اريوستو (لودوفيك)
Ariosto (Ludovico-) - Ariosto (Ludovico-)
أريوستو (لودوفكو -)
(1474-1533)
لودوفكو أريوستو Ludovico Ariosto شاعر إِيطالي, ولد في ريجيو إِميليا Reggio Emilia وتوفي في فرّارِا Ferrara. أحب حريته ووطنه فوق كل شيء وتغنّى بهما في شعره الذي ضاهى شعر هوراسَ Horace[ر].
بدأ حياته بائساً وسط ظروف مادية صعبة واضطر إِلى الخدمة في البلاط تسيّره أهواء الأمراء وأمزجتهم وترغمه على العيش بعيداً عن وطنه, باحثاً عن الاستقلال المادي الذي يتيح له تحقيق ما يطمح إِليه من دراسة وعلم. عمل والدُه في الإدارة المدنية والعسكرية في مدينة فرّارِا واختار لابنه دراسة الحقوق, ولكن الأب ما لبث أن استسلم لرغبة الابن في التخلي عن الحقوق ودراسة الأدب. واضطر لودوفكو فيما بعد إِلى إِيقاف دراسته بعد وفاة والده ليصبح وصياً شرعياً على إِخوته التسعة متحملاً أعباء مالية مرهقة. ارتبط لودوِفكو أريوستو بالأسرة المالكة إِيست Este, وبقي في خدمة الكاردينال إِبوليت إِيست Hippolyte D' Este ابن الدوق هرقل الأول Hercule l, أربعة عشر عاماً تنقل فيها بين منتوفة Mantova وميلانو ورومة, وعندما طلب الكاردينال اصطحابه معه إِلى أسقفية في هنغارية رفض متذرعاً بقسوة البرد وبصحته الواهنة, ولكن السبب الرئيس لرفضه كان ارتباطه بسيدة جميلة تدعى ألسّندرا بينوتشي Alessandra Benucci تزوجها سراً بعد وفاة زوجها تيتو ستروتزي Tito Strozzi.
وبعد أن قطع أريوستو علاقته بالكاردينال انضم إِلى خدمة دوق فرّارة, ولكن حظه لم يكن أوفر فاضطر إِلى التنقل والعيش في ضائقة مادية عندما امتنع الدوق عن دفع أجوره بسبب الأزمة المادية التي تعرضت لها مدينة فرّارة. وبلغ جشع الدوق حداً جعله يستولي على ممتلكات الشاعر التي ورثها عن أحد أقاربه.
بدأ أريوستو الكتابة عندما كان طالباً ونظم «قصائد لاتينية» Poesie Latine وأتبعها بـ «قواف» Rime باللغة الإِيطالية مزج فيها بين أسلوب الشاعر بتراركه Petrarca [ر] وأسلوب الشعراء اللاتين الآخرين, كذلك عمل في مجال المسرح وكان يشرف بنفسه على الإِخراج المسرحي. من مسرحياته ملهاة «الصندوق» La Cassaria (1508), و«الُمفترضون» I Suppositi (1509), و«مستحضِر الأرواح» Il Negromante (1520), و«وسيطة الفحشاء» La Lena (1528), و«الطلاب» Gli Studenti التي أتمها شقيقه غبرييل. أما قصيدته الملحمية «أورلاندو الثائر» Orlando Furioso التي استلهمها من قصيدة صديقه الكونت بوياردو Conte Boiardo المعنونة بـ «أورلاندو العاشق» Orlando Innamorato فهي أشهر مؤلفاته وأكثرها رواجا, وقد أخرجها للمسرح كل من سنغينتي E.Sanguineti ورنكوني L.Ronconi وكان نجاحها دليلاً بيّناً على خبرة أريوستو في هذه المجال.
يُعدّ أريوستو من رواد المسرحية الاتباعية في إِيطالية, على الرغم من اتباعه الأسلوب الشعبي التوسكاني واستخدامه اللهجة العامية ليخاطب أكبر عدد من الجمهور. والحقيقة أن أصالة قصيدته «أورلاندو الثائر» التي اقترنت شهرته بها تكمن في تحرره من قواعد الفن الشعري لأن موضوعها مقتبس ومألوف يدور حول قصة حب جرت وقائعها في أثناء الحروب الصليبية.
تثير كتابات أريوستو, من جهة, تساؤلات كثيرة عن العقائد السائدة وحروب الأمراء التي شهد بداياتها بعد وفاة والده, ودور الكاتب في التاريخ, ومكانة الرجل والمرأة في المجتمع، وتناهض, من جهة أخرى, جشع الإِنسان وطمع الأمراء وتدعو إِلى سيادة القيم الإِنسانية. ويبدو أن الكاتب قد وضع نصب عينيه هدفين رئيسيين هما: الحياة الشريفة والإِخلاص في العمل، وكانت حياته تجسيداً صارخاً لهما.
