الممالك العربية قبل الاسلام:
سيطر العرب الأنباط على بعض المناطق التي كان يسيطر عليها الاموريون والآراميون قبلهم . ثم امتد نفوذ الأنباط على سورية الجنوبية كلها ، من سيناء الى دمشق ، بينما سيطر عرب آخرون على سورية الوسطى والشماليـه ( التدمريون ) . وقامت مملكة عربية في منطقـة الليطاني والبقاع وشمالي فلسطين ، شمل نفوذها حرمون وبعض مناطق الجولان وهي مملكة الايتوربين وينسبون الى يطور من أبناء اسماعيل ، أي من القبائل العربية ( سفر التكوين ٢٥ : ١٥ ) . وكانوا يتجولون أولا في بادية الشام وربما كان مصدر هـم من « هجر » في الجزيرة العربية الى أن استقروا في سورية المجوفة وأطراف الجولان ( انظر دوسو : العرب في سورية قبل الاسلام ص ۱۱ ) •
وعند بداية الحكم الروماني لسورية وفلسطين في القرن الأول الميلادي كان الوجود العربي في سورية ومنها منطقة الجولان وطيدا . فمنذ وقت مبكر ، كانت المنطقة تسهم في تطوير البلاد الثقافي . وهناك أمثلة على أسماء رجال سوريين كانوا يحملون أسماء أغريقية منهم ميليغر الشاعر ، می جادرا ، أي أم قيس ( الحمة ) عاش في القرن الثاني م . كان سوريا وتكلم الآرامية وعرف الفينيقية ونظم الشعر باليونانية . والشاعر فيلوديموس ، والشاعر يمليخوس من عنجر ( خالكيس ) ، الذي كان يقيم في الحمة ( ٣٣٠ م ) . ومن العلماء بورفيروس من حوران ، وكان فيلسوفا لغويا . وهكذا كان التطور التاريخي والثقافي في المنطقة قد قطع أشواطا بعيـدة بمساهمة سكانها . وعندما قامت مملكة الغساسنة العربية المسيحية ( بنو جفنة)
من القرن الثالث م ـ القرن السابع م ) كان العرب قد استوطنوا المنطقة مند عصور بعيدة .
من هذا الموجز التاريخي يتضح ارتباط الجولان بسورية الأم ولاسيما بمنطقة دمشـق .
وقد دعا العرب القدماء منطقة الجولان باسم حارث الجولان وباسم الجولان فقط . ويبدو أن هذا الاسم قد اشتق من طبيعة الأرض المرتفعة . وقد ورد اسم الجولان في أشعار فترة ما قبل الاسلام مثل شعر النابغة الذبياني في قولـه :
بکی حارث الجولان من فقد ربـه وحوران منـه موحش متضائل
ومثل شعر حسان بن ثابت في قوله : قد عفـا جـاسـم الـى بيت رأس
فالجوانـي فحـارث الجـولان
ومنطقة الجولان عند العرب تمتد حتى أعماق شواطئ طبرية وواديها وقـد سكنتها القبائل العربية منـذ فترات سحيقـة في التاريخ . وعندما يستعرض المرء الكتاب المقدس وشروحه مع تاريخ يوسوفيوس اليهودي ، الذي عاش في الفترة التي ولد فيها المسيح . يجد أن منطقة الجولان منطقة عربية قامت فيها للعرب مراكز وامارات وأن يهود فلسطين لم يقم لهم فيه أية مراكز نفوذ أو استقرار ، بل أكثر من هذا لـم يعش فيها يهـود قط . وكان النزاع - الذي يحدث حول المنطقة وفيها ، نزاعا بين القوى العربية.
وفي الفترة البيزنطية كانت القبائل العربية التي تسكن منطقة الجولان هي قبائل حوران ومنطقة دمشق ، ومن أهمها قبائـل لخم . وخالط لخم في مساكنها قبائل جهينة وذيبان ، وجماعات من القين ومن كلب والرباب . وكان تجار قريش ، في فترة ما قبل الاسلام ، يرتادون منطقة الجولان للتجارة وغير ذلك . كما كان شعراء شبه الجزيرة يزورون أمراء قبائـل الجولان الذين دان معظمهم بالطاعة لدولة غسان . وكان بعض أمراء دولة غسان يقضون أوقات الشتاء والربيع في منطقـة الجولان ، ويبدو أنهم قد عمروا فيها بعض القصور والمنازل الكبيرة .
