علي البزاز
"أُذناه سمعًا للصدى،
رجلٌ، أعيانُه وَفيات".
إنّ أعمق موضوع واجه الإنسان ولا يزال مسيطرًا عليه هو، السلطة، مفهومها، تدبيرها، والتماهي مَعها كقوّة سياسيّة واجتماعيّة وإبداعيّة، فأينما يَحلّ الخراب أو الإعمار، فثّمة تدبير سلبي أو ايجابي لها؛ يتعلّق الأمر أيضًا بسلطة الأب، سلطة الموديلات والتقنيّة وسلطة الحبّ وغيرها. ما يهمّنا هنا هو، سلطة الكتابة، التي تخوّل الكاتب، بحسب التقليد الأدبي الشائع (سابقًا) فرضَ نفسَه وصيًّا، وأن يكون واحدًا من تلك المركزيات التي تستهجنها الحداثة وتحاول تجاوز مفهومها السلفيّ.
قال فوكو ذات مرّة: "الفاشية موجودة فينا جميعًا، في رؤوسنا وفي سلوكنا اليومي، الفاشية التي تجعلنا نحبُّ السلطة". وهكذا، ستكون الكتابة فاشيةً، إن هي تمرّكزت على السلطة لا غير، بل واستند الكاتب عليها فحسب، من دون الأخذ اعتبارًا بأقرانه وحلفائه ومرشديه إلى النصوص (قرّاء- كتب- حياة موازية). الكتابة الجديدة، تحاولُ تخليص الكتابة من السعي نحو الفاشية تلك.
تسعى الكتابة "الجديدة"، إلى تجريد الكاتب من أصله، كمواطن مركزي "أصلي"، وهكذا، تعتبره أجنبيًا في نصّه، بل ودخيلًا عليه، وهو غير متصرّف به إلّا بجانب مُتصرّفِين كُثر، منهم: القارئ، الظروف الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة
"أراه
افتراقًا مع التحيّةٍ وتخليصًا لها من الهموم.
يتدبّر حبيبتَه، كإحاطة بالشمس وهي تذمّ مَشينَا، مدًّا شاسعًا لليابسةِ.
يتدبّر أصدقائَه كتدويرٍ للقنوات حولَ ما لا نفعَ له.
الاستنادُ عليه، كانتباهٍ للعصا وتذكيرٍ بها؛ تنقلُ الجروحَ إلى ما يفكر فيه.
ينامُ انسجامًا مع نشارة الأحلام (يؤدّبه النومُ، ما بين أخلاقِ الجبال، وأخلاقِ الاهتزاز).
شائعًا لدى الهاويةِ وعميقًا كقضاياها".
تسعى الكتابة "الجديدة"، إلى تجريد الكاتب من أصله، كمواطن مركزي (أصلي)، وهكذا، تعتبره أجنبيًا في نصّه، بل ودخيلًا عليه، وهو غير متصرّف به إلّا بجانب مُتصرّفِين كُثر، منهم: القارئ، الظروف الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة التي أسهمت بكتابة النصّ، فالكاتبُ إذًا في جماعة أشخاص، وإمكانات، وظروف، وسواها. واستدعاء الخارج، يوسّع الداخل، بل ويبقي الكاتب أجنبيًا في نصّه ولغته. تتقلّص العملية الإبداعية، وتجنح نحو الروتين، بوجود كاتب يرفض "أجنبيته". كان الكاتب في التقليد الأدبي السلفيّ يقول يا "أناي"، لكن الكتابة "الجديدة"، تعرض عليه القول: يا نحن! ليس بعيدًا عن مفهوم الصوفيّة حول الّحب والآخر، فلا يوجد (الأنا) إلّا بصفة الغيريّة(الخارج). أيهما أشمل وأنفع للإبداع، كاتب يكتب بأناه فقط ككينونة واحدة، أم كاتب يكتب بغيريته بمعنى الآخر؟
ربّما لا نستطيع تصوّر ما ورد أعلاه، إلّا إذا جعلنا مفهوم الكاتب يتّسع ويتطوّر ويشمل المُتصرفِين الآنفين، وذلك بالقول: الكاتب هو مؤلِّف؛ أي عندما يكتبُ فهو يطمحُ إلى اقتفاء توليفة، يستفيد فيها مِما قرأ سابقًا في ماضي القراءة وحاضرها، ومِمّن كانوا معه حياتيًا، يستفيد من المناخ والنباتات والحيوانات حتّى. توليفة، تشمله هو، والمُتصرّفِين معه بالنصّ كذلك؛ القارئ والظروف ولحظة التلقّي، وربّما الساعة التي نشبت فيها الحروب والفيضانات حينذاك.
المؤلِّف غريب في نصّه وحالما ينتهي من كتابته، يُصبح دخيلًا عليه، وخارجًا منه، وداخِلًا إلى نصّه مع آخرين.
