إن اضطرابات القلق هي أكثر الأمراض شيوعًا في الولايات المتحدة وفقًا لجمعية القلق والاكتئاب الأمريكية، إذ تصيب سنويًا نسبة 18.1% من البالغين بأعمار 18 فما فوق، أو ما يعادل 40 مليون شخص. ومع إن اضطرابات القلق قابلة للعلاج غالبًا فإن 36.9% فقط من الذين يعانون منها يطلبون المساعدة.
نكافح جميعًا بصحتنا العاطفية في مرحلةٍ أو أخرى من حياتنا نظرًا لتقلباتها، وبينما نخوض معركتنا الخاصة قد لا ندرك ما يمر به الأصدقاء وأفراد العائلة، لذا كيف تستطيع معرفة إن كان شخص ما يمر بوقت عصيب؟ وكيف تستطيع تشجيعه للحصول على المساعدة؟ يبدأ هذا بالتعرف على ما يحدث.
التعرف على المشكلة
غالبًا ما يُستخدم مصطلحا الانهيار العصبي والانهيار العقلي لوصف الأشخاص الذين نفذ صبرهم وطاقتهم لكن لم يُشخصوا سريريًا، ولا يستخدم متخصصو الصحة العقلية هذه المصطلحات.
يقول عالم النفس آدم بورلاند: «أحاول إبعاد الناس عن استخدام هذا المصطلح لأنني أظن أن له دلالة سلبية … فقد يكون للأشخاص أسباب وجيهة كي يشعروا بالإرهاق، لكن هذه المصطلحات توحي بأنها نقطة ضعف شخصية أو فشل، وهي ليست كذلك».
تكون مشكلات الصحة العقلية غالبًا نتيجة اضطراب المزاج، كالاكتئاب أو اضطراب القلق، أو ببساطة الشعور بالإرهاق من ضغوطات الحياة.
التعرف على إشارات التحذير
يوضح الدكتور بورلاند أن التغيرات الهامة في السلوك أو في النشاطات اليومية غالبًا ما تكون سببًا للقلق. ومن المهم أن نلاحظ هذه العلامات للتعرف على الاكتئاب أو القلق:
أنصت لهم
إذا أخبرك أحد أفراد أسرتك أنه يمر بوقت عصيب أو أنه يشعر بالإرهاق لا تتجاهله، استمع له بدلًا من ذلك، يؤكد الدكتور بورلاند أن أهم الأشياء التي نستطيع فعلها هي عدم تقديم الحلول أو طلب النظر إلى الجانب المشرق للأشياء، بل الإنساط لهم وتعاطف معهم فقط.
ويوضح أيضًا إمكانية توفير تصديقٍ لصحة تجربتهم حول القلق بقول بعض العبارات مثل: «أنت تتحمل الكثير من الأعباء، أو أستطيع معرفة سبب شعورك بالإرهاق، أو تبدو نوبات الهلع هذه مخيفة حدوثها لك يؤسفني»، وبدلًا من إقحام نفسك وافتراض أنك تعرف أكثر منه، اسأل كيف تستطيع المساعدة، فالنصيحة غير المرغوب بها هي آخر شيء يحتاج إليه الشخص عندما يعاني عاطفيًا.
تذكر أن الأسئلة مثل: «هل جربت ممارسة الرياضة؟ التأمل؟ تناول الفيتامينات؟ تناول الأدوية؟» تكون غالبًا مزعجة ولا تقدم مساعدة، اسأل الشخص عن احتياجاته عوضًا عن ذلك كأن تقول مثلًا: «هل يوجد أي شيء أستطيع فعله لتخفيف ذلك عنك؟».
قد تقدّم اقتراحات محددة حول ما تستطيع فعله لتساعد الشخص بدلًا من إخباره بما يجب تغييره، جرب اقتراحًا مثل: «هل أساعدك إذا أخذت الأطفال للخروج الليلة حتى تتمكن من الحصول على بضع ساعات لنفسك؟».
وجّه من تحب إلى المختصين
إذا شعرت أن عليك تشجيع من تحب للحصول على مساعدة المختصين، تعامل مع الموضوع بلطف، فقد يكون هذا الموضوع حساسًا جدًا بالنسبة لبعض الناس، خصوصًا إذا لم يتحدثوا لمعالج أو طبيب حول صحتهم العقلية قبل ذلك إطلاقًا. وإنه أمر يبعث على القلق عندما يدرك الناس عدم امكانيتهم من التعامل مع كل شيء بمفردهم.