حنان المالكي
Ariosto (Ludovico-) - Ariosto (Ludovico-)
أريوستو (لودوفكو -)
(1474-1533)
لودوفكو أريوستو Ludovico Ariosto شاعر إِيطالي, ولد في ريجيو إِميليا Reggio Emilia وتوفي في فرّارِا Ferrara. أحب حريته ووطنه فوق كل شيء وتغنّى بهما في شعره الذي ضاهى شعر هوراسَ Horace[ر].
بدأ حياته بائساً وسط ظروف مادية صعبة واضطر إِلى الخدمة في البلاط تسيّره أهواء الأمراء وأمزجتهم وترغمه على العيش بعيداً عن وطنه, باحثاً عن الاستقلال المادي الذي يتيح له تحقيق ما يطمح إِليه من دراسة وعلم. عمل والدُه في الإدارة المدنية والعسكرية في مدينة فرّارِا واختار لابنه دراسة الحقوق, ولكن الأب ما لبث أن استسلم لرغبة الابن في التخلي عن الحقوق ودراسة الأدب. واضطر لودوفكو فيما بعد إِلى إِيقاف دراسته بعد وفاة والده ليصبح وصياً شرعياً على إِخوته التسعة متحملاً أعباء مالية مرهقة. ارتبط لودوِفكو أريوستو بالأسرة المالكة إِيست Este, وبقي في خدمة الكاردينال إِبوليت إِيست Hippolyte D' Este ابن الدوق هرقل الأول Hercule l, أربعة عشر عاماً تنقل فيها بين منتوفة Mantova وميلانو ورومة, وعندما طلب الكاردينال اصطحابه معه إِلى أسقفية في هنغارية رفض متذرعاً بقسوة البرد وبصحته الواهنة, ولكن السبب الرئيس لرفضه كان ارتباطه بسيدة جميلة تدعى ألسّندرا بينوتشي Alessandra Benucci تزوجها سراً بعد وفاة زوجها تيتو ستروتزي Tito Strozzi.
وبعد أن قطع أريوستو علاقته بالكاردينال انضم إِلى خدمة دوق فرّارة, ولكن حظه لم يكن أوفر فاضطر إِلى التنقل والعيش في ضائقة مادية عندما امتنع الدوق عن دفع أجوره بسبب الأزمة المادية التي تعرضت لها مدينة فرّارة. وبلغ جشع الدوق حداً جعله يستولي على ممتلكات الشاعر التي ورثها عن أحد أقاربه.
بدأ أريوستو الكتابة عندما كان طالباً ونظم «قصائد لاتينية» Poesie Latine وأتبعها بـ «قواف» Rime باللغة الإِيطالية مزج فيها بين أسلوب الشاعر بتراركه Petrarca [ر] وأسلوب الشعراء اللاتين الآخرين, كذلك عمل في مجال المسرح وكان يشرف بنفسه على الإِخراج المسرحي. من مسرحياته ملهاة «الصندوق» La Cassaria (1508), و«الُمفترضون» I Suppositi (1509), و«مستحضِر الأرواح» Il Negromante (1520), و«وسيطة الفحشاء» La Lena (1528), و«الطلاب» Gli Studenti التي أتمها شقيقه غبرييل. أما قصيدته الملحمية «أورلاندو الثائر» Orlando Furioso التي استلهمها من قصيدة صديقه الكونت بوياردو Conte Boiardo المعنونة بـ «أورلاندو العاشق» Orlando Innamorato فهي أشهر مؤلفاته وأكثرها رواجا, وقد أخرجها للمسرح كل من سنغينتي E.Sanguineti ورنكوني L.Ronconi وكان نجاحها دليلاً بيّناً على خبرة أريوستو في هذه المجال.
يُعدّ أريوستو من رواد المسرحية الاتباعية في إِيطالية, على الرغم من اتباعه الأسلوب الشعبي التوسكاني واستخدامه اللهجة العامية ليخاطب أكبر عدد من الجمهور. والحقيقة أن أصالة قصيدته «أورلاندو الثائر» التي اقترنت شهرته بها تكمن في تحرره من قواعد الفن الشعري لأن موضوعها مقتبس ومألوف يدور حول قصة حب جرت وقائعها في أثناء الحروب الصليبية.
تثير كتابات أريوستو, من جهة, تساؤلات كثيرة عن العقائد السائدة وحروب الأمراء التي شهد بداياتها بعد وفاة والده, ودور الكاتب في التاريخ, ومكانة الرجل والمرأة في المجتمع، وتناهض, من جهة أخرى, جشع الإِنسان وطمع الأمراء وتدعو إِلى سيادة القيم الإِنسانية. ويبدو أن الكاتب قد وضع نصب عينيه هدفين رئيسيين هما: الحياة الشريفة والإِخلاص في العمل، وكانت حياته تجسيداً صارخاً لهما.
حنان المالكي