يستعيرُ الكاتب حينئذٍ من الغريب والأجنبي والدخيل صفاته فلسفيًا وجماليًا وإبداعيًا.
"طوبى لمن يجعل الفراغ كنباتات فارهة،
ولليتم صفوفًا مرئية، مُسعِفًا الأنقاض بالجوهر. على مقاعدَ غير موجودة، سيجلسُ الغريب، لكنّه سيجلس أخيرًا.
لا نَعرضُ الأصليّ، لا نصاحبُ الجوهري،
نرحّبُ بالمزيّف ونجنبُ الحضيضَ العار.
نحنُ المجانيّة،
الاسترسال في الخرائب،
نستعيدُ القيمة المُضحّى بها".
كان مفهوم الكاتب المركزي، والوجود المركزي والكتاب النقيّ، ولا يزال المُعين الأساسي للسلطات والإيديولوجيا: إذ تُشيد بالتماميّة والكمال والطلائع والقدوة، ثقافةُ أحزابٍ وطوائف وجماعات أدبيّةٍ كذلك، بينما تعتزّ الكتابة "الجديدة" بالثُلمة والتشظي والانكسار، فها هو الكاتب الفرنسي كليمو، يثني على الكآبة في كتابه "مديح الكآبة" مخالفًا التحليل النفسي، عندما ينظر إليها بوصفها عطبًا أو خللًا، بمعنى غير منتجة وعالة على المجتمع، كما أنتقد كلّ من دولوز وغوتاري، فرويد، كممثِّلٍ للتحليل النفسي الرأسمالي في كتابيهما المشترك "الرأسمالية والفصام: أوديب - مضادًا"، لأنّه حارب الرغبة خدمة لربّ العمل الذي يُريد من العامل يديه وجسده البيولوجي كآلة انتاج فقط ، من دون الاعتداد برغباته.
تعني الكتابة "الجديدة"، ذلك العمل في الورش التقليدية الكبرى؛ ورشة الحِدادة، ورشة تقطيع الحجر في المقالع الصخريّة، ورشة العجين والخبز وورشة الاعِمار؛ البناء والهدم (الأعمار لا يعني البناء فقط، بل إنّ الهدم هو عمران أيضًا، وهكذا، الانقاض والرذم والخردة مواد عمرانية أيضًا، مثلما تستعمّل راهنًا في الفنّ التشكيلي، تحت توصيف المتلاشيات والمُهمّل، أشار إلى ذلك ميشيل أونفري بـ "ميافيزيقيا الأنقاض). لكلّ ورشة نظامها وعملها، وينبغي على الكاتب المُشتغل لدى تلك الورش، تطوير عمله وآليات اتّصاله بالوجود، وأن يبقى دائمًا في علاقةِ عملٍ وتدريب وكدحٍ، أي يبقى، كالعامل في مهنته؛ كاتبَ ورشةِ البناء، وكاتبَ ورشة الحِدادة.. إلخ. يقول المِعماري العراقي رفعة الجادرجي: "العِمارة مهنة، وليس حرفة"، والفنّ، هو، ما يميزها عن سواها. الكاتب موظّفٌ لدى الكتابة، أي عامل - فنّان عند الصخور والحديد وأفران المُعجّنات.
أنا شخصيًا موظّف لدى القراءة والكتابة؛ اشتغلُ كعامِلٍ لديهما.
"كانَ عاملَ أدبٍ... يشتغلُ بإيعازٍ مِن الوردةِ كعاملِ مودَّةٍ،
كتضحيَةٍ مُهداةٍ للقفصِ
كإرضاءٍ للخرائبِ".
هناك مسألة مهمّة، وهي مادّة الكتابة، أي المادّة التي يُشتغل عليها في الورشة:
نقول "المادّة" الشعريّة مثلًا، أسوةً بالمادّة في العمران من الأسمنت، والطابوق، والخشب، والملابس.. إلخ، وبمادّة الأحلام والذكريات، التي هي في اتّصال بالمستقبل وليس بالماضي كما هو شائع عن(الذكريات). ثَمّة مواد للتحطيم، ومواد سائلة في هيئة القمع؛ الماء الذي يسبّب الغصّ مثلًا، ومواد صلبة، قاسية، ولكنّها، تعاونُ المرءُ على التفاهم مع وجوده وتجعله من الوسائط، التي تستعمل يوميًا كالجسور والأرصفة والكمبيوتر والورق، فيكتسب صفاتًا من المواد الداخلة في صناعتها.) بينما المواد من أمثالها كالحديد والنحاس، تعطي إحساسًا بالخوف، إن هي أسهمت في صناعة آلات التعذيب. ثَمّة مواد ذات صَلة بالسلطة وبالمال).
