مترنيخ (كلمنس)
Metternich (Klemens-) - Metternich (Klemens-)
مترنيخ (كلمنس ـ)
(1773 ـ 1859)
كلمنس فنزل لوتار مترنيخ Clemens Wenzel Lothar Metternich سياسي نمساوي شهير، وُلد في مدينة كوبلنز Coblenz في مقاطعة راينلاند Rhineland الألمانية، وهو الابن الأكبر لكونت فون مترنيخ الذي ينتسب إلى العائلات الارستقراطية الألمانية التي تنتسب بدورها إلى رجالات الامبراطورية الروماينة المقدسة، وإلى أسرة هابسبورغ Habsburg الحاكمة في أوربا.
تشبع في فتوته وفترة تعليمه الأولى بالأفكار الارستقراطية السياسية والاجتماعية المحافظة التي كان يدعو إليها كل من س.ج. كوخ C.G. Koch في ستراسـبورغ، ن. فوغـت N. Vogt في مينز Mainz وهي التي كانت تناهض الأفكار التحررية في أوربا، ودعم وضعه الاجتماعي بالزواج بحفيدة المستشار النمساوي فنزل أنطون فون كاونيتز Wenzel Anton von Kaunitz. بدأ حياته السياسية سنة 1801 سفيراً للنمسا في ألمانيا، وفي سنة 1806 سفيراً في فرنسا، وتدرج في مناصب الإدارة الخارجية النمساوية وصولاً إلى منصب وزير الخارجية الذي شغله نحو أربعين سنة (1809 ـ 1848)، وفي أثنائها كان أبرز رجالات السياسة الأوربية لدرجة دعت بعض المؤرخين الألمان إلى تسمية الفترة التي ظهر فيها باسم «عصر مترنيخ».
وبناء على نظرته السياسية المحافظة عمل مترنيخ دائباً للإبقاء على توازن القوى السياسية في أوربا عن طريق المحالفات والاتفاقات على تقاسم مناطق النفوذ داخل القارة وخارجها، ودعا الحكومات الأوربية إلى قمع الأنشطة القومية والمحلية ذات الطابع الشعبي، واستخدم جميع الوسائل المتاحة لتحقيق ذلك وخاصة الاعتماد على شبكة هائلة من العيون والجواسيس في جميع الدول الأوربية لإبلاغه بتطوراتها السياسية الداخلية على وجه الخصوص.على أن العلاقة الخارجية التي ميزت عهده كانت العلاقة مع رجالات الثورة الفرنسية[ر] وخاصة نابليون بونابرت[ر] الذي خطب له سنة 1810 الأرشيدوقه ماري لويز ابنة امبراطور النمسا، كما حالفه عام 1812 ضد روسيا القيصرية التي عدّها مترنيخ أكثر خطراً على النمسا من أطماع نابليون، على الرغم من مواقف الدول الأوربية الأخرى المعارضة، وقد أثمرت الجهود الأوربية بعد فترة وجيزة عن إقناع مترنيخ بخطر نابليون إثر لقاء درسدن Dresden ومؤتمر براغ للسلام. وترأس مترنيخ بناء على ذلك قوى التحالف الأوربية المناهضة لنابليون بعد أن منحه الامبراطور النمساوي رتبة أمير في تشرين الثاني/نوفمبر 1813.
لم تفلح القوى التي حشدتها أوربا - على شكل ثلاثة تحالفات - بزعامة مترنيخ في التصدي لجيوش نابليون حتى قيام التحالف الرابع الذي هزم نابليون في معركة لايبزيغ (معركة الأمم تشرين الأول/أكتوبر 1813)، وهي المعركة التي أسفرت عنها مقررات مؤتمر ڤيينا التي جاءت ترجمة لكل مايؤمن به مترنيخ من ترتيب البيت الأوربي، على نحو يضمن بقاء الأنظمة الحاكمة على حالها وسيطرتها أحياناً على أقاليم مختلفة عنها في القومية واللغة، وخاصة في إيطاليا وألمانيا وبولونيا، وهي الحال التي أدت إلى يقظة القوميات وتفاقم الأحداث والمشكلات في كل من فرنسا وبلجيكا وبولونيا في السنوات 1830-1834، ولما عجز مترنيخ عن صّد بوادر وصول الثورة إلى النمسا، لجأ تحت الضغط الشعبي إلى إنكلترا سنة 1848 لمدة ثلاث سنوات، ثم عاد بعد هدوء العاصفة إلى ڤيينا مبتعداً عن ممارسة السياسة إلى أن توفي في المدينة التي أحبها.
