بحثت دراسة جديدة بيانات انتحار المراهقين والشبان في الولايات المتحدة خلال ست سنوات. وجدت الدراسة أن التغييرات الموسمية ربما كانت مؤثرة في «عدوى الانتحار» التي أُبلغ عنها بعد صدور الموسم الأول من مسلسل «ثلاثة عشر سببًا».
يُحلل البحث الذي أجراه الأستاذ في جامعة بنسلفانيا، الدكتور دان رومر، بيانات انتحار المراهقين والشبان في الولايات المتحدة خلال ست سنوات، من 2013 إلى 2018.
وجدت دراسة رومر أن التغييرات الموسمية ربما كانت مؤثرة في «عدوى الانتحار» التي أُبلغ عنها بعد صدور الموسم الأول من مسلسل ثلاثة عشر سببًا (13 reasons why).
يبدو أن معدل انتحار المراهقين يرتبط بفترة العام الدراسي، إذ ينخفض في فصل الصيف، عندما لا يكون الطلاب في مدارسهم. ربما يوجد نقص في اهتمام المنظمات التعليمية بالآداب المدرسية والسلوكيات العامة.
صدر الموسم الأول من «ثلاثة عشر سببًا» في 31 مارس 2017. بحثت دراسة -حظيت بتغطية إعلامية كبيرة وباهتمام باحثين كُثر- زيادة معدلات الانتحار في أبريل 2017. وجدت دراسة أخرى زيادة في معدلات انتحار الفتيات في الشهر ذاته. ولاحظت دراسات أخرى تزايد حالات دخول المراهقين إلى المشافي بعد إطلاق العرض.
يدرس البحث الجديد البيانات الأسبوعية لحالات الانتحار في الولايات المتحدة قبل إصدار العرض وبعده، بافتراض أن البيانات الأسبوعية قد توضح أسباب الزيادة الواضحة التي شوهدت في بداية مارس، قبل إطلاق المسلسل. تبحث الدراسة أيضًا الفرضية البديلة التي تزعم أن زيادة أعداد الانتحار في شهري مارس وأبريل 2017 ربما كانت مجرد زيادة موسمية في معدلات الانتحار السنوية.
قال رومر: «يزداد معدل الانتحار في فصل الربيع لدى المراهقين والشباب. وكذلك عند البالغين الأكبر سنًا. تزامن الارتفاع في فصل الربيع ذاك مع صدور المسلسل عام 2017. في النهاية لا يوجد أي دليل يثبت تأثير المسلسل في حالات الانتحار، استنادًا إلى معدلات الانتحار الوطنية».
المخاوف المتعلقة بالمسلسل:
يروي المسلسل قصة انتحار طالبة في المرحلة الثانوية، تركت 13 شريطًا لتجارب مرت بها في المدرسة، وتوضح سبب اتخاذها هذا القرار. أحدثت الحلقة الأخيرة -التي صورت أسلوب الانتحار بطريقة مروعة- ضجة إعلامية لأنها خالفت التوصيات فيما يتعلق بالمشاهد المسموح بعرضها. حذفت شركة نتفلكس المشهد وأرفقت تحذيرات قبل بداية كل حلقة لإعطاء المشاهدين إشعارًا مسبقًا بالمحتوى الذي قد يكون مزعجًا للبعض، وقدمت مشورة للأشخاص الذين قد يكونون بحاجة إلى المساعدة.
في دراسة أخرى عام 2019، وجد الباحثون –بريدج وآخرون- زيادة في حالات انتحار المراهقين بعمر 10 – 17 عامًا، في شهري مارس وأبريل 2017، واستمرت هذه الزيادة مدة عشرة أشهر. استنادًا إلى هذه الدراسة، أعاد رومر تحليل أثر المسلسل في الانتحار، مستخدمًا نموذج راعى ارتفاع معدلات الانتحار في السنوات الأخيرة بين المراهقين، وغيرها من العوامل الإحصائية. لم يجد رومر تأثيرًا لدى الفتيات لكنه وجد تأثيرًا لدى الفتيان. كان من الصعب تفسير هذا التأثير لأنه بدأ قبل شهر من إصدار العرض. نوهت دراسة بريدج بأن مقطعًا دعائيًا للمسلسل بدأ عرضه في أول مارس 2017، ما قد يفسر بدء تزايد حالات الانتحار في ذلك الوقت.
كتب رومر: «تشككنا بدايةً في أن للعرض تأثيرٌ مستمرٌ في تزايد حالات الانتحار. وقد وجدنا أن التأثير كان أكبر على الشبان مع أن بطلة المسلسل فتاة، بافتراض أنه سبّب ما يسمى عدوى الانتحار. كان يجب تحذير المراهقين، مع أن التأثير بدأ ظهوره قبل بدء العرض أصلًا».
