احسايي (احمد) Al-Ahsa'i (Ahmad

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • احسايي (احمد) Al-Ahsa'i (Ahmad

    احسايي (احمد)

    Al-Ahsa'i (Ahmad-) - Al-Ahsa'i (Ahmad-)

    الأحسائي (أحمد)
    (1166 - 1241هـ/ 1753 - 1826م)

    أحمد بن زين الدين الأحسائي، عالم ديني ورئيس مدرسة «الشيخية» الشيعية في إيران.
    ينتمي الأحسائي إلى قبيلة عربية استقرت في منطقة الأحساء، وكانت أسرته حتى الجد الخامس من الشيعة الأثني عشرية.
    ولد الأَحسائي في بلدة المطيرفي بمنطقة الأحساء في وقت انتشر الجهل فيه وعم منطقته، وقد نبغ بين أقرانه والتفت إلى الدرس عازفاً عن حياة اللهو، وكان ميالاً إلى التأمل في الموت وتقلب الأحوال منذ طفولته، وقد نزح عن مسقط رأسه في سن مبكرة إلى بلاد فارس ومكث في يزد ثم في كرمان، ويظهر أنه عاش بعد ذلك متنقلاً ما بين كربلاء والنجف وقزوين.
    نمت شخصية الأحسائي الروحية حول محور ثابت هو حبه الجارف لآل البيت، وكانت الأحلام ذات الطابع الإلهامي من مصادر معرفته الأساسية فقد كان بحسب روايته يرى في المنام النبي والأئمة ويستوحي منهم أفكاره، وكان يرى مناماته أنها إلهامات حقيقية، كما ذكر في ترجمته الذاتية. ويقر بتتلمذه للأئمة من دون سواهم.
    ولكن هذا لم يمنع أن يكون له أساتذة في عالم الواقع، فقد درس في بلدته المطيرفي على الشيخ محمد بن محسن الأحسائي.
    وحين رحل إلى العراق، وهو في سن العشرين، حضر دروس الشيخ الوحيد البهبهاني الآغا باقر، والسيد الميرزا مهدي الشهرستاني والسيد علي الطباطبائي في كربلاء. أمّا في النجف فقد لازم الشيخ جعفر كاشف الغطاء.
    وكان الأحسائي شديد الولوع بالمطالعة، فقد شملت ثقافته الكتب الدينية والصوفية والتاريخية والأدبية، وتأثر بالفكر الإسماعيلي والإشراقي، ولم يكتف بمطالعة كتب كبار الفلاسفة بل عمد إلى شرح بعضها مثل شرحه لكتاب الأسفار الأربعة للفيلسوف ملاّ صدر الشيرازي (ت 1050هـ/ 1641م)، إلا أن الأساس الذي يرتفع عليه بناؤه الفكري إنما يعود إلى فهمه للحديث النبوي وأخبار الأئمة.
    انتقل الأحسائي بعد زواجه إلى البحرين، ثم عاود الرحلة إلى العراق وسكن البصرة سنة 1212هـ وهناك التقى حكيماً أطلعه على مبادئ حكمته، وفيها عبارات مقتضبة مثل: «لا تنظر إلى الحركات أنظر إلى المحركات، لا تنظر إلى الأسباب أنظر إلى المسببات، إن الحيوانات تسير إلى الله في سلسلة الطول والجمادات تسير إلى الله في سلسلة العرض» ويظهر في هذه الأفكار أنها لا تخلو من تأثيرات إشراقية وصوفية.
    وقف الأحسائي موقفاً متميزاً بين التيارين الأساسيين للشيعة في عصره، «الأخباريين» الذين اعتمدوا في تعاليمهم على التقيد بمظاهر الأحاديث النبوية وأحاديث الأئمة، و«الأصوليين» الذين أخضعوها للعقل. ويُعثر في تحليل الأحسائي «للرؤيا» على ما يذكّر بابن عربي والسهروردي المقتول، وبأفكارهما بصدد عالم المثال وهو عالم متوسط بين عالم الأرواح والعالم المادي تظهر فيه الصور منسلخة عن أجسامها، كما تظهر الصورة في المرآة.
    لقيت بعض الأفكار التي أذاعها الأحسائي بين أتباعه وفي مؤلفاته معارضة شديدة في الأوساط الشيعية ولا سيما الإيرانية، مثل التفريق بين جسدين عند الإنسان، أحدهما عنصري محسوس يفنى بعد الموت، والآخر برزخي. وفي ذلك يقول: «يبقى في القبر مستديراً.. وهو الجسد الأصلي الباقي بعد الموت». وهذا ما دعا علماء قزوين إلى تكفيره.
    ذاع صيت الأحسائي في إيران في العقدين الأخيرين من حياته، وبعد جولات وتنقلات عديدة في المدن الإيرانية التف حوله عدد من الأتباع كوّنوا بعد وفاته المدرسة الشيخية نسبة إلى لقبه الشيخ أحمد. وما يزال مركز هذه المدرسة حتى اليوم في مدينة كرمان.
    ونتيجة لتطور الأفكار الجديدة في المدرسة «الشيخية» ابتداء من أشهر تلاميذه كاظم رشتي (ت 1259هـ/ 1843م) وللآفاق الجديدة التي أطلقتها هذه المدرسة، فقد ظهرت حركة البابية [ر] ثم البهائية [ر] في إيران، كما انقسمت «الشيخية» نفسها إلى «كشفية» و«رشتية». ولا يمكن فهم هذه المدرسة إلا في إطار أوسع للنهضة التي شملت العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر، وظهور عدد من المدارس الأخرى مثل الوهابية في الجزيرة العربية والأحمدية في الهند والسنوسية في شمالي إفريقية.
    بكري علاء الدين

يعمل...
X