مفيد رائف العابد
Metternich (Klemens-) - Metternich (Klemens-)
مترنيخ (كلمنس ـ)
(1773 ـ 1859)
كلمنس فنزل لوتار مترنيخ Clemens Wenzel Lothar Metternich سياسي نمساوي شهير، وُلد في مدينة كوبلنز Coblenz في مقاطعة راينلاند Rhineland الألمانية، وهو الابن الأكبر لكونت فون مترنيخ الذي ينتسب إلى العائلات الارستقراطية الألمانية التي تنتسب بدورها إلى رجالات الامبراطورية الروماينة المقدسة، وإلى أسرة هابسبورغ Habsburg الحاكمة في أوربا.
تشبع في فتوته وفترة تعليمه الأولى بالأفكار الارستقراطية السياسية والاجتماعية المحافظة التي كان يدعو إليها كل من س.ج. كوخ C.G. Koch في ستراسـبورغ، ن. فوغـت N. Vogt في مينز Mainz وهي التي كانت تناهض الأفكار التحررية في أوربا، ودعم وضعه الاجتماعي بالزواج بحفيدة المستشار النمساوي فنزل أنطون فون كاونيتز Wenzel Anton von Kaunitz. بدأ حياته السياسية سنة 1801 سفيراً للنمسا في ألمانيا، وفي سنة 1806 سفيراً في فرنسا، وتدرج في مناصب الإدارة الخارجية النمساوية وصولاً إلى منصب وزير الخارجية الذي شغله نحو أربعين سنة (1809 ـ 1848)، وفي أثنائها كان أبرز رجالات السياسة الأوربية لدرجة دعت بعض المؤرخين الألمان إلى تسمية الفترة التي ظهر فيها باسم «عصر مترنيخ».
وبناء على نظرته السياسية المحافظة عمل مترنيخ دائباً للإبقاء على توازن القوى السياسية في أوربا عن طريق المحالفات والاتفاقات على تقاسم مناطق النفوذ داخل القارة وخارجها، ودعا الحكومات الأوربية إلى قمع الأنشطة القومية والمحلية ذات الطابع الشعبي، واستخدم جميع الوسائل المتاحة لتحقيق ذلك وخاصة الاعتماد على شبكة هائلة من العيون والجواسيس في جميع الدول الأوربية لإبلاغه بتطوراتها السياسية الداخلية على وجه الخصوص.على أن العلاقة الخارجية التي ميزت عهده كانت العلاقة مع رجالات الثورة الفرنسية[ر] وخاصة نابليون بونابرت[ر] الذي خطب له سنة 1810 الأرشيدوقه ماري لويز ابنة امبراطور النمسا، كما حالفه عام 1812 ضد روسيا القيصرية التي عدّها مترنيخ أكثر خطراً على النمسا من أطماع نابليون، على الرغم من مواقف الدول الأوربية الأخرى المعارضة، وقد أثمرت الجهود الأوربية بعد فترة وجيزة عن إقناع مترنيخ بخطر نابليون إثر لقاء درسدن Dresden ومؤتمر براغ للسلام. وترأس مترنيخ بناء على ذلك قوى التحالف الأوربية المناهضة لنابليون بعد أن منحه الامبراطور النمساوي رتبة أمير في تشرين الثاني/نوفمبر 1813.
لم تفلح القوى التي حشدتها أوربا - على شكل ثلاثة تحالفات - بزعامة مترنيخ في التصدي لجيوش نابليون حتى قيام التحالف الرابع الذي هزم نابليون في معركة لايبزيغ (معركة الأمم تشرين الأول/أكتوبر 1813)، وهي المعركة التي أسفرت عنها مقررات مؤتمر ڤيينا التي جاءت ترجمة لكل مايؤمن به مترنيخ من ترتيب البيت الأوربي، على نحو يضمن بقاء الأنظمة الحاكمة على حالها وسيطرتها أحياناً على أقاليم مختلفة عنها في القومية واللغة، وخاصة في إيطاليا وألمانيا وبولونيا، وهي الحال التي أدت إلى يقظة القوميات وتفاقم الأحداث والمشكلات في كل من فرنسا وبلجيكا وبولونيا في السنوات 1830-1834، ولما عجز مترنيخ عن صّد بوادر وصول الثورة إلى النمسا، لجأ تحت الضغط الشعبي إلى إنكلترا سنة 1848 لمدة ثلاث سنوات، ثم عاد بعد هدوء العاصفة إلى ڤيينا مبتعداً عن ممارسة السياسة إلى أن توفي في المدينة التي أحبها.
مفيد رائف العابد