يشير بحث جديد إلى أن تعاطي الحشيش يمكن أن يجعل الشخص المتعاطي أكثر عرضةً لما يسمى الذاكرة الزائفة!
ربطت الأبحاث والدراسات السابقة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية تعاطي الحشيش، بغية المتعة والترفيه عن الذات، بإضعاف وتقليل انتباه الشخص المتعاطي إضافةً إلى تأخير سرعة ردود أفعاله واستجاباته لما حوله، ما يؤدي إلى تضاعف خطر وقوع حوادث مرورية قاتلة، إذ يمكن أن يضعف الحشيش على المدى القصير وظيفة الذاكرة المعرفية والتنفيذية، وأن يزيد تشتت انتباه الشخص المتعاطي.
تشير دراسة حديثة نُشرت مؤخرًا في مجلة «Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America» إلى أن تعاطي الحشيش يمكن أن يجعل المتعاطي أكثر عرضة لـ «الذاكرة الزائفة»، وهو مصطلح مضلل ومخادع كما يقول بعض الخبراء، إذ إنه يتجسد على أرض الواقع على نحو أكثر شناعة مما هو عليه بالفعل!
الذكريات الزائفة هي تذكر شيء لم يحدث، أو اختلاق ذكريات مختلفة عن الطريقة التي حدثت بها بالفعل، ولكن هذا قد لا يصل الى حد الهلوسات، كأن يدعي المتعاطي أن التنانين أو أن حيواناته الأليفة بدأت تتحدث إليه، إن لم يكن تعاطيه الحشيش مزمنًا، لأنّ قابلية حدوث الذكريات الزائفة تزداد مع التعاطي المزمن للحشيش.
بدلًا من ذلك، فإن المتعاطين أكثر عرضةً لتذكر الكلمات الافتراضية البعيدة عن الواقع، وأكثر عرضةً للذكريات الزائفة المبنية على توصيفات واقتراحات من الآخرين، إذ أظهرت الدراسات أنه حتى جرعة واحدة من الحشيش تؤثر في صنع القرار لدى الشخص وتستهدف الذاكرة المعرفية لديه.
اختبار الذكريات تحت تأثير الحشيش
لاختبار هذا التأثير، اختار باحثون في هولندا وأستراليا وألمانيا والولايات المتحدة 64 متطوعًا بالغين أصحاء للمشاركة في الدراسة، إذ أُعدت التجربة، المضبوطة بالدواء الوهمي، باعتماد المنهج العشوائي فيما يخص توزيع المشاركين على مجموعتي الدراسة، إذ أُعطي الدواء الوهمي لإحدى المجموعتين، والحشيش للأخرى.
أُعطي بعض المشاركين الحشيش والبعض الآخر دواءً وهميًا، مع الحرص على عدم معرفتهم لأي المجموعتين ينتمي كل مشارك، وخضع الجميع للاختبارات المتعلقة بالذاكرة، بما في ذلك اختبارات الكلمات الموحدة والموثوقة، وصولًا إلى نقل المعلومات بعد الخضوع لسيناريوهات في الواقع الافتراضي تتضمن أن يكون المشارك شاهد عيان أو مرتكب جريمة.
بعد أسبوع، أجرى الباحثون مقابلات مراقبة ومسجلة مع المشاركين قُدّم لهم من خلالها معلومات خاطئة بمجموعة من الأسئلة الإرشادية الموحية بواسطة شاهد عيان مشارك افتراضي.
وجد الباحثون إجمالًا أن الذين تناولوا الحشيش دون معرفة أنهم تلقوه كانوا أكثر عرضةً لتأثيرات الذاكرة الزائفة المعززة، وأنهم ضاعفوا عدد الذكريات الزائفة فى سيناريو الواقع الافتراضي مقارنةً بأولئك الذين تناولوا بدائل أُخرى، وخاصةً عند وصول المشاركين متعاطي الحشيش لحالة النشوة.
خلُصت الدراسة إلى أنه ورغم أن الحشيش يرتبط في كثير من الأحيان بالتأثيرات الإيجابية مثل تقليل الألم على سبيل المثال، لكنه قد يقود أيضًا إلى ذكريات ضبابية مشوشة، ما يفتح الباب في النهاية للتأثيرات السلبية الأُخرى مثل الزيادة في عدد الذكريات الزائفة المتكونة لدى أولئك الأفراد.
