رسول (بن) Rassoul (Bnu اسم أسرة حكمت اليمن نحو قرنين و نصف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسول (بن) Rassoul (Bnu اسم أسرة حكمت اليمن نحو قرنين و نصف

    رسول (بن)

    Rassoul (Bnu-) - Rassoul (Bnu-)

    رسول (بنو -)
    (626-858هـ/1229-1454م)

    بنو رسول اسم أسرة حكمت اليمن نحو قرنين ونيف، امتد سلطانها حتى الحجاز وحضرموت، وتوالى على سدة الحكم منها أربعة عشر سلطاناً غير المنافسين لهم من الأسرة نفسها. يرجع نسب الأسرة إلى محمد بن هارون بن أبي الفتح يوحى بن رستم، الذي وفد إلى اليمن سنة 569هـ مع أسرته وأولاده في حاشية الملك المعظم طوران شاه بن أيوب أخي السلطان صلاح الدين الأيوبي ونائبه في اليمن. وكان الخليفة العباسي في بغداد قد انتدب محمد بن هارون المذكور رسولاً في بعض المهام إلى الشام ومصر أكثر من مرة فاشتهر بهذا اللقب، وصار ذلك علماً على أسرته، ويزعم أبناء رسول من هذه الأسرة أنهم من نسل جبلة بن الأيهم الغساني، والراجح أنهم من قبيلة مجك التركمانية.
    أما مؤسس الدولة الرسولية في اليمن فهو الملك المنصور نور الدين عمر ثاني أربعة أبناء لشمس الدين علي بن محمد رسول، وكانت لهم شوكة ومكانة عند بني أيوب. وقد اختار الملك المسعود صلاح الدين يوسف بن الملك الكامل آخر ملوك الأيوبيين في اليمن[ر. الأيوبيون] نور الدين أتابكاً واستنابه على اليمن كله ثم رحل قاصداً مصر، وتوفي في الطريق إليها سنة 626هـ، فاستقل نور الدين بأمر اليمن وتلقب بالملك المنصور، وأخضع صنعاء واتخذ تعز حاضرة له، ثم مد سلطانه إلى أكثر أنحاء البلاد ودانت له حضرموت ومكة المكرمة عام 638هـ، وكانت له وقائع عدة مع أشراف الزيدية وبعض أفراد أسرته من المنشقين تغلب عليهم فيها، ودام حكمه واحداً وعشرين عاماً ومات غيلة سنة 647هـ على يد مماليكه في مدينة جَنَد.
    بايع قتلة المنصور عمر، ابن أخيه أسد الدين وساروا به إلى زبيد، غير أن ولد المنصور الملك المظفر شمس الدين يوسف تمكن من استعادة زمام الأمور والثأر لأبيه من قتلته، ومن ثم إعادة فتح البلاد من جديد لتمرد أخوته وأبناء عمومته واستقلالهم بما تحت أيديهم ومناوأة الأشراف، وتمكن بعد ثلاث سنين من الصراع من استرداد صنعاء وتعز وحصن دملوة، ودانت له بقية البلاد، غير أن الأشراف ظلوا يناصبونه العداء حيناً ويحالفونه حيناً آخر مدة حكمه الذي دام سبعاً وأربعين سنة، وكانت وفاته سنة 694هـ. وتولى الحكم من بعده ولده الملك الأشرف عمر بن يوسف (694-696هـ) ثم الملك المؤيد هزبر الدين داوود بن يوسف (696-721ﻫـ) بعد وفاة أخيه. وتوالت في عهد هذا الأخير المناوشات وأعمال التمرد في الجبال والسهول، خاض فيها معارك دامية ومدمرة مع خصومه من الأئمة والأشراف والكرد والمماليك والقرامطة، ولحق بالبلاد دمار غير يسير. توفي المؤيد في آخر سنة 721هـ وجلس على كرسي الحكم بعده ابنه الملك المجاهد سيف الدين علي (721-764هـ)، غير أنه سرعان ما وقع ضحية تمرد قاده عمه وأولاد عمه وبعض أمرائه ومماليكه، وظل رهن الإقامة مدة إلى أن نجح بعض أصدقائه في تخليصه وإعادته إلى عرشه سنة 724هـ، ولكنه لم يستعد كامل سلطاته، واستقل بعض أبناء عمومته بما تحت أيديهم وخرج عليه ثلاثة من أولاده وبعض أقاربهم وتمرد عليه العسكر والمماليك فحاول تأديبهم، وظل الأشراف وبعض الأئمة على عصيانهم ومناوشاتهم كلما سنحت لهم الفرص، وعمت البلاد الفوضى والقلاقل لانعدام القوة الرادعة. ولما خرج المجاهد إلى الحج سنة 751هـ أجبر على الذهاب إلى مصر ولم يتمكن من العودة إلى اليمن إلا بعد عام.
