ماموث
Mammoth - Mammouth
الماموث
الماموث Mammoth أو الفيل السيبيري حيوان من الثدييات الضخمة الشبيهة بالفيل، وجد في المناطق الباردة من العالم في العصر الجليدي الأخير من العصور الجليدية الخمسة التي مرت بها الأرض، وقد ترافق وجوده في تلك الآونة مع ثدييات أخرى مثل القطة خنجرية الأسنان saber-toothed cat وكذلك مع وحيد القرن والفيلة حليميات الأسنان Mastodon. وقد انقرض معظم هذه الثدييات وبقي الماموث محنطاً بالتجميد في جليد سيبريا، فقد اتصف الماموث بشعره الصوفي الطويل الذي ترواح طوله بين 20 -30سم وهذا ما وقاه من البرد الشديد، كما أسهمت الطبقة الشحمية المتوضعة تحت جلده (التي تبلغ سـماكتها نحو 9سم) في حفظ حرارة الجسم.
رأس الماموث ضخم مندفع إلى الأمام يحمل عينين سوداوين وأذنين عريضتي الصيوان إلا أنهما أصغر من أذني الفيل الحديث. يحمل الماموث خرطوماً طويلاً يتشكل من التحام الشفة العليا مع الأنف. القواطع - وتسمى عادة الأنياب - بارزة خارج الفم، وهي طويلة ومعقوفة نحوخلف الرأس ويبلغ طولها نحو 5.2م، وهي توجد عند الذكور والإناث. استخدم الماموث «أنيابه» العاجية في العراك الذي ينشب عادة بين الذكور، كما استخدمت «الأنياب» لكشط الجليد وإبعاده عن النباتات التي كان يتغذى بها الماموث مثل الزعتر، وكذلك بالفاكهة وأوراق شجر الصنوبر والبتولا، حيث كان يعيش الماموث في مناطق التوندرا والسهوب الواسعة.
جسم الماموث ضخم وعموده الفقري شبه مستقيم (الشكل1)، يرتفع عن الأرض نحو 3.3م ويزن نحو 2.75 طن، ويتراوح طوله بين 2.7 - 4.5م. نجد في مؤخرة الجسم ذنباً قصيراً نسبياً، ينتهي بخصلة من الشعر الغليظ يصل طوله 50 سم.
يحمل الجسم أربع قوائم ضخمة تنتهي بأصابع تحمل أظافر وليس مخالب. لون الشعر بين البني والأسود. يعمر الماموث نحو أربعين عاماً، وينضج الذكر جنسياً في سن العشرين، وتكاثر هذه الحيوانات بالولادة مثل الفيلة وبقية الثدييات.
ينضم الماموث إلى مجموعة الفيلة الحديثة، ولهذا فهي تصنف ضمن رتبة الفيلة Elephantidae الحاوية على جنس واحد هو Mammuthus الذي يضم بدوره سبعة أنواع هي:
1- الماموث الصوفي Mammuthus primigenius الذي ظهر في البليستوسين في توندرا أوربا وآسيا وأمريكا الشمالية.
2- ماموث السهول M. planifrons الذي ظهر في الهند في البليستوسين.
3- ماموث وسط الأرض M. Meridionalis، وقد ظهر في جنوبي أوربا، طوله 4.5م.
4- الماموث الامبراطور M. imperator الذي وجد في أمريكا الشمالية منذ مليوني سنة، وطوله 4م.
5- ماموث جيفرسون M. jeffersoni، وقد وجد في ميشيغان في أمريكا.
6- ماموث كولومبيا M. columbis الذي ظهر في البليستوسين المتأخر، في أمريكا الشمالية طوله 3.7م.
7- ماموث السهوب M. trogontherii، وقد ظهر في البليستوسين الأوسط، في أوربا المركزية، وطوله 4.5م.
أصله وتطوره:
عاش الماموث في ظروف مناخية شديدة البرودة مع الكركدن الصوفي والفيلة حليميات الأسنان، وانتشر في مناطق التوندرا في أوربا وآسيا، وقد حفظ الجسم بكامله (جلد وشعر ولحم) في جليد سيبريا، حيث وجد أكبر ماموث في العالم. وقد وصف في عام 1737 في الأكاديمية العلمية الروسية.
يعود أصل الماموث - كبقية الفيلة الأخرى - إلى سلف صغير الحجم هو الفيل الصغير المسمى Moeritherium الذي كان له شكل الخنزير، وكان من دون أنياب. عاش في مصر في عصر الإيوسين، وكان تطوره باتجاه زيادة الحجم، فتشكلت منه سلالات تطورية عديدة في الحقب الثالث. كما ترافق تطوره بقصر الفكوك وظهور الأنياب السفلية وتعقد بنية الأسنان تدريجياً. انطلقت من هذا السلف عدة فروع تطورية لتشكل شجرة النسب التطورية، التي كان أحد أهم فروعها تطور الفيل السيبيري الضخم المسمى بالماموث المتميز بشعره الصوفي الطويل وأنيابه الضخمة المعقوفة إلى الخلف.
وكان السلف الثاني هو الفيلة حليميات الأسنان Mastodon التي اتصفت أيضاً بالحجم الصغير مقارنة بالماموث (الشكل2).