أجرى رومر وزملاؤه دراسة أخرى على مجموعة من الشبان بعمر 18 – 29 عامًا قبل بداية الموسم الثاني من المسلسل وبعده بفترة قصيرة. قدم البحث المزيد من التحليل المتعمق لتأثيرات العرض. وجد هذا التحليل أن من بدأوا بمشاهدة الموسم الثاني وتوقفوا قبل الوصول إلى الحلقة الأخيرة كانوا أكثر رغبة في الانتحار مقارنةً بمن شاهدوا الموسم الثاني بأكمله، إذ انخفضت لديهم الرغبة في الانتحار وكانوا أكثر ميلًا لمساعدة الآخرين الذين يعانون من ضائقة.
تُشير النتائج إلى أن من كانوا أكثر عرضة لزيادة الرغبة في الانتحار هم من لم يشاهدوا الحلقة الأخيرة من الموسم الأول. وجد باحثون آخرون آثارًا إيجابية للعرض، بزيادة فهم مخاطر الانتحار والتعاطف مع المعرضين للخطر.
وجدت دراسة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن من بين المراهقين الذين طُلب منهم مشاهدة الموسم الثالث، 88% تحدثوا عن أهمية الصحة النفسية، وسعى 92% للحصول على معلومات حول تأثيرات الصحة النفسية.
كتب الباحثون: «تؤكد دراستنا الدليل المتزايد على أن عرضًا ترفيهيًا يناقش مشكلات الصحة النفسية قد يكون له تأثيرات إيجابية، خاصةً إذا دُعم بإنتاج وقصة عالية الجودة».
مخاطر الانتحار في العام الدراسي:
لاحظ رومر أن حالات الانتحار تزداد مع بداية العام الدراسي، أي في أواخر فصل الصيف.
قال رومر: «تشير نتائج الدراسات السابقة إلى أن المدرسة قد تكون عامل خطر لزيادة الرغبة في الانتحار. مع ذلك من الصعب استخلاص استنتاجات لمعرفة الرابط بين الأمرين -المدرسة والانتحار- وهل لنوعية السكان علاقة بذلك؟ لأن التعليم موضوع بالغ التنوع وليس من السهل دراسته بوصفه عامل خطر لزيادة حالات الانتحار».
يظهر أيضًا النمط الموسمي الذي لوحظ لدى المراهقين والشبان بعمر 19 – 24 عامًا، ما يُظهر النمط ذاته، المتعلق بتراجع حالات الانتحار في فصل الصيف. توضح النتائج أن الشباب في مرحلة الجامعة أكثر عرضة لخطر الانتحار خلال العام الدراسي، وهو نمط لا يظهر لدى البالغين الأكبر سنًا. لم يُظهر الشبان بعمر 25 – 29 عامًا انخفاضًا في معدلات الانتحار في الصيف، بل على العكس أظهروا زيادةً خلال تلك الفترة، وهو نمط يظهر عادةً لدى كبار السن.
يُحلل البحث الذي أجراه الأستاذ في جامعة بنسلفانيا، الدكتور دان رومر، بيانات انتحار المراهقين والشبان في الولايات المتحدة خلال ست سنوات، من 2013 إلى 2018.
وجدت دراسة رومر أن التغييرات الموسمية ربما كانت مؤثرة في «عدوى الانتحار» التي أُبلغ عنها بعد صدور الموسم الأول من مسلسل ثلاثة عشر سببًا (13 reasons why).
يبدو أن معدل انتحار المراهقين يرتبط بفترة العام الدراسي، إذ ينخفض في فصل الصيف، عندما لا يكون الطلاب في مدارسهم. ربما يوجد نقص في اهتمام المنظمات التعليمية بالآداب المدرسية والسلوكيات العامة.
صدر الموسم الأول من «ثلاثة عشر سببًا» في 31 مارس 2017. بحثت دراسة -حظيت بتغطية إعلامية كبيرة وباهتمام باحثين كُثر- زيادة معدلات الانتحار في أبريل 2017. وجدت دراسة أخرى زيادة في معدلات انتحار الفتيات في الشهر ذاته. ولاحظت دراسات أخرى تزايد حالات دخول المراهقين إلى المشافي بعد إطلاق العرض.
يدرس البحث الجديد البيانات الأسبوعية لحالات الانتحار في الولايات المتحدة قبل إصدار العرض وبعده، بافتراض أن البيانات الأسبوعية قد توضح أسباب الزيادة الواضحة التي شوهدت في بداية مارس، قبل إطلاق المسلسل. تبحث الدراسة أيضًا الفرضية البديلة التي تزعم أن زيادة أعداد الانتحار في شهري مارس وأبريل 2017 ربما كانت مجرد زيادة موسمية في معدلات الانتحار السنوية.
قال رومر: «يزداد معدل الانتحار في فصل الربيع لدى المراهقين والشباب. وكذلك عند البالغين الأكبر سنًا. تزامن الارتفاع في فصل الربيع ذاك مع صدور المسلسل عام 2017. في النهاية لا يوجد أي دليل يثبت تأثير المسلسل في حالات الانتحار، استنادًا إلى معدلات الانتحار الوطنية».