    توفي الملك المجاهد في عدن وهو يقود حملة لتأديب ابنه المظفر، وحمل جثمانه إلى تعز حيث دفن وخلفه في الحكم ولده الملك الأفضل ضرغام الدين عباس بن علي (764-778هـ)، وثار عليه أخوه الملك المظفر وانضم إلى الأشراف الذين فرضوا سيطرتهم على مناطق كبيرة من اليمن، واستولى بعض العرب على زبيد.
    بعد وفاة الأفضل اختار الأعيان والقضاة ولده الملك الأشرف ممهد الدين إسماعيل سلطاناً (778-803هـ)، ومع أن الأمور ظلت على نحو ما كانت عليه في عهد والده وجده فقد شهد عهد الأشرف سنوات من الهدوء والاستقرار وحسن الإدارة وهيمنة السلطة على سائر البلاد حتى مكة، ونشطت الحياة الدبلوماسية في زمنه وتبادل الرسائل والهدايا مع ملوك الهند والصين والحبشة ومصر، وسار في الرعية سيرة حسنة حتى اشتهر بلقب الملك العادل، وخلفه ولده الملك الناصر صلاح الدين أحمد (803-827هـ) الذي نهج على سياسة أبيه، وحمل خصومه على الاعتراف به وإطاعته، وانتقض عليه أحد إخوته فسمل الناصر عينيه. غير أن دولته سرعان ما تفككت بعد وفاته وتقلص سلطانها. وتوالى على العرش بعده ستة سلاطين من نسله حكموا مدداً قصيرة، لم يكن لبعضهم من الملك إلا الاسم، وهم على التوالي الملك المنصور عبد الله بن أحمد (827-830هـ) فالملك الأشرف إسماعيل بن أحمد (830-831هـ) الذي خلع عن العرش ومات في السجن، ثم الملك الظاهر يحيى بن إسماعيل (831-842هـ) الذي اجتاح الطاعون البلاد في أواخر عهده (سنة 839هـ) وتولى الملك بعده ابنه الملك الأشرف إسماعيل بـن يحيى (842-845هـ) وخلفه ابن عمه الملك المظفر يوسف بن عمر بن إسماعيل (845-854هـ) الذي ثار عليه المماليك وانتهبوا مدينة زبيد، وبايعوا أحد أقربائه فيها، فانتقم منهم السلطان وقتل من أهل المدينة خلقاً كثيراً وتفرق أهلها، فلقب بالخاسر. ولم يطل به المقام في زبيد فأخرج منها هو وأولاده سنة 847هـ فأقام بتعز، وفي عهده اشتدت شوكة بني طاهر في لحج الذين ساندوه في صراعه على السلطة. وقام بالأمر في زبيد الملك المسعود أبو القاسم بن الأشرف إسماعيل (847-858هـ) وتوجه منها إلى عدن ودخل لحج، ثم توجه إلى تعز محاصرا لها فاستعان الملك المظفر ببني طاهر ودارت بين الطرفين وقائع متفرقة وعانى السكان منها معاناة عظيمة وحصلت مجاعة وغلاء شديد، واستقل المماليك والعبيد بأمورهم وولوا عليهم الملك المؤيد حسين بن يحيى في آخر سنة 855هـ، وأخفق الملك المسعود في تأديبهم، واستمرت الحرب بينه وبين بني طاهر سجالاً إلى أن أيقن بعقم محاولاته فخلع نفسه وخرج من عدن وتوجه إلى مكة المكرمة منفياً. واستولى بنو طاهر على الحكم في اليمن.
    كان بعض سلاطين بني رسول واسع المعرفة، يقدم الأدباء وأهل العلم ويجاريهم في علومهم، ومال معظمهم إلى العمارة وإنشاء المدارس والمساجد والترب وجاراهم في ذلك نساؤهم وجواريهم ومماليكهم وكبار الأمراء والأئمة وشيوخ القبائل. ودرج السلاطين في أيام العز والقوة على أن تكون تعز حاضرتهم ومستودع خزائنهم، وعلى قضاء بعض أوقاتهم في زبيد وعلى ساحل البحر، وتولى إدارة البلاد في عهدهم ولاة يخضعون للسلطان مباشرة، ويدفعون له الخراج وما يفرضه عليهم من أتاوى، وإلى جانب الوالي في كل مدينة كبيرة ناظر أو زمام على ما جرت عليه العادة في مصر. أما الجيش فكان كبيراً نسبياً ويعد نحو ألف فارس وعشرة آلاف راجل ويتألف من البوابين حراس الأسوار والمماليك من الأكراد والغز، ومن المتطوعة والمجندين من العرب ومن أهل البلاد.
    محمد وليد الجلاد
يعمل...
X