"أُذناه سمعًا للصدى،
رجلٌ، أعيانُه وَفيات".
إنّ أعمق موضوع واجه الإنسان ولا يزال مسيطرًا عليه هو، السلطة، مفهومها، تدبيرها، والتماهي مَعها كقوّة سياسيّة واجتماعيّة وإبداعيّة، فأينما يَحلّ الخراب أو الإعمار، فثّمة تدبير سلبي أو ايجابي لها؛ يتعلّق الأمر أيضًا بسلطة الأب، سلطة الموديلات والتقنيّة وسلطة الحبّ وغيرها. ما يهمّنا هنا هو، سلطة الكتابة، التي تخوّل الكاتب، بحسب التقليد الأدبي الشائع (سابقًا) فرضَ نفسَه وصيًّا، وأن يكون واحدًا من تلك المركزيات التي تستهجنها الحداثة وتحاول تجاوز مفهومها السلفيّ.
قال فوكو ذات مرّة: "الفاشية موجودة فينا جميعًا، في رؤوسنا وفي سلوكنا اليومي، الفاشية التي تجعلنا نحبُّ السلطة". وهكذا، ستكون الكتابة فاشيةً، إن هي تمرّكزت على السلطة لا غير، بل واستند الكاتب عليها فحسب، من دون الأخذ اعتبارًا بأقرانه وحلفائه ومرشديه إلى النصوص (قرّاء- كتب- حياة موازية). الكتابة الجديدة، تحاولُ تخليص الكتابة من السعي نحو الفاشية تلك.
تسعى الكتابة "الجديدة"، إلى تجريد الكاتب من أصله، كمواطن مركزي "أصلي"، وهكذا، تعتبره أجنبيًا في نصّه، بل ودخيلًا عليه، وهو غير متصرّف به إلّا بجانب مُتصرّفِين كُثر، منهم: القارئ، الظروف الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة
"أراه
افتراقًا مع التحيّةٍ وتخليصًا لها من الهموم.
يتدبّر حبيبتَه، كإحاطة بالشمس وهي تذمّ مَشينَا، مدًّا شاسعًا لليابسةِ.
يتدبّر أصدقائَه كتدويرٍ للقنوات حولَ ما لا نفعَ له.
الاستنادُ عليه، كانتباهٍ للعصا وتذكيرٍ بها؛ تنقلُ الجروحَ إلى ما يفكر فيه.
ينامُ انسجامًا مع نشارة الأحلام (يؤدّبه النومُ، ما بين أخلاقِ الجبال، وأخلاقِ الاهتزاز).
شائعًا لدى الهاويةِ وعميقًا كقضاياها".
تسعى الكتابة "الجديدة"، إلى تجريد الكاتب من أصله، كمواطن مركزي (أصلي)، وهكذا، تعتبره أجنبيًا في نصّه، بل ودخيلًا عليه، وهو غير متصرّف به إلّا بجانب مُتصرّفِين كُثر، منهم: القارئ، الظروف الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة التي أسهمت بكتابة النصّ، فالكاتبُ إذًا في جماعة أشخاص، وإمكانات، وظروف، وسواها. واستدعاء الخارج، يوسّع الداخل، بل ويبقي الكاتب أجنبيًا في نصّه ولغته. تتقلّص العملية الإبداعية، وتجنح نحو الروتين، بوجود كاتب يرفض "أجنبيته". كان الكاتب في التقليد الأدبي السلفيّ يقول يا "أناي"، لكن الكتابة "الجديدة"، تعرض عليه القول: يا نحن! ليس بعيدًا عن مفهوم الصوفيّة حول الّحب والآخر، فلا يوجد (الأنا) إلّا بصفة الغيريّة(الخارج). أيهما أشمل وأنفع للإبداع، كاتب يكتب بأناه فقط ككينونة واحدة، أم كاتب يكتب بغيريته بمعنى الآخر؟
ربّما لا نستطيع تصوّر ما ورد أعلاه، إلّا إذا جعلنا مفهوم الكاتب يتّسع ويتطوّر ويشمل المُتصرفِين الآنفين، وذلك بالقول: الكاتب هو مؤلِّف؛ أي عندما يكتبُ فهو يطمحُ إلى اقتفاء توليفة، يستفيد فيها مِما قرأ سابقًا في ماضي القراءة وحاضرها، ومِمّن كانوا معه حياتيًا، يستفيد من المناخ والنباتات والحيوانات حتّى. توليفة، تشمله هو، والمُتصرّفِين معه بالنصّ كذلك؛ القارئ والظروف ولحظة التلقّي، وربّما الساعة التي نشبت فيها الحروب والفيضانات حينذاك.
المؤلِّف غريب في نصّه وحالما ينتهي من كتابته، يُصبح دخيلًا عليه، وخارجًا منه، وداخِلًا إلى نصّه مع آخرين.