وفي القرن السابع ، عندما قامت الفتوحـات العربية الكبرى ، أصبحت منطقة الجولان مسرحا للعمليات العسكريـة التي سبقت معركـة اليرموك ، ثم لعمليات اليرموك ذاتها . وقد أدت هذه العمليات الى سحق القوة العسكرية البيزنطية في سورية وبالتالي الى فتح مدينة دمشق ، وكانت عروبة منطقـة الجولان ومعرفة كثير من رجالات الجيش العربي الاسلامي ، بالمنطقة من قبل من الاسباب الرئيسية التي مكنت قوات الثورة الاسلاميـة من سحق قوات بيزنطة وتحرير بلاد الشام •
وبعدما فتح العرب المسلمون بلاد الشام كلها قاموا بتقسيمها إلى خمسة أقسام ، دعي كل قسم منها باسم جند . وهي جند الاردن ، جند فلسطین ، جند دمشق ، جند حمص ، وجند قنسرين . وبهـذا التقسيم أصبحت منطقـة الجولان احدى مناطق جنـد دمشق وعلى هذا فان تاريخ الجولان في الاسلام جزء من تاريخ دمشق لايتجزأ عنه .
واشتهر في الجولان عدة بلدان أهمها : بانياس ، جاسم ، فيق ، الاقحوانة طيرية ، واعتبرت بانياس أهم مدن جبل الجولان ، وذلك لحصانتهـا وكثرة خيراتها من فواكه وحوامض وخضار ولان فيها « میاد تابعة غزيرة » . وقد قام قرب بانياس قلعة حصينة دعيت باسم « الصبيبة » ، ومن بانياس مع قلعتها تكون في فترة الحروب الصليبية خط الدفاع الأول عن دمشق . وقد بقيت هذه القلعة مع منطقة الجولان في أيدي العرب طوال فترة الحروب الصليبية ، ما عدا فترة تقل عن السنوات الخمس • ففي سنة ( ٥٢٠ ه ـ ۱۱٢۷ م ) أقطع طغتكين حاكم دمشق « ثغر بانياس » بهرام داعي دعاة جماعة الحشيشية الاسماعيلية في بلاد الشام . وفي سنة ( ٥٢٣ ه ـ ۱۱۲۸ م ) حدثت في دمشق فتنة أدت الى مذابح كبيرة بين صفوف الحشيشية . فاضطر هذا قائد حامية بانياس الى المهرب الى داخل الأراضي التي احتلها الفرنجـة الصليبيون . وهكذا تمكن الصليبيون من الاستيلاء على بانياس . وهناك حشدوا قواتهم وجربوا منازلة دمشق واحتلالها لكنهم أخفقوا ، وكان أن قام بورى حاكم دمشق في سنة ( ٥٢٧ ه – ۱۱۳۲ م ) بالهجوم على بانياس ، فاستطاع استردادها الفرنجة ، وعادت بانياس لتقوم بوظيفة الخط الأول لحماية دمشق ، نقطة تجمع وحشد للجيوش العربية في عمليات تحرير فلسطين من الصليبين مع عملیات انجاد مدن الساحل اللبناني
سيطر العرب الأنباط على بعض المناطق التي كان يسيطر عليها الاموريون والآراميون قبلهم . ثم امتد نفوذ الأنباط على سورية الجنوبية كلها ، من سيناء الى دمشق ، بينما سيطر عرب آخرون على سورية الوسطى والشماليـه ( التدمريون ) . وقامت مملكة عربية في منطقـة الليطاني والبقاع وشمالي فلسطين ، شمل نفوذها حرمون وبعض مناطق الجولان وهي مملكة الايتوربين وينسبون الى يطور من أبناء اسماعيل ، أي من القبائل العربية ( سفر التكوين ٢٥ : ١٥ ) . وكانوا يتجولون أولا في بادية الشام وربما كان مصدر هـم من « هجر » في الجزيرة العربية الى أن استقروا في سورية المجوفة وأطراف الجولان ( انظر دوسو : العرب في سورية قبل الاسلام ص ۱۱ ) •
وعند بداية الحكم الروماني لسورية وفلسطين في القرن الأول الميلادي كان الوجود العربي في سورية ومنها منطقة الجولان وطيدا . فمنذ وقت مبكر ، كانت المنطقة تسهم في تطوير البلاد الثقافي . وهناك أمثلة على أسماء رجال سوريين كانوا يحملون أسماء أغريقية منهم ميليغر الشاعر ، می جادرا ، أي أم قيس ( الحمة ) عاش في القرن الثاني م . كان سوريا وتكلم الآرامية وعرف الفينيقية ونظم الشعر باليونانية . والشاعر فيلوديموس ، والشاعر يمليخوس من عنجر ( خالكيس ) ، الذي كان يقيم في الحمة ( ٣٣٠ م ) . ومن العلماء بورفيروس من حوران ، وكان فيلسوفا لغويا . وهكذا كان التطور التاريخي والثقافي في المنطقة قد قطع أشواطا بعيـدة بمساهمة سكانها . وعندما قامت مملكة الغساسنة العربية المسيحية ( بنو جفنة)
من القرن الثالث م ـ القرن السابع م ) كان العرب قد استوطنوا المنطقة مند عصور بعيدة .
من هذا الموجز التاريخي يتضح ارتباط الجولان بسورية الأم ولاسيما بمنطقة دمشـق .
