هل الناس بطبيعتهم جيدون أم أشرار؟ إذا كنت تحاول تجنب النقاشات الوجودية أو الفلسفية فمن الأسهل أن تقول: هذا يعتمد على الشخص، فلا يوجد مقياس واحد يلائم الجميع أو يجمع كل سمات الجنس البشري.
تمكن علماء النفس من ربط بعض التصرفات مع السمات التي يمكن أن نعدها مؤشرات رئيسية خطيرة لشخصيات بعض الأشخاص، التي تُعرف بالثالوث المظلم.
يتكون الثالوث المظلم من النرجسية، والاضطراب النفسي تحت السريري، و«المكيافيلية».كل من هذه السمات الثلاثة مختلفة عن الأخرى، لكنها قد تتداخل وتظهر بشخصية واحدة.
يرتبط نمط شخصية الثالوث المظلم بالميل إلى الأفعال العنيفة والإجرامية، حتى وإن لم يبلغ الحدود القصوى، فإن صاحب شخصية الثالوث المظلم يميل إلى تحقيق النفع لذاته، ويتلاعب بالآخرين، ويتصرف بطريقة تفتقر إلى التعاطف.
سمات الشخصية:
استخدم علماء النفس السمات الشخصية لمحاولة فهم الاختلافات في أفكار الناس وتصرفاتهم، بربط كل شخصية بسمة محددة. يُتوقع من الناس المميزين بسمة ما أن يتصرفوا بطريقة مرتبطة بهذه السمة أكثر الوقت، وفي العديد من المواقف المختلفة.
غالبًا، يستخدم علماء النفس نموذج «السمات الخمس للشخصية»، التي تشمل: الانفتاح والضمير والانبساطية والقبول والعصبية.
بعد تحليل السلوك، يقيّم علماء النفس الأفراد تقييمات عالية أو منخفضة لكل من هذه السمات الرئيسية، ومن ثم يستخلصون مخططًا للشخصية.
ما السمات المظلمة؟
عمومًا، ترتبط السمات المظلمة بالسلوكيات السلبية، لكن يجب ألا نخلط بينها وبين أفعال محددة مثل الخداع أو الغش، إذ تعبر السمات المظلمة عن مفهوم أوسع، إذ ترتبط بالشخصية ذاتها لا بسلوك محدد.
من الناحية غير السريرية، ترتبط السمات المظلمة بأنماط الشخصية المعادية للمجتمع. سنستعرض فيما يلي السمات المميزة للثالوث المظلم.
السمة الأولى: النرجسية:
السمة الأولى من شخصية الثالوث المظلم هي النرجسية، وهي الأكثر شيوعًا في التشخيص الخاطئ. كثيرًا ما يُطلق وصف النرجسية خطأً على الأشخاص الذين يظهرون تصرفًا أنانيًّا، لكن بهذا قد يكون أي شخص نرجسيًا. في الواقع، فإن التعريف الدقيق للنرجسية أوسع من ذلك.
النرجسية هي اهتمام بالذات إلى أقصى الحدود. في حين قد يشعر أي شخص بالذنب لأنه قدّم حاجاته على الآخرين، فإن هذا التصرف هو القاعدة عند الشخص النرجسي.
يشخص العلماء الشخصية النرجسية، بتقييم الشخصية وفقًا لمقياس مكون من أربعة أجزاء، يُعرف بمقياس الشخصية النرجسية. يقيّم هذا المقياس اهتمام الفرد بذاته، وتفوقه، وسلطته، واستغلاله «أي استغلال الآخرين لتحقيق مكاسب خاصة».
يواجه النرجسيون صعوبةً في تكوين علاقات مع الآخرين والحفاظ عليها، إذ يتطلب ذلك منهم مراعاة احتياجات شخص آخر فضلًا عن احتياجاتهم الخاصة.
السمة الثانية: الاعتلال النفسي تحت السريري:
لفهم الاعتلال النفسي تحت السريري، يجب أولًا أن نفهم الاعتلال النفسي «السيكوباتية»، أو الشخصية المعادية للمجتمع، وهو مصطلح كثيرًا ما يُستخدم استخدامًا غير دقيق.
