احمد محمد مراد Ahmad ibn Mohammad ibn Murad - Ahmad ibn Mohammad ibn Murad

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • احمد محمد مراد Ahmad ibn Mohammad ibn Murad - Ahmad ibn Mohammad ibn Murad

    احمد محمد مراد

    Ahmad ibn Mohammad ibn Murad - Ahmad ibn Mohammad ibn Murad


    أحمد بن محمد بن مراد

    (998-1026هـ/1590- 1617م)



    هو السلطان العثماني الرابع عشر (1012-1026هـ/1603-1617م) ويعرف بالسلطان أحمد الأول, وهو الابن الأكبر للسلطان محمد الثالث (1595-1603م). ولد في مانيسة. خلف أباه في السلطنة واستمر في الحكم إِلى أن توفي إِثر مرض عضال.

    لم يقتل السلطان أحمد الأول أخاه, للتخلص من منافسته, بل اكتفى بأن أرسله إِلى السرايا العتيقة حيث أقام ليخلفه في الحكم من بعده. ولصغر السلطان عند اعتلائه عرش السلطنة فقد اعتمد على أمّه ثم على كبير طواشية القصر درويش محمد آغا.
    شُغل السلطان أحمد بالحرب على جبهتي فارس وأوربة. ففي الأولى جابه قوات الشاه الصفوي عباس الأول (1587-1629م) الذي احتل أريوان وقارص وهزم الجيش العثمانيَّ بقيادة جغال زاده سنان باشا (1605م) واحتل غنجة وشروان. وكان هذا الانتصار الصفوي مقدمة لاحتلال قوات الشاه عباس بغداد(2 صفر 1033هـ/25 تشرين الثاني 1623م), وقد سهل احتلاله بغداد ثورة بكر اللوباشي فيها على الحكم العثماني واستنجاده بالصفويين, واستمر هؤلاء في حكم بغداد, ودحر القوات العثمانية التي حاولت استرجاعها حتى تمكن السلطان العثماني مراد الرابع (1623-1640) من دحر الصفويين واستعادة بغداد (18 شعبان 1048هـ/25 كانون الأول 1638م) وعرف بفاتح بغداد. ويذكر أن الصفويين لم يتمكنوا, طوال حكمهم بغداد, من احتلال البصرة على الرغم من محاولاتهم ذلك, ولكنهم سيطروا على كركوك والموصل.

    وفي الجبهة الأوربية دار القتال في هنغارية, فاحتل الصدر الأعظم لالا محمد باشا بعد هزيمته في بشتة مدينة غران (أسترغون) في عام 1605, ونصّب العثمانيون حليفهم أمير ترانسلفانية بوكسكاي حاكماً, وأقرّ النمسويون للعثمانيين بهذه الانتصارات والمكاسب في ترانسلفانية وهنغارية وذلك في اتفاقية سيتغاتوروك (وهي المكان الذي يصب عنده نهر سيتغا في الدانوب) وذلك في 11 تشرين الثاني عام 1606, وحصل العثمانيون على تعويضات مالية كبيرة مقابل اعترافهم بلقب امبراطور لملك النمسة, مما جعل الحاكم النمسوي على قدم المساواة مع الحاكم العثماني.

    وواجهت السلطنة في عهد السلطان أحمد الأول اشتداد ثورات الأمراء المتمردين في الأناضول الجلالية, وكانت ثوراتهم قد بدأت في العقد الأخير من القرن السادس عشر, واشتدت في العقد الأول من القرن السابع عشر. وكان من أشهر هؤلاء الثائرين حسين باشا وعبد الحليم اليازجي المعروف بالمصادر التركية بلقب قره يازجي (الأسود), وقد ثار الأول في ولاية كرمان, واستولى الثاني على سيواس وذي القدر. واعتمد الثائرون على قوات من المرتزقة المعروفين بالسكبان, وكانت أسباب هذه الثورات اقتصادية واجتماعية بالدرجة الأولى بسبب الجفاف الذي أصاب الأناضول آنذاك, ونقص الموارد الطبيعية, وازدياد السكان وانتشار البطالة بينهم, يضاف إِلى ذلك أسباب سياسية, فقد قاد هذه الثورات أمراء متنافسون من التركمان والأكراد المتمردين في مناطق الثغور الأولى, حيث التفّ حولهم الفلاحون الفقراء, واتخذت الثورات طابع تمرّد الأطراف على السلطة المركزية.

