يتركك يوم عمل مكتبي طويل في حالة فقدان من الطاقة ورغبة شديدة في مشاهدة التلفاز أو تناول وجبة جاهزة، لكنك فعليًا كنت جالسًا طوال الوقت، إذن لماذا تشعر بنفس مقدار تعب من يقومون بوظائف حركية؟
تتفاقم المعاناة عند التخبط في قائمة المهام الضرورية كلما اقتربت ساعة العودة إلى المنزل، يزداد الأمر سوءًا عندما تصادف زميل عمل يود التحدث معك «دقيقة واحدة سريعة».
وجدت دراسة حديثة فُحصت فيها أدمغة أشخاص في مراحل مختلفة من يوم عملهم أن المهام التي تتطلب جهدًا وتركيزًا مستمرًا قد تؤدي إلى تراكم مادة سامة في غالب الأحيان تسمى الغلوتامات.
تُستخدم الغلوتامات عادةً لإرسال الإشارات بين الخلايا العصبية، تنبه الغلوتامات بتراكيزها العالية المناطق الدماغية المسؤولة عن التخطيط واتخاذ القرارات، وهي القشرة الوحشية للفص الجبهي.
وجدت الدراسات أن للتعب الذهني آثارًا جسديةً حقيقية. على غرار قرارات المحكمة التي قد تتغير حسب إرهاق القاضي، على الأرجح سيصف الطبيب مضادات حيوية غير ضرورية في نهاية فحص سريري متعِب.
تبحث الدراسة الجديدة كون الوظائف الإدراكية -كالتركيز والتذكر والعمل على عدة مهام وحل المشكلات- تسبب التعب للقشرة الجبهية الوحشية، ما قد يؤثر في قراراتنا التي نتخذها ونحن متعبون بعد أداء الكثير من المهام.
الدماغ هو مركز قيادة الجسم، يعمل على تنظيم الدورة الدموية والتنفس والوظائف الحركية والجهاز العصبي، ويقوم بكل هذه الأنشطة مستهلكًا قدرًا كبيرًا من الطاقة.
تحلل الخلايا العصبية المواد الغذائية لتحرر الطاقة -عملية الاستقلاب- لكن هذه العملية تسبب تراكم المنتجات الثانوية المعروفة بالمستقلَبات. الغلوتامات هي نوع من المستقلبات، يتخلص الدماغ من هذه النفايات الكيميائية السامة في أثناء النوم.
أراد الباحثون مراقبة: هل الوظائف الذهنية التي تستغرق وقتًا طويلًا تستنزف إمداد الدماغ بالمواد الغذائية؟ واختبروا أيضًا: هل تؤدي هذه الوظائف إلى زيادة تراكيز المواد السامة في الباحة القشرية الجبهية، وذلك بمقارنة الباحة القشرية الجبهية بالباحة البصرية الأولية التي تستقبل المعلومات البصرية وتعالجها.
قسم الباحثون 40 مشاركًا إلى مجموعتين، جلس كل منهم في مكتب أمام شاشة حاسوب مدة ست ساعات ونصف، إحدى المجموعتين كُلفت بمهام صعبة تستدعي عمل الذاكرة وزيادة التركيز.
مثلًا، عُرضت حروف أبجدية تتبدل كل عدة ثوان، وطُلب من المشارك تصنيفها حسب طبيعتها صوتية أو ساكنة، أو حسب ألوانها أو حسب طريقة كتابتها. كُلفت المجموعة الثانية بمهام مشابهة لكنها أبسط بكثير. حققت المجموعتان معدل 80% من الإجابات الصحيحة.
استخدم الباحثون التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي لفحص أدمغة المشاركين وقياس مستويات المستقلبات فيها، أُخذت القراءات مرة في بداية اليوم ومرة في منتصفه ومرة في نهايته.
وجدوا علامات التعب كازدياد تركيز الغلوتامات عند مجموعة المهام الصعبة فقط، تراكم الكيماويات السامة كان واضحًا في الباحة القشرية للفص الجبهي الوحشي وليس في الباحة البصرية الأولية.
بعد إتمام المهام السابقة، اختبرت المجموعتان فحصًا لاتخاذ القرارات، شملت خيارات حول استعدادهم لممارسة جهد بدني –مثل ركوب الدراجة بشدات مختلفة- أو جهد عقلي -نماذج أخرى من المهام الذهنية- أو اختبار قدرتهم على الانتظار للحصول على جائزة مالية أكبر. تراوحت الجائزة بين 0.1 و50 يورو، وتراوح وقت استلام الجائزة بين الاستلام الفوري والتحويل المصرفي بعد عام.