يُظهر الشخص السيكوباتي تصرفات معادية للمجتمع، ويتسم بنقص التعاطف مع الآخرين، وصعوبة التحكم في الانفعالات. هذا يمثل القاعدة لديهم، وليس استثناءً بين تصرفاتهم، كما قد يحدث لكثيرين منا.
الفارق بين الاعتلال النفسي والاعتلال النفسي تحت السريري ضئيل جدًا. حتى أن بعض علماء النفس يرون أنه لا يوجد فارق نوعي بين الاثنين، إذ تتشابه التصرفات في الحالتين.
الفارق الفعلي بين نوعي الاعتلال كمي وليس كيفي، بمعنى أن الشخص السيكوباتي الفعلي، تتغلغل السلوكيات المعادية للمجتمع في كل جوانب حياته. أما الأفراد المشخصون بالاعتلال النفسي تحت السريري فهم يبدون التصرفات ذاتها، لكن تأثيرها في حياتهم أقل، إذ إن معدل هذه التصرفات أقل، وكذلك شدتها.
السمة الثالثة: «المكيافيلية»:
المكيافيلية -كما يدل الاسم- هي سمات شخصية يمكن تلخيصها بأنها تجسد أفكار نيكولا مكيافيللي. مكيافيللي هو من فلاسفة عصر النهضة، وقد وصف في كتابه «الأمير» كيف يجب على رجل الدولة أن يتصرف.
من المواضيع الرئيسية للكتاب أن الغاية تبرر الوسيلة، هذا هو الأساس الذي تركز عليه الميكيافيلية بوصفها نمطًا للشخصية.
من يتسمون بالميكافيلية مسيطرون جدًّا، ويُنظر إليهم دائمًا في المجتمع أنهم كاذبون ماهرون، ومخادعون بشدة.
يوضح مكيافيللي في كتابه أن «الأمير» يعرف أهمية التظاهر، ويستخدم الخداع للحصول على ما يريد.
كيف نتعرف على شخصية الثالوث المظلم؟
بسبب الطبيعة المخادعة لسمات شخصية الثالوث المظلم، فإن من الصعب تشخيصها. العديد من الأفراد الذين يُظهرون هذه السمات مناورون خبراء، وكاذبون ممتازون، ويجيدون التظاهر وإسماع الناس ما يرضيهم.
يستطيع علماء النفس تقييم الأفراد وفقًا للسمات الخمس للشخصية، لمعرفة مدى ارتباط الشخصية بالثالوث المظلم. أسفرت محاولات تحديد مستويات السمات الشخصية التي تشكل الثالوث المظلم عن مقياس من 12 نقطة، يُستخدم لتشخيص السمات الثلاث في آن واحد.
على المستوى الشخصي، يصعب تحديد أن شخص معين لديه شخصية الثالوث المظلم. لكن بعض العلامات الظاهرة، مثل الكذب الدائم والاهتمام الواضح بالنفس، قد تكون مؤشرات إلى هذه السمات الشخصية.
الثالوث المضيء:
جذبت سمات شخصية الثالوث المظلم اهتمام العلماء، نظرًا إلى أهميتها في علم الجريمة، ولفهم السلوكيات المعادية للمجتمع.
اقتُرح حديثًا وجود ما يُسمى «الثالوث المضيء»، وهو عكس الثالوث المظلم. سمات الثالوث المضيء هي «الكانتية»، والإنسانية، والاهتمام بالإنسانية. في حين يهتم الثالوث المظلم بذاته فقط، تؤمن الشخصية المضيئة بالإنسانية وتهتم بالآخرين.
«الكانتية»، وهي عكس الميكيافيلية، تؤمن أن الغايات لا تبرر الوسائل، إذ يجب على الشخص ألا يُقدم على أي تصرف سلبي وإن كانت غايته نبيلة. الإنسانية هي حب الآخرين، والعمل لفائدتهم، بدلًا من اتخاذ قرارات تعود بالنفع على الذات فقط. يعني الإيمان بالإنسانية أن الناس بطبيعتهم صالحون ويعملون لمصلحة بعضهم.
إذا كنت قلقًا حيال عدم قدرتك على تحديد شخصيات الثالوث المظلم، الذين ربما قد تصادفهم في حياتك في يوم أو آخر، قد تجد العزاء في أن العديد من الأشخاص ذوي شخصية الثالوث المضيء، يمكنهم تحقيق التوازن مع الآخرين.