يستعيرُ الكاتب حينئذٍ من الغريب والأجنبي والدخيل صفاته فلسفيًا وجماليًا وإبداعيًا.
"طوبى لمن يجعل الفراغ كنباتات فارهة،
ولليتم صفوفًا مرئية، مُسعِفًا الأنقاض بالجوهر. على مقاعدَ غير موجودة، سيجلسُ الغريب، لكنّه سيجلس أخيرًا.
لا نَعرضُ الأصليّ، لا نصاحبُ الجوهري،
نرحّبُ بالمزيّف ونجنبُ الحضيضَ العار.
نحنُ المجانيّة،
الاسترسال في الخرائب،
نستعيدُ القيمة المُضحّى بها".
كان مفهوم الكاتب المركزي، والوجود المركزي والكتاب النقيّ، ولا يزال المُعين الأساسي للسلطات والإيديولوجيا: إذ تُشيد بالتماميّة والكمال والطلائع والقدوة، ثقافةُ أحزابٍ وطوائف وجماعات أدبيّةٍ كذلك، بينما تعتزّ الكتابة "الجديدة" بالثُلمة والتشظي والانكسار، فها هو الكاتب الفرنسي كليمو، يثني على الكآبة في كتابه "مديح الكآبة" مخالفًا التحليل النفسي، عندما ينظر إليها بوصفها عطبًا أو خللًا، بمعنى غير منتجة وعالة على المجتمع، كما أنتقد كلّ من دولوز وغوتاري، فرويد، كممثِّلٍ للتحليل النفسي الرأسمالي في كتابيهما المشترك "الرأسمالية والفصام: أوديب - مضادًا"، لأنّه حارب الرغبة خدمة لربّ العمل الذي يُريد من العامل يديه وجسده البيولوجي كآلة انتاج فقط ، من دون الاعتداد برغباته.
تعني الكتابة "الجديدة"، ذلك العمل في الورش التقليدية الكبرى؛ ورشة الحِدادة، ورشة تقطيع الحجر في المقالع الصخريّة، ورشة العجين والخبز وورشة الاعِمار؛ البناء والهدم (الأعمار لا يعني البناء فقط، بل إنّ الهدم هو عمران أيضًا، وهكذا، الانقاض والرذم والخردة مواد عمرانية أيضًا، مثلما تستعمّل راهنًا في الفنّ التشكيلي، تحت توصيف المتلاشيات والمُهمّل، أشار إلى ذلك ميشيل أونفري بـ "ميافيزيقيا الأنقاض). لكلّ ورشة نظامها وعملها، وينبغي على الكاتب المُشتغل لدى تلك الورش، تطوير عمله وآليات اتّصاله بالوجود، وأن يبقى دائمًا في علاقةِ عملٍ وتدريب وكدحٍ، أي يبقى، كالعامل في مهنته؛ كاتبَ ورشةِ البناء، وكاتبَ ورشة الحِدادة.. إلخ. يقول المِعماري العراقي رفعة الجادرجي: "العِمارة مهنة، وليس حرفة"، والفنّ، هو، ما يميزها عن سواها. الكاتب موظّفٌ لدى الكتابة، أي عامل - فنّان عند الصخور والحديد وأفران المُعجّنات.
أنا شخصيًا موظّف لدى القراءة والكتابة؛ اشتغلُ كعامِلٍ لديهما.
"كانَ عاملَ أدبٍ... يشتغلُ بإيعازٍ مِن الوردةِ كعاملِ مودَّةٍ،
كتضحيَةٍ مُهداةٍ للقفصِ
كإرضاءٍ للخرائبِ".
هناك مسألة مهمّة، وهي مادّة الكتابة، أي المادّة التي يُشتغل عليها في الورشة:
نقول "المادّة" الشعريّة مثلًا، أسوةً بالمادّة في العمران من الأسمنت، والطابوق، والخشب، والملابس.. إلخ، وبمادّة الأحلام والذكريات، التي هي في اتّصال بالمستقبل وليس بالماضي كما هو شائع عن(الذكريات). ثَمّة مواد للتحطيم، ومواد سائلة في هيئة القمع؛ الماء الذي يسبّب الغصّ مثلًا، ومواد صلبة، قاسية، ولكنّها، تعاونُ المرءُ على التفاهم مع وجوده وتجعله من الوسائط، التي تستعمل يوميًا كالجسور والأرصفة والكمبيوتر والورق، فيكتسب صفاتًا من المواد الداخلة في صناعتها.) بينما المواد من أمثالها كالحديد والنحاس، تعطي إحساسًا بالخوف، إن هي أسهمت في صناعة آلات التعذيب. ثَمّة مواد ذات صَلة بالسلطة وبالمال).