وقد دعا العرب القدماء منطقة الجولان باسم حارث الجولان وباسم الجولان فقط . ويبدو أن هذا الاسم قد اشتق من طبيعة الأرض المرتفعة . وقد ورد اسم الجولان في أشعار فترة ما قبل الاسلام مثل شعر النابغة الذبياني في قولـه :
بکی حارث الجولان من فقد ربـه وحوران منـه موحش متضائل
ومثل شعر حسان بن ثابت في قوله : قد عفـا جـاسـم الـى بيت رأس
فالجوانـي فحـارث الجـولان
ومنطقة الجولان عند العرب تمتد حتى أعماق شواطئ طبرية وواديها وقـد سكنتها القبائل العربية منـذ فترات سحيقـة في التاريخ . وعندما يستعرض المرء الكتاب المقدس وشروحه مع تاريخ يوسوفيوس اليهودي ، الذي عاش في الفترة التي ولد فيها المسيح . يجد أن منطقة الجولان منطقة عربية قامت فيها للعرب مراكز وامارات وأن يهود فلسطين لم يقم لهم فيه أية مراكز نفوذ أو استقرار ، بل أكثر من هذا لـم يعش فيها يهـود قط . وكان النزاع - الذي يحدث حول المنطقة وفيها ، نزاعا بين القوى العربية.
وفي الفترة البيزنطية كانت القبائل العربية التي تسكن منطقة الجولان هي قبائل حوران ومنطقة دمشق ، ومن أهمها قبائـل لخم . وخالط لخم في مساكنها قبائل جهينة وذيبان ، وجماعات من القين ومن كلب والرباب . وكان تجار قريش ، في فترة ما قبل الاسلام ، يرتادون منطقة الجولان للتجارة وغير ذلك . كما كان شعراء شبه الجزيرة يزورون أمراء قبائـل الجولان الذين دان معظمهم بالطاعة لدولة غسان . وكان بعض أمراء دولة غسان يقضون أوقات الشتاء والربيع في منطقـة الجولان ، ويبدو أنهم قد عمروا فيها بعض القصور والمنازل الكبيرة .
وفي القرن السابع ، عندما قامت الفتوحـات العربية الكبرى ، أصبحت منطقة الجولان مسرحا للعمليات العسكريـة التي سبقت معركـة اليرموك ، ثم لعمليات اليرموك ذاتها . وقد أدت هذه العمليات الى سحق القوة العسكرية البيزنطية في سورية وبالتالي الى فتح مدينة دمشق ، وكانت عروبة منطقـة الجولان ومعرفة كثير من رجالات الجيش العربي الاسلامي ، بالمنطقة من قبل من الاسباب الرئيسية التي مكنت قوات الثورة الاسلاميـة من سحق قوات بيزنطة وتحرير بلاد الشام •
وبعدما فتح العرب المسلمون بلاد الشام كلها قاموا بتقسيمها إلى خمسة أقسام ، دعي كل قسم منها باسم جند . وهي جند الاردن ، جند فلسطین ، جند دمشق ، جند حمص ، وجند قنسرين . وبهـذا التقسيم أصبحت منطقـة الجولان احدى مناطق جنـد دمشق وعلى هذا فان تاريخ الجولان في الاسلام جزء من تاريخ دمشق لايتجزأ عنه .
واشتهر في الجولان عدة بلدان أهمها : بانياس ، جاسم ، فيق ، الاقحوانة طيرية ، واعتبرت بانياس أهم مدن جبل الجولان ، وذلك لحصانتهـا وكثرة خيراتها من فواكه وحوامض وخضار ولان فيها « میاد تابعة غزيرة » . وقد قام قرب بانياس قلعة حصينة دعيت باسم « الصبيبة » ، ومن بانياس مع قلعتها تكون في فترة الحروب الصليبية خط الدفاع الأول عن دمشق . وقد بقيت هذه القلعة مع منطقة الجولان في أيدي العرب طوال فترة الحروب الصليبية ، ما عدا فترة تقل عن السنوات الخمس • ففي سنة ( ٥٢٠ ه ـ ۱۱٢۷ م ) أقطع طغتكين حاكم دمشق « ثغر بانياس » بهرام داعي دعاة جماعة الحشيشية الاسماعيلية في بلاد الشام . وفي سنة ( ٥٢٣ ه ـ ۱۱۲۸ م ) حدثت في دمشق فتنة أدت الى مذابح كبيرة بين صفوف الحشيشية . فاضطر هذا قائد حامية بانياس الى المهرب الى داخل الأراضي التي احتلها الفرنجـة الصليبيون . وهكذا تمكن الصليبيون من الاستيلاء على بانياس . وهناك حشدوا قواتهم وجربوا منازلة دمشق واحتلالها لكنهم أخفقوا ، وكان أن قام بورى حاكم دمشق في سنة ( ٥٢٧ ه – ۱۱۳۲ م ) بالهجوم على بانياس ، فاستطاع استردادها الفرنجة ، وعادت بانياس لتقوم بوظيفة الخط الأول لحماية دمشق ، نقطة تجمع وحشد للجيوش العربية في عمليات تحرير فلسطين من الصليبين مع عملیات انجاد مدن الساحل اللبناني