لاحظ الباحثون أن تداعيات الحياة الواقعية تقع على عاتق ضباط الشرطة والمحققين الآخرين الذين يسعون للحصول على أقوال أكثر دقة وصدقًا من الشهود، بما في ذلك أولئك الذين يكونون تحت تأثير الحشيش، لذلك يجب على المحققين انتظارهم حتى يستعيدوا وعيهم ويعودوا لرشدهم، وإلا فسيكون المحققون أكثر عرضة لتأكيد الأسئلة الرئيسية والموحية وليس بالضرورة الحصول على تفاصيل صادقة من الأحداث التي ربما قد شهدها متعاطو الحشيش حقًا!
وجد الباحثون أنه بعد أسبوع، كان لدى المشاركين المنتشين والمشاركين المتزنين نفس معدل تذكر واسترجاع الذاكرة تقريبًا، ما يشير إلى أن آثار تعاطي الحشيش قد استقرت وتساوت مع معدل الفقدان الطبيعي للذكريات على المدى القصير.
تميل الذاكرة المتزنة والرصينة إلى أن تصبح ضبابية ومشوشة أيضًا
بالنسبة إلى الدكتورة ماري كليفتون، الخبيرة بالدراسات حول مادة الحشيش في مدينة نيويورك، ولم تشارك في الدراسة، فإنّ مقارنة النتائج بعد أسبوع واحد فقط تشير إلى أنه سواء كان المشاركون متزنين أو منتشين؛ فإن قدرتهم على تذكر ما رأوه توصّلت إلى نقطة مشتركة، إذ إنه -ووفقًا لأحد الخبراء- فإن المشاركين المتزنين قد فقدوا الذاكرة بمرور الوقت، وقد كان ذلك غريبًا جدًا بالنسبة الى الباحثين.
قد يُعزى ذلك أيضًا إلى أننا جميعًا نفقد بعض الذكريات بمرور الوقت، إذ تقرر أدمغتنا ما هو مهم وما هو غير مهم لتذكره، حتى لو تضمن ذلك تفاصيل جريمة قد شهدنا حدوثها قبل أسبوع واحد فقط!
أضافت الباحثة كليفتون إنه وبسبب كيفية تفاعل القنب مع الحُصين (الجزء من الدماغ مرتبط بالذاكرة) فإن الحشيش ينشّط مستقبلات في الحُصين تنتج عنها إشارات تجزئ الأفكار وتخفف الارتباطات بينها ما يؤدي لزيادة التشتت والضياع، لذلك فإن النتائج الملاحظة بعد أسبوع واحد فقط من بدء التجربة بين الشهود المشاركين المتزنين والشهود المشاركين المنتشين تستحق مزيدًا من الدراسة.
تضيف كليفنتون أنه وبغض النظر عن ذلك، بما أن المواد والجزيئات المختلفة ذات تأثير مختلف أيضًا على الدماغ، فإن العثور على الحقيقة في التحقيق والتحرّي يجب أن ينطوي على الأخذ في عين الاعتبار الحالة التي قد يكون فيها الشاهد المشارك في الدراسة، لذلك ينبغى لمقابلات التحقيق أن تقلل إلى أدنى حد من استجواب شهود العيان والمشتبه فيهم الذين يُعتقد أنهم قد تعاطوا الحشيش، وفيما يتعلق بنظام العدالة الجنائية، قد تكون النتائج أكثر فائدة لمحاميّ الدفاع أو غيرهم ممن قد يستجوبون ما يسمى بشهود العيان.
هل هي حقًا ذكريات زائفة؟
أم أن الناس ببساطة أكثر قابلية للإيحاء واختلاق الأمور عندما يكونون في حالة نشوة؟
وجد الدكتور جوردان تيشلر، وهو طبيب ارتاد جامعة هارفارد ويتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة إنهيل إم دي، والذي لم يشارك أيضًا في الدراسة، أن ذلك الأمر، من ناحية المنهجية والنهج المتبع، مثير للاهتمام لدرجة الجنون، أي من خلال مزج الأساليب المجربة والحقيقية مع التكنولوجيا الأحدث مثل الواقع الافتراضي، ولكنه اعترض على عنوان الدراسة المطروح لأنه يضعنا موضع التضليل والخداع من وجهة نظر تيشلر.
