الحصبة measles مرض فيروسي حاد شديد السراية، يتصف بالحمى والنزلة الأنفية البلعومية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحصبة measles مرض فيروسي حاد شديد السراية، يتصف بالحمى والنزلة الأنفية البلعومية

    حصبه

    Measles - Rougeole

    الحصبة
    الطفح الحصبي
    الحصبة measles مرض فيروسي حاد شديد السراية، يتصف بالحمى والنزلة الأنفية البلعومية (سعال، سيلان أنف) وطفح داخلي نوعي (بقع كوبليك)، وطفح حطاطي لطخي معمم. يسببها فيروس رنّاوي RNA virus من الفيروسات نظيرة المخاطية Paramyxoviridae من جنس الفيروسات الحصبية، ويوجد هذا الفيروس في طور الحضانة وأول طور الصولة في المفرزات البلعومية الأنفية والدم والبول.
    كانت الحصبة لعدة قرون خلت من أكثر أمراض الإنسان المتحضر حدوثاً، ولم يرد لها ذكر قبل إشادة المدن الكبرى، وقد وصفها الرازي في القرن العاشر الميلادي وفرقها عن الجدري، كما وصفها سيدنهام في إنكلترا في القرن السابع عشر.
    تنتهي الحصبة بالشفاء في أغلب الحالات إلا أن المضاعفات الخطيرة التي تصيب السبيل التنفسي والجملة العصبية المركزية تحدث في 5- 15% من الإصابات، وتشتد هذه المضاعفات تأثيراً في حالات سوء التغذية وحالات الفقر. إن استعمال لقاح الحصبة على نطاق واسع منذ أوائل ستينات القرن الماضي أدى إلى هبوط نسبة الإصابات.
    الوبئيات
    يتم أقصى انتشار للفيروس بوساطة رذاذ القطيرات في أثناء طور الصولة، وغالباً ما يصاب المستعدون قبل ظهور الأعراض على المصاب أي في دور الحضانة، إذ يصبح الشخص المصاب بهذا الخمج معدياً بعد اليوم 9-10 من التعرض، وتطبق إجراءات العزل بدءاً من اليوم السابع بعد التعرض وحتى اليوم الخامس من ظهور الطفح.
    الحصبة مرض وبائي منتشر في جميع أنحاء العالم، وتحدث وافداته على نحو غير منتظم، فتظهر في الربيع في المدن الكبرى كل 2-4 سنوات، حيث تتعرض لها مجموعات جديدة من الأطفال المستعدين. ويستدل على شدة سراية المرض بإصابة أكثر من 90% من المعرضين. كانت ذروة حدوثه قبل تطبيق اللقاح تقع ما بين 5-10 سنوات من العمر، وما زالت الحصبة مرضاً شائعاً في كثير من البلدان.
    تتوجه برامج الصحة العامة نحو استئصال الداء والقضاء عليه شأن ما حدث مع الجدري، ويفترض أن تمنيع أكثر من 90% من الأطفال في منطقة ما يؤدي إلى خلوها من المرض.
    تنتقل المناعة للوليد عبر المشيمة من أمه التي تكون قد أصيبت بالحصبة أو تمنعت ضدها باللقاح، وتظل هذه المناعة كاملة حتى 4-6 أشهر من الحياة لتختفي بعد ذلك بمعدلات مختلفة ولذا لا يمكن مشاهدة الحصبة قبل الشهر السادس من العمر، وربما تشاهد بعض الحالات في بعض البلدان. ومع أن الأضداد التي تنتقل للوليد من والدته لا يمكن كشفها بالاختبارات العادية بعد الشهر التاسع من العمر، فقد تظل بعض المناعة موجودة مما يؤدي إلى تدخل هذه الأضداد في تشكل المناعة إن تم تلقيح الطفل قبل الشهر الخامس عشر من عمره.
    تكمن الآفة الأساسية للحصبة في الجلد والأغشية المخاطية للبلعوم الأنفي والقصبات وفي الملتحمة حيث تحدث نتحة مصلية وتكثر وحيدات النوى والعدلات حول الأوعية الشعرية، ويحدث فرط تنسج في النسيج اللمفاوي وخاصة في الزائدة الدودية.
