راسبوتين Rasputin - Raspoutine اسم الشهرة لراهب صوفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • راسبوتين Rasputin - Raspoutine اسم الشهرة لراهب صوفي

    راسبوتين

    Rasputin - Raspoutine

    راسبوتين
    (1865-1916)
    راسبوتين Rasputin اسم الشهرة لراهب صوفي ماجن من فلاحي سيبيريا يدعى غريغوري يفيموفتش نوفيخ Grigory Yefimovich Novykh، كان يتمتع بقدرات جسدية وشخصية طاغية، مكنته من فرض نفوذه في بلاط القياصرة الروس.
    ولد راسبوتين في ساراتوف Saratov، انتقل به أبوه، وكان سائق عربة بريد، مع باقي أفراد الأسرة إلى قرية تدعى بكروفسكويه Pokrovskoe في أواسط سيبيريا، وأطلق السكان على الأسرة القادمة اسم نوفيخ، أي المستجدون، فاشتهرت به.
    شب راسبوتين سكيراً كسولاً متهتكاً، تزوج في سن العشرين، وكان يعتاش من جر عربات القش والحطب أو من سرقة الخيول واللصوصية، وينفق ما يحصل عليه على الخمر يعب منها حتى الثمالة، ولم يكن يتورع عن أي رذيلة، حتى أطلق عليه مواطنوه اسم «راسبوتين» ومعناه الفاسق. تأثر في شبابه بهرطقة طائفة دينية تدعى «المتسوطون» Khlysty يجلدون أنفسهم بالسوط تقرباً إلى الله، ويعتقدون أن ارتكاب الآثام شرط ضروري للخلاص. وقد حفزه اعتقاده هذا إلى الحج إلى جبل آتوس[ر] في اليونان، حيث أمضى نحو عامين، عاد بعدها إلى قريته وقد اكتسى بمسحة صوفية غامضة، ولبس رداء الكهنوت راهبا غير موسوم، ويملك قدرات غير عادية على شفاء المرضى، فذاع صيته، وحسده خصومه فراحوا يكيدون له. وخشية اتهامه بالهرطقة وتعرضه للمحاكمة غادر قريته ليتجول متنسكاً في طول البلاد وعرضها، وساقته قدماه إلى سان بطرسبرغ سنة 1903، واستقبل من بعض أفراد الطبقة الراقية وكبار رجال الدين في العاصمة على أنه رجل كرامات. وفي شهر تشرين الثاني من عام 1905 قُدِّم راسبوتين إلى الأسرة المالكة بهذه الصفة، وأتيح له أن يستعرض قدراته وصلواته في التخفيف من معاناة وريث العرش الطفل ألكسيس الذي كان مصاباً بمرضٍ في الدم، فضم إلى الحاشية وصار من أقرب المقربين إلى القيصرة ألكساندرا والقيصر نيقولا الثاني (1894-1917)، وقديساً مجاب الدعوة أرسله الرب لإنقاذ ولي العهد وأسرة رومانوف من الانقراض.
    توخى راسبوتين أن يبقى في حضور الأسرة المالكة ذلك الفلاح القديس المتواضع، غير أنه في غيابهم كان يعود إلى سابق عهده من المجون والتهتك والعربدة، ويبشر بمذهبه. فاتخذ الكثير من العشيقات وسعى إلى إغواء أخريات، ولم تمض أعوام حتى طغت فضائحه على كل خبر.
    ولما ضج رجال الكنيسة والمسؤولون الحكوميون، وحتى أفراد الطبقة الراقية الذين تعهدوه في البدء، بالشكوى من سلوكه في تقارير موثقة إلى القيصر كان مصير أكثرهم النفي أو التسريح أو النقل إلى مناطق نائية. وظلت القيصرة تنكر أي خبر يمس راسبوتين حتى إعدامها، في حين كان نيقولا الثاني حريصاً على إرضاء زوجته وعدم تعريض ابنه للخطر. وقد اتسعت حلقة الفضائح والإشاعات حتى طالت القيصرة نفسها وعلاقتها الشخصية به. ونوقش أمره في مجلس الدوما (مجلس النواب الروسي) وتناولته الصحافة بالنقد المقذع. تناقص نفوذ راسبوتين قليلاً مع بداية الحرب العالمية الأولى، إلا أنه سرعان ما استرده لما تولى القيصر القيادة العليا، ومُنحت القيصرة صلاحيات كبيرة وصار راسبوتين مستشارها الخاص. وفي هذه المرحلة أقصي عدد كبير من الوزراء والقادة القديرين ليحل محلهم بعض الانتهازيين والمقربين، فتعطلت فاعليات الإدارة وأسهمت القرارات الملكية في النكسات التي لحقت بالقوات المسلحة في الحرب. وقد عزا أكثر المسؤولين الكبار في الحكومة القيصرية أسباب الفشل إلى نفوذ راسبوتين الكبير على القيصرة ألكساندرا.
    في عام 1916 رتبت مجموعة من الأمراء المحافظين مؤامرة للتخلص من راسبوتين، إذ وجه المتآمرون دعوة لراسبوتين لحفلة شاي بعد منتصف الليل في السادس عشر من كانون الأول، ودسوا له السم في الشاي والكعك والخمر الذي قدموه له، لكنه لم يمت، فأطلقوا عليه النار فوقع على الأرض، غير أنه تمكن من الهرب والخروج إلى ساحة الدار حيث أجهز المتآمرون عليه، ثم نقلوه في سيارة وألقوه من ثغرة في جليد نهر النيفا المتجمد حيث قضى نحبه غرقاً.
    محمد وليد الجلاد
يعمل...
X