فيلم True Spirt ي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيلم True Spirt ي

    فيلم True Spirt يعرض القصة الحقيقية لابحار الفتاة الاسترالية جيسيكا حول العالم

    معد فياض

    في طفولتها تقرر الطفلة الاسترالية جيسيكا واتسون القيام برحلة بحرية تدور فيها حول العالم، متخطية المحيطات والبحار بعواصفها وامواجها واهوالها وتبدأ تهيء نفسها لان يكون هذا لحلم حقيقة، فتستعين بمدرب اجبرته باصرارها على الموافقة بتدريبها، وعندما تبلغ هذه الطفلة السادسة عشر من عمرها، تجد نفسها انها مهيأة للانطلاق برحلتها الخطيرة، وبدعم من عائلتها، خاصة والدتها، بالرغم من معارضة الحكومة الاسترالية كونها دون السن القانوني وما زالت طفلة.

    القصة الحقيقية لرحلة (السيدة الوردية) او (بنك ليدي)، وهو اسم الزورق الشراعي البسيط الذي ابحرت فيه جيسيكا حول العالم، وتم تسجيلها والاعتراف بها باعتبارها بحارة أسترالية وحصلت على وسام أستراليا بعد محاولتها الإبحار العالمي الفردي في سن السادسة عشرة،

    تحول الى فيلم سينمائي حمل عنوان "الروح الحقيقية" True Spirt، الذي شارك بكتابته سارة سبيلان وكاثي راندل وربيكا بانر، واخراج سارة سبيلان، ولعبت الممثلة تيجان كروفت دور جيسيكا، حيث تم انتاجه واطلاقه للعرض على شبكة نيتفليكس Netflixفي شهر فبراير 2023.

    تبدأ القصة الحقيقية ، عندما كانت جيسيكا واتسون وهي بعمر التسع سنوات تحلم بأن تصبح أصغر شخص يبحر حول العالم بدون توقف وبدون مساعدة ، مما يعني أنها يجب أن تبحر بمفردها ولا ترسو في أي ميناء على طول الطريق. لكنها تنطلق في رحلتها وهي بعمر الـ 16 سنة في رحلة من المقدر أن تستغرق 200 يوم ، ويجب عليها عبور خط الاستواء وجميع خطوط الطول. يتكون فريقها من والديها ، وثلاثة من أشقائها ، ومدربها بن براينت (كليف كيرتس) وهو بحار سابق ومتنافس. عندما كانت على متن قاربها ، السيدة الوردية ، تتواصل جيسيكا مع الفريق عبر الهاتف عبر الأقمار الصناعية.

    في جولة تجريبية ، صدم قارب جيسيكا سفينة شحن انحرفت عن مسارها. لم تلاحظ السفينة القادمة لأنها نسيت تشغيل نظام التنبيه الخاص بها قبل الذهاب إلى الفراش. يثير الحادث شكوكًا بين وسائل الإعلام حول ما إذا كانت جيسيكا تستطيع تحقيق هدفها بأمان. يشعر والداها بالقلق أيضًا ، لكنهما يواصلان دعم طموحاتها. والفيلم استعرض طفولة مختلفة لفتاة تنتمي لأسرة غير تقليدية تعشق السفر، حيث عاشت عامين في منزل متنقل، ثم استقرت في مدينة ساحلية في أستراليا، لتقع الفتاة في غرام البحر. وتألقت الممثلة أليلا براون في دور الطفلة جيسيكا وقدمت أداء يظهر قوة شخصيتها، كما قدمت تيجان كروفت أداء رائعا للفتاة جيسيكا، واستطاعت أن تنقل لحظات الشعور بالوحدة والخطر، وأن تخطف القلوب بينما تقاوم وحشية أمواج المحيط الشاسع وحدها في ظلمة الليل.

    تنطلق جيسيكا في عام 2009 في رحلتها من سيدني ، أستراليا ، وتسير الأمور بسلاسة حتى تواجه أول عاصفة كبيرة لها. قررت جيسيكا أن تتخلص منها ، تخفض شراعها وتنسحب إلى مقصورتها. كانت الأمواج عنيفة لدرجة أنها فقدت وعيها ولم تستيقظ حتى صباح اليوم التالي. يخشى والداها من إصابتها بارتجاج ، لكن جيسيكا تؤكد لهم أنها بخير وتواصل رحلتها.

    يمر اسبوع لا تحدث خلاله رياح ويظل قارب جيسيكا ثابتًا. خلال هذا الوقت ، تعاني من الاكتئاب والوحدة. لديها جدال محتدم مع بن وتذكره بقسوة أنه أثناء المنافسة في كأس الألفية النيوزيلندية ، عندما توفي أحد أفراد طاقمه تحت إمرته، وهذا الحادث ليس حقيقيا لكنه اضيف لاسباب درامية،. استقال بغضب من المشروع ردا على ذلك. لكن والدة جيسيكا لاتنقطع عن تشجيع ابنتها المحبطة على رفع معنوياتها من خلال غناء أغنية "Starman" لديفيد بوي بينما تنظر إلى ألمع نجم في السماء.

