رمله (تاريخيا) Ramla - Ramla مدينة عربية بناها المسلمون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رمله (تاريخيا) Ramla - Ramla مدينة عربية بناها المسلمون

    رمله (تاريخيا)

    Ramla - Ramla

    الرملة (تاريخياً)
    الرملة مدينة عربية بناها المسلمون في فلسطين، تقع إلى الشمال الغربي من القدس على بعد 45كم وعلى خط الطول 52 َ 34 ْ، تمر بها الطرق والسكك الحديدية التي تربط مصر ببلاد الشام والعراق، وتصل شمال الساحل الفلسطيني بجنوبه وترتفع 75م عن سطح البحر ضمن إقليم البحر المتوسط.
    بناها سليمان بن عبد الملك والي جند فلسطين في خلافة الوليد بن عبد الملك (86-96هـ) وهي أول مدينة بنيت في الشام، وسميت الرملة لغلبة الرمل على أرضها، وقيل سميت باسم امرأة وجدها سليمان في بيت شعر حين نزل مكانها يريد بناءها، فأكرمته وأحسنت ضيافته، فسألها عن اسمها فقالت رملة، فبنى المدينة وسماها باسمها.
    اختط سليمان المدينة على أرض مربعة الشكل قسمها شارعان رئيسيان متقاطعان في الوسط إلى أربعة أقسام. وكان أول ما بنى فيها سليمان قصره والدار التي عرفت بدار الصباغين ثم بدأ بتشييد المسجد فولي الخلافة قبل استتمامه فأكمله في خلافته، وصارت الرملة قصبة جند فلسطين بدلاً من اللد. ومع أن المنطقة التي بنيت فيها الرملة خصبة كثيرة الفاكهة إلا أن مياهها قليلة بسبب شح الأمطار، وهذا يفسر اهتمام سليمان بن عبد الملك بحفر الآبار العذبة فيها واستمرار خلفاء بني أمية بالإنفاق على آبار الرملة وقناتها، واستمر خلفاء بني العباس في الإنفاق عليها حتى عهد المعتصم (218-227هـ) فأصبح شرب الناس من الآبار الملحة، إلا أن المترفين كان لهم صهاريج مقفلة وكانت الرملة أكثر البلاد صهاريج.
    ذكرت مدينة الرملة في عدة مؤلفات لأشهر المؤرخين والجغرافيين، وقد ذكرها الأصطخري (ت346هـ) بقوله «إن الرملة هي مدينة فلسطين العظمى، ويليها بيت المقدس في الكبر»، ووصف المقدسي (ت380هـ) ما فيها من الحصون والمساجد والخانات والحمامات في كتابه «أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم»، كما ذكرها كل من اليعقوبي (ت284هـ) في كتابه «البلـدان» والبلاذري (ت279هـ) في «فتـوح البلـدان» وياقـوت الحموي (ت627هـ) في «معجم البلدان».
    غدت الرملة في عهد العباسيين تابعة لولاية الشام، وشهدت بعض حوادث التمرد التي لم يكتب لها النجاح. وحكمها الطولونيون مدة من الزمن، وشهدت مرور موكب قطر الندى ابنة الأمير خمارويه بن أحمد بن طولون وهي في طريقها إلى بغداد سنة 281هـ/895م، لتكون زوجة الخليفة العباسي المعتضد. وفي عهد الإخشيديين غدت إمارة تابعة لهم، وزارها في أيامهم المتنبي ومدح فيها أميرها الحسن بن عبد الله بن طغج الإخشيدي، ثم استولى عليها بعد ذلك القرامطة سنة 361هـ/971م، ثم الفاطميون سنة 367هـ/977م.
    وحين نشبت الحروب بين الفرنجة الصليبيين والمسلمين، احتل الفرنج مدينة الرملة سنة 493هـ/1099م، وكان أهلها قد خرجوا منها قبل الاحتلال، ثم استعادها المسلمون سنة 496هـ/1102م وقضوا على معظم من كان فيها من فرسان بغدوين الصليبي، ولكن الصليبيين احتلوها مرة أخرى، وبقيت في أيديهم إلى أن استردها المسلمون بعد معركة حطين سنة 583هـ/1187م التي قادها صلاح الدين الأيوبي، الذي دمّر قلعتها حتى لا يحتلها الفرنجة الصليبيون وهي عامرة، ولكنه جدد بناء الجامع الأبيض فيها، وفي سنة 601هـ/1204م، أُعيدت الرملة إلى حكم الصليبيين فأقاموا فيها أبرشية وشيدوا كنيسة ولكن حكمهم فيها لم يدم كثيراً، إذ تمكن الظاهر بيبرس من تحريرها هي وسائر مدن فلسطين والشام في صيف عام 660هـ/1261م وبنى لجامعها مئذنة ومحراباً.
    دخلت الرملة مع غيرها من مدن فلسطين والشام في الحكم العثماني بعد انتصار العثمانيين على المماليك في مرج دابق سنة 924هـ/1516م، وفي سنة 1214هـ/1799م احتلها نابليون بونابرت، وكان أهلها قد خرجوا قبل دخوله إليها، ولما أخفقت حملة نابليون على الشرق انسحب جنودها من الرملة، وفي المدة بين 1831-1840م أخضعت الرملة لحكم محمد علي باشا في مصر ثم أُعيدت إلى حكم العثمانيين، وفي أواخر العهد العثماني شهدت الرملة بعض التقدم فأصبحت مركز ناحية تتبع قضاء يافا، وانتهى عهد العثمانيين في سنة 1917م ليخلفه عهد الانتداب البريطاني.
    تطورت الرملة في عهد الانتداب البريطاني تطوراً كبيراً وزاد عدد سكانها من 6500 نسمة قبل الحرب العالمية الأولى إلى 16.380 عام 1946، وتبع ذلك نمو العمران في المدينة فامتدت المباني السكنية والمنشآت على شكل محاور بمحاذاة الطريق الرئيسية المتفرعة من المدينة، ولاسيما طريق الرملة-يافا وتوسعت المدينة وشهدت مرحلة نمو سريع في مستويات سكانها التعليمية والثقافية.
    إن الازدهار الذي حظيت به الرملة لم يدم طويلاً لأنها تضررت من كارثة عام 1948م، ففي ذلك العام احتلت إسرائيل المدينة وطردت معظم سكانها العرب ودمرت بعض بيوتها. ولم يبق في المدينة من سكانها إلا القليل، وأخذ المهاجرون الصهاينة يحلون محل السكان العرب تدريجياً. ونتج عن تيار هذه الهجرة إلى المدينة توسع في مساحتها وزيادة في عدد مبانيها السكنية، واتجه النمو العمراني للرملة نحو الغرب والجنوب الغربي بصورة رئيسية، وتركز معظم الصهاينة فيما يسمى اليوم بالرملة الحديثة في حين بقي العرب في الرملة القديمة إلى جانب من استقر معهم من الصهاينة، وفي عام 1969 كان مجموع العائلات الصهيونية المقيمة في الأحياء الجديدة من الرملة نحو 4200 عائلة، ومجموع العائلات الصهيونية في الأحياء القديمة من المدينة نحو 300 عائلة في البيوت العربية التي أخليت من سكانها العرب بعد طردهم.
    محمد عاصم عيشونة
يعمل...
X