توصل الباحثون إلى أن أعضاء مجموعة المهام الصعبة اختبروا تزايدًا في مستويات المستقلبات في الباحة القشرية للفص الجبهي الوحشي، واختاروا لاحقًا مهام أقل إرهاقًا وجهدًا، كانت حدقاتهم أقل اتساعًا، واستغرقوا وقتًا أقل في اتخاذ القرارات، ما يشير إلى أنهم اعتبروا هذا الجزء من المهمة غير ضروري.
تثير الدراسة تساؤلات حول ساعات العمل بشكلها المطبق حاليًا، وفقًا للنتائج فإن المهام الإدراكية الصعبة التي تتطلب ذاكرة فعالة وتركيزًا حاضرًا يجب أن توزع على مدار اليوم، مع الأخذ في الحسبان أن أداء المهام في نهاية اليوم قد يؤدي إلى نتائج سيئة.
يحتوي الدماغ العديد من الباحات التي تنشط عند أداء الوظائف المتنوعة كالكلام والسمع ووضع الخطط، لذلك لا يمكننا تفسير كل القرارات والمهام في الحياة اعتمادًا على الدراسة السابقة.
فيما يتعلق بالتفاعلات الحاصلة في الجسم بالكامل، تقترح دراسة أخرى أنه من الأفضل تلقي المعلومات الجديدة واستيعابها في حالة الجوع، وإن كان الجوع يجعل عملية تخزين المعلومات أصعب، إذ يؤدي إلى عدم وجود المواد الكافية لبناء المسارات العصبية الخاصة بالذاكرة طويلة الأمد.
القرارات المتعلقة بطرف ثالث -كالقاضي الذي عليه أن يصدر حكمًا على المتهم- ربما من الأفضل أن تُتخذ في حالة شبع، في حين تتأثر المهام التي تتضمن مهارات حركية عالية كالعمليات الجراحية. قد يُفسر هذا بأنه بعد تناول الطعام يقل الاهتمام بالبحث عن غذاء، ما يمنحنا القدرة على الحكم بموضوعية أكثر على بيئتنا المحيطة، أما في حالة الشبع فيحتاج الجسم إلى معالجة الطعام الموجود مسبقًا، لذلك تكون المهام الحركية المعقدة غير محبذة في تلك الحالة.
في المرة القادمة التي يكون عليك فيها اتخاذ قرار صعب بعد نهاية يوم طويل، كن على حذر بأنك ستتجه نحو الخيارات ذات النتائج قصيرة المدى بأقل كمية جهد مبذول، أجّل اتخاذ قرارات كهذه إن استطعت.
تتفاقم المعاناة عند التخبط في قائمة المهام الضرورية كلما اقتربت ساعة العودة إلى المنزل، يزداد الأمر سوءًا عندما تصادف زميل عمل يود التحدث معك «دقيقة واحدة سريعة».
وجدت دراسة حديثة فُحصت فيها أدمغة أشخاص في مراحل مختلفة من يوم عملهم أن المهام التي تتطلب جهدًا وتركيزًا مستمرًا قد تؤدي إلى تراكم مادة سامة في غالب الأحيان تسمى الغلوتامات.
تُستخدم الغلوتامات عادةً لإرسال الإشارات بين الخلايا العصبية، تنبه الغلوتامات بتراكيزها العالية المناطق الدماغية المسؤولة عن التخطيط واتخاذ القرارات، وهي القشرة الوحشية للفص الجبهي.
وجدت الدراسات أن للتعب الذهني آثارًا جسديةً حقيقية. على غرار قرارات المحكمة التي قد تتغير حسب إرهاق القاضي، على الأرجح سيصف الطبيب مضادات حيوية غير ضرورية في نهاية فحص سريري متعِب.
تبحث الدراسة الجديدة كون الوظائف الإدراكية -كالتركيز والتذكر والعمل على عدة مهام وحل المشكلات- تسبب التعب للقشرة الجبهية الوحشية، ما قد يؤثر في قراراتنا التي نتخذها ونحن متعبون بعد أداء الكثير من المهام.
الدماغ هو مركز قيادة الجسم، يعمل على تنظيم الدورة الدموية والتنفس والوظائف الحركية والجهاز العصبي، ويقوم بكل هذه الأنشطة مستهلكًا قدرًا كبيرًا من الطاقة.
تحلل الخلايا العصبية المواد الغذائية لتحرر الطاقة -عملية الاستقلاب- لكن هذه العملية تسبب تراكم المنتجات الثانوية المعروفة بالمستقلَبات. الغلوتامات هي نوع من المستقلبات، يتخلص الدماغ من هذه النفايات الكيميائية السامة في أثناء النوم.
