الحلقيات Annelida ديدان ذات أحجام متباينة. تعيش في المحيطات والبحار والمياه العذبة،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقيات Annelida ديدان ذات أحجام متباينة. تعيش في المحيطات والبحار والمياه العذبة،

    حلقيات

    Annelids - Annélides

    الحلقيات

    الحلقيات Annelida ديدان ذات أحجام متباينة. تعيش في المحيطات والبحار والمياه العذبة، وبعضها تكيف مع الحياة على اليابسة في التربة الرطبة، وتمكنت من ذلك بفضل غطاء مخاطي تفرزه غدد في بشرتها يحميها من الجفاف.
    وهي ذات تناظر جانبي، جسمها مقسم إلى حلقات متتالية، ثلاثية الأدمات triploblostic. يحمل بعضها أشـعاراً كيتينية تسـمى أهلابـاً chaetae، يُعتمد عليهـا في التصنيف، وتكون غائبة لدى بعضها الآخر.
    تتميز الحلقيات بوجود الجوف العام coelom، الذي يكون مقسماً بحواجز، لذلك يسمى الجوف العام المتقسم schizocoelom. جهاز الدوران مغلق. يتم التنفس لديها عبر الجلد في الأنواع البرية، أو بالغلاصم gills في الأنواع المائية. يتألف جهازها الإفراغي من شفع من الكلى يوجد في كل قطعة من قطع الجسم. جملتها العصبية معقدة تتألف من دماغ وطوق حول البلعوم وحبل بطني، عليه في كل قطعة، شفع من العقد.
    وهي حيوانات خنثوية أو منفصلة الجنس، لكن إلقاحها متبادل. وتَقَسُّـمُ بيوضها من النمط الحلزوني spiral، وينتج عن ذلك يرقة سابحة، إن وجدت، تسمى اليرقة حاملة الدولاب trochophore.
    شكلها الخارجي
    يبدو جسم الحلقيات أسطوانياً متطاولاً، مسطحاً قليلاً في الناحية البطنية. يراوح طولها عموماً بين 0.5 مم و 3متر، ويبلغ قطرها من 10 إلى 150مم. يتألف الجسم، في نهايته الأمامية، من رأس غير متقطع، يسمى القطعة قبل الفم prostomium، ثم من عدد كبير من الحلقات الجسمية يختلف عددها بحسب النوع. والنهاية الخلفية تسمى الذييل pygidium الذي يحمل الشرج.
    يغطي الجسم بشرة epidermis تتألف من طبقة واحدة من الخلايا، تغطيها قشيرة cuticle رقيقة. في البشرة الكثير من الغدد التي تفرز مواد خاصة بكل نوع، تفيد في فترة التكاثر وفي طرد الأعداء وغيرها.
    يوجد على سطح الجسـم عدد من الأعضـاء الحسية مثل اللوامس والقرون والعيون البسيطة التي يختلف عددها، توجد غالباً في المنطقة قرب الفم. ويلاحظ على جانبي الجسم، لدى بعض الأنواع، أرجل جانبية parapodia أو أهلاب، يستخدمها الحيوان في الحركة.
    تكاثرها
    من المعروف أن معظم الحلقيات تستطيع تجديد أجزائها التي تُبْتَـر لأي سبب كان، وتسترد الدودة عادة شكلها الطبيعي. حتى أن بعضها يتكاثر بهذه الطريقة، بحيث يجدد الجزء الأمامي الجزء الخلفي من الحيوان، ويقوم الجزء الخلفي بتجديد الجزء الأمامي من الدودة الذي يقوم بتشكيل رأس جديد.
    لكن معظم الحلقيات تتكاثر جنسياً، ومعظم كثيرات الأهلاب وحيدة الجنس، ويقتصر جهاز كثيرات الأهلاب البحرية على مناسل تكون ملتصقة بالصفاق في الجوف العام حيث تتكون النطاف والبيوض، وتنطلق العناصر التناسلية بتمزق جدار الجسم أو من خلال الكلية، وتطرح في ماء البحر حيث يتم الإلقاح، ثم يبدأ انقسام البيضة الملقحة الذي يكون من نمط التقسم الكلي الحلزوني spiral، إذ تتوضع مغازل الانقسام بصورة مائلة، وينتج عن ذلك أن كل خلية من الخلايا الأصل العلوية تتوضع فوق منطقة اتصال خليتين أصل متجاورتين من خلايا النصف السفلي وليس فوق الخلية الأصل. وتنتظم المغازل الأربعة أثناء الانقسام الثالث انتظاماً لولبياً تقريباً. وتكون النتيجة تَكَوُّن مجموعات محددة من الخلايا الجنينية يعرف مصير كل منها في الحيوان الكامل. وتجدر الإشارة إلى أن انطلاق البيوض في ماء البحر له علاقة بالدورة القمرية أو المد والجزر. وقد يتم في بعض الحالات في يوم أو يومين أو ليلتين في السنة بكاملها.
    لكن بعض الحلقيات خنثوية، إذ تتشكل البيوض والنطاف في الفرد نفسه، ويكون أحد المنسلين وظيفياً والآخر لم ينضج بعد، بحيث لا ينضج الجنسان في آن واحد. أما قليلات الأهلاب والعلقيات فكلها خنثوية، وطورت لنفسها آلية تنتقل بها النطاف من أحد القرينين إلى الآخر دون أن تلقح البيوض، بل يحتفظ القرين بالنطاف في «قابلات منوية» spermathecae لتنضج وتتشكل البيوض الناضجة تمهيداً للإلقاح.
    الشكل (1)
    دودة الأرض في وضع الاقتران
