سيادة الرئيس حافظ الأسد يرفع العلم في سماء القنيطرة بعد تحريرها.
العَلم العَربي في سَمَاء القنَيطرة:
كلِمَة السَّيّد الرئيس حَافِظ الأسَد ان الكلمات جميعها عاجزة عن وصف هذه المناسبة .
أستطيع أن أقول باختصار أن إرادة الشعب لا يمكن أن تقهر وأن الوطن فوق كل شيء وعلينا أن تستمر بالاعداد لطرد العدو من كل شبر من أرضنا العربية المحتلة .
أنا متفائل بالنصر ومتفائل بالمستقبل وواثق من أن أية قوة على هذه الارض لن تستطيع أن تمنعنا من استرجاع حقوقنا كاملـة .
ان هذه الجماهير التي نراهـا تملـك الاستعداد للتضحية وكل الاستعداد للبذل من أجل تحقيق ارادتها في تأكيد حرية جماهيرنا في هذا القطر وفي الوطن العربي .
سيبقى شعبنا في هذا القدر نبراسا للامة العربيـة . .
وسيبقى رمزا للتضحيـة ..
وستبقى هذه الجماهير أبدا النـور الساطع من أجل الحريـة ..
من أجـل تحرير الوطن ..
ومن أجل كرامـة الامة العربيـة .
سيادة الرئيس حافظ الأسد يحيي العلم بعد رفعه في سماء القنيطرة.
مقدمة:
في ٢٦ حزيران ١٩٧٤ رفع الفريق حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية والقائد العام للجيش والقوات المسلحة " العلم " على مدينة القنيطرة المحررة وسط تظاهرة شعبية لم تشهد البلاد مثيلا لها .. ذلك أن تحرير القنيطرة عاصمة الجولان يعني اشياء كثيره .. ويرمز إلى اشياء اكثر .. انه يعني كسر الارادة الصهيونية التي ما فتئت تقول انها لن تتراجع عن شبر واحد من الجولان .. وانه يعني بداية الزحف العربي لتحرير ما تبقى من تراب الوطن الذي مازال الغزاة الاسرائيليون يدنسونه باحتلالهم البغيض ..
اجل لقد ارتفع العلم العربي السوري في سماء القنيطرة بعد سبع سنوات عجاف بذل فيها شعبنا وجيشنا كل جهد وكل تضيحة من أجل هذا اليوم المجيد .. ولعل كل زائر للقنيطرة يتوقف ، على مساحة عدة كيلو مترات منها ، ليتأمل مقبرة الشهداء الواقعة على يمين الطريق وليصلي على شهدائنا الذين بذلوا دماءهم رخيصة في سبيل الواجب .. ومنهم رجال لم متعرف أسماءهم ، هم أبناء الشآم الخالدة .. أبناء سورية المناضلة .. وأرجو لكل انسان يزور القنيطرة ألا يفاجأ بما صنعه الاسرائيليون من دمار في مدينتنا الغالية لأن هذا من طبعهم ومن خصالهم .. انهم أبعد الناس عن الحضارة التي يزعمون أنهم جاؤوا من كل بلاد الدنيا لينقلوها الينا .. لقد قرأت كل تاريـخ الحروب والملاحم والعمليات والمواقع والمعارك فلم احـد وحشية وهمجية وحقدا كوحشية الاسرائيليين وهمجيتهم وحقدهم .. ان من يدخل الجوامع والكنائس ويتغوط بها ثم يمسح قذارته بورق المصاحف والاناجيل ، من المحال أن تكون له أية صلة بالاديان السماويـة ، لأن الصهيونية شوهت كل شيء . . حتى انها زينت له هـذا الصنيع القبيح الـذي لم يستنكره كبير الحاخامين في الجيش الإسرائيلي . وان من يدخل مقبرة ويعبث بالجثث ويقتلع منها الاسنان الذهبية ويسلبها ، لا يمكن في أي حال من الاحوال ان يمت الى الانسانيـة والحضارة بصلة .. انه وحش في صـورة انسان انه عدو الانسانية اللئيم ولصها الاثيم وان من يجعل من المستشفى ميدانا للرمي على اختلاف أنواعه ، هو انسان تخلی مختارا راضيا عن كل مابريطـه بالانسانيـة .
وانني لأرجو من كل قلبي ان يتمكن كل العرب ، بل كل سكان العالم من زيارة هذه المدينة الشهيدة ليروا بأم أعينهم كيف يحقد الاسرائيليون على الحجارة العربية وعلى البناء العربي .. وعلى الأشجار العربية انهم أعـداء الحضارة بكل معنی الكلمة كما أتمنى ان يزور المدينة اطفالنا كلهم في المستقبل ، .. ليروا سلوك أعداء الإنسانية الصهاينة ، في المدن والقرى التي يحتلونها ، وترافقهم هذه الرؤية حتى يبلغوا أشدهم ، ليدافعوا عن وطنهم بشراسة ورجولة اذا ماحل به اي عدوان .. والموت في ساحة الوغى أسهل بكثير من حياه الذل في كنف الاحتلال الاسرائيلي المقيت .. .. . لقد اجتزنا في حرب تشرين التحريرية بقيادة الرئيس الاسد حاجز الخوف وحطمنا اسطورة الجندي الاسرائيلي الـذي لا يقهر... وسنقاتل في المستقبل قتالا افضل وأشد أيضا .. والى أن يتحرر التراب الوطني بأسره ، وتزول عن القنَيطرة غيوم الكآبة والحزن ، عندما يعود أهلها وقراها ومزارعها ومواشيها اليهـا
ولينصرن الله من ينصره، ان الله لقوي عزيز.
اللواء الركن
مصطفى طلاس