وأشار إلى أن العنوان الرئيسي للدراسة كما لو أنه يؤكد أن أي شخص يتعاطى الحشيش غير جدير بالثقة، وبالتأكيد لم تكن تلك نوايا المؤلفين مثلما يعتقد الدكتور تيشلر.
بدلاً من ذلك، كما يقول، تشير النتائج إلى أن الأشخاص الواقعين تحت تأثير الحشيش ميالون أكثر لإعطاء الموافقة وأكثر احتمالًا وعرضةً للتعايش والانسجام. ومثل الطفل الذي يحاول إرضاء أحد والديه، قد يكون الشخص الواقع تحت تأثير الحشيش أكثر عرضة للمتابعة والانخراط مع الأسئلة الإرشادية والموحية.
هذا يعني أن كيفية صياغة السؤال الموجه نحو الشخص المتعاطي للحشيش أكثر أهمية، على سبيل المثال، سؤال شخص ما بينما هو منتشي، «هل رأيت السيارة البيضاء؟» قد يدفعه للإجابة بسرعة بنعم في كثير من الأحيان، حتى لو كانت السيارة حمراء أو زرقاء أو سوداء، بدلًا من ذلك، علينا صياغة السؤال بالشكل «ماذا رأيت؟» إذ يمكن لذلك أن يستخرج إجابات أكثر صدقًا ويتعارض مع ميول الشخص المنتشي ليكون مفيدًا، حتى لو لم تكن إجاباته محددة ودقيقة تمامًا.
في حين أن هذا البحث يعدّ مثيرًا للاهتمام بسبب كيفية ارتباطه بذاكرة الأشخاص أثناء وجودهم تحت تأثير الحشيش، فبحسب رأي الدكتور تيشلر، فإن هذا النهج من الأبحاث، حتى الآن، من المرجح أن يكون له تأثيرٌ ضئيلٌ في نظام العدالة الجنائية، إذ يقول: «لست متأكدًا من أن لها العديد من الآثار العملية. ولكن من الناحية القانونية -وبما أني لستُ محاميًا- فإن ذلك يجعلني أبدو كالأحمق».
ربطت الأبحاث والدراسات السابقة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية تعاطي الحشيش، بغية المتعة والترفيه عن الذات، بإضعاف وتقليل انتباه الشخص المتعاطي إضافةً إلى تأخير سرعة ردود أفعاله واستجاباته لما حوله، ما يؤدي إلى تضاعف خطر وقوع حوادث مرورية قاتلة، إذ يمكن أن يضعف الحشيش على المدى القصير وظيفة الذاكرة المعرفية والتنفيذية، وأن يزيد تشتت انتباه الشخص المتعاطي.
تشير دراسة حديثة نُشرت مؤخرًا في مجلة «Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America» إلى أن تعاطي الحشيش يمكن أن يجعل المتعاطي أكثر عرضة لـ «الذاكرة الزائفة»، وهو مصطلح مضلل ومخادع كما يقول بعض الخبراء، إذ إنه يتجسد على أرض الواقع على نحو أكثر شناعة مما هو عليه بالفعل!
الذكريات الزائفة هي تذكر شيء لم يحدث، أو اختلاق ذكريات مختلفة عن الطريقة التي حدثت بها بالفعل، ولكن هذا قد لا يصل الى حد الهلوسات، كأن يدعي المتعاطي أن التنانين أو أن حيواناته الأليفة بدأت تتحدث إليه، إن لم يكن تعاطيه الحشيش مزمنًا، لأنّ قابلية حدوث الذكريات الزائفة تزداد مع التعاطي المزمن للحشيش.
بدلًا من ذلك، فإن المتعاطين أكثر عرضةً لتذكر الكلمات الافتراضية البعيدة عن الواقع، وأكثر عرضةً للذكريات الزائفة المبنية على توصيفات واقتراحات من الآخرين، إذ أظهرت الدراسات أنه حتى جرعة واحدة من الحشيش تؤثر في صنع القرار لدى الشخص وتستهدف الذاكرة المعرفية لديه.