    ويتم الاقتران بأشكال متعددة، إذ يمكن أن يتم تبادل النطاف في آن واحد، كما في دودة الأرض التي يتم الاقتران لديها بالتحام القرينين بطناً لبطن (الشكل-1)، لكن يمكن أن يتم في أوقات مختلفة. كما أن إلقاح البيضة وإطلاق البيضة الملقحة لدى العلق الطبي يتم بعد عدة أشهر من تلقي العلقة نطاف القرين.
    يفرز السرج clitellum، الموجود لدى قليلات الأهلاب والعلقيات، شرنقة تحيط بالبيضة التي تضعها الدودة. علماً أن السرج قد لا يظهر على الحيوان إلا في فصل التكاثر. والحقيقة أن الشرنقة تُفْرَزُ بشكل حزام، وأثناء انسحاب الدودة منه تنطلق فيها البيوض حيث يتم تلقيحها، ثم تنغلق نهايتا الشرنقة لدى انسحاب الرأس منها.
    تخرج الديدان الصغيرة مكتملة النمو تقريباً، بحيث تستطيع مقاومة الظروف البيئية القاسية، أما كثيرات الأهلاب البحرية فتكون بيوضها صغيرة عادة، ولا يتجاوز قطر الواحدة منها عشر الميليمتر، لكن ينطلق منها في البحر أعداد كبيرة، تتطور بسرعة لتخرج يرقات حاملة للدولاب.
    تصنيفها
    يعرف منها نحو 17000 نوع تتوزع في ثلاثة صفوف هي:
    1- كثيرات الأهلاب Polychaeta: تعيش أفرادها في البحار والمحيطات وتمتاز بالأهلاب الكيتينية الغزيرة القاسية، وباليرقة حاملة الدولاب. ويضم هذا الصف 12 رتبة، قسمت إلى 66 فصيلة. تم التعرف على 13000 نوع فيها، منها الدودة الشاطئية (النيريئيس) Nereis verens .
    2- قليلات الأهلاب Oligochaeta: يعيش معظمها في المياه العذبة وقليل منها في التربة الرطبة. ليس لها أرجل جانبية، قليلة الأهلاب، كما تمتاز ببنية تسمى بالسرج clitellum تتألف من منطقة ثخينة في القسم الأمامي من الجسم تسهم في عملية التكاثر. وهي خنثى وبدون مراحل يرقية. ويقسم هذا الصف إلى 4 رتب، تضم 3500 نوع. منها دودة الأرض Lumbricus terrestris.
    3- عديمات الأهلاب Achaeta أو العلقيات Hirudinea: منها العلق الطبي Hirudo medicinalis، وجسمها منبسط ومقسم إلى عدد محدد من القطع (32 قطعة إضافة للقطعة قبل الفم) ولها محجم أمامي صغير يتألف من القطعة قبل الفم، وقطعتان جسميتان، ومحجم آخر في نهاية الجسم يتألف من القطع الجسمية السبعة الأخيرة، ينفتح الشرج على وجهه الظهري. يميز في هذا الصف ثلاثة رتب.
    أهمية الحلقيات وتأثيرها على الإنسان
    تلعب الحلقيات دوراً هاماً بموقعها ضمن السلسلة الغذائية، وتؤثر بشكل غير مباشر على النشاط البشري.
    توجد أنواع الديدان البحرية ضمن الرمال بالقرب من الشواطئ (منطقة المد والجزر) وهي منتشرة بأعداد كبيرة جداً وعلى مساحات واسعة وتمثل مصدراً غذائياً أساسياً لعدد كبير من أنواع الأسماك والحيوانات اللافقارية. ونظراً لأهميتها جُلبَتْ إلى شواطئ البحار في المناطق الباردة لتساهم بتغذية الأسماك وتأمين مصدر غذائي دائم ووفير لها.
    أما بالنسبة لأنواع ديدان الأرض التي تعيش على اليابسة في التربة الرطبة (تربة الغابات وتربة الأراضي الزراعية) فدورها معروف وتم إثباته منذ داروين فوجودها في التربة يساعد على تغيير طبيعة التربة لتصبح غنية بالمواد العضوية وتزداد كمية الأكسجين فيها نتيجة حفرها للأنفاق العميقة فتسمح بتهويتها، ولذلك هي مفيدة جداً للتربة الزراعية. وتعد مصدراً غذائياً هاماً للكثير من الحيوانات التي تعيش في الغابات.
    استخدمت العلقيات منذ القديم في علاج الكثير من الأمراض في مناطق مختلفة من العالم. وما زال العلق الطبي Hirudo medicinalis يستخدم حتى الوقت الحاضر في بعض مناطق آسيا الوسطى وإفريقيا.
    تعيش أنواع العلق في مجاري الأنهار في المناطق الحارة وتتغذى على دم أنواع مختلفة من الفقاريات والطيور المائية، وهي تتمكن من ذلك بسبب الفكوك الكيتينية التي توجد في فمها وبإفراز الغدد اللعابية لمادة الهيرودين hirudin التي تمنع تخثر دم المضيف، لذلك فإن العدد الكبير لهذه الديدان في الوسط يؤدي لموت الحيوانات التي تعيش فيه.
    والنوع الذي يسمى علق النيل Limnatis nilotica لا يملك تلك الفكوك وإذا شرب إنسان أو حيوان ماء يحتوي هذا العلق، فإنه يصل إلى القصبات الهوائية فالرئتين حيث يتغذى بالدم مباشرة وقد تسبب الاختناق وموت المضيف. وقد يكون هو النوع الوحيد من الحلقيات الذي يسبب أذى مباشراً للإنسان، ويؤدي إلى موت الكثير من الحيوانات التي يربيها كالأبقار والمواشي عندما ترد الماء في مناطق وجود علق النيل.
    منى حيدر

يعمل...
X