    التظاهرات السريرية
    بعد دور حضانة يمتد من 10 إلى 12 يوماً يبدأ دور الصولة الذي يدوم من 3 إلى 5 أيام، ويتصف بحمى مختلفة الدرجة وسعال قوي وزكام، والتهاب ملتحمة قد تصل شدته إلى حد الخوف من الضياء، وعطاس قد يكون شديداً يؤدي إلى الرعاف. وتظهر بقع كوبليك قبل دور الطفح بـ 2-3 أيام وهي بقع بيضاء تضرب إلى الزرقة دقيقة بقدر حبات الرمل، تحيط بها هالة حمراء صغيرة، وقد تكون نازفة في بعض الأحيان، وتقع مقابل الرحى السفلية، وربما انتشرت مبعثرة على كامل الغشاء المخاطي للفم، وقد تترك بعد زوالها تصبغات بقعية في المخاطية، ولعل التهاب الملتحمة والخوف من الضياء هما اللذان يوحيان بالحصبة قبل ظهور علامة كوبليك.
    قد يكون طور الصولة شديداً، يبدأ بحمى مرتفعة الدرجة، وعادة ما تزداد الأعراض شدة وخاصة الحمى والسعال حتى يغطي الطفح كامل الجسم.
    ترتفع درجة الحرارة كثيراً مع ظهور الطفح وتصل في معظم الأحيان إلى40-40.5 ْم وفي الحالات التي لا تترافق بالمضاعفات غالباً ما تخف الأعراض بسرعة مع تكامل الطفح وانتشاره على كامل الجسم.
    يظهر الطفح عادة على شكل بقع باهتة على القسم العلوي من جانبي العنق خلف الأذنين وعلى امتداد منابت الشعر، وعلى الوجنتين، وسرعان ما تصبح البقعة لطخية حطاطية وينتشر الطفح بسرعة إلى كامل الوجه والعنق والذراعين ومقدم الصدر في الـ24 ساعة الأولى، ثم يمتد في اليوم التالي إلى الظهر والبطن والفخذين، وعندما يصل إلى القدمين في نهاية اليوم الثاني أو الثالث يأخذ بالتقشر بدءاً من العنق والوجه، ويحدث هذا التقشر بسرعة بذات الترتيب الذي تسلسل ظهور الطفح فيه. وترتبط شدة الإصابة بسعة الطفح وتجمعه.
    قلما يكون الطفح نزفياً، وفي حالات الحصبة الشديدة التي تتصف بتلاقي الطفح قد تظهر الفرفريات بأعداد كبيرة وقد تحدث كدمات واسعة المدى، ومع تقشر الطفح تتوسف الآفات وتظهر مكانها تصبغات سمراء تختفي في غضون 7-10 أيام. ومن النادر ألا يظهر الطفح في المصابين الذين يتلقون أضداداً بشرية في أثناء طور الحضانة، وفي بعض المصابين بالإيدز، وربما في الرضع دون الشهر الثامن من العمر الذين تكون فيهم الأضداد الوالدية بمقدار كبير. أما في الشكل النزفي من الحصبة وهي ما تعرف بالحصبة السوداء فيحدث النزف من الفم أو الأنف أو الأمعاء.
    عادة ما تتضخم العقد اللمفية في زاوية الفك وفي المنطقة الخلفية من الرقبة، ويتضخم الطحال ضخامة خفيفة، وقد تسبب ضخامة العقد المساريقية ألماً بطنياً. إن التغيرات المرضية الوصفية التي تحدث في الحصبة في مخاطية الزائدة قد تؤدي إلى أعراض انسداد اللمعة وبالتالي أعراض التهاب الزائدة، وتختفي هذه التبدلات مع غياب بقع كوبليك. إن التهاب الأذن الوسطى وذات القصبات والرئة والأعراض المعدية المعوية مثل الإسهال والإقياء أكثر شيوعاً في الرضع وصغار الأطفال (وخاصة المصابين منهم بسوء التغذية) منه في كبار الأطفال.
    تشبه الصفحة السريرية للحصبة في البالغين صفحتها في الأطفال إلا أن تشخيصها فيهم يتأخر لعدم التفكير بها، ويشيع في الحصبة عند إصابتها للبالغ إصابة الكبد والألم البطني وارتفاع SGPT واليرقان أحياناً. وفي بعض البلدان تصيب الحصبة الرضع دون السنة الأولى من العمر وعادة ما تكون شديدة بسبب شيوع سوء التغذية وتكثر فيها نسبة الوفيات.
    يتم تشخيص الحصبة على نحو سريري وقلما يحتاج إثباته إلى تشخيص مخبري، إلا أن طفحها قد يلتبس في بعض الأحيان ببعض أشكال الطفوح في الأمراض الاندفاعية الأخرى.
    للعزل قيمة محدودة لأن العدوى تحدث في الطور النزلي في الوقت الذي لا يشتبه فيه بالحصبة.
    المضاعفات
    المضاعفات الأساسية للحصبة هي التهاب الأذن الوسطى وذات الرئة والتهاب الدماغ.