اختبار الذكريات تحت تأثير الحشيش
لاختبار هذا التأثير، اختار باحثون في هولندا وأستراليا وألمانيا والولايات المتحدة 64 متطوعًا بالغين أصحاء للمشاركة في الدراسة، إذ أُعدت التجربة، المضبوطة بالدواء الوهمي، باعتماد المنهج العشوائي فيما يخص توزيع المشاركين على مجموعتي الدراسة، إذ أُعطي الدواء الوهمي لإحدى المجموعتين، والحشيش للأخرى.
أُعطي بعض المشاركين الحشيش والبعض الآخر دواءً وهميًا، مع الحرص على عدم معرفتهم لأي المجموعتين ينتمي كل مشارك، وخضع الجميع للاختبارات المتعلقة بالذاكرة، بما في ذلك اختبارات الكلمات الموحدة والموثوقة، وصولًا إلى نقل المعلومات بعد الخضوع لسيناريوهات في الواقع الافتراضي تتضمن أن يكون المشارك شاهد عيان أو مرتكب جريمة.
بعد أسبوع، أجرى الباحثون مقابلات مراقبة ومسجلة مع المشاركين قُدّم لهم من خلالها معلومات خاطئة بمجموعة من الأسئلة الإرشادية الموحية بواسطة شاهد عيان مشارك افتراضي.
وجد الباحثون إجمالًا أن الذين تناولوا الحشيش دون معرفة أنهم تلقوه كانوا أكثر عرضةً لتأثيرات الذاكرة الزائفة المعززة، وأنهم ضاعفوا عدد الذكريات الزائفة فى سيناريو الواقع الافتراضي مقارنةً بأولئك الذين تناولوا بدائل أُخرى، وخاصةً عند وصول المشاركين متعاطي الحشيش لحالة النشوة.
خلُصت الدراسة إلى أنه ورغم أن الحشيش يرتبط في كثير من الأحيان بالتأثيرات الإيجابية مثل تقليل الألم على سبيل المثال، لكنه قد يقود أيضًا إلى ذكريات ضبابية مشوشة، ما يفتح الباب في النهاية للتأثيرات السلبية الأُخرى مثل الزيادة في عدد الذكريات الزائفة المتكونة لدى أولئك الأفراد.
لاحظ الباحثون أن تداعيات الحياة الواقعية تقع على عاتق ضباط الشرطة والمحققين الآخرين الذين يسعون للحصول على أقوال أكثر دقة وصدقًا من الشهود، بما في ذلك أولئك الذين يكونون تحت تأثير الحشيش، لذلك يجب على المحققين انتظارهم حتى يستعيدوا وعيهم ويعودوا لرشدهم، وإلا فسيكون المحققون أكثر عرضة لتأكيد الأسئلة الرئيسية والموحية وليس بالضرورة الحصول على تفاصيل صادقة من الأحداث التي ربما قد شهدها متعاطو الحشيش حقًا!
وجد الباحثون أنه بعد أسبوع، كان لدى المشاركين المنتشين والمشاركين المتزنين نفس معدل تذكر واسترجاع الذاكرة تقريبًا، ما يشير إلى أن آثار تعاطي الحشيش قد استقرت وتساوت مع معدل الفقدان الطبيعي للذكريات على المدى القصير.
تميل الذاكرة المتزنة والرصينة إلى أن تصبح ضبابية ومشوشة أيضًا
بالنسبة إلى الدكتورة ماري كليفتون، الخبيرة بالدراسات حول مادة الحشيش في مدينة نيويورك، ولم تشارك في الدراسة، فإنّ مقارنة النتائج بعد أسبوع واحد فقط تشير إلى أنه سواء كان المشاركون متزنين أو منتشين؛ فإن قدرتهم على تذكر ما رأوه توصّلت إلى نقطة مشتركة، إذ إنه -ووفقًا لأحد الخبراء- فإن المشاركين المتزنين قد فقدوا الذاكرة بمرور الوقت، وقد كان ذلك غريبًا جدًا بالنسبة الى الباحثين.
قد يُعزى ذلك أيضًا إلى أننا جميعًا نفقد بعض الذكريات بمرور الوقت، إذ تقرر أدمغتنا ما هو مهم وما هو غير مهم لتذكره، حتى لو تضمن ذلك تفاصيل جريمة قد شهدنا حدوثها قبل أسبوع واحد فقط!