    وانتشرت هذه الثورات في بلاد الشام, إِذ ثار علي باشا جانبلاط (دمج لكلمتي جان وبولاد وتعنيان بالتركية: النفس الفولاذية), الكردي الأصل, في حلب احتجاجاً على قتل العثمانيين عمَّه حسين باشا والي كلَّس ثم حلب, لعدم مساعدتهم في حرب الصفويين. ودامت ثورة علي باشا في حلب بين عامي 1605و1607, وقد تحالف مع ثائر آخر هو فخر الدين المعني الثاني, أمير الشوف وجبل لبنان(1590-1635) وحاصرت قواتهما, ومعظمها من المرتزقة السكبان من الأناضول, دمشق إِثر الانتصار الذي حققته هذه القوات على العساكر الشامية في موقعة العرّاد (من ضواحي دمشق) في 27 جمادى الأولى 1015/30 أيلول 1606, ولكن الثائرين فكّا الحصار عن دمشق بعد أن دُفع لهما مبلغ من المال, ثم دبّ الخلاف بين الرجلين, فتمكنت السلطنة من هزيمة علي باشا في منطقة مرعش في 27 جمادى الآخرة 1016/19 تشرين الأول 1607, ثم قتلته بعد نحو أربع سنوات, ولجأ من نجا من الأسرة الجانبلاطية إِلى منطقة الشوف حيث أقاموا. ثم تمكنت القوات العثمانية في عهد السلطان مراد الرابع من هزيمة فخر الدين بعد عدة ثورات قام بها, وقتلته عام 1635.

    وشهدت مصر ثورات قام بها العساكر على الحكم العثماني في المدة بين 1589و 1609, وكانت أسبابها اقتصادية بالدرجة الأولى لانهيار قيمة النقد, فتضرر العساكر من أصحاب المرتبات الدنيا في الريف وقاموا بفرض ضرائب إِضافية, عرفت بالطلبة, على أصحاب الأراضي, وحين حاولت الدولة منعهم ثاروا. ومما أعطى ثوراتهم عنفها وشدتها وشعاراتها السياسية, استغلال المماليك الناقمين على العثمانيين لهذه الثورات. وتمكنت السلطنة في عهد السلطان أحمد الأول من القضاء عليها في عام 1609.

    واستطاع العثمانيون تحقيق جملة انتصارات بحرية بقيادة أمير البحر العثماني خليل باشا, فقد انتصر الأسطول العثماني على أسطول فلورنسة ومالطة في مياه قبرص 1609, ولكن الأسطول العثماني هُزم في ليبانتو 1610. وكانت الحرب البحرية سجالاً.
    دحر الجيش العثماني قوات القوزاق التي هاجمت سينوب, كما أوقفت هجومهم على مولدافية, وتم الصلح بين الطرفين في عام 1617.

    كان السلطان أحمد الأول ميالاً إِلى العدل راغباً في التنظيم, وقد رتب القوانين الإِدارية والتجارية في مجموعة عرفت بـ «قانوننامه». إلا أنه كان ضعيف الإِرادة متردداً في أحكامه وقراراته ورغباته.

    وكانت للسلطان جملة من المآثر مما يدخل في باب التقوى, منها بناء المساجد ومنشآت البرّ والإِحسان, وكان أول من أمر بصنع كسوة الكعبة باصطنبول وكانت إِلى عهده ترسل من مصر, كما اعتنى بالحجرة النبوية بالمدينة وأضرحة البقيع. وأجمل آثاره على الإِطلاق الجامع الذي ابتناه في «آت ميداني» في اصطنبول, ونسب إِليه فسمي «جامع السلطان أحمد» أو« جامع الأحمدية» وعرف كذلك باسم «الجامع الأزرق» لغلبة لون القاشاني الأزرق عليه.



    عبد الكريم رافق

يعمل...
X