المخاوف المتعلقة بالمسلسل:
يروي المسلسل قصة انتحار طالبة في المرحلة الثانوية، تركت 13 شريطًا لتجارب مرت بها في المدرسة، وتوضح سبب اتخاذها هذا القرار. أحدثت الحلقة الأخيرة -التي صورت أسلوب الانتحار بطريقة مروعة- ضجة إعلامية لأنها خالفت التوصيات فيما يتعلق بالمشاهد المسموح بعرضها. حذفت شركة نتفلكس المشهد وأرفقت تحذيرات قبل بداية كل حلقة لإعطاء المشاهدين إشعارًا مسبقًا بالمحتوى الذي قد يكون مزعجًا للبعض، وقدمت مشورة للأشخاص الذين قد يكونون بحاجة إلى المساعدة.
في دراسة أخرى عام 2019، وجد الباحثون –بريدج وآخرون- زيادة في حالات انتحار المراهقين بعمر 10 – 17 عامًا، في شهري مارس وأبريل 2017، واستمرت هذه الزيادة مدة عشرة أشهر. استنادًا إلى هذه الدراسة، أعاد رومر تحليل أثر المسلسل في الانتحار، مستخدمًا نموذج راعى ارتفاع معدلات الانتحار في السنوات الأخيرة بين المراهقين، وغيرها من العوامل الإحصائية. لم يجد رومر تأثيرًا لدى الفتيات لكنه وجد تأثيرًا لدى الفتيان. كان من الصعب تفسير هذا التأثير لأنه بدأ قبل شهر من إصدار العرض. نوهت دراسة بريدج بأن مقطعًا دعائيًا للمسلسل بدأ عرضه في أول مارس 2017، ما قد يفسر بدء تزايد حالات الانتحار في ذلك الوقت.
كتب رومر: «تشككنا بدايةً في أن للعرض تأثيرٌ مستمرٌ في تزايد حالات الانتحار. وقد وجدنا أن التأثير كان أكبر على الشبان مع أن بطلة المسلسل فتاة، بافتراض أنه سبّب ما يسمى عدوى الانتحار. كان يجب تحذير المراهقين، مع أن التأثير بدأ ظهوره قبل بدء العرض أصلًا».
أجرى رومر وزملاؤه دراسة أخرى على مجموعة من الشبان بعمر 18 – 29 عامًا قبل بداية الموسم الثاني من المسلسل وبعده بفترة قصيرة. قدم البحث المزيد من التحليل المتعمق لتأثيرات العرض. وجد هذا التحليل أن من بدأوا بمشاهدة الموسم الثاني وتوقفوا قبل الوصول إلى الحلقة الأخيرة كانوا أكثر رغبة في الانتحار مقارنةً بمن شاهدوا الموسم الثاني بأكمله، إذ انخفضت لديهم الرغبة في الانتحار وكانوا أكثر ميلًا لمساعدة الآخرين الذين يعانون من ضائقة.
تُشير النتائج إلى أن من كانوا أكثر عرضة لزيادة الرغبة في الانتحار هم من لم يشاهدوا الحلقة الأخيرة من الموسم الأول. وجد باحثون آخرون آثارًا إيجابية للعرض، بزيادة فهم مخاطر الانتحار والتعاطف مع المعرضين للخطر.
وجدت دراسة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن من بين المراهقين الذين طُلب منهم مشاهدة الموسم الثالث، 88% تحدثوا عن أهمية الصحة النفسية، وسعى 92% للحصول على معلومات حول تأثيرات الصحة النفسية.
كتب الباحثون: «تؤكد دراستنا الدليل المتزايد على أن عرضًا ترفيهيًا يناقش مشكلات الصحة النفسية قد يكون له تأثيرات إيجابية، خاصةً إذا دُعم بإنتاج وقصة عالية الجودة».
مخاطر الانتحار في العام الدراسي:
لاحظ رومر أن حالات الانتحار تزداد مع بداية العام الدراسي، أي في أواخر فصل الصيف.
قال رومر: «تشير نتائج الدراسات السابقة إلى أن المدرسة قد تكون عامل خطر لزيادة الرغبة في الانتحار. مع ذلك من الصعب استخلاص استنتاجات لمعرفة الرابط بين الأمرين -المدرسة والانتحار- وهل لنوعية السكان علاقة بذلك؟ لأن التعليم موضوع بالغ التنوع وليس من السهل دراسته بوصفه عامل خطر لزيادة حالات الانتحار».
يظهر أيضًا النمط الموسمي الذي لوحظ لدى المراهقين والشبان بعمر 19 – 24 عامًا، ما يُظهر النمط ذاته، المتعلق بتراجع حالات الانتحار في فصل الصيف. توضح النتائج أن الشباب في مرحلة الجامعة أكثر عرضة لخطر الانتحار خلال العام الدراسي، وهو نمط لا يظهر لدى البالغين الأكبر سنًا. لم يُظهر الشبان بعمر 25 – 29 عامًا انخفاضًا في معدلات الانتحار في الصيف، بل على العكس أظهروا زيادةً خلال تلك الفترة، وهو نمط يظهر عادةً لدى كبار السن.