متمم نويره
Mutamim ibn Nuwayra - Mutamim ibn Nuwayra
مُتَمِّمُ بن نُويْرةَ
(… ـ نحو 30هـ/… ـ نحو 650م)
متمم بن نويرة بن شداد بن عُبيد ابن ثعَلبة بن يربوع بن حَنْظَلة… يرتفع نسبه إلى مَناة بن تميم. أحدُ الشعراء المخضرمين الفحول، ذكره ابن سلام في طبقاته، ووضعه في رأس طبقة أصحاب المراثي لكثرة ما قال في رثاء أخيه مالك الذي قتل في حروب الرِّدة. أسلم مع أخيه حين وفدت تميم على النبي r وحَسُنَ إسلامه، وعدّه صاحب الإصابة بين صحابة الرسول، على غير ما جاء في أخبار أخيه مالك وتصرفه بصدقات قومه، وارتداده بعد وفاة النبيr.
كُنِّي بأبي نهشل، وقيل أبو رهم أو أبو إبراهيم، ولا تذكر الأخبار التي ترجمت له كثيراً عن حياته إلا ما كان مقترناً بذكر أخيه، ولا تكشف المصادر عن سنة ولادته. ومما جاء عنه أنه أُسِرَ من قبل بني تغلب في الجاهلية خلال إحدى غاراتها على تميم، ومن ثم قيام أخيه باستنقاذه. ولا تذكر الأخبار أن له عقباً أو ولداً، إذ إن الرجل تأخر زواجه بامرأة من المدينة سمّاها هند، وكنّاها في موضع آخر بأم خالد، وكان زواجه قلقاً لأن زوجته لم ترض أخلاقه لشدِّة حزنه على أخيه، وقِلّةِ حَفلِه بها، فطلَّقها وقال في ذلك:
قارب صاحب الأعلام سنة وفاته بنحو 30 للهجرة.
أمضى متمم شطراً كبيراً من حياته في المدينة المنورة، وأكثر أخباره تدور حول تفوقه في غرض الرثاء، مما دفع ابن سلام إلى أن يقول عنه: «بكى متمم مالكاً، فأكثر وأجاد، وفي المقدمة منهنَّ قوله»:
التقى متمم الخليفتين أبا بكر، وعمر رضي الله عنهما، وكان بينه وبينهما حديث، فقد صلى الصبح مرة مع أبي بكر، ثم أنشده حول مقتل أخيه على يد ضرار بن الأزور، مذكراً بظلامته، حسب زعمه، وقال له عمرt: «ما بلغ من جزعك على أخيك؟»، وكان متمم أعورَ - قال: «بكيت عليه بعيني الصحيحة حتى نفد ماؤها فأسْعَفَتْها أخْتُها الذاهبة». وتمثلت عائشة أم المؤمنين في رثاء أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر بقول متمم يرثي أخاه:
شهد بجودة شعر متمم ولاسيما مراثيه عدد كبير من النقاد، وتناقلت مرثيته العينية كتب الأدب لجودتها وبلاغتها وحُسْنِ معانيها، فقال عمر بن الخطاب للحطيئة مرة: «هل رأيت أو سمعت أبكى من هذا؟ فقال لا واللّه، ما بكى بكاؤه عربي قط ولاتبكيه». وتخلل رثاؤه الإشادة بمناقب المرثي وما فيها من كرم وشجاعة وإيثار وغير ذلك من القيم التي تواضع المجتمع على نبلها.
على الرغم من أن أكثر شعر متمم ينصرف إلى غرض الرثاء الذي خص به أخاه فإن شعره لم يخل من الأغراض الأخرى، فتغزل معاتباً حبيبته، ووصف الناقة ومشاهد حيوان الصحراء، وتحدث عن فرسه وسيفه والنَدْمان، وله بعض الأشعار التي تتحدث عن ريب الدهر وما أفنى من الأمم والشعوب.
عبد الرحمن عبد الرحيم
Mutamim ibn Nuwayra - Mutamim ibn Nuwayra
مُتَمِّمُ بن نُويْرةَ
(… ـ نحو 30هـ/… ـ نحو 650م)
متمم بن نويرة بن شداد بن عُبيد ابن ثعَلبة بن يربوع بن حَنْظَلة… يرتفع نسبه إلى مَناة بن تميم. أحدُ الشعراء المخضرمين الفحول، ذكره ابن سلام في طبقاته، ووضعه في رأس طبقة أصحاب المراثي لكثرة ما قال في رثاء أخيه مالك الذي قتل في حروب الرِّدة. أسلم مع أخيه حين وفدت تميم على النبي r وحَسُنَ إسلامه، وعدّه صاحب الإصابة بين صحابة الرسول، على غير ما جاء في أخبار أخيه مالك وتصرفه بصدقات قومه، وارتداده بعد وفاة النبيr.
كُنِّي بأبي نهشل، وقيل أبو رهم أو أبو إبراهيم، ولا تذكر الأخبار التي ترجمت له كثيراً عن حياته إلا ما كان مقترناً بذكر أخيه، ولا تكشف المصادر عن سنة ولادته. ومما جاء عنه أنه أُسِرَ من قبل بني تغلب في الجاهلية خلال إحدى غاراتها على تميم، ومن ثم قيام أخيه باستنقاذه. ولا تذكر الأخبار أن له عقباً أو ولداً، إذ إن الرجل تأخر زواجه بامرأة من المدينة سمّاها هند، وكنّاها في موضع آخر بأم خالد، وكان زواجه قلقاً لأن زوجته لم ترض أخلاقه لشدِّة حزنه على أخيه، وقِلّةِ حَفلِه بها، فطلَّقها وقال في ذلك:
أقولُ لِهندٍ حين لم أرْضَ فِعْلَها أهذا دلالُ الحبِّ أم فِعْلُ فـاركِِ أمِ الصّرْمُ ما تُبقي وكلُُّ مفارقٍ يَسْيرَُ علـيه فَقْدُه بعـدَ مالـكِ |
أمضى متمم شطراً كبيراً من حياته في المدينة المنورة، وأكثر أخباره تدور حول تفوقه في غرض الرثاء، مما دفع ابن سلام إلى أن يقول عنه: «بكى متمم مالكاً، فأكثر وأجاد، وفي المقدمة منهنَّ قوله»:
لَعَمري وما دَهْري بتأْبين مـالكٍ ولا جَـزعٍ مما أصـاب فأَوْجَعا لقـد كُفِّنَ المِنهالُ تحت رِدائِـه فتىً غيرَ مِبطانِ العَشيِّاتِ أًرْوَعا سقى اللّهُ أرْضاً حَلـَّهَا قبرُ مالكٍ ذهابُ الغَوادي المُدْجِنات فأَمْرَعا |
وكُنّا كنِدْماني جُذَيْمةَ حِقْبَةً من الدّهرِ حتى قيلَ لن يَتصدَّعا فلمّـا تفرقْنا كأنـي ومالِكاً لِطولِ اجتماعٍ لم نَبِتْ ليـلةً معا |
على الرغم من أن أكثر شعر متمم ينصرف إلى غرض الرثاء الذي خص به أخاه فإن شعره لم يخل من الأغراض الأخرى، فتغزل معاتباً حبيبته، ووصف الناقة ومشاهد حيوان الصحراء، وتحدث عن فرسه وسيفه والنَدْمان، وله بعض الأشعار التي تتحدث عن ريب الدهر وما أفنى من الأمم والشعوب.
عبد الرحمن عبد الرحيم