انقرض الماموث منذ نحو 10.000عام. ويعود السبب في ذلك إلى عدم قدرته على التكيف مع التغيرات المناخية للأرض، حينما أعقب الفترة الجليدية فترة دفء وارتفاع حراري لم يستطع الماموث التكيف من جديد لمثل هذا المناخ. ومن أسباب انقراضه أيضاً الصيد الجائر له من قبل إنسان العصور الحجرية (عصور ما قبل التاريخ) للاستفادة من لحمه.
بشير الزالق
Mammoth - Mammouth
الماموث
الماموث Mammoth أو الفيل السيبيري حيوان من الثدييات الضخمة الشبيهة بالفيل، وجد في المناطق الباردة من العالم في العصر الجليدي الأخير من العصور الجليدية الخمسة التي مرت بها الأرض، وقد ترافق وجوده في تلك الآونة مع ثدييات أخرى مثل القطة خنجرية الأسنان saber-toothed cat وكذلك مع وحيد القرن والفيلة حليميات الأسنان Mastodon. وقد انقرض معظم هذه الثدييات وبقي الماموث محنطاً بالتجميد في جليد سيبريا، فقد اتصف الماموث بشعره الصوفي الطويل الذي ترواح طوله بين 20 -30سم وهذا ما وقاه من البرد الشديد، كما أسهمت الطبقة الشحمية المتوضعة تحت جلده (التي تبلغ سـماكتها نحو 9سم) في حفظ حرارة الجسم.
رأس الماموث ضخم مندفع إلى الأمام يحمل عينين سوداوين وأذنين عريضتي الصيوان إلا أنهما أصغر من أذني الفيل الحديث. يحمل الماموث خرطوماً طويلاً يتشكل من التحام الشفة العليا مع الأنف. القواطع - وتسمى عادة الأنياب - بارزة خارج الفم، وهي طويلة ومعقوفة نحوخلف الرأس ويبلغ طولها نحو 5.2م، وهي توجد عند الذكور والإناث. استخدم الماموث «أنيابه» العاجية في العراك الذي ينشب عادة بين الذكور، كما استخدمت «الأنياب» لكشط الجليد وإبعاده عن النباتات التي كان يتغذى بها الماموث مثل الزعتر، وكذلك بالفاكهة وأوراق شجر الصنوبر والبتولا، حيث كان يعيش الماموث في مناطق التوندرا والسهوب الواسعة.
جسم الماموث ضخم وعموده الفقري شبه مستقيم (الشكل1)، يرتفع عن الأرض نحو 3.3م ويزن نحو 2.75 طن، ويتراوح طوله بين 2.7 - 4.5م. نجد في مؤخرة الجسم ذنباً قصيراً نسبياً، ينتهي بخصلة من الشعر الغليظ يصل طوله 50 سم.
يحمل الجسم أربع قوائم ضخمة تنتهي بأصابع تحمل أظافر وليس مخالب. لون الشعر بين البني والأسود. يعمر الماموث نحو أربعين عاماً، وينضج الذكر جنسياً في سن العشرين، وتكاثر هذه الحيوانات بالولادة مثل الفيلة وبقية الثدييات.
ينضم الماموث إلى مجموعة الفيلة الحديثة، ولهذا فهي تصنف ضمن رتبة الفيلة Elephantidae الحاوية على جنس واحد هو Mammuthus الذي يضم بدوره سبعة أنواع هي:
1- الماموث الصوفي Mammuthus primigenius الذي ظهر في البليستوسين في توندرا أوربا وآسيا وأمريكا الشمالية.
الشكل (1) |
3- ماموث وسط الأرض M. Meridionalis، وقد ظهر في جنوبي أوربا، طوله 4.5م.
4- الماموث الامبراطور M. imperator الذي وجد في أمريكا الشمالية منذ مليوني سنة، وطوله 4م.
5- ماموث جيفرسون M. jeffersoni، وقد وجد في ميشيغان في أمريكا.
6- ماموث كولومبيا M. columbis الذي ظهر في البليستوسين المتأخر، في أمريكا الشمالية طوله 3.7م.
7- ماموث السهوب M. trogontherii، وقد ظهر في البليستوسين الأوسط، في أوربا المركزية، وطوله 4.5م.
أصله وتطوره:
عاش الماموث في ظروف مناخية شديدة البرودة مع الكركدن الصوفي والفيلة حليميات الأسنان، وانتشر في مناطق التوندرا في أوربا وآسيا، وقد حفظ الجسم بكامله (جلد وشعر ولحم) في جليد سيبريا، حيث وجد أكبر ماموث في العالم. وقد وصف في عام 1737 في الأكاديمية العلمية الروسية.
الشكل (2) |
وكان السلف الثاني هو الفيلة حليميات الأسنان Mastodon التي اتصفت أيضاً بالحجم الصغير مقارنة بالماموث (الشكل2).
انقرض الماموث منذ نحو 10.000عام. ويعود السبب في ذلك إلى عدم قدرته على التكيف مع التغيرات المناخية للأرض، حينما أعقب الفترة الجليدية فترة دفء وارتفاع حراري لم يستطع الماموث التكيف من جديد لمثل هذا المناخ. ومن أسباب انقراضه أيضاً الصيد الجائر له من قبل إنسان العصور الحجرية (عصور ما قبل التاريخ) للاستفادة من لحمه.
بشير الزالق