تمكن علماء النفس من ربط بعض التصرفات مع السمات التي يمكن أن نعدها مؤشرات رئيسية خطيرة لشخصيات بعض الأشخاص، التي تُعرف بالثالوث المظلم.
يتكون الثالوث المظلم من النرجسية، والاضطراب النفسي تحت السريري، و«المكيافيلية».كل من هذه السمات الثلاثة مختلفة عن الأخرى، لكنها قد تتداخل وتظهر بشخصية واحدة.
يرتبط نمط شخصية الثالوث المظلم بالميل إلى الأفعال العنيفة والإجرامية، حتى وإن لم يبلغ الحدود القصوى، فإن صاحب شخصية الثالوث المظلم يميل إلى تحقيق النفع لذاته، ويتلاعب بالآخرين، ويتصرف بطريقة تفتقر إلى التعاطف.
سمات الشخصية:
استخدم علماء النفس السمات الشخصية لمحاولة فهم الاختلافات في أفكار الناس وتصرفاتهم، بربط كل شخصية بسمة محددة. يُتوقع من الناس المميزين بسمة ما أن يتصرفوا بطريقة مرتبطة بهذه السمة أكثر الوقت، وفي العديد من المواقف المختلفة.
غالبًا، يستخدم علماء النفس نموذج «السمات الخمس للشخصية»، التي تشمل: الانفتاح والضمير والانبساطية والقبول والعصبية.
بعد تحليل السلوك، يقيّم علماء النفس الأفراد تقييمات عالية أو منخفضة لكل من هذه السمات الرئيسية، ومن ثم يستخلصون مخططًا للشخصية.
ما السمات المظلمة؟
عمومًا، ترتبط السمات المظلمة بالسلوكيات السلبية، لكن يجب ألا نخلط بينها وبين أفعال محددة مثل الخداع أو الغش، إذ تعبر السمات المظلمة عن مفهوم أوسع، إذ ترتبط بالشخصية ذاتها لا بسلوك محدد.
من الناحية غير السريرية، ترتبط السمات المظلمة بأنماط الشخصية المعادية للمجتمع. سنستعرض فيما يلي السمات المميزة للثالوث المظلم.
السمة الأولى: النرجسية:
السمة الأولى من شخصية الثالوث المظلم هي النرجسية، وهي الأكثر شيوعًا في التشخيص الخاطئ. كثيرًا ما يُطلق وصف النرجسية خطأً على الأشخاص الذين يظهرون تصرفًا أنانيًّا، لكن بهذا قد يكون أي شخص نرجسيًا. في الواقع، فإن التعريف الدقيق للنرجسية أوسع من ذلك.
النرجسية هي اهتمام بالذات إلى أقصى الحدود. في حين قد يشعر أي شخص بالذنب لأنه قدّم حاجاته على الآخرين، فإن هذا التصرف هو القاعدة عند الشخص النرجسي.
يشخص العلماء الشخصية النرجسية، بتقييم الشخصية وفقًا لمقياس مكون من أربعة أجزاء، يُعرف بمقياس الشخصية النرجسية. يقيّم هذا المقياس اهتمام الفرد بذاته، وتفوقه، وسلطته، واستغلاله «أي استغلال الآخرين لتحقيق مكاسب خاصة».
يواجه النرجسيون صعوبةً في تكوين علاقات مع الآخرين والحفاظ عليها، إذ يتطلب ذلك منهم مراعاة احتياجات شخص آخر فضلًا عن احتياجاتهم الخاصة.
السمة الثانية: الاعتلال النفسي تحت السريري:
لفهم الاعتلال النفسي تحت السريري، يجب أولًا أن نفهم الاعتلال النفسي «السيكوباتية»، أو الشخصية المعادية للمجتمع، وهو مصطلح كثيرًا ما يُستخدم استخدامًا غير دقيق.
يُظهر الشخص السيكوباتي تصرفات معادية للمجتمع، ويتسم بنقص التعاطف مع الآخرين، وصعوبة التحكم في الانفعالات. هذا يمثل القاعدة لديهم، وليس استثناءً بين تصرفاتهم، كما قد يحدث لكثيرين منا.