    تنجم ذات الرئة عن فيروس الحصبة نفسه وتكون خلالية، أو تكون مضاعفة لإصابة بجراثيم، أما التهاب الحنجرة والتهاب الرغامى والتهاب القصبات فتنجم عن الفيروس نفسه. ومن مخاطر الحصبة أنها تنشط إصابة درنية سابقة.
    إن التهاب الدماغ أكثر شيوعاً في الحصبة منه في الأمراض الاندفاعية الأخرى ولا توجد علاقة بين شدة الحصبة وحدوث الإصابة العصبية (التهاب الدماغ) ولا بين شدة الإصابة والإنذار، وعادة ما يحدث التهاب الدماغ ما بين اليومين 2-5 من بعد ظهور الطفح، وقد يكون مميتاً في الذين يتلقون علاجات كابتة للمناعة أو المصابين بالخباثات. وهناك مضاعفة نادرة متأخرة، تحدث بعد سنوات أحياناً وتعود إلى فيروس الحصبة هي التهاب كامل الدماغ التصلبي تحت الحاد.
    التمنيع والوقاية
    عادة ما يطبق التمنيع البدئي للحصبة في الشهر الخامس عشر من العمر، وقد يعطى في وقت أبكر في المناطق التي يحدث فيها المرض بأعمار صغيرة وبما أن معدل الانقلاب المصلي يصل إلى 100% ويحدث بعض التضاؤل في المناعة مع مرور الزمن، فإن زرقة داعمة من اللقاح تعطى مع اللقاح MMR ( الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف) كما يمكن إعطاء اللقاح مرة أخرى عند دخول الطفل للمدرسة الابتدائية أو الإعدادية.
    لا يمكن التنبؤ بالاستجابة للقاح الحصبة إذا أعطي الغلوبولين الممنع في الأشهر الثلاثة السابقة. وقد تظهر العطالة لتفاعل السلين وتدوم مدة أشهر أو أكثر بعد إعطاء لقاح الحصبة الحي المضعف، ولابد من أن يتلقى الطفل المصاب بالسل أدوية مضادة للسل عند تلقيحه للحصبة، ولا بأس من إجراء تفاعل السلين قبل إعطاء اللقاح أو عند إعطاء اللقاح.
    لا يوصى باللقاح الحي للمرأة الحامل أو الأطفال المصابين بالسل غير المعالج، كما لا يعطى اللقاح للمصابين بابيضاض الدم أو من يتلقون أدوية كابتة للمناعة بسبب حدوث الخمج المثابر مثل ذات الرئة بالخلية العرطلة.
    يعطى اللقاح للأطفال المصابين بالإيدز لأن إصابتهم بالحصبة مميتة، وتحملهم للقاح جيد، وعلى الرغم من التأكد من تلقي المصاب بالإيدز لقاح الحصبة يفضل أن يعطى الغاماغلوبولين الممنع بعد تعرضه للحصبة، ولابد من تمنيع المصابين بسوء التغذية باللقاح، كما يمكن تلقيح المتعرض للحصبة عند تعرضه لها.
    ـ المناعة المنفعلة: إن التمنيع المنفعل بمصل الناقه فعال في الوقاية من الحصبة أو تخفيف أعراضها، ويمكن الوقاية منها بإعطائه في العضل في غضون 5 أيام من التعرض والأفضل أن يعطى فوراً وخاصة للرضع والأطفال المصابين بأمراض مزمنة وللمخالطين في قاعات المستشفيات والمؤسسات، كما يمكن تخفيف أعراض الحصبة باستعمال الغاماغلوبين النوعي.
    المعالجة
    المسكنات وخافضات الحرارة، الراحة في السرير ومدخول سوائل كاف. ويشار بترطيب جو الغرفة لاتقاء أعراض التهاب الحنجرة وتهدئة السعال، ولابد أن يكون جو الغرفة دافئاً، ويجب عدم تعريض الطفل للضوء الساطع في أثناء فترة الخوف من الضياء، وتحتاج مضاعفات الحصبة مثل التهاب الأذن الوسطى وذات الرئة إلى المعالجة بالصادات.
    أما المضاعفات الأخرى مثل التهاب الدماغ والتهاب كامل الدماغ التصلبي تحت الحاد وذات الرئة بالخلية العرطلة فيتم تقييمها كلاً على حدة، إلا أن الرعاية الداعمة الجيدة أساسية فيها.
    إن قيمة الغاماغلوبولين والغلوبولين المناعي مفرط المناعية محدودة، ولا تتوافر في الوقت الحاضر أدوية مضادة للفيروس ولكن إعطاء الفيتامين A عن طريق الفم ينقص الوفيات في الأطفال المصابين بالحصبة.
    محمد ياسين

يعمل...
X