لورانس وفيفيان : الحب والجنون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لورانس وفيفيان : الحب والجنون

    لورانس وفيفيان : الحب والجنون

    كانت في العشرين من العمر حين شاهدت فيفيان لي الممثل لورانس أوليفيه على المسرح وقالت لصديقتها
    " سأتزوج هذا الرجل "
    " ولكنك متزوجة "
    قالت لها صديقتها،
    فأجابت
    "لا يهم "
    كان لورانس أوليفيه في الثامنة والعشرين من عمره حين ابصر فيفيان لي لأول مرة ،وكان مشهورا كنجم مسرحي وسينمائي ومتزوجا من نجمة مشهورة هي جيل اوزموند التي كانت ابنة نجمين انكليزيين شهيرين ايضا،
    اما فيفيان لي فقد كانت في الثانية والعشرين من عمرها ،ممثلة ناشئة وكانت قد تزوجت في التاسعة عشرة من عمرها من محام يكبرها احد عشر عاما ،وكان لديها طفلة تبلغ العامين من العمر في العام ١٩٣٦، العام الذي شهد لقاءهما الاول والذين قيل انه كان كافيا لانجذابهما نحو بعضهما ، ولقد احس كل منهما بالكارثة ، كارثة ان يحب رجل متزوج امرأة متزوجة ،وهو امر وفقا للأخلاقيات السائدة كان سيفقدهما بعضا من جمهورهما..
    حتى في هوليوود لا احد يحب حكايات غرام الرجال المتزوجين ..انذاك !
    وتواطأ كلا العاشقين على الاحتفاظ ببذرة الغرام تحت نواة الصداقة الشائعة حتى انهما صارا يذهبان معا كعائلتين في رحلات سياحية معا
    غير ان شراكتهما معا في بطولة فيلم Fire On England والذي مثلا فيه دور عاشقين طوح بقصة الحب من الشاشة الى فضاء الفضيحة
    تلا ذلك تمثيلهما معا على المسرح دوري هاملت واوفيليا في مسرحية شكسبير والتي لاقت نجاحا كبيرا وصارخا ،فقد كانت مشاعر الحب بين البطلين اكثر حرارة مما قصدها شكسبير نفسه !
    لم يعد مهما ما تقوله الصحافة بالنسبة لهما فقد وقعت الكارثة وصار لزاما عليهما فك الارتباط كل مع زوجه تداركا للاتهام بوصمة الخيانة التي ستنال كثيرا من جماهيريتهما، غير ان تعقيدات الطلاق احتاجت لأكثر من ثلاث سنوات ،كانا يلعبان خلالها لعبة الاستغماية مع شريكيهما الرسميين
    فحين ذهب أوليفيه الى هوليوود عام ١٩٣٨ لأداء البطولة في فيلم مرتفعات ويذرنج لم تطق فيفيان لي البقاء في إنكلترا فلاحقته وشاءت الصدفة ان تنال هي الاخرى دور سكارليت اوهارا في فيلم ذهب مع الريح الذي فاق عند عرضه نجاح مرتفعات ويذرنج ما جعل أوليفيه يشعر بالغيرة منها
    استطاعا بمشقة الحصول على الطلاق عام ١٩٤٠ ولَم تمض ايّام الا وأعلنا زواجهما في نفس العام الامر الذي أعاد ثقة الجمهور بهما
    أرادا بعد ذلك ان يقدما كزوجين شكسبير ثانية في (روميو وجوليت ) لكنها لاقت عند عرضها فشلا ذريعا
    كانت الحرب العالمية الثانية قد اندلعت وتطوع أوليفيه في سلاح الجو البريطاني فيما راحت فيفيان لي تقدم عروضا ترفيهية للمقاتلين في مختلف جبهات القتال وظل تواصلهما بالرسائل وفِي العام ١٩٤٣ قاما معا بتقديم مسرحية هنري الخامس لشكسبير ضمن نشاطات المجهود الحربي الامر الذي انهك فيفيان لي بعد التجوال في ساحات الحرب لتسقط مريضة بالسل ،ثم لتجهض بجنينها بعد مدة قصيرة ولتهوي مذاك في نوبة اكتئاب عميق ،في الحين الذي كان أوليفيه منشغلا بترسيخ مكانته في مسرح لندن والذي كان يعود لمنزلها كل أسبوع لرعاية حالتها الصحية ،كانت لفترة ما مقتنعة بحياتها كربة منزل ، لكن نوبات الاكتئاب كان تراودها كثيرا شوشت حياتها ،تم تشخيص حالتها باضطراب ثنائي القطب وتم التستر على الامر فيما بينها وبين أوليفيه
    لكنها اشتاقت للعمل الفني وشاركت في العام ١٩٤٦ بمسرحية قيصر وكليوباترا ،وفِي العام ١٩٤٨ اصطحبها الى استراليا لغرض جمع التبرعات لإعادة بناء مسرح الاولد فيك في لندن ، وقد حدثت هناك فضيحة ففي الحين الذي كانت فيه فيفيان ترفض صعود احد المسارح في لحظة اكتئاب لوحظ قيام أوليفيه بصفعها الامر الذي دفعها الى الانهيال عليه بالشتائم والصفعات في واحدة من نوبات انفعالها التي ستتكرر
    في ما بعد سيكتب أوليفييه في مذكراته ( لقد فقدت فيفيان في استراليا )
    لكنهما استمرا بالعيش والعمل معا فقد عملت تحت ادارته بطولة مسرحية (عربة اسمها اللذة ) التي مثلتها سابقا في فيلم والتي قالت فيما بعد ان شخصية البطلة في هذه المسرحية اصابتها بالجنون
    في عام ١٩٥٧ حملت لمرة ثانية ثم لم تلبث ان تجهض ما فاقم اضطرابها العقلي فقد شوهدت مرارا تتجول في الحي الذي تسكنه ليلا وهي عارية وقيل انها ربما وجدت مرة في فراش احدهم دون ان تعي وراحت تدخل في نوبات غضب وصراخ بوجه أوليفيه دون ان تتذكر ذلك في اليوم التالي
    في العام التالي اعترفت فيفيان لأوليفيه بانها على علاقة مع ممثل اخر اسمه جاك ميوريفال ،ليرتبط بعدها أوليفيه ايضا بزميلته الممثلة جوان بلورايت وليستمرا بالعيش معا رغم ذلك حتى عام ١٩٦٠ حيث وقع الطلاق رسميا
    ظلت مع جاك حتى رحيلها بالسل عام ١٩٦٧ عن ٥٣ عاما ولكنها قالت قبل رحيلها (انني احلم بحياة قليلة مع لورانس خيرا من حياة طويلة بدونه )
    كان أوليفيه في مقدمة المشيعين وهو يضع الزهور على قبرها وظل بعدها يمارس التمثيل حتى رحيله في العام ١٩٨٩ عن ٨٢ عاما بعد قصور في القلب
    وظل يتذكرها بحب ويتذكر العشرين عاما وهي فترة زواجهما بحنين رغم كل نوبات الجنون التي كان يدفع ثمنها بالصمت والتستر والكتمان .
يعمل...
X