الفارق بين الاعتلال النفسي والاعتلال النفسي تحت السريري ضئيل جدًا. حتى أن بعض علماء النفس يرون أنه لا يوجد فارق نوعي بين الاثنين، إذ تتشابه التصرفات في الحالتين.
الفارق الفعلي بين نوعي الاعتلال كمي وليس كيفي، بمعنى أن الشخص السيكوباتي الفعلي، تتغلغل السلوكيات المعادية للمجتمع في كل جوانب حياته. أما الأفراد المشخصون بالاعتلال النفسي تحت السريري فهم يبدون التصرفات ذاتها، لكن تأثيرها في حياتهم أقل، إذ إن معدل هذه التصرفات أقل، وكذلك شدتها.
السمة الثالثة: «المكيافيلية»:
المكيافيلية -كما يدل الاسم- هي سمات شخصية يمكن تلخيصها بأنها تجسد أفكار نيكولا مكيافيللي. مكيافيللي هو من فلاسفة عصر النهضة، وقد وصف في كتابه «الأمير» كيف يجب على رجل الدولة أن يتصرف.
من المواضيع الرئيسية للكتاب أن الغاية تبرر الوسيلة، هذا هو الأساس الذي تركز عليه الميكيافيلية بوصفها نمطًا للشخصية.
من يتسمون بالميكافيلية مسيطرون جدًّا، ويُنظر إليهم دائمًا في المجتمع أنهم كاذبون ماهرون، ومخادعون بشدة.
يوضح مكيافيللي في كتابه أن «الأمير» يعرف أهمية التظاهر، ويستخدم الخداع للحصول على ما يريد.
كيف نتعرف على شخصية الثالوث المظلم؟
بسبب الطبيعة المخادعة لسمات شخصية الثالوث المظلم، فإن من الصعب تشخيصها. العديد من الأفراد الذين يُظهرون هذه السمات مناورون خبراء، وكاذبون ممتازون، ويجيدون التظاهر وإسماع الناس ما يرضيهم.
يستطيع علماء النفس تقييم الأفراد وفقًا للسمات الخمس للشخصية، لمعرفة مدى ارتباط الشخصية بالثالوث المظلم. أسفرت محاولات تحديد مستويات السمات الشخصية التي تشكل الثالوث المظلم عن مقياس من 12 نقطة، يُستخدم لتشخيص السمات الثلاث في آن واحد.
على المستوى الشخصي، يصعب تحديد أن شخص معين لديه شخصية الثالوث المظلم. لكن بعض العلامات الظاهرة، مثل الكذب الدائم والاهتمام الواضح بالنفس، قد تكون مؤشرات إلى هذه السمات الشخصية.
الثالوث المضيء:
جذبت سمات شخصية الثالوث المظلم اهتمام العلماء، نظرًا إلى أهميتها في علم الجريمة، ولفهم السلوكيات المعادية للمجتمع.
اقتُرح حديثًا وجود ما يُسمى «الثالوث المضيء»، وهو عكس الثالوث المظلم. سمات الثالوث المضيء هي «الكانتية»، والإنسانية، والاهتمام بالإنسانية. في حين يهتم الثالوث المظلم بذاته فقط، تؤمن الشخصية المضيئة بالإنسانية وتهتم بالآخرين.
«الكانتية»، وهي عكس الميكيافيلية، تؤمن أن الغايات لا تبرر الوسائل، إذ يجب على الشخص ألا يُقدم على أي تصرف سلبي وإن كانت غايته نبيلة. الإنسانية هي حب الآخرين، والعمل لفائدتهم، بدلًا من اتخاذ قرارات تعود بالنفع على الذات فقط. يعني الإيمان بالإنسانية أن الناس بطبيعتهم صالحون ويعملون لمصلحة بعضهم.
إذا كنت قلقًا حيال عدم قدرتك على تحديد شخصيات الثالوث المظلم، الذين ربما قد تصادفهم في حياتك في يوم أو آخر، قد تجد العزاء في أن العديد من الأشخاص ذوي شخصية الثالوث المضيء، يمكنهم تحقيق التوازن مع الآخرين.