    تعود الريح وتواصل جيسيكا رحلتها. اقتربت في النهاية من أستراليا وتبعد حوالي ألف ميل عن سيدني. قبل أن تتمكن من الوصول إلى المنزل ، واجهت ثلاث عواصف تندمج. يعود المدرب بن وينصحها بتغيير المسار ، وتتخلى فعليًا عن طوافها الرسمي، اي ان تستسلم وتتراجع عن تحقيق حلمها بعد كل ما عانته في الرحلة حفاظا على حياتها، فالمهم هو ان تعود حية لبيتها واهلها، وعندما تسال امها حول ما يجب ان تفعله، تقول لها هذا اختيارك وانت من تقررين ذلك، وهنا ترفض جيسيكا بشدة الاستسلام وتختار تحدي العاصفة القوية. أثبتت العاصفة أنها أكثر عنفًا من العاصفة السابقة فينقلب زورقها" السيدة الوردية" وتندفع 15 قدمًا (4.5 متر) تحت الماء. يؤدي هذا إلى إطلاق منارة تحديد موقع الطوارئ بالقارب ، ويخشى الفريق من غرق جيسيكا.

    ومع ذلك ، عادت السيدة الوردية إلى الظهور. تخبر جيسيكا عائلتها أنها والقارب بخير. ولم يكن انقلاب المركب هو التضحية الوحيدة التي قدمتها جيسيكا خلال رحلتها، إنما قضاء 210 أيام بين المياه في وحدة كاملة لا يربطها بالبشر سوى مدونتها وتعليقات المتابعين لرحلتها، واتصالات متقطعة مع أسرتها ومدربها.

    عادت جيسيكا إلى ميناء سيدني ، بعد 210 أيام من مغادرتها. فريقها وحشد المتفرجين هناك للترحيب بعودتها الى وطنها، وقد نتسائل: لماذا اختارت جيسيكا الابحار بقارب صغير ولم تبحر بقارب أكبر؟ الفيلم، او القصة الحقيقية يستعرض الموضوع المادي او الاقتصادي، فالرحلة مدعومة من جهة تطوعية متواضعة وهذه الجهة هي من قامت بصيانة القارب بعد اصطدامه بسفينة كبيرة خلال الرحلة التجريبية، ثم ان قيمة التحدي تكمن في صمود القارب الصغير(السيدة الوردية) بوجه اعتى الامواج، ولو كان من الحجم الاكبر لتحطم، هذا ما يظهره جزء من حوار الفيلم على لسان جيسيكا ذاتها.

    فيلم True Spirt لا ينطلق من مبدأ عرض او تمجيد البطولة الفردية بل ركز على ثيمة اصرار الطفلة جيسيكا لتحقيق حلمها مهما كانت المخاطر، وهي لم تغامر بلا حسابات اة مخططات مسبقة، بل تدربت على الابحار منذ طفولتها وتلقت تعاليم اكاديمية وعملية من مدربها، وبالتالي هو تحفيز الشباب على عدم التنازل عن طموحاتهم مهما كانت صعبة، كما ان القصة الحقيقية والفلم المنتج لم يقدما بطلة خارقة ذات قوة جسمانية مبالغ بها، فالفتاة طبيعية ولها قوتها الشخصية وذكائها وايضا نقاط ضعفها وهذا ما اظهرته في نوبات البكاء والشعور بالوحدة واليأس احيانا، وهذه هي العوامل ذاتها التي دفعتها للصمود ومواصلة رحلتها، وهذه رسالة واضحة مفادها ان القوى الجسدية الخارقة مجرد مظهر لقوى غير محدودة تكمن في داخل الإنسان، وهي متاحة لكل فرد يقرر اكتشافها، وإخراجها إلى الوجود شريطة أن يتمتع بالإرادة .

    تكشف الخاتمة أن جيسيكا حصلت على لقب أفضل شابة أسترالية لعام 2011 . قصة جيسيكا واتسون [حقيقية](https://www.jessicawatson.com.au/about) وقد روت كل لحظة فيها بنفسها أثناء حدوثها عبر مدونة على شبكة الإنترنت، كما نقلتها وسائل الإعلام الأسترالية عام 2009، واصدرت كتابين عن رحلتها على الرغم من إصابتها بعسر القراءة. وتعد فكرة دعم الأسرة لابنتها قبل الرحلة وفي أثنائها من أهم الأفكار التي تعادل في إلهامها شخصية جيسيكا واتسون نفسها، إذ كانت الأسرة يدا واحدة مع الابنة دائما متضامنة بلا شروط ومحبة وداعمة في كل القرارات حتى تلك التي لا يوافق عليها أحد أفرادها، فالأخت الكبرى تدير مدونة شقيقتها، والصغرى تتولى أمر البيانات الإعلامية، بالإضافة إلى المتابعة على مدار الساعة للفتاة في البحر.

    رغم الصعوبات وإمكانية الانسحاب لأسباب تتعلق بظروف الإبحار والسن، لم تنسحب جيسيكا وقدمت أول رحلة لفتاة لم تبلغ الـ18 تدور في أنحاء العالم، بينما يواجهها الإعلام ويشكك في قدرتها ويهاجم والديها لسماحهم لها بتلك المغامرة. وجاءت شخصية المراسل الصحفي لتصوّر شخصا يحمل ضغينة شخصية ويتصيد الأخطاء بشكل ما، وقد صوره الفيلم حتى على مستوى الأداء كشخص معاد للنجاح، لكن التحول الذي أحدثه نجاحها في موقفه كان هائلا إذ ابتسم أخيرا بعد أن صافحت الفتاة رئيس الوزراء الأسترالي.

    ويعود الإقبال الجماهيري على مشاهدة أفلام من هذا النوع لأسباب مركبة، فبالإضافة إلى الإتقان والحرفية العالية في صناعة العمل، يحتاج الجمهور إلى نموذجه الخاص الذي يحلم بالتوحد معه للانتصار على مخاوفه وتجاوز الصعوبات في حياته.
يعمل...
X