عندما تكون مستعدًا لإجراء محادثة، إليك مثالين حول ما قد تقوله: «يبدو أنك تعاني مؤخرًا حقًا وأنا قلق عليك، كيف تشعر حول التحدث مع طبيبك بما تمر به؟» أو «أعلم أن فكرة الذهاب إلى معالج نفسي مخيفة نوعًا ما، لكنني أظن حقًا أن ذلك قد يساعدك، لقد بحثت قليلًا ووجدت بعض المعالجين القريبين من هنا الذين تخصصوا بالقلق، هل أستطيع مساعدتك في تحديد موعد؟».
إذا لم يكن صديقك أو أحد أفراد أسرتك مستعدًا لا تتجادل معهم أو تحاول إجبارهم على ذلك وانتظر قليلًا ثم اقترح مجددًا بلطف.
ماذا تفعل إذا كان من تحب لديه أفكار انتحارية؟
إذا كنت قلقًا من تفكير أحد أفراد أسرتك بالانتحار أو إشارته إلى ذلك، قدّم حجة أقوى للحصول على مساعدة المختصين، ومع أن موضوع الانتحار مرعب لكن من المهم ألا نصاب بالذعر.
شجّع من تحب للتحدث حول طبيعة شعورهم حتى لو كان من الصعب سماعه، تأكد من التشديد على أهمية التحدث إلى المختص في أقرب وقت ممكن في هذه المرحلة. اسألهم أسئلة مباشرة وتحقق من علامات تعاطي المخدرات وتأكد من عدم امتلاكهم لسلاح أو شيء قد يُستعمل لإلحاق الأذى.
إذا شعرت أن من تحب في خطر شديد للقيام بمحاولة انتحار، اصطحبهم إلى أقرب مركز طوارئ أو اتصل بالطوارئ المختصة.
إن مساعدة من تحب في أثناء معاناته بصحته العقلية ليس سهلًا لكنه ضروري جدًا، وقد يساعد دعمك على تمهيد طريق للشفاء. لا تُحبَط أو تستسلم واستمر بتشجيعهم للحصول على المساعدة، وأخبرهم أنك موجود بقربهم وعليهم الحصول على مساعدة المختصين عاجلًا وليس آجلًا إذا كانت لديهم أفكار انتحارية.
نكافح جميعًا بصحتنا العاطفية في مرحلةٍ أو أخرى من حياتنا نظرًا لتقلباتها، وبينما نخوض معركتنا الخاصة قد لا ندرك ما يمر به الأصدقاء وأفراد العائلة، لذا كيف تستطيع معرفة إن كان شخص ما يمر بوقت عصيب؟ وكيف تستطيع تشجيعه للحصول على المساعدة؟ يبدأ هذا بالتعرف على ما يحدث.
التعرف على المشكلة
غالبًا ما يُستخدم مصطلحا الانهيار العصبي والانهيار العقلي لوصف الأشخاص الذين نفذ صبرهم وطاقتهم لكن لم يُشخصوا سريريًا، ولا يستخدم متخصصو الصحة العقلية هذه المصطلحات.
يقول عالم النفس آدم بورلاند: «أحاول إبعاد الناس عن استخدام هذا المصطلح لأنني أظن أن له دلالة سلبية … فقد يكون للأشخاص أسباب وجيهة كي يشعروا بالإرهاق، لكن هذه المصطلحات توحي بأنها نقطة ضعف شخصية أو فشل، وهي ليست كذلك».
تكون مشكلات الصحة العقلية غالبًا نتيجة اضطراب المزاج، كالاكتئاب أو اضطراب القلق، أو ببساطة الشعور بالإرهاق من ضغوطات الحياة.
التعرف على إشارات التحذير
يوضح الدكتور بورلاند أن التغيرات الهامة في السلوك أو في النشاطات اليومية غالبًا ما تكون سببًا للقلق. ومن المهم أن نلاحظ هذه العلامات للتعرف على الاكتئاب أو القلق:
- مشاعر اليأس والعجز.
- اعتزال الآخرين.
- فقدان الاهتمام بالنشاطات أو الهوايات.
- تغيرات في أنماط النوم أو الشهية.
- فترات من البكاء الغير مسيطر عليه أو تبلد المشاعر.
- مشكلات في النظافة أو أعمال المنزل أو أداء الأعمال.
- تزاحم الأفكار.
- نوبات الهلع.
- الشعور بالإرهاق أو بالتنبيه المفرط بسهولة.
- الشعور بالرعب أو الموت الوشيك.
- الانفعال أو الغضب الزائد.
- أفكار مستمرة عن الموت أو الاحتضار.
- أفكار عن الانتحار.
