تويت
ويجسد المعرض حواراً بصرياً بين الماء والضوء باستخدام مجموعة من المواد البسيطة، وغير المعقدة لتوظيف أنماط الضوء، التي تقدم لمحات سريعة ومميزة في العالم الطبيعي، يهدف المعرض إلى تشجيع الجمهور على إعادة النظر بعلاقتهم مع العالم الطبيعي، في محاولة لنقل المشاهد إلى العالم، الذي تعيشه كريس وشغفها الكبير بالماء والضوء.
واستلهمت كريس معرضها الجديد من إعجابها الشديد بتغير شكل النهر المحاذي لمنزلها في مدينة كيمبردج شاير البريطانية، ويركز المعرض على أهم العناصر الطبيعية؛ وهي الماء والضوء، لأنها ترسم نوعاً من أوجه التشابه بين المسطحات المائية المنتشرة في مناطق جغرافية متباعدة.
انسجام واتزان
«البيان» التقت الفنانة كريس وود، التي تحدثت عن أعمالها، قائلة: يحتفي المعرض بالانسجام والاتزان بين الضوء والماء، ويتم عرض التداخل بين هذين العنصرين خلال المعرض، سواء أكان ذلك تداخلاً طبيعياً، من خلال وجود الماء والضوء في الطبيعة، أو من خلال أساليب قمت بإضافتها لهذا التداخل في المعرض.
وأضافت: يؤثر الضوء والماء على كل جوانب الحياة على كوكب الأرض، على المستويين الجزئي والكلي، ووجودهما يؤكد أنهما مهمان للحياة والغطاء النباتي، وعلى أبسط الأمور فهما يؤثران على مزاجنا أيضاً. من دون الماء والضوء نحن لا نملك شيئاً. أشعر بالامتنان لهذه الفرصة لصنع والتقديم هذا العرض المرئي، والذي فتح مجالاً لتفاعل هذين العنصرين معاً.
ويسلط المعرض الضوء على شغف كريس بالمواد، التي تبرز جمال الضوء، من خلال مجموعة من التداخلات البصرية، كما تعكس هذه الأعمال استخدام وود للمرشح ثنائي الضوء، الذي لا يحتوي على أي من أنواع الطلاء، غير أنه يشكل غطاء بصرياً يعكس الأطوال الموجية للضوء، ما يسمح للأطوال الموجية المتبقية باختراق المرشح وإظهار أشكال وخيالات متعددة الألوان.
وتتحول هذه التأثيرات من الحالة العاكسة؛ مثل سطح المرآة، إلى خيالات مليئة بالألوان حسب زاوية الضوء، ومكان النظر إليها.
كما يضم المعرض مجموعة من الأعمال التجريبية للفنانة كريس، والتي تستند إلى روعة الماء والضوء ومزاياهما البصرية غير المعروفة والمهمشة في غالب الأحيان، ويشكل الماء أحد العناصر، التي نشأت مع تكون الأرض قبل مليار عام، إذ تنوع استخدامه على مر التاريخ ما يجعله العنصر الأساسي لحياة الإنسان، إلى جانب كونه وسيلة علاجية.
كما يمثل الماء حلقة الوصل بين البشر وتحافظ على وجودهم، وتسعى كريس من خلال المعرض إلى إظهار أشكال غير معروفة للماء تمنحها هويةً ومفهوماً جديداً. ويتبادر إلى ذهن المشاهد منظر المد والجزر في البحر حينما يتفاعل الضوء مع كل عمل فني، إلى جانب حركة مصبات الأنهار وارتفاع منسوب الأنهار وانخفاضه مع تغير الفصول.
وإلى جانب معرض انسياب الضوء، كلفت كريس وود، بصنع عمل تركيبي خاص بالمعرض لوضعه في جزيرة النور بصورة دائمة، والتي تحتضن بيت الفراشات المذهل، ويكتشف العمل التركيبي، الذي يحمل عنوان «رفرفة» مسارات هجرة بعض أنواع الفراشات، حيث تصور رحلتها في خطوط متعرجة من الألواح البصرية ثنائية اللون، كما يقدم العمل الفني أنماطاً مختلفة من الأضواء الملونة، التي تتغير على مدار اليوم، فهي تعكس التحول المجازي والعمر القصير لهذه الفراشات.
ويتضمن العمل رسالة مخفية، تعكس رحلة هجرة الفراشات المرسومة، وتستخدم تقنيات التشفير الثنائية لإبداع ترتيب رفرفة الأجنحة ثنائية اللون، حيث جسدت كريس رحلة الفراشات المذهلة، التي تمتد لمسافة 9000 ميل بشكل رائع، من خلال نمط التصميم المميز للمنحوتة.