951)، و«القلوب الجشعة» Les Coeurs avides (1953).
تبدو العلاقات الإنسانية في مسرح غابرييل مارسيل عرضة للإخفاق وتدور الأحداث حول محاولة إنقاذها. وقد كتب في هذا الصدد: «إن مسرحي هو مسرح الروح المنفية، الروح التي تتألم من نقص التوحد بينها وبين الآخرين، والتوحد مع ذاتها أيضاً». كذلك فإن الشر في أعماله يتبدى هاجساً مسيطراً يتجلى على شكل شخصية قاسية مرعبة تمنع بقية الشخصيات من أن تأخذ كثافة إنسانية. أما الحب فهو الخلاص الوحيد على الرغم من أنه يبدو دائماً صعب المنال.
تتركز كتابات مارسيل الفلسفية حول فرضية مركزية تحيط بها شروحات، وقد اغتنت هذه الأعمال عبر السنين بتعليقات وتفسيرات زادتها عمقاً. الفكرة الأساسية لديه هي أن الوجود شيء لايمكن التعبير عنه ويتبدى للوعي من خلال تجربة فريدة من نوعها. ويشمل هذا الوجود الإنسان الذي يكتشف أنه لا يمكن أن يعرفه معرفة كاملة كما لا يمكن أن يقلّصه إلى مفاهيم من دون أن يعيد النظر بهذه المفاهيم وبالآخرين وبالذات.
من الأفكار التي تدور حولها فرضية مارسيل الفلسفية الطابع المشترك للمصير الإنساني رافضاً تشاؤمية الوجودية؛ فالبشر مكتوب عليهم أن يعيشوا معاً وأن يتبادلوا المحبة وأن يتألموا وينطفئوا ويموتوا. والعيش المشترك هو نوع من العتمة، لكن من خلال الإيمان بالرب يمكن أن تتبدد أسرار المصير الإنساني المأساوي وأن تُحَلَّ مشكلاته. ويتجلى البعد الأخلاقي في هذه الفلسفة كونها مبنية على وجود الآخر .
حنان قصاب حسن