أنصت لهم
إذا أخبرك أحد أفراد أسرتك أنه يمر بوقت عصيب أو أنه يشعر بالإرهاق لا تتجاهله، استمع له بدلًا من ذلك، يؤكد الدكتور بورلاند أن أهم الأشياء التي نستطيع فعلها هي عدم تقديم الحلول أو طلب النظر إلى الجانب المشرق للأشياء، بل الإنساط لهم وتعاطف معهم فقط.
ويوضح أيضًا إمكانية توفير تصديقٍ لصحة تجربتهم حول القلق بقول بعض العبارات مثل: «أنت تتحمل الكثير من الأعباء، أو أستطيع معرفة سبب شعورك بالإرهاق، أو تبدو نوبات الهلع هذه مخيفة حدوثها لك يؤسفني»، وبدلًا من إقحام نفسك وافتراض أنك تعرف أكثر منه، اسأل كيف تستطيع المساعدة، فالنصيحة غير المرغوب بها هي آخر شيء يحتاج إليه الشخص عندما يعاني عاطفيًا.
تذكر أن الأسئلة مثل: «هل جربت ممارسة الرياضة؟ التأمل؟ تناول الفيتامينات؟ تناول الأدوية؟» تكون غالبًا مزعجة ولا تقدم مساعدة، اسأل الشخص عن احتياجاته عوضًا عن ذلك كأن تقول مثلًا: «هل يوجد أي شيء أستطيع فعله لتخفيف ذلك عنك؟».
قد تقدّم اقتراحات محددة حول ما تستطيع فعله لتساعد الشخص بدلًا من إخباره بما يجب تغييره، جرب اقتراحًا مثل: «هل أساعدك إذا أخذت الأطفال للخروج الليلة حتى تتمكن من الحصول على بضع ساعات لنفسك؟».
وجّه من تحب إلى المختصين
إذا شعرت أن عليك تشجيع من تحب للحصول على مساعدة المختصين، تعامل مع الموضوع بلطف، فقد يكون هذا الموضوع حساسًا جدًا بالنسبة لبعض الناس، خصوصًا إذا لم يتحدثوا لمعالج أو طبيب حول صحتهم العقلية قبل ذلك إطلاقًا. وإنه أمر يبعث على القلق عندما يدرك الناس عدم امكانيتهم من التعامل مع كل شيء بمفردهم.
عندما تكون مستعدًا لإجراء محادثة، إليك مثالين حول ما قد تقوله: «يبدو أنك تعاني مؤخرًا حقًا وأنا قلق عليك، كيف تشعر حول التحدث مع طبيبك بما تمر به؟» أو «أعلم أن فكرة الذهاب إلى معالج نفسي مخيفة نوعًا ما، لكنني أظن حقًا أن ذلك قد يساعدك، لقد بحثت قليلًا ووجدت بعض المعالجين القريبين من هنا الذين تخصصوا بالقلق، هل أستطيع مساعدتك في تحديد موعد؟».
إذا لم يكن صديقك أو أحد أفراد أسرتك مستعدًا لا تتجادل معهم أو تحاول إجبارهم على ذلك وانتظر قليلًا ثم اقترح مجددًا بلطف.
ماذا تفعل إذا كان من تحب لديه أفكار انتحارية؟
إذا كنت قلقًا من تفكير أحد أفراد أسرتك بالانتحار أو إشارته إلى ذلك، قدّم حجة أقوى للحصول على مساعدة المختصين، ومع أن موضوع الانتحار مرعب لكن من المهم ألا نصاب بالذعر.
شجّع من تحب للتحدث حول طبيعة شعورهم حتى لو كان من الصعب سماعه، تأكد من التشديد على أهمية التحدث إلى المختص في أقرب وقت ممكن في هذه المرحلة. اسألهم أسئلة مباشرة وتحقق من علامات تعاطي المخدرات وتأكد من عدم امتلاكهم لسلاح أو شيء قد يُستعمل لإلحاق الأذى.
إذا شعرت أن من تحب في خطر شديد للقيام بمحاولة انتحار، اصطحبهم إلى أقرب مركز طوارئ أو اتصل بالطوارئ المختصة.
إن مساعدة من تحب في أثناء معاناته بصحته العقلية ليس سهلًا لكنه ضروري جدًا، وقد يساعد دعمك على تمهيد طريق للشفاء. لا تُحبَط أو تستسلم واستمر بتشجيعهم للحصول على المساعدة، وأخبرهم أنك موجود بقربهم وعليهم الحصول على مساعدة المختصين عاجلًا وليس آجلًا إذا كانت لديهم أفكار انتحارية.