المجترات(الطاعون)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المجترات(الطاعون)

    مجترات (طاعون)

    Cattle plague - Peste bestial

    المجترات (طاعون ـ)

    هنالك مرضان لطاعون المجترات، وهما الطاعون البقري أو طاعون المجترات الكبيرة (cattle plague (rinderpest، وطاعون المجترات الصغيرة small ruminant، تسببهما حُمّات viruses (فيروسات) من فصيلة الحمّات النظيرة المخاطية paramyxoviridae تراوح أقطارها بين 100 و750 نانومتر.
    1ـ الطاعون البقري
    مرض فيروسي حاد وشديد الحمية يصيب الأبقار والجاموس والحيوانات المجترة البرية، ويمكن أن يصيب الأغنام والمعز وبعض سلالات الخنازير، وقد يؤدي إلى نسبة نفوق مرتفعة. ولأهمية هذا المرض وخطورته أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) عام 1992 برنامجاً عالمياً لاستئصاله كاملاً عام 2010، وقد استؤصلت حتى اليوم عترتان من العترات الثلاث المسببة له على المستوى العالمي.
    - انتشاره: يعدّ مرض الطاعون البقري تاريخياً من الأمراض المهمة الواسعة الانتشار في أوربا وآسيا وإفريقيا، ولم يثبت وجوده في أمريكا وأستراليا ونيوزيلندا، وقُضي على المرض في القارة الأوربية منذ مدة طويلة بعد أن سَّبب فيها كوارث وخسائر اقتصادية كبيرة.
    لم يعد هذا المرض يظهر بأعراضه الكلاسيكية إلا نادراً، لكنه يشاهد حالياً في بعض الدول بدرجة معتدلة. وفي أثناء العقد الأخير من القرن العشرين، مُيزت ثلاث عترات لفيروس الطاعون البقري سببت انتشاره في إفريقيا وآسيا. فالعترة رقم 1، عُزلت في أثيوبيا والسودان، أما العترة رقم 2 فعزلت من دول شرقي إفريقيا، وعُزلت العترة رقم 3 من آسيا، وقد ظهرت منذ سنوات عدة إصابات في السودان وغربي آسيا، إلا أن هذه المناطق تعدّ اليوم خالية من هذا المرض.
    شُخِّصت وعزلت العترة رقم 3 في الهند وإيران والباكستان والعراق والكويت وعُمان وروسيا والمملكة العربية السعودية وتركيا وسري لانكا واليمن، كما أن العترتين الإفريقيتين ذاتي الرقمين 1-2 انتشرتا من مصر إلى جنوبي السودان وإثيوبيا وشمال غربي كينيا، وعزلت العترة 2 في شرقي وغربي إفريقيا، وفي الشريط الصحراوي وجميع أنحاء القارة الإفريقية. ونتيجة لتنفيذ حملات وبرامج التحصين الشامل والتقصي فيها، لم تعد تظهر إصابات بهذا المرض منذ مدة طويلة إلا أنه في عام 1998 ظهرت إصابات بالعترة 1 في جنوبي السودان، وفي عام 2001 بالعترة 2 في كينيا.
    إن معظم العترات الخاصة بالطاعون البقري المنتشرة في إفريقيا وآسيا تُنتج حالات مرضية تتباين في شدتها عند الأبقار المحلية، وقد لا تظهر آفات على الفم في حال العترات المعتدلة مما يصعب التشخيص السريري، وهذا ما يحدث حتى اليوم في بعض المناطق من القارتين الآسيوية والإفريقية. أما الأبقار المستوردة فهي شديدة التأثر؛ وقد لوحظ ذلك في الجزيرة العربية حيث نفقت الأبقار المصابة بالمرض بالشكل فوق الحاد بعد مرحلة الإنذار المرضي مباشرة. كما ظهرت إصابات به في سورية والدول المجاورة عام 1970 وكذلك عام 1982، وقد أمكن التحكم بالمرض بتطبيق برامج شاملة التحصين المستمر حتى هذا اليوم.
