شايريل (أنور ـ)
(1922 ـ 1949)
أنور شايريل Anwar Chairil شاعر إندونيسي، ولد في مدينة مِدان Medanشمالي سومطرة، وتوفي في العاصمة جاكرتا. لايُعرف الكثير عن نشأته. انتسب إلى المدرسة الهولندية في مدينة مولو Mulo، وانتقل إلى جاكرتا في عام 1942. بدأ نظم الشعر منذ فتوته، لكنه كان يتلف معظمه، ثم أخذ ينشر بعض قصائده في مجلة «سياسات» Siasat، وبما أنه كان يتقن الهولندية فقد ترجم عنها لبعض الأدباء الأوربيين الذين تأثر بهم، مثل الألماني ريلكه Rilke R.M والفرنسي جيد A.Gideوالهولنديين هنريك مارسمَن Hendrik Marsman وفيلِّم إلْْشوت Willem Elsschot.
يعد أنور شايريل رائد الشعر الإندونيسي الحديث والروح الملهمة لجيل 1945 Angkatan 1945 الذي تشكل من عدد من الشعراء وكتاب الزوايا الصحفية الساخرة الذين خرجوا على تقاليد وقواعد الشعر الإندونيسي المالاوي المهيمنة منذ قرون، وأدخلوا شعر التفعيلة الحرة، فأخضعوا الشكل للمضمون وعملوا على تجديد اللغة.
ضمَّ ديوان «صخب في الغبار» Deru tjampur debu الذي نشر في عام 1949 ثلاث عشرة قصيدة اختارها الشاعر بنفسه للنشر، أما قصائد الديوان الأخرى البالغ عددها أربع عشرة فقد أضافها الناقد الأدبي والباحث هـ.ب.ياسين من أعمال الشاعر الأخرى بناء على طلب الناشر، بحيث يمنح الديوان القارئ صورة واضحة عن تطور اللغة الشعرية لأنور شايريل، وهي تظهر بتنوعها وتناقضها الاندفاع الفاوستي الجامح لدى الشاعر الشاب الذي ابتغى تخطي الموروثات البرجوازية كافة على الصعيد الأخلاقي والفكري والسياسي، والتي لم تصمد في وجه الاحتلال الياباني للوطن وكوارث الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى انهيار القيم والمعتقدات الموروثة. وتراوح موضوعات قصائده بين نقد حاد للذات كما في قصيدة «أنا» Aku إلى تسليم لا محدود بالقدرة الإلهية في قصيدة «دعاء» Doa إلى الشعور القاهر بالوحدة والرهبة من مواجهة الموت في قصيدة «إنسانان» Orang beruda. إلا أن الروح التي تسري عبر قصائد الديوان كله تعبر عن إنسان قومي ثوري ملتزم وتواق للحرية المطلقة على صعيد الوطن والعقيدة والإبداع الأدبي، وهنا يشعر المرء بنفحات من الشاعر الفرنسي فرانسوا فييون F.Villonالذي كان شايريل كبير الإعجاب به. ففي عام 1943 قال شايريل: «لا يجوز أن نبقى آلات بين يدي أحد، بل يجب أن نعزف بأنفسنا أغنية الحياة التي تلهمنا الشرف والاستقامة».
ابتكر شايريل في إطار الأدب الإندونيسي «شعراً جديداً، متكامل الجمال والنقاء وقوة التعبير، ما كان يظن المرء أن أدبنا المعاصر قادر على تحقيق مثله» حسب رأي الشاعر والناقد تقدير أليسجاهبانه Takdir Alisgahbana، كما نشر مع الشاعرين أسرول ساني Asrul Sani وريفاي أبين Rivai Apinمجموعة «ثلاثة ضد تقدير» Tiga menguak Takdir.
مهى بياري
(1922 ـ 1949)
أنور شايريل Anwar Chairil شاعر إندونيسي، ولد في مدينة مِدان Medanشمالي سومطرة، وتوفي في العاصمة جاكرتا. لايُعرف الكثير عن نشأته. انتسب إلى المدرسة الهولندية في مدينة مولو Mulo، وانتقل إلى جاكرتا في عام 1942. بدأ نظم الشعر منذ فتوته، لكنه كان يتلف معظمه، ثم أخذ ينشر بعض قصائده في مجلة «سياسات» Siasat، وبما أنه كان يتقن الهولندية فقد ترجم عنها لبعض الأدباء الأوربيين الذين تأثر بهم، مثل الألماني ريلكه Rilke R.M والفرنسي جيد A.Gideوالهولنديين هنريك مارسمَن Hendrik Marsman وفيلِّم إلْْشوت Willem Elsschot.
يعد أنور شايريل رائد الشعر الإندونيسي الحديث والروح الملهمة لجيل 1945 Angkatan 1945 الذي تشكل من عدد من الشعراء وكتاب الزوايا الصحفية الساخرة الذين خرجوا على تقاليد وقواعد الشعر الإندونيسي المالاوي المهيمنة منذ قرون، وأدخلوا شعر التفعيلة الحرة، فأخضعوا الشكل للمضمون وعملوا على تجديد اللغة.
ضمَّ ديوان «صخب في الغبار» Deru tjampur debu الذي نشر في عام 1949 ثلاث عشرة قصيدة اختارها الشاعر بنفسه للنشر، أما قصائد الديوان الأخرى البالغ عددها أربع عشرة فقد أضافها الناقد الأدبي والباحث هـ.ب.ياسين من أعمال الشاعر الأخرى بناء على طلب الناشر، بحيث يمنح الديوان القارئ صورة واضحة عن تطور اللغة الشعرية لأنور شايريل، وهي تظهر بتنوعها وتناقضها الاندفاع الفاوستي الجامح لدى الشاعر الشاب الذي ابتغى تخطي الموروثات البرجوازية كافة على الصعيد الأخلاقي والفكري والسياسي، والتي لم تصمد في وجه الاحتلال الياباني للوطن وكوارث الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى انهيار القيم والمعتقدات الموروثة. وتراوح موضوعات قصائده بين نقد حاد للذات كما في قصيدة «أنا» Aku إلى تسليم لا محدود بالقدرة الإلهية في قصيدة «دعاء» Doa إلى الشعور القاهر بالوحدة والرهبة من مواجهة الموت في قصيدة «إنسانان» Orang beruda. إلا أن الروح التي تسري عبر قصائد الديوان كله تعبر عن إنسان قومي ثوري ملتزم وتواق للحرية المطلقة على صعيد الوطن والعقيدة والإبداع الأدبي، وهنا يشعر المرء بنفحات من الشاعر الفرنسي فرانسوا فييون F.Villonالذي كان شايريل كبير الإعجاب به. ففي عام 1943 قال شايريل: «لا يجوز أن نبقى آلات بين يدي أحد، بل يجب أن نعزف بأنفسنا أغنية الحياة التي تلهمنا الشرف والاستقامة».
ابتكر شايريل في إطار الأدب الإندونيسي «شعراً جديداً، متكامل الجمال والنقاء وقوة التعبير، ما كان يظن المرء أن أدبنا المعاصر قادر على تحقيق مثله» حسب رأي الشاعر والناقد تقدير أليسجاهبانه Takdir Alisgahbana، كما نشر مع الشاعرين أسرول ساني Asrul Sani وريفاي أبين Rivai Apinمجموعة «ثلاثة ضد تقدير» Tiga menguak Takdir.
مهى بياري