أضافت الباحثة كليفتون إنه وبسبب كيفية تفاعل القنب مع الحُصين (الجزء من الدماغ مرتبط بالذاكرة) فإن الحشيش ينشّط مستقبلات في الحُصين تنتج عنها إشارات تجزئ الأفكار وتخفف الارتباطات بينها ما يؤدي لزيادة التشتت والضياع، لذلك فإن النتائج الملاحظة بعد أسبوع واحد فقط من بدء التجربة بين الشهود المشاركين المتزنين والشهود المشاركين المنتشين تستحق مزيدًا من الدراسة.
تضيف كليفنتون أنه وبغض النظر عن ذلك، بما أن المواد والجزيئات المختلفة ذات تأثير مختلف أيضًا على الدماغ، فإن العثور على الحقيقة في التحقيق والتحرّي يجب أن ينطوي على الأخذ في عين الاعتبار الحالة التي قد يكون فيها الشاهد المشارك في الدراسة، لذلك ينبغى لمقابلات التحقيق أن تقلل إلى أدنى حد من استجواب شهود العيان والمشتبه فيهم الذين يُعتقد أنهم قد تعاطوا الحشيش، وفيما يتعلق بنظام العدالة الجنائية، قد تكون النتائج أكثر فائدة لمحاميّ الدفاع أو غيرهم ممن قد يستجوبون ما يسمى بشهود العيان.
هل هي حقًا ذكريات زائفة؟
أم أن الناس ببساطة أكثر قابلية للإيحاء واختلاق الأمور عندما يكونون في حالة نشوة؟
وجد الدكتور جوردان تيشلر، وهو طبيب ارتاد جامعة هارفارد ويتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة إنهيل إم دي، والذي لم يشارك أيضًا في الدراسة، أن ذلك الأمر، من ناحية المنهجية والنهج المتبع، مثير للاهتمام لدرجة الجنون، أي من خلال مزج الأساليب المجربة والحقيقية مع التكنولوجيا الأحدث مثل الواقع الافتراضي، ولكنه اعترض على عنوان الدراسة المطروح لأنه يضعنا موضع التضليل والخداع من وجهة نظر تيشلر.
وأشار إلى أن العنوان الرئيسي للدراسة كما لو أنه يؤكد أن أي شخص يتعاطى الحشيش غير جدير بالثقة، وبالتأكيد لم تكن تلك نوايا المؤلفين مثلما يعتقد الدكتور تيشلر.
بدلاً من ذلك، كما يقول، تشير النتائج إلى أن الأشخاص الواقعين تحت تأثير الحشيش ميالون أكثر لإعطاء الموافقة وأكثر احتمالًا وعرضةً للتعايش والانسجام. ومثل الطفل الذي يحاول إرضاء أحد والديه، قد يكون الشخص الواقع تحت تأثير الحشيش أكثر عرضة للمتابعة والانخراط مع الأسئلة الإرشادية والموحية.
هذا يعني أن كيفية صياغة السؤال الموجه نحو الشخص المتعاطي للحشيش أكثر أهمية، على سبيل المثال، سؤال شخص ما بينما هو منتشي، «هل رأيت السيارة البيضاء؟» قد يدفعه للإجابة بسرعة بنعم في كثير من الأحيان، حتى لو كانت السيارة حمراء أو زرقاء أو سوداء، بدلًا من ذلك، علينا صياغة السؤال بالشكل «ماذا رأيت؟» إذ يمكن لذلك أن يستخرج إجابات أكثر صدقًا ويتعارض مع ميول الشخص المنتشي ليكون مفيدًا، حتى لو لم تكن إجاباته محددة ودقيقة تمامًا.
في حين أن هذا البحث يعدّ مثيرًا للاهتمام بسبب كيفية ارتباطه بذاكرة الأشخاص أثناء وجودهم تحت تأثير الحشيش، فبحسب رأي الدكتور تيشلر، فإن هذا النهج من الأبحاث، حتى الآن، من المرجح أن يكون له تأثيرٌ ضئيلٌ في نظام العدالة الجنائية، إذ يقول: «لست متأكدًا من أن لها العديد من الآثار العملية. ولكن من الناحية القانونية -وبما أني لستُ محاميًا- فإن ذلك يجعلني أبدو كالأحمق».