    - مدة الحضانة وأعراضه المرضية والتشريحية: تستمر مدة الحضانة من أسبوع إلى أسبوعين، ثم تظهر الأعراض السريرية على شكل نوبة حمى حادة تدوم نحو ثلاثة أيام وترتفع درجة الحرارة إلى 40 - 41.5 ْم مع فقدان الشهية للطعام، وإسهال واحتقان الأغشية المخاطية وسيلان دمعي وأنفي مصلي ثم قيحي وجفاف المخطم وضعف وخمول، فينقص الإنتاج ويزداد النبض ويتسارع التنفس ويتوقف الاجترار، ثم تظهر تغيرات تنخرية على الغشاء المخاطي للفم والحنك واللثة، وأسفل وجانبي اللسان والشفة السفلى؛ وتزداد هذه التغيرات شدة في أثناء 2-3 أيام، ومرفقة بسيلانات لعابية غزيرة، وتتورم الشفاه وتحتقن، وتظهر التغيرات المرضية في الفم على شكل تنخرات صغيرة رمادية مصفرة مغطاة بطبقة فيبرينية تشبه النخالة، وتكون هذه الآفات الفموية صغيرة وقد تتحد فيما بينها مشكلة آفة مرضية كبيرة. وتظهر بعد ذلك تآكلات غير منتظمة حوافها بيضاء مصفرة وقاعدتها حمراء مرتفعة تنتشر على اللثة والوسادة السنية، وسقف الحلق وعلى السطح السفلي وجانبي اللسان، ونادراً على السطح العلوي للسان، ويلتهب الأنف وملتحمة العين بوضوح، وتلاحظ تآكلات على الغشاء المخاطي للفرج تشبه تآكلات التجويف الفموي.
    تظهر أعراض التهاب الجملة العصبية المركزية ثم تسوء الحالة العامة للحيوان، ويظهر إسهال مائي غزير مختلط بالدم ومحتوٍ على المخاط وقطع من الغشاء المخاطي المتنخر، ويعاني الحيوان المصاب ألاماً بطنية شديدة وزحاراً dysentery، وتحتقن مخاطية المستقيم بشدة.
    - الصفة التشريحية: يُلاحظ الهزال الشديد على جثة الحيوان، وتُشم رائحة كريهة من فمه، وتكون مؤخرته وذيله ملوثين بالبراز ويشاهد احتقان وتآكل في الإنفحة (المنفحة) abomasum، ولاسيما منطقة البواب، وتكون مخاطية الأمعاء الدقيقة محتقنة متورمة، وتبرز أجسام بايرPeyer’s patches. تحتوي الأمعاء على براز مائي وتكون مغطاة بترسبات رمادية وسخة، وقد يوجد فيها بعض المناطق المتنخرة، وتكون مخاطية المستقيم على شكل خطوط محتقنة تدعى علامات الزبرا Zebra markings تشبه جلد حمار الوحش وقد يوجد فيها بعض التنخرات. ويظهر نزف دموي على الغشاء المخاطي للمجاري التنفسية العليا و تكون الرئة محتقنة ومتوذمة ولا يستطيع الحيوان الوقوف على أرجله فيرقد على الأرض وينفق سريعاً. وتستغرق مدة المرض عادة من 4-10 أيام.
    - تشخيصه ومكافحته:
    - يشخص الطاعون البقري في الدول التي ينتشر فيها اعتماداً على الحالة الوبائية والأعراض السريرية والتغيرات التشريحية المرضية، إلى جانب الفحوصات المصلية والعزل الفيروسي. وتُختبر العينـات المرضية بالترسيب بالأجار الهلامي (AGID) واختبار الومضان المنـاعي (IF) واختبـار تثبيت المتمم (CF)، وقد اعتمدت في السنوات القليلة الماضية اختبارات الأليزا من قبل وحدة الصحة الحيوانية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشخيص المرض. تنفذ في هذا المجال مشروعات لتدريب الفنيين العاملين في مجال مكافحة الطاعون البقري في الدول ذات الصلة.
    - يجب تمييز هذا المرض وتفريقه عن الإصابة بمرض الحمى القلاعية أو مرض الحمى الرشحية الخبيثة أو المرض المخاطي أوعن التسمم بالكلورنفتالين.