أراد الباحثون مراقبة: هل الوظائف الذهنية التي تستغرق وقتًا طويلًا تستنزف إمداد الدماغ بالمواد الغذائية؟ واختبروا أيضًا: هل تؤدي هذه الوظائف إلى زيادة تراكيز المواد السامة في الباحة القشرية الجبهية، وذلك بمقارنة الباحة القشرية الجبهية بالباحة البصرية الأولية التي تستقبل المعلومات البصرية وتعالجها.
قسم الباحثون 40 مشاركًا إلى مجموعتين، جلس كل منهم في مكتب أمام شاشة حاسوب مدة ست ساعات ونصف، إحدى المجموعتين كُلفت بمهام صعبة تستدعي عمل الذاكرة وزيادة التركيز.
مثلًا، عُرضت حروف أبجدية تتبدل كل عدة ثوان، وطُلب من المشارك تصنيفها حسب طبيعتها صوتية أو ساكنة، أو حسب ألوانها أو حسب طريقة كتابتها. كُلفت المجموعة الثانية بمهام مشابهة لكنها أبسط بكثير. حققت المجموعتان معدل 80% من الإجابات الصحيحة.
استخدم الباحثون التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي لفحص أدمغة المشاركين وقياس مستويات المستقلبات فيها، أُخذت القراءات مرة في بداية اليوم ومرة في منتصفه ومرة في نهايته.
وجدوا علامات التعب كازدياد تركيز الغلوتامات عند مجموعة المهام الصعبة فقط، تراكم الكيماويات السامة كان واضحًا في الباحة القشرية للفص الجبهي الوحشي وليس في الباحة البصرية الأولية.
بعد إتمام المهام السابقة، اختبرت المجموعتان فحصًا لاتخاذ القرارات، شملت خيارات حول استعدادهم لممارسة جهد بدني –مثل ركوب الدراجة بشدات مختلفة- أو جهد عقلي -نماذج أخرى من المهام الذهنية- أو اختبار قدرتهم على الانتظار للحصول على جائزة مالية أكبر. تراوحت الجائزة بين 0.1 و50 يورو، وتراوح وقت استلام الجائزة بين الاستلام الفوري والتحويل المصرفي بعد عام.
توصل الباحثون إلى أن أعضاء مجموعة المهام الصعبة اختبروا تزايدًا في مستويات المستقلبات في الباحة القشرية للفص الجبهي الوحشي، واختاروا لاحقًا مهام أقل إرهاقًا وجهدًا، كانت حدقاتهم أقل اتساعًا، واستغرقوا وقتًا أقل في اتخاذ القرارات، ما يشير إلى أنهم اعتبروا هذا الجزء من المهمة غير ضروري.
تثير الدراسة تساؤلات حول ساعات العمل بشكلها المطبق حاليًا، وفقًا للنتائج فإن المهام الإدراكية الصعبة التي تتطلب ذاكرة فعالة وتركيزًا حاضرًا يجب أن توزع على مدار اليوم، مع الأخذ في الحسبان أن أداء المهام في نهاية اليوم قد يؤدي إلى نتائج سيئة.
يحتوي الدماغ العديد من الباحات التي تنشط عند أداء الوظائف المتنوعة كالكلام والسمع ووضع الخطط، لذلك لا يمكننا تفسير كل القرارات والمهام في الحياة اعتمادًا على الدراسة السابقة.
فيما يتعلق بالتفاعلات الحاصلة في الجسم بالكامل، تقترح دراسة أخرى أنه من الأفضل تلقي المعلومات الجديدة واستيعابها في حالة الجوع، وإن كان الجوع يجعل عملية تخزين المعلومات أصعب، إذ يؤدي إلى عدم وجود المواد الكافية لبناء المسارات العصبية الخاصة بالذاكرة طويلة الأمد.
القرارات المتعلقة بطرف ثالث -كالقاضي الذي عليه أن يصدر حكمًا على المتهم- ربما من الأفضل أن تُتخذ في حالة شبع، في حين تتأثر المهام التي تتضمن مهارات حركية عالية كالعمليات الجراحية. قد يُفسر هذا بأنه بعد تناول الطعام يقل الاهتمام بالبحث عن غذاء، ما يمنحنا القدرة على الحكم بموضوعية أكثر على بيئتنا المحيطة، أما في حالة الشبع فيحتاج الجسم إلى معالجة الطعام الموجود مسبقًا، لذلك تكون المهام الحركية المعقدة غير محبذة في تلك الحالة.
في المرة القادمة التي يكون عليك فيها اتخاذ قرار صعب بعد نهاية يوم طويل، كن على حذر بأنك ستتجه نحو الخيارات ذات النتائج قصيرة المدى بأقل كمية جهد مبذول، أجّل اتخاذ قرارات كهذه إن استطعت.