    المعالجة العرضية لهذا المرض غير مجدية، ويجب إعدام الحيوانات المريضة والمشتبه بإصابتها، وتطبيق حجر صارم على المنطقة التي ظهر فيها هذا المرض وتقييد حركة الحيوانات ولاسيما الأبقار، ومنع استيراد الحيوانات المجترة ومنتجاتها من المناطق الموبوءة، وتحصين جميع الحيوانات المهددة بخطر الإصابة والقابلة للعدوى، ويفضّل استخدام اللقاح النسيجي المضعف، ويجب تنظيف وتعقيم أيدي الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات المصابة وألبستهم وأحذيتهم وكذلك الأدوات التي يستخدمونها.
    2- طاعون المجترات الصغيرة
    مرض فيروسي حاد شديد العدوى، وترتبط فيروسات هذا المرض وفيروسات حصبة الإنسان والكلاب والطاعون البقري فيما بينها بعلاقات مصلية مستضدية. يصيب هذا المرض الأغنام والمعز رئيسياً، ويمكن أن تصاب به الخنازير والغزلان والوعول.
    - انتشاره: يظهر المرض في الهند ونيجيريا وغربي إفريقيا ووسطها والدول التي تقع بين خط الاستواء والصحراء وفي السودان، ويظهر أيضاً في معظم دول الشرق الأوسط وتركيا وجنوب غربي آسيا، وقد انتشر في سورية عام 1986 وأمكن السيطرة عليه بإجراءات الحجر الصحي والتحصين حول المناطق الموبوءة.
    - فترة حضانته وأعراضه المرضية وصفاته التشريحية: تراوح فترة الحضانة بين 4و6 أيام، ويظهر المرض وفق ثلاثة أشكال: فوق الحاد، حاد، ومزمن. ففي شكله فوق الحاد لا تلاحظ الأعراض السريرية المميزة للمرض، وينفق الحيوان المصاب بعد خمسة أيام من ارتفاع درجة حرارته. أما في شكله الحاد فيلاحظ بعد ارتفاع درجة حرارة الحيوان، ظهور التهابات قيحية متنخرة في الغشاء المخاطي للتجويف الفموي واللسان والبلعوم والحنجرة، وقد تظهر بثور نامية في الشفتين وعلى مؤخرة الحيوانات المصابة. ويحدث إسهال وتلاحظ سيلانات مصلية قيحية من العيون والأنف والفم، إضافة إلى ظهور أعراض الالتهاب الرئوي، وتجهض الإناث الحوامل. وفي شكله المزمن تتركز الآفات المرضية على اللثة وسقف الحلق والشفاه وتظهر أعراض الالتهاب الرئوي القصبي الثانوي.
    إضافة إلى ما سبق ذكره من أعراض، يلاحظ تلف وتهتك صفائح باير في الأمعاء الدقيقة وطيات طولية نزفية تدعى علامات الزبرا، وتلاحظ علامات التهابية للمصرة اللفائفية الأعورية.
    - تشخيصه ومكافحته: يعتمد في تشخيص المرض على الحالة الوبائية والأعراض السريرية والصفة التشريحية والفحوصات المصلية، مثل اختبار الترسيب الهلامي أو اختبار التعادل المصلي أو اختبار الأليزا، وعلى عزل العامل المسبب وتصنيفه.
    يجب تمييز وتفريق هذا المرض عن أمراض: الطاعون البقري والتهاب الجلد البثري الساري واللسان الأزرق والحمى القلاعية والتهاب الرئة وذات الجنب الساري عند الأغنام والمعز والقلب المائي والباستوريلا.
    يكافح المرض بالمضادات الحيوية الواسعة الطيف للسيطرة على المضاعفات المرضية المرافقة. ويمكن استخدام لقاح الطاعون البقري النسيجي المضعف لحماية الأغنام والمعز منه. كما يمكن استخدام اللقاح النسيجي المحضر من فيروس مرض طاعون المجترات الصغيرة للسيطرة على المرض في المناطق الموبوءة.